قال: " هل تدري ما حاجتهما ؟" قلت: لا والله ما أدري. قال: " لكني أدري، ائذن لهما ". فدخلا عليه فقالا: يا رسول الله، جئناك نسألك، أي أهلك أحب إليك؟ قال: " أحب أهلي إليَّ فاطمة بنت محمد ". فقالا: يا رسول الله، ليس نسألك عن فاطمة، قال: " فأسامة بن زيد الذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه ". فاطمة الزهراء(عليها السلام) في صحيح البخاري – ينابيع الحكمة. (2) شجنة من رسول الله عن المسور بن مخرمة t قال: قال رسول الله r: " إنما فاطمة شجنة مني، يبسطني ما يبسطها، ويقبضني ما يقبضها ". (3) من خير نساء العالمين عن أنس بن مالك t قال: قال رسول الله r: " خير نساء العالمين: مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون ". من الأحاديث التي روتها فاطمة الزهراء وكان مما روته فاطمة الزهراء -رضي الله عنها- عن أبيها r أنها قالت: "كان رسول الله r إذا دخل المسجد قال: باسم الله، والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك. وإذا خرج قال: باسم الله، والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب فضلك ". وفاة فاطمة الزهراء ماتت فاطمة -رضي الله عنها- بنت رسول الله r لثلاث ليالٍ خلون من شهر رمضان ، وهي ابنة تسع وعشرين سنة أو نحوها، وكانت أول أهله لحوقًا به، وصلى عليها زوجها علي بن أبي طالب t بعد أن غسّلها هو و أسماء بنت عميس رضي الله عنها، وكانت أشارت عليه أن يدفنها ليلاً.
فاطمة الزهراء عليها ام
عاشت فاطمة الزهراء (عليها السلام)، من خلال قيم أهل البيت (عليهم السلام)، كلّ معنى الروح في كلِّ كيانها وذاتها، لأنّها عاشت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في كلِّ روحانيته وفي كلّ ابتهالاته، وعاشت كلّ هذا القلب الكبير الذي كان يعتصر عندما يعيش آلام الناس من حوله، والذي كان يحرصُ على الناس كما يحرص على نفسه. وقد كانت تراه كيف يتألّم للفقراء والبؤساء والحزانى واليتامى، وهو الذي قال الله عنه: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) (التوبة/ 128)، وقد كانت الزهراء (عليها السلام) ترى كيف يرأف بكلّ الناس الذين يعيشون حوله ومعه، سواء كانوا من الذين يؤمنون به، أو من الذين لا يؤمنون به. كانت الزهراء (عليها السلام) بوجودها وشخصها وعملها وفكرها ومواقعها حركة تغييرية في المفاهيم كافة، السائدة في العصور المتخلفة حول ماهية المرأة وحقيقة وجودها، فكانت المرآة لإنسانية المرأة ولأهميّة دورها في الحياة. فاطمة الزهراء عليها ام. كانت (عليها السلام) قدوة للرجال والنساء في سيرتها العطرة التي اعتبرها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قطعة منه وريحانته من الدنيا، وأنّها منه، من آذاها فقد آذاه، ومن أغضبها فقد أغضبه.
وذكر مُسنداً عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال: لا تصح الصلاة على أحد إلا
النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ولكن يدعى للمسلمين والمسلمات بالمغفرة ، ومُسنداً
أيضاً عن عمر بن عبدالعزيز - رحمه الله تعالى -: أما بعد: فإن ناساً من الناس قد
التمسوا الدنيا بعمل الآخرة ، وإن ناساً من االقصاص قد أحدثوا في الصلاة على
خلفائهم وأمرائهم عدل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فإذا جاءك كتابي
هذا فمرهم أن تكون صلاتهم على النبيين ، ودعاؤهم للمسلمين عامة ويدعوا ما سوى ذلك
أثر حسن) ا هـ. وما ذهب إليه النووي ، وابن كثير هو: اختيار ابن القيم - رحمهم الله تعالى – ". انتهى. السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام المُعلِّمة - وكالة أنباء الحوزة. "معجم المناهي اللفظية" (349-350). وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
" الصلاة على غير الأنبياء استقلالاً لا تبعاً: هذه موضع خلاف بين أهل العلم: هل
تجوز أو لا ؟ فالصحيح جوازها ، أنه يجوز أن يقال لشخص مؤمن: صلى الله عليه ، وقد
قال الله تبارك وتعالى للنبي صلى الله عليه وسلم: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ
صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عليهم) فكان النبي صلى الله
عليه وسلم يصلى على من أتى إليه بزكاته وقال: ( اللهم صلِّ على آل أبي أوفى)
حينما جاؤوا إليه بصدقاتهم.
