ونقتبس من موضوع نشر في الجزيرة بتاريخ 18/1/2017 ما يلي:
"يقول العلماء في دراستهم إن المجرات عبارة تشكيلات واسعة من النجوم والغازات المرتبطة معا بالجاذبية وتمر داخل هالات من المادة المظلمة، ودون غاز كاف لدعم تَشّكُل نجوم جديدة فإن المجرات تصبح باردة وتموت. ويوضح العالم المرشح لدرجة الدكتوراة الذي قاد الدراسة توبي براون أنه "يمكن للمجرات خلال حياتها أن تسكن هالات مختلفة الأحجام، تتراوح بين أحجام مماثلة لهالة مجرتنا درب التبانة إلى هالات أضخم بآلاف المرات". ويضيف أنه عندما تمر المجرات من خلال هذه الهالات الأكبر فإنها تتعرض لضغط شديد نتيجة البلازما فائقة السخونة التي تتخللها والتي تتسبب بإزالة غازات تلك المجرات في عملية متسارعة تدعى "تجريد ضغط الدفع". تفسير اية فلا اقسم بالخنس الجوار الكنس - موسوعة. ويصف براون هذه العملية بأنها أشبه "بمكنسة كونية عملاقة تمر عبر المجرات وتقوم فعليا بكنسها من الغاز"، مضيفا أنه "إذا أزلت الوقود اللازم لتشكل النجوم فإنك تقتل المجرة بشكل فعال وتحولها إلى كائن ميت". " إنتهى
وللمزيد يمكن الإطلاع أيضًا باللغة الإنجليزية في موقع The International Centre for Radio Astronomy Research ICRAR على الرابط /
أي أن عملية الكنس هذه لها أهمية كونية، لأنها تؤدي الى جعل المجرة عاقر في طريقها الى التحول الى كائن ميت.
تفسير اية فلا اقسم بالخنس الجوار الكنس - موسوعة
وقد تكتب لها الحياة من جديد إذا اتحدت مع مجرة أخرى لديها مخزون كاف من الغبار والغاز السديمي. ولو لخصنا ما سبق (الملخص لا يغني عن الشرح المفصّل أعلاه) نجد الآيات الكريمة تدل على ما يلي:
{فلا أقسم بالخنس}: الخُنس هو الغيمة الكونية الهائلة المكونة من المادة المظلمة. {الجوارِ الكُنّس} تعبير عن وصف قدرة الخنس (الغيمة الكونية الهائلة) عندما تجاور مجرة فتجري فيها مجرى الريح على الأرض، على أن تكنس غازها عنها، فتخرج منها المجرة وقد فقدت كل غازها السديمي. تفسير قوله تعالى: فلا أقسم بالخنس. {والليل إذا عسعس} يشير إلى واقعة إقتراب ودنو غيمة المادة المظلمة في خفة نحو مجرة. {والصبح إذا تنفس}: أن المجرة ستصبح سلبية حمراء (صبح) فتموت إذا تنفست أي خرج ما في جوفها من غاز سديمي. ، نتيجة مرورها خلال غيمة المادة المظلمة. ويجب أن ننوه هنا أن هذا الإعلام جاء في سياق قسَّم لتأكيد صدق قول الرسول صلى الله عليه وسلم، ولهذا جاءت هذه المعلومات في شكل عناوين (أو رؤوس أقلام) علينا الإستدلال منها لما تدل عليه كما ورد في الشرح أعلاه. وهذا الأسلوب في لغتنا العربية بلاغة يتميز بها هذا القرآن الكريم الذي تحتوى كلماته القليلة المحدودة أخبار وسعت عالمي الغيب والشهادة.
تفسير قوله تعالى: فلا أقسم بالخنس
لأنها تخنس في المغيب, أو لأنها تخنس نهارا. ويقال: هي الكواكب السيارة منها دون الثابتة. وقال الفراء في قوله تعالى: " فلا أقسم بالخنس. الجواري الكنس ": إنها النجوم الخمسة; زحل والمشتري والمريخ والزهرة وعطارد; لأنها تخنس في مجراها, وتكنس, أي تستتر كما تكنس الظباء في المغار, وهو الكناس. ويقال: سميت خنسا لتأخرها, لأنها الكواكب المتحيرة التي ترجع وتستقيم, يقال: خنس عنه يخنس بالضم خنوسا: تأخر, وأخنسه غيره: إذا خلفه ومضى عنه
كلما ما تقدم يتحث عن النجوم وهو تفسير ظاهري ودون الاشارة الى ربط البقع السوداء بذلك
يفسر آل البيت عليهم الصلاة والسلام هذه الآية تفسيراُ باطنياً وذلك بمجموعة من الروايات وردت عنهم عليهم السلام
1. فلا اقسم بالخنس الجوار الكنس. عن محمد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن الحسن ، عن عمر ابن يزيد ، عن الحسن بن الربيع الهمداني ، قال: حدثنا محمد بن إسحاق ، عن أسيد بن ثعلبة ، عن أم هانئ ، قالت: لقيت أبا جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) ، فسألته عن هذه الآية)فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ( ، قال: «الخنس: إمام يخنس في زمانه عند انقطاع من علمه عند الناس سنة ستين ومائتين ، ثم يبدو كالشهاب الثاقب في ظلمة الليل ، فإن أدركت ذلك قرت عينك» الكافي 276/ 23
2.
وهنا في سورة التكوير لفظ الليل يعبر عن الظلمة التي هي من صفات الهالة الهائلة التي لا تُرى ولهذا سميت المادة المظلمة، ولأنها تغشى المجرة فتطفئ نورها وتظلم ِشموسها (نجومها) مثلما يغشى الليل الشمس فتظلم الأفاق (والليل إذا يغشاها). ويجب التنويه هنا أن الغيمة المظلمة سميت كذلك لأنها لا تُرى (ليس لظلمتها أو لسوادها وإنما لإختفاءها) وهي لا تحجب ما خلفها، بل يمكن الرؤية خلالها دون أي تأثير لها على الضوء الآتي من المجرات والنجوم التي خلفها. الظلمة التى نشير إليها هي تعبير عن أنها لا تُرى، وعن أثرها في إذهاب ضوء المجرة التي تغشاها فتظلم هذه المجرة وتموت عندما تنطفئ كل نجومها. فلا أُقسم بالخنس الجواري الكنس. وعليه قوله تعالى {والليل إذا عسعس} يشير إلى واقعة إقتراب ودنو الليل أي الظلمة أي غيمة المادة المظلمة Dark Matter في خفة نحو المجرة. صبح (مقاييس اللغة) هو لونٌ من الألوان قالوا أصله الحُمْرة. قالوا: وسمِّيَ الصُّبْحُ صُبْحاً لحُمْرَته، كما سمِّيَ المِصْباح مِصباحاً لحُمْرَته. نفس (مقاييس اللغة) النون والفاء والسين أصلٌ واحد يدلُّ على خُروج النَّسيم كيف كان، من ريح أو غيرها، وإليه يرجعُ فروعه. منه التَّنَفُّس: خُروج النَّسِيم من الجوف.