ماء زمزم لما شرب له - YouTube
«مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ» - تسليه
أو يقال: إنه لما شرب له فيما يتعلق بالأكل والشرب، بمعنى إن شربته لعطش رويت ولجوعٍ شبعت دون غيرها. هذا الحديث فيه احتمال لهذا ولهذا..
وقال في موضع آخر: الذي يظهر لي والله أعلم: أن ماء زمزم لما شرب له مما يتغذى به البدن، بمعنى: أنك لو اكتفيت به عن الطعام كفاك وعن الشراب كفاك. ومما ينبغي التنبه له أن حصول المراد لشاربه أو تأخر ذلك لا يستدل به على صحة الحديث أو عدمها، فإن ذلك شبيه باستجابة الدعاء، قال الله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر: 60}، وليس معنى ذلك أن يحصل المطلوب في الحال، فقد قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا أتاه الله إياه أو صرف عنه من السوء مثلها. رواه الترمذي وقال: حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيب ٌ، وأحمد، وصححه الألباني. وقَال صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم ينصب وجهه لله عز وجل في مسألة إلا أعطاها إياه، إما أن يعجلها له، وإما أن يدخرها له. رواه أحمد ، قال المنذري: بإسناد لا بأس به. اهـ. وصححه الألباني في صحيح الترغيب. فكل داع يستجاب له، لكن تتنوع الإجابة فتارة تقع بعين ما دعا به، وتارة بعوضه، كما قال ابن حجر في فتح الباري.
ماء زمزم لما شرب له - Youtube
وقد اكتشف بعض الباحثين أن ماء زمزم ماء عجيب يختلف عن غيره من المياه في التركيب، وكلَّما أُخذ منه زاد عطاءً، وهو نقيٌّ طاهر، لا يوجد فيه جرثومة واحدة (3)! ومن إعجاز ماء زمزم: أنها نبعت وسط صخور نارية، مصمتة بلا مسام، ولا نفاذ فيها، وهو أمر لافت للنظر، وأعظم من ذلك أن يستمر تدفق مائها الزلال على مدى أكثر من أربعة الآف سنة، على الرغم من وجودها في منطقة قاريَّة قليلة الأمطار؛ فهي بئر مباركة، فَجَّرها الله تعالى كرامةً لإبراهيم الخليل وآله عليهم السلام (4). ومن فضائل ماء زمزم: أنه طعام طيِّب مبارك، يقوم مَقامَ الغذاء في تغذية الجسم وتقويته، ويمكن أن يستغني به شاربه عن الطعام، بخلاف سائر المياه. جاء في خبر إسلام أبي ذرٍّ -رضي الله عنه-، عندما جاء مكة، ودخل الحرم، ومكث فيه ثلاثين يوماً؛ وفيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لأبي ذرٍّ: " مَتَى كُنْتَ ها هنا ؟" قال: قلتُ: قد كنتُ ها هنا مُنْذُ ثَلاَثِينَ، بين لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ. قال:"فَمَنْ كان يُطْعِمُكَ؟" قال: قلتُ: ما كان لي طَعَامٌ إلاَّ مَاءُ زَمْزَمَ، فَسَمِنْتُ حتى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي (5)، وما أَجِدُ على كَبِدِي سُخْفَةَ جُوعٍ (6).
