الشيخ عبد الله بنطاهر التناني/ الالتفات في الصلاة اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد في نوفمبر 11, 2021 خطبة: الالتفات في الصلاةاختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد للشيخ عبد الله بنطاهر التناني الحمد لله الذي جعل الصلاة رأس العبادات، وأمر بالمحافظة عليها بالشروط والأركان والأوقات، وفضل جماعتها على سائر الجماعات، ونهى عند أدائها عن الاستدارة والالتفات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في الأفعال والأسماء والصفات، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله سيد السادات، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه ما دامت الأرض والسموات. أما بعد فيا أيها الإخوة المؤمنون؛ أوصيكم ونفسي أولا بتقوى الله وطاعته. قدمنا لكم في الجمعة الماضية أن النبيﷺ معصوم من الذنوب، لا حظ فيه للشيطان، والعصمة خاصة بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام، أما نحن فللشيطان فينا حظوظ حتى في صلواتنا، ومن حظ الشيطان في صلواتنا الالتفات، وقد سألت أمنا عائشة -رضي الله عنها- النبيﷺ عن الالتفات في الصلاة، فقالﷺ: «ذلك اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد» رواه البخاري والنسائي. حكم الالتفات في الصلاة مقارنة بين. والالتفات في الصلاة أربعة أنواع: الالتفات بالقلب، أو بالعين، أو بالوجه، أو بالجسد؛ والالتفات بالعين والوجه والجسد دليل وعلامة على الالتفات بالقلب؛ كما جاء في الأثر: «لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه».
حكم الالتفات في الصلاة على الميت
وبهذا يظهر أن الحديث ضعيف لا يعول عليه وبالتالي فإن الالتفات في الصلاة لغير حاجة مكروه كما هو مذهب الجمهور من أهل الفقه والعلم وهذا الحكم عام في صلاة الفريضة وصلاة النافلة ويدل على ذلك ما رواه البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت:( سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة ؟ فقال: هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد). والالتفات في الصلاة يدل على عدم الخشوع لأن خشوع الجوارح من خشوع القلب وكما قال سعيد بن المسيب لما رأى رجلاً يتحرك في صلاته:[ لو خشع قلبه لخشعت جوارحه] وينبغي على المسلم أن يخشع في صلاته فلا يلتفت ولا يتحرك لغير حاجة ، قال تعالى: ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ).
حكم الالتفات في الصلاة لا يبطلان
الحمد لله. الالتفات في الصلاة أنواع:
1- منها: الالتفات بالصدر فيحول صدره عن جهة القبلة ، فهذا الالتفات يبطل الصلاة ،
لأن استقبال القبلة شرط من شروط صحة الصلاة. وانظر لمزيد الفائدة جواب السؤال رقم: ( 65853). حكم الالتفات في الصلاة للاستعاذة من الشيطان. 2- الالتفات بالرأس أو بالعين فقط ، مع بقاء البدن مستقبلاً القبلة ، فهذا الالتفات
مكروه ، إلا إذا فعله المسلم لحاجته إلى ذلك. فإذا فعله من غير حاجة فقد نقص ثواب صلاته ، غير أنها صحيحة لا تبطل بذلك. جاء في "الموسوعة الفقهية" (27 /109):
" لاَ خِلاَفَ بَيْنَ الْفُقَهَاءِ فِي كَرَاهَةِ الاِلْتِفَاتِ فِي الصَّلاَةِ ؛
لِحَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا قَالَتْ: سَأَلْتُ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الاِلْتِفَاتِ فِي الصَّلاَةِ ؟
فَقَال: ( هُوَ اخْتِلاَسٌ يَخْتَلِسُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ صَلاَةِ الْعَبْدِ)
رواه البخاري (751)
وَالْكَرَاهَةُ مُقَيَّدَةٌ بِعَدَمِ الْحَاجَةِ أَوِ الْعُذْرِ ، أَمَّا إِنْ
كَانَتْ هُنَاكَ حَاجَةٌ: كَخَوْفٍ عَلَى نَفْسِهِ أَوْ مَالِهِ لَمْ يُكْرَهْ "
انتهى. وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (7 /27):
" والالتفات مكروه في الصلاة وينقص ثوابها ، لكن لا تجب الإعادة على من التفت في
صلاته ؛ لأنه قد ثبت في أحاديث أخرى ما يدل على جواز الالتفات إذا دعت إليه الحاجة
، فعلم بذلك أنه لا يبطل الصلاة " انتهى.