خطبة فاطمة الزهراء عليها السلام
نشرت في أغسطس 29, 2018
البخاري وصحيحه:
محمد بن إسماعيل البخاري شخصية لامعة في سماء المسلمين الذين يشهد لهم التاريخ بالذكاء والخبرة، في تهذيب الأحاديث النبوية الشريفة. خطبة فاطمة الزهراء عليها السلام. وصحيحه أكبر شاهد عند المسلمين الذين اتخذوه بعد كتاب الله تعالى دستوراً في حياتهم، فقد قال عنه أبو عبد الله الحاكم: (محمد بن إسماعيل البخاري إمام أهل الحديث)(1) وقال عنه: محمد بن إسحاق بن خزيمة: (ما رأيت تحت أديم السماء أعلم بحديث رسول الله(صلى الله عليه وآله) وأحفظ له من محمد بن إسماعيل)(2). وقال أبو عيسى الترمذي: لم أرَ بالعراق ولا بخراسان في معنى العلل والتأريخ ومعرفة الأسانيد أعلم من محمد بن إسماعيل(3). هذا ما قاله مريدو البخاري فيه، وأما ما قالوه في صحيحه، بعد أن اعتبروه من أفضل الكتب التي نالت شهرة عظيمة في بلاد الإسلام وذلك لما امتاز به من جمع الأحاديث النبوية وتبويبها وتهذيبها حسب اعتقاد مؤلفه كي لا يذهب المسلمون يميناً أو شمالاً، ولكي يكون لهم مرجعاً يرجعون إليه، فكان لصحيحه الحظ الأوفر في المرجعية إليه. فقد قال النووي: روينا من جهات عن البخاري (رحمه الله تعالى) قال: صنفت كتاب الصحيح لست عشرة سنة، خرجته من ستمائة ألف حديث وجعلته حجة بيني وبين الله عزّ وجل(4).
فيخلعون على كل واحد من أولئك الأيتام على قدر ما أخذوا عنهم من العلوم، حتى إنّ فيهم (الأيتام) لمن يخلع عليه مائة ألف خلعة، وكذلك يخلع هؤلاء الأيتام على من تعلّم منهم". وقالت فاطمة عليها السلام: "يا أمَة الله إنّ سِلكاً من تلك الخلع لأفضل ممّا طلعت عليه الشمس ألف ألف مرة، وما فَضُل فإنّه مشوبٌ بالتنغيص والكدر"(1). وكان هذا دأبها طيلة حياتها الشريفة. 2. حلّ نزاع بين امرأتين:
كانت السيّدة فاطمة عليها السلام قاضيةً بين النساء، تحِلُّ النزاعات والخلافات، سواء الأسريّة أو العقائدية وغيرها، ومن جملتها القصّة المعروفة عندما: "اختصم إليها امرأتان، فتنازعتا في شيء من أمْر الدين، إحداهما معاندة، والأخرى مؤمنة، ففتحت على المؤمنة حجّتها، فاستظهرت على المعاندة، ففرحت فرحاً شديداً، فقالت فاطمة عليها السلام: "إنّ فرح الملائكة باستظهارك عليها أشدّ من فرحك، وإنّ حزن الشيطان ومَردته بحزنها أشدُّ من حزنها". فاطمة الزهراء عليها السلام. "وإنّ الله عز وجل قال للملائكة: أوجبوا لفاطمة بما فتحت على هذه المسكينة الأسيرة من الجنان ألف ألف ضعف ما كنت أعددتُ لها، واجعلوا هذه سنّةً في كلّ مَن يفتح على أسير مسكين، فيغلب معانداً مثل ألف ألف ما كان له معدّاً من الجنان"(2).
