وهنا لفتة جميلة؛ ذلك أنك لتلحظ قارئنا الحبيب نظمًا للآية فريدًا: ﴿ هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ ﴾، هكذا بدون حرف من حروف الجر؛ دلالة على قربه، وإعجازًا على إمكان تتبُّعه بلا نصبٍ أو مظنة تعب، فسبيله تعالى يسير ولله الحمد. والسبيل والهدى ألفاظ موحية بالراحة والإخلاد والسكن والطمأنينة، ومنه كان سر اختيارهما قرآنًا يُتلى، ومنه نفيد كلمات الخير المؤثرة إيجابًا في سلوك الناس. ومن عجيب قوم أن يهديهم ربهم فيعرضوا، وليتهم يعرضون وحسب، لكنهم آثروا الغواية على الرشاد؛ كما في: ﴿ وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى ﴾ [فصلت: 17]، وذلكم منبئ عما تكنه دواخل بعض النفوس البشرية من شر، وكاشف عما يكتنفها من نكد هو ثمرة غيها ونتاج ضلالها. انا هديناه النجدين اما شاكرا او كفورا. أما النفوس الطيبة، فإنها راضية مسرورة مزكاة، تريد الخير، فتنشره ليفوح منها طيب زكي وعطر شجي ليبلغ شذاه الآفاق، لتتنسم رحيقه الأجيال جيلًا من بعد جيل؛ كما قال سبحانه: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ [الشمس: 9، 10]. وذكر الإنسان تنويه به وتشريف له، وذلكم أصلٌ عام في تكريم ربنا الرحمن سبحانه لعبيده؛ كما في: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾ [الإسراء: 70]، ومنه نفيد إكرام مَن نَسوس.
- تفسير قول الله تعالى " وهديناه النجدين " | المرسال
- دعاء السعي الشوط الأول
تفسير قول الله تعالى &Quot; وهديناه النجدين &Quot; | المرسال
النجد ما ارتفع من الأرض والجمع نجاد بالكسر و نجود و أنجد و النجد الطريق المرتفع قلت ومنه قوله تعالى وهديناه النجدين أي الطريقين طريق الخير وطريق الشر و التنجيد التزيين و.
السؤال:
أحسن الله إليكم يا شيخ، الآية الكريمة: ﴿إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا﴾. والآية الأخرى ﴿وهديناه النجدين﴾ هل لها صلة في ما سبق يا شيخ؟
الجواب:
الشيخ: نعم. قال الله تبارك وتعالى: ﴿هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكوراً إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيراً إنا هديناه السبيل﴾ أي بينا له السبيل ووضحناها له سواء كان شاكراً أم كفوراً، فبين الله السبيل ثم انقسم الناس إلى شاكر وكفور، ثم بين الله في هذه السورة جزاء الكافرين وجزاء الشاكرين، أما قوله: ﴿وهديناه النجدين﴾ فقيل: إن معناه بينا له طريقي الخير والشر، فيكون كهذه الآية أو قريباً منها. تفسير قول الله تعالى " وهديناه النجدين " | المرسال. وقيل معنى هديناه النجدين أي هديناه إلى ثديي أمه؛ لأن الصبي من حين ما يخرج من بطن أمه ثم يلقم الثدي يعرف أنه ثدي فيمصه، من قال له هذا؟ أقالته أمه، لو قالته ما فهم، لكن هذا من الله عز وجل، هداه سبحانه وتعالى بفطرة هذا الصبي أن يعرف أن هذين العضوين في الأم فيهما غذاؤه فيمص، والآية ما دامت صالحة للقولين فهي لهما جميعاً، لأننا نحب أن نقول لإخواننا المستمعين أن الآية إذا كانت تحتمل معنيين لا مرجح لأحدهما على الآخر ولا منافاة بينهما فإنه يجب أن تحمل عليهما جميعاً؛ لأن من يتكلم بها وهو الله عز وجل عالم بما تحتويه من المعاني.
لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده لا شيء قبله ولا بعده يحيي ويميت وهو حي دائم لا يموت ولا يفوت أبدا بيده الخير وإليه المصير وهو على كل شيء قدير. رب اغفر وارحم واهدني السبيل الأقوم. (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة:201]. اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني. اللهم إني أسألك رضاك والجنة، وأعوذ بك من سخطك والنار. دعاء الصفا والمروة في كل شوط - مستجاب. يا حيُّ، يا قيُّوم، برحمتك أستغيث ، أصلِحْ لي شأني كله، ولا تكِلْني إلى نفسي طرفة عينٍ
اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قولٍ وعمل ، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل. اللهم إني أسألك الخير كله عاجله وآجله وأستغفرك لذنبي وأسألك رحمتك يا أرحم الراحمين. ما يقال في السعي بين الصفا والمروة
لم يذكر نص صريح في السنة النبوية الشريفة عن ما يقال في السعي بين الصفا والمروة، ولكن المؤكد أن المعتمر أو الحاج أثناء سعيه بين الجبلين في الأشواط السبعة الواجبة عليه يفضل أن يكثر من الذكر لله -سبحانه وتعالى- سواء كان تسبيح أو استغفار أو تكبير وتهليل هذا بالإضافة إلى صيغ الدعاء المختلفة، والتي يستحب أن تجمع بين الصالح في الدنيا والآخرة معاً مع الدعاء للآخرين الذي هو أحد الأسباب المباشرة لإستجابة الدعاء.
دعاء السعي الشوط الأول
(سبحانك لا إله إلَّا أنت يا حنَّان يا منَّان، يا بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، اللهم أنت الأوَّل فليس قبلكَ شيء، وأنتَ الآخر فليس بعدكَ شيء، وأنت الظاهر فليس فوقكَ شيء، وأنت الباطن فليس دونكَ شيء، وأنت العزيز الرحيم). دعاء الشوط الثاني (اللهمّ إن يكن الندم توبةً إليك فأنا من النادمين، وإنْ يكن التَّرك لمعصيتك إنابةً فأنا أول المنيبين، وإنْ يكن الاستغفار حطةً للذُّنوب فأنا أوَّل المستغفرين، اللهمّ فكما أمرت بالتوبة، وضمنتَ القبول، وحثثتَ على الدعاء، ووعدتَ الإجابةَ، فصلِّ على محمّدٍ وآله، وأقبل توبتي، ولا ترجعني مرجع الخيبةِ من رحمتك، إنكَ أنت التَّواب على المذنبين، والرحيم للخاطئين المُنيبين). دعاء السعي الشوط الأول. (اللهمّ صلِّ على محمدٍ وآله كما هديتنا بهِ وصلِّ على محمدٍ وآله كما استنقذتنا بهِ، وصلِّ على محمدٍ صلاةً تشفعُ لنا يوم القيامة، إنَّك على كلِّ شيءٍ قديرٌ). (لا إله إلّا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حيّ لا يموت بيده الخير وهو على كل شيءٍ قديرٌ). (اللهمّ صلِّ على وعلى آل محمدٍ). (الله أكبر على ما هدانا، والحمد على ما أولانا، والحمد لله الحي القيوم، والحمد لله الحيّ الدائم، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله، لا نعبد إلَّا إيّاه مخلصين له الدين ولو كره المشركين).
الشوط الثاني: " اللهم إني فقير، وإني خائف مستجير، فلا تغير جسمي، ولا تبدل اسمي سائلك فقيرك، مسكينك ببابك، فتصدق عليه بالجنة، اللهم إن هذا البيت بيتك، والحرم حرمك، والعبد عبدك، وهذا مقام العائذ بك، المستجير بك من النار، فأعتقني ووالدي وأهلي وولدي وإخواني المؤمنين من النار، يا جواد يا كريم " الشوط الثالث: " اللهم أدخلني الجنة، وأخرني من النار برحمتك، وعافني من السقم وأوسع علي من الرزق الحلال، وادرأ عني شر فسقة الجن والإنس، وشر فسقة العرب والعجم، يا ذا المن والطول، يا ذا الجود والكرم، إن عملي ضعيف، فضاعفه لي وتقبله مني، إنك أنت السميع العليم".