سيد قومه المتغابي - YouTube
لكن سيد قومه المتغابي ..!! - ملتقى شرورة
Follow @hekams_app لا تنسى متابعة صفحتنا على تويتر
للشاعر أبي تمام قصيدة أخلاقية قيادية تعليمة غاية في الروعة، يقول في بعضها: لَيْسَ الغَبِيُّ بِسَيد في قَوْمِهِ لكنَّ سيِّد قومهِ المُتغابي. وحقا ما قاله، فلا يزال التغافل بالرجل حتى يسود أمره ويعظم بين الناس قدره، ولم لا وهو تسعة أعشار حسن الخلق كما قال الإمام أحمد،أما الترصد وإظهار الذكاء بالتدقيق في صغير الأمور قبل كبيرها فليس من أخلاق السادة بل هو أقرب إلى أخلاق السوقة وسفلة الناس. لكن سيد قومه المتغابي ..!! - ملتقى شرورة. يحكي أبو علي الدقاق عند سبب تسمية الإمام حاتم بالأصم ان امرأة سألته عن مسألة، فاتفق أنه خرج منها صوت في تلك الحالة فخجلت،فقال حاتم: ارفعي صوتك فأوهمها أنه أصمّ فسرّت المرأة بذلك، وقالت: إنه لم يسمع الصوت فلقّب بحاتم الأصم. تلك أخلاق السادة، لا تراه لنبله مستقصيا اخطاء الناس قط بل هو كما قال الله: عرف بعضه وأعرض عن بعض} أما السفلة لدنو همتهم يحصون الصغيرة وشتان بين السادة وغيرهم في وصف ابن الأثير — رحمه الله — لصلاح الدين الأيوبي قال: "وكان — رحمه الله — حليماً حَسَنَ الأخلاقِ، ومتواضعاً، صبوراً على ما يَكْرَهُ، كثيرَ التَّغافُلِ عن ذُنُوبِ أصحابِهِ، يَسمعُ من أحدِهم ما يَكْرَهُ، ولا يُعلِمُهُ بذلك، ولا يَتَغَيَّرُ عليه".
وبتغطية المرايا تتحول إلى جدار. وبالطبع تعكس المرآة ما يوضع أمامها، إذ بوقوف الإنسان أمامها فإنه يرى ما يعرف أنه ذاته،رغم أن ما يراه هو عكس صورته التي يراها الآخرون الذين ينظرون إليه. وللفيلسوف" جاك لاكان "نظرية حول المرآة حيث لا يعتبرها انعكاسا للنفس. ولكنها عنصر في بناء الذات. (4)أما "سيجموند فرويد " فله نظرية عن" الهوية الذاتية" تقوم على أساس «ذكورى»، والتحليل النفسى يختزلها في صورة " دوافع لاشعورية ". وقد تطورت الذات مرتبطة بفكرة «المرأة» كآخر. والصورة الثقافية حول المرأة كتابع أو خاضع،تؤدى إلى تمثيل محدود للإناث،بينما يتوسع الفن في تمثيل "المرأة" على خلفية من الرؤية الذكورية. وعادة ينظر الرجال للنساء كموضوع رؤية للرجال. وكذلك ينظرالنساء لأنفسهن كموضوع رؤية للرجال. وقد رسمت المرأة ونحتت في تماثيل «عارية» أو «شبه عارية» كموضوع للذكور،ومن أجل إسعاد المشاهد (الذكور) ويتضمن فعل الأبصار فكرة أن المرأة تدرك وجود " النظرة" التي تمثل علاقة هيمنة. أي أن المشاهد يهيمن ويخضع الموضوع (الفيتشى-Fetishied) الذي يرغب الذكور في النظر إليه. وحيث أن للذكور تلك القدرة على الاستمتاع بالنظر نحو الأنثى. واستناداً إلى مبدأ الثنائية المتعارضة:الذكورى/الأنثوى،أوالثقافة/الطبيعة أو الخير/ الشر،كانت هيمنة أحد شقى الثنائية على الآخر.