حكم الالتفات في الصلاة والمرور بين
رواه البخاري. قال في سبل السلام: هو دليل على كراهة الالتفات في الصلاة، وحمله الجمهور على ذلك إذا كان التفاتاً لا يبلغ استدبار القبلة بصدره، وإلا كان مبطلاً للصلاة. انتهى. أما اللمح بالبصر دون أن يلوي عنقه فقد صرح بعض أهل العلم بإباحته، وإن كان خلاف الأولى كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 18452 ، ولبيان أقوال أهل العلم في موضع النظر أثناء الصلاة انظر الفتوى رقم: 55768. والله أعلم.
حكم الالتفات في الصلاة هو
حديث:( إياك والالتفات في الصلاة فإن الالتفات في الصلاة هلكة ، فإن كان ولا بد ففي التطوع لا في الفريضة) إن هذا الحديث لم يروه البخاري في صحيحه وإنما رواه الترمذي وهو حديث ضعيف عند المحققين من أهل الحديث وإن كان قد ورد في بعض نسخ الترمذي أنه صحيح. وهذا تفصيل ما قاله الدكتور حسام الدين بن موسى عفانة – أستاذ الفقه وأصوله – جامعة القدس – فلسطين:ـ
تكلم على الحديث العلامة ابن القيم فقال:[ … ولكن للحديث علتان:
أحدهما: أن رواية سعيد عن أنس لا تعرف. الثانية: إن في طريقه علي بن زيد بن جدعان] زاد المعاد 1/249. وضعف هذا الحديث الشيخ المحدث ناصر الدين الألباني فقال معلقاً على استدلال صاحب فقه السنة به:[ فيه مؤاخذتان:
الأولى: إن الترمذي لم يصححه وليس تصحيحه في أية نسخة من سنن الترمذي كما قال محققه الفاضل أحمد محمد شاكر بل في بعض نسخه ، قال: هذا حديث حسن وفي بعضها حديث غريب وفي أخرى هذا حديث حسن غريب. الثانية: أن الحديث ليس بصحيح ولا حسن لأنه من رواية علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب قال: قال أنس بن مالك: وهذا الإسناد ضعيف في علتان:
1. .. لعلكم تتفكرون | صحيفة الخليج. ضعف علي بن زيد. 2. الانقطاع بين ابن المسيب وأنس …] تمام المنة ص 308-309.
حكم الالتفات في الصلاة بيت العلم
وقد جاءت أحاديث كثيرة تدل على جواز الالتفات في الصلاة إذا كان ذلك لحاجة ، منها:
ما رواه مسلم (431) عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: ( اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّيْنَا وَرَاءَهُ وَهُوَ قَاعِدٌ وَأَبُو
بَكْرٍ يُسْمِعُ النَّاسَ تَكْبِيرَهُ ، فَالْتَفَتَ إِلَيْنَا فَرَآنَا قِيَامًا
فَأَشَارَ إِلَيْنَا فَقَعَدْنَا ، فَصَلَّيْنَا بِصَلَاتِهِ قُعُودًا). حكم الالتفات في الصلاة والمرور بين. وروى أبو داود (916) عَنْ سَهْلِ ابْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ رضي الله عنه قَالَ: (
ثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ - يَعْنِي صَلَاةَ الصُّبْحِ - فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي وَهُوَ يَلْتَفِتُ إِلَى الشِّعْبِ)
قَالَ أَبُو دَاوُد: وَكَانَ أَرْسَلَ فَارِسًا إِلَى الشِّعْبِ مِنْ اللَّيْلِ
يَحْرُسُ. صححه الألباني في "صحيح أبي داود". وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: " الالتفات في الصلاة للتعوذ بالله من الشيطان
الرجيم عند الوسوسة لا حرج فيه ، بل هو مستحب عند شدة الحاجة إليه بالرأس فقط "
"مجموع فتاوى ابن باز" (11 /130). 3- وهناك نوع ثالث من الالتفات ، وهو الالتفات في الصلاة بالقلب ، بالأفكار التي
ينشغل بها ولا يتدبر صلاته.
وثبت في سنن أبي داود وغيره من حديث سهل ابن الحنظلية قال: "ثوَّب بالصلاة يعني صلاة الصبح فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهو يلتفت إلى الشِّعْب " ، قال أبو داود: "وكان أرسل فارساً إلى الشِّعْبِ من الليل يحرس" ، ومعنى ثوَّب بالصلاة: بمعنى بكر بالإقامة. أما إذا كان الالتفات بالجسم كله أو بالصدر بحيث انتقل به لغير القبلة، فإن الصلاة تبطل لكون استقبال القبلة شرطاً من شروط الصلاة اتفاقاً وشذ ابن حزم ومن وافقه، وبالله التوفيق.