تاريخ النشر: الأحد 16 شعبان 1424 هـ - 12-10-2003 م
التقييم:
رقم الفتوى: 38537
65481
0
471
السؤال
هل الكفر واحد أم إن هناك أنواعًا للكفر، كتارك الصلاة؟ وهل هو كفر مطلق أم كفر دون كفر؟ وهل الرواية المنقولة عن ابن عباس -رضي الله عنهما- المنقولة عن هشيم: كفر دون كفر، وفسق دون فسق... هل هي رواية صحيحة أم هي رواية مطعون فيها؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإنه ما من شك في أن الكفر أنواع، وقد ذكرها أهل العلم في كتبهم، وبينوها، فمنها ما هو كفر أكبر، مخرج من الملة، وهذا النوع عده ابن القيم - رحمه الله تعالى- في كتابه: "مدارج السالكين" خمسة أقسام. الأول: كفر التكذيب، ودليله قوله تعالى: فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكَافِرِينَ [الزمر:32]. العسومي ينتقد المعايير المزدوجة في التعامل مع قضية فلسطين وأزمة أوكرانيا - أخبار العالم - الوطن. ومنها: كفر الاستكبار، والإدبار مع التصديق، ودليله قوله تعالى: إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ [البقرة:34]. ومنها: كفر الإعراض، ودليله قوله تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ [الاحقاف:3].
- كفر الإعراض هو الله
- كفر الإعراض ها و
كفر الإعراض هو الله
- تكفير المسلم الموحد بمجرد التخرّص والهوى والظنون الفاسدة والشبهات الكاسدة، من أعظم الظلم والبهتان. - التسرع في التكفـير خطره عظيم وضرره جسيم؛ لما يترتب عليه من استباحة الدماء وانتهاك الأعراض. - كل هذه الأعمال وأمثالها لا شك أنها محرمة شرعاً بإجماع المسلمين، لما في ذلك مِن هَتْكٍ لِحرمـة الأنفس المعصومة، والأموال، والأمن والاستقرار، وحياة الناس الآمنـين. الكفر وأنواعه - الإسلام سؤال وجواب. - سَفْك دماء المسلمين وهَتْك حرماتهم مِنْ أعظم المظالم في حق العباد. - النصوص كلّها تجعلنا نعي خطورة ما نراه يقع بين الفينة والأخرى، من جرأة على سفك الدماء. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد: فإن تكفير المسلم الموحد بمجرد التخرّص والهوى والظنون الفاسدة، والشبهات الكاسدة، من أعظم الظلم والبهتان، ولخطورة القول بكفر المسلم وما يتبعه من أحكام قال تعالى: (يا أيّها الّذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبيّنوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السّلام لست مؤمناً تبتغون عرض الحياة الدّنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم مّن قبل فمنّ الله عليكم فتبيّنوا) (النساء: 94). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يرمي رجل رجلاً بالفسوق، ولا يرميه بالكفر، إلا ارتدت عليه، إن لم يكن صاحبه كذلك) متفق عليه.
كفر الإعراض ها و
ومثله كفر النعم، قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُون ﴾ [النحل: 112] [3]. كفر الإعراض ها و. وَالحَمدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحبِهِ أَجمَعِينَ. [1] وبينه وبين النوع الأول فوارق من وجوه، انظر: " شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل " ، و " مدارج السالكين لابن القيِّم " ، و " الخفاجي في حاشيته على كتاب الشفاء للقاضي عياض ". [2] " صحيح البخاري " (برقم 1739)، و " صحيح مسلم " (برقم 1679). [3] انظر: " دروس من القرآن الكريم " للشيخ صالح الفوزان (ص 159 - 166).
وهكذا الإعراض عن العمل، فمنه أعمال لا يرتد بسببها، ومنه أعمال تسبب له الردة، ولأجل ذلك قال التابعي الجليل، المتفق على إمامته، عبدالله بن شقيق العقيلي رحمه الله قال: "كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر، غير الصلاة" رواه الترمذي. وفي ضوء ما تقدم:
تتأكد العناية بكل ما لا يسع المسلم جهله حتى يعبد الله تعالى على بينة. كما تتأكد العناية بعلوم الشريعة والحرص على تعليمها، وأن يكون في الأمة طائفة بقدر الكفاية يكون لها مزيد العناية بدراسة الشريعة وتعلمها، تحقيقاً لأمر الله تعالى:
{فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم} الآية (التوبة: 122). كفر الإعراض هو الذي. ومما لا يخفى على أهل البصيرة أن الأمة كلما تباعد عهدها بالنبوة ازدادت ضرورتها إلى العلم الشرعي وإلى أهل العلم حتى تجتنب مواضع الزلل. ولا ريب أن هذا يضاعف من مسئولية أهل العلم في النهوض بهذا الواجب العظيم في تبصير الأمة وهدايتها، وهذا يضاعف من مسئولية أهل العلم في النهوض بهذا الواجب العظيم في تبصير الأمة وهدايتها، وهذا يدعو الى ان تتضاعف العناية بالعلوم الشرعية وتهيئة المدارس والكليات الشرعية لتحقيق هذه الغاية.