ما ورد في فضل ماء زمزم
وانظر تفصيل الكلام على تخريج الحديث في: فتح الباري، التلخيص الحبير، البدر المنير، تحفة المحتاج إلى أدلة المنهاج، المغني عن حمل الأسفار، المقاصد الحسنة، أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب... وقد سبقت في فضيلة ماء زمزم، والرد على من شكك في ذلك الفتوى رقم: 8709 ، والفتوى رقم: 3491. وكذلك معنى الحديث اختلف فيه أهل العلم أيضا، فمنهم من عممه، ومنهم من خصصه، قال الحكيم الترمذي في نوادر الأصول. : زمزم سقيا الله وغياثه لولد خليله إسماعيل عليهما السلام، فبقي غياثا لمن بعده في كل نائبة، إن شربت لمرض شفيت، و إن شربت لغم فرج عنك، و إن شربت لحاجة استعنت، و إن شربت لنائبة صلحت، لأن أصله من الرحمة بدا غياثا، فلأي شيء شربه المؤمن وجد غوث ذلك الأمر. وقال الشوكاني في نيل الأوطار: قَوْلُهُ "مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ له" فيه دَلِيلٌ على أَنَّ مَاءَ زَمْزَمَ يَنْفَعُ الشَّارِبَ لِأَيِّ أَمْرٍ شَرِبَهُ لِأَجْلِهِ، سَوَاءٌ كان من أُمُورِ الدُّنْيَا أو الْآخِرَةِ؛ لِأَنَّ (ما) في قَوْلِهِ "لِمَا شُرِبَ له" من صِيَغِ الْعُمُوم ِ. وقال الشيخ ابن عثيمين في فتاوى نور على الدرب: هذا الحديث إسناده حسن، ولكن.. هل المراد العموم وأن الإنسان إن شربه لعطشٍ صار ريانا، أو لجوعٍ صار شبعانا، أو لجهلٍ صار عالماً، أو لمرضٍ شفي، أو ما أشبه ذلك.
المرادُ بقوله صلى الله عليه وسلم: «مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ» هو حصولُ بَرَكةِ ماءِ زمزمَ بحَسَبِ نيَّة الشارب له، فإِنْ شَرِبَه للشِّبَع به
أَشبعَه اللهُ، وإِنْ شَرِبه للاستشفاء به شَفَاهُ اللهُ، وإِنْ شَرِبه مُستعيذًا اللهَ أعاذه اللهُ، وهكذا، باستحضار نيَّاتٍ صالحةٍ عند شُرْبه ليحصل لأصحابها ما يَنْوُونَه بفضل الله عزَّ وجلَّ الذي يُؤتِيه مَنْ يشاء، واللهُ ذو الفضل العظيم. قال المناويُّ رحمه الله عند شرحه ﻟ: «شِفَاءُ سُقْمٍ»: «أي: شفاءٌ مِنَ الأمراض إذا شُرِب بنيَّةٍ صالحةٍ رحمانيةٍ» ( ٢). وقد وَرَد في بَرَكتها واستحبابِ شُربها أحاديثُ منها: قولُه صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ؛ إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ وَشِفَاءُ سُقْمِ» ( ٣) ، وقولُه
صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُ مَاءٍ عَلى وَجْهِ الأَرْضِ مَاءُ زَمْزَمَ؛ فِيهِ طَعَامٌ مِنَ الطُّعْمِ وَشِفَاءٌ مِنَ السُّقْمِ» ( ٤) ، وقد شَرِبَ مِنْهُ النَّبِيُّ صلى الل
ه عليه وسلم وتَوَضَّأَ ( ٥). أمَّا التلفُّظ بالدعاء ـ ففي حدود علمي ـ لم يَثْبُت في ذلك شيءٌ، أمَّا حديثُ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما أنه كان إذا شَرِب ماءَ زمزمَ قال: «اللَّهُمَّ أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا وَاسِعًا، وَشِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ» ( ٦) فضعيفٌ لا يصحُّ، ولكِنْ لا يمنع مِنَ الشرب منه بنيَّة العلم النافع
والرزق الواسع والشفاء مِنْ كُلِّ داءٍ
Post Views:
350
تصفّح المقالات
فسبحان الذي أمر جبريل (عليه السلام) بشق بئر زمزم فكانت هذه البئر المباركة، وسبحان الذي أمر الماء بالتدفق إليها عبر شقوق شعرية دقيقة، تتحرك إلى البئر من مسافات طويلة، وسبحان الذي علم خاتم أنبيائه ورسله بحقيقة ذلك كله، فصاغه في عدد من أحاديثه الشريفة التي بقيت شاهدة له صلى الله عليه وسلم بالنبوة وبالرسالة. المصدر: موسوعة الإعجاز العلمى فى القرآن والسنة