فاطمة الزهراء عليها السلام
هي سيِّدة جليلة اكتسبت احترام النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى هذه المرتبة الشامخة لأنّها ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإكرامه فكان يزورها قبل كلّ أحدٍ ويودعها بعد كلّ أحدٍ، ولم تصل فاطمة (عليها السلام) إلى هذه المرتبة الشامخة لأنّها ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وليس لانتسابها إليه، بل وصلت من خلال سعيها وجهده وعملها وعلمها وأدبها وثقافتها ووعيها. ما هو تسبيح فاطمة الزهراء؟ | مركز الإشعاع الإسلامي. فهي التي دعاها أبوها لأن تعمل لكي تُحصل رضا الله سبحانه وتعالى، قائلاً لها: «يا فاطمة اعملي لنفسك فإنّي لا أغني عنك من الله شيئاً». كاشفاً عما أفرزته ترسبات الماضي في حركة الفكر الإنساني والتي كانت موجودة عند بعض الأُمم بأنّهم أبناء الله وأحباؤه، وكانت السبب الرئيسي في تقسيم المجتمعات. لذلك كانت دعوة النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) أن تعمل إعلاناً عن خطأ الفكرة التي كانت سائدة وأنّها تتنافى مع التوحيد الحقيقي ولا تغني عن عمل الإنسان. لقد علّمت فاطمة (عليها السلام) الأجيال المتلاحقة أنّ الإيمان ليس مجرد كلمة تقال، ولا صلاة تصلى، ولا صياماً، ولا مظهراً، بل الإيمان الحقيقي هو وقفة الإنسان في ساعات الحرج، في ساعات المصالح المتضاربة، في ساعات المحن والكوارث، سيرتها دروس الإنسانية، بأنّ الإنسان المؤمن إذا كان ذا تربية صالحة لا يحتاج في الساعات الحرجة والصعبة، أو في ساعات المنفعة أن يقول له أحد كيف يجب أن يكون، ولا إلى مَن يرشده إلى طريق الخلاص بل هو عند الشدائد يتصرّف بمقتضى ضميره وبمقتضى وعيه وإيمانه، لأنّ الإيمان يعرف عند الهزات، وعند المصائب وعند المتاعب، وعند الغضب وعند النصر.
ومنها: ما أخرجه سبط ابن الجوزي عن أحمد في ( الفضائل) عن عبدالله ابن بريدة ، قال: خطب أبو بكر فاطمة عليها السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « إنّها صغيرة ، وإنّي انتظر بها القضاء » (12) ، ورواه الحاكم والنسائي (13) ، ولا يصح الاعتذار بصغر سنها لو كانت ولادتها قبل المبعث بخمس سنين؛ لاَنّ أبا بكر تعرّض لخطبتها عليها السلام بعد الهجرة ، وعمرها على هذا الحساب ثماني عشرة سنة أو أكثر. ويدلُّ على أن ولادتها عليها السلام كانت بعد البعثة الأحاديث الكثيرة التي تنصُّ على أن تسميتها كانت بأمر الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، ومن ذلك ما رواه ابن عباس عنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: « وإنّما سمّاها فاطمة ، لاَنّ الله عزَّ وجلّ فطمها ومحبيها عن النار » (14). وعن الإمام الباقر عليه السلام قال: لما ولدت فاطمة عليها السلام أوحى الله تعالى إلى ملك فأنطق به لسان محمد صلى الله عليه وآله وسلم فسمّاها فاطمة (15). وهذا التاريخ يناسب ما روي عن عائشة وسعد بن مالك وابن عباس وغيرهم ، أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: « لما أُسري بي إلى السماء أدخلت الجنة ، فوقعت على شجرةٍ من أشجار الجنة ، لم أرَ في الجنة أحسن منها ، ولا أبيض ورقا ً ، ولاأطيب ثمراً ، فتناولت ثمرة من ثمراتها فأكلتها ، فصارت نطفة ، فإذا أنا اشتقت إلى ريح الجنة شممت ريح فاطمة » (16) ، وفي لفظ آخر: « فهي
حوراء إنسية ، كلّما اشتقت إلى الجنة قبلتها » (17).