مجلة الرسالة/العدد 797/الأدب والفن في أسبوع
للأستاذ عباس خضر
الدكتور طه حسين في المغرب:
نشرت الصحف أخيراً أن الدكتور طه حسين بك سيسافر من فرنسا إلىإسبانيا تلبية لدعوة إلى إلقاء محاضرات بجامعاتها. وقد علمت أن الدكتور بعد أن يفرغ من مهمته في إسبانيا سيسافر منها إلى شمال إفريقية لإلقاء محاضرات ببعض المعاهد المغربية. ولا شك أنك ستدهش لذلك كما دهشت أنا له... فبلاد المغرب التي يحكمها الفرنسيون، والتي سيتجه إليهاالدكتور طه حسين بطبيعته الحال - تعد مغلقة أمام الثقافة العربية المشرقية الحديثة، فلا يكاد يدخلها من مصر وما يليها من الأقطار العربية صحيفة ولا كتاب! فكيف يدخلها طه حسين ويحاضر فيها وهو في الصف الأول من منتجي هذه الثقافة؟ ولكن ماذا أصنع وقد استقيت الخبر من مصدر عليم أثق به، كما يقول زملاؤنا الصحفيون، ولم يبعث على التصديق. ثم قرأت في العدد الأخير من مجلة (الاثنين) ما يلي:
(قال لنا أحد الحجاج المغاربة الذين مروا بمصر في طريقهم إلى الحجاز: إن الكتاب المصري أصبحت له سوق سوداء في شمال أفريقيا لندرة الحصول عليه، وأن هنالك مجاعة ذهنية بسبب خلو المكتبات من آثار مصر الفكرية). قرأت هذا فازدادت دهشتي من السماح للدكتور طه بدخول تلك البلاد، وخطر لي خاطر أستبعدته، لأنه لا يمكن إن يعاهد على التحدث عن الثقافة الفرنسية دون العربية!
مجلة الرسالة/العدد 49/من الأدب الإنجليزي
الشعر عند ماكولي
للأستاذ محمود الخفيف
للكاتب الإنجليزي العظيم اللورد ماكولي طريقة انفرد بها في عرض آرائه والدفاع عنها، فقد أوتى بسطة في العلم، وامتاز إلى جانب عبقريته بقريحة وقادة، وذاكرة عجيبة، هذا إلى روعة في الأسلوب، وسلامة في المنطق، ولباقة في سوق المقدمات وضرب الأمثلة واستخلاص النتائج. كتب رسالة عن الشاعر ملتن، وضح فيها آراءه في الشعر وتناول الموضوع من جميع نواحيه، ولقد أشار في رسالته إلى بعض المسائل التي يختلف فيها شعراؤنا وأدباؤنا اليوم. كان ماكولي شديد الإعجاب بالشاعر الكبير، ولذلك أحفظه ما كتبه النقاد عنه وانبرى للرد عليهم في ماسة استثارت عبقريته وأيقظت قريحته.
أي عالم يستطيع مع قدرته على تحليل الشخصيات إلى عناصرها أن يضم من هذه العناصر ما يريد ليخرج لنا في النهاية رجلا مثل (اياجو) له خلق خاص وطبيعة خاصة وسلوك خاص؟
ولا يكتفي ماكولي بهذه البراهين التي ساقها للتفرقة بين الشعر والفلسفة، بل انه ليخطو إلى أبعد من ذلك فيقول انه ربما كان من المستحيل على أي امرئ أن يكون شاعراً لا ولا أن يفهم الشعر ما لم يتجرد بعض الشيء من حدة عقله، أو بعبارة أخرى ما لم يكن له نصيب من خمود الذهن، إذا صح هذا التعبير وجاز لنا أن نسمي تلك القوة العجيبة التي تملأ قلوبنا بهجة خموداً ذهنياً. نعم ان الصدق في الشعر أمر جوهري ولكنه (صدق الجنون) ذلك لأننا في الشعر نقيم الجدل الصحيح على المقدمات الزائفة، فبعد أن نضع الفروض الأولى، يسير كل ما بعده في توافق واتزان، ولكن قبول تلك الفروض يحتاج إلى نوع من التصديق قد لا يتسنى لنا إلا إذا ألغينا عقولنا مؤقتاً، ومن ثم كان الأطفال أكثر الناس خيالاً، فانهم يستسلمون إلى الوهم، فإذا ما عرضت أية صورة خيالية أمام أذهانهم عرضاً قوياً فأنها تفعل بنفوسهم ما تفعله الحقيقة. وليس ثمة من رجل مهما بلغت قوة إحساسه يتأثر بقراءة (هملت) أو (لير) كما تتأثر فتاة صغيرة بقصة الذئب والجدة العجوز، إن تلك الفتاة تعلم حق العلم أنه ما من ذئب في إنجلترا، وأن الذئاب لا تتكلم، ولكنها على الرغم من يقينها هذا تصدق فتبكي فترتعد، وذلك هو سلطان الخيال على العقول التي لم يصقلها العلم أو على الأمم في عهد طفولتها.