وقال مجاهد: نزلت هذه الآية في قوم بأعيانهم خرجوا مهاجرين من مكة إلى المدينة ، فكانوا [ ص: 389] يمنعون فأذن الله لهم في قتال الكفار الذين يمنعونهم من الهجرة ( بأنهم ظلموا) أي: بسبب ما ظلموا ، واعتدي عليهم بالإيذاء ، ( وإن الله على نصرهم لقدير)
إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان . [ الحج: 38]
والشهيد يأتي يوم القيامة وجرحه يثغب دمًا، اللون لون الدم، والريح ريح المسك. وأشار إلى أن للشهداء علينا جميعا حق؛ فالأوطان العظيمة هي تلك التي تحتفي بتاريخ شهدائها، وتظل تؤرخ لهم وبهم، وتذكرهم بما يستحقون من الفضل والعزة والشرف، كما أن علينا أن نتعلم من دروس الشهادة حب العطاء للوطن والاستعداد للتضحية في سبيله، وإكرام من ضحى لأجله، ولا شيء أعز ولا أكرم من التضحية بالنفس على أننا نفرق وبوضوح لا لبس فيه بين شهيد الحق وقتيل الباطل، فالذي يدافع عن دينه وأرضه وعرضه، هو شهيد الحق يقول نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم): "مَن قُتِل دون مالِه فهو شهيدٌ، ومَن قُتِل دون أهله فهو شهيدٌ، ومَن قُتِل دون دمه فهو شهيدٌ، ومَن قُتِل دون دينه فهو شهيد".
اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
الخطبة الأولى:
القارئ للتأريخ يجد أن الأيام تحمل في طياتها منحًا ومحنًا، وآمالاً وآلامًا، وأن كل ما يحصل لأوليائه من شدةٍ وبلاءٍ، وكرب وعناء، فالله لطيف في قَدَرِه، حكيم في تدبيره، حيث قال وهو أصدق القائلين: ( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ)[الحَجّ: 38]، وقد نزلت هذه الآية في الصحابة -رضي الله عنهم- يوم أن كانوا في مكة مستضعفين، وكانت قريش تؤذيهم، فوعدهم الله أنه يدافع عنهم شرهم وأذاهم. قال الزمخشري -رحمه الله- في قوله: ( يُدَافِعُ): أي: " يبالغ في الدفع عنهم "، وهي كرامة من الله لأوليائه، وبشارةٌ وتقويةٌ لعزائمهم. اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ | قال تعالى : بسم… | Flickr. وفي ذلك قال ابن كثير -رحمه الله-: "يخبر -تعالى- أنه يدفع عن عباده الذين توكلوا عليه وأنابوا إليه شر الأشرار، وكيد الفجار، ويحفظهم ويكلؤهم، وينصرهم، كما قال -تعالى-: ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ)[الزُّمَر: 36]"، وهذه المدافعة بحسب إيمان العبد بمولاه؛ لأن أولياء الله لهم النصيب الأكبر في الدفاع عنهم، قال الله -سبحانه- في الحديث القدسي: " مَن عادَى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب ". قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: " فهو -تبارك وتعالى- يدافع عن الذين آمنوا حيث كانوا، فالله هو الدافع، والسبب هو الإيمان ".
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الحج - الآية 38
وقد أنجز الله -سبحانه- وعده فسلّط المهاجرين والأنصارَ على صناديدِ قريش، وأكاسرةِ العجم وقياصرتهم، وأورثهم أرضهم وديارهم، كما قال -سبحانه-: ( وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)[الرُّوم: 47]، و( إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ)[غَافر: 51]. ان الله يدافع عن الذين آمنوا سيد قطب. فاللهم انصر عبادك المؤمنين. الخطبة الثانية:
إن معركةَ الحق والباطل دائمةٌ منذ بزوغِ فجرِ الرسالة، والله -سبحانه- ينصر أولياءه بِعُدَّتهم ولو كانت قليلة، قال -سبحانه-: ( كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ)[البَقَرَة: 249]. وقد ينصر أولياءه بدون قتال، كما حصل في الأحزاب وغيرها قال -سبحانه-: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا)[الأحزَاب: 9]. وقد يُلقي الله الرعب والهلع والجزع في قلوب أعداء أولياءه، كما حصل ليهود بني النضير، قال -سبحانه- في وصفهم ( مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ)[الحَشر: 2].
اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ | قال تعالى : بسم… | Flickr
وَقِيلَ: إِنَّهُ عَنَى بِذَلِكَ دَفْع اللَّه كُفَّار قُرَيْش عَمَّنْ كَانَ بَيْن أَظْهُرهمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ قَبْل هِجْرَتهمْ. الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: { إِنَّ اللَّه يَدْفَع عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّه لَا يُحِبّ كُلّ خَوَّان كَفُور} يَقُول تَعَالَى ذِكْره: إِنَّ اللَّه يَدْفَع غَائِلَة الْمُشْرِكِينَ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ, إِنَّ اللَّه لَا يُحِبّ كُلّ خَوَّان يَخُون اللَّه فَيُخَالِف أَمْره وَنَهْيه وَيَعْصِيه وَيُطِيع الشَّيْطَان; { كَفُور} يَقُول: جَحُود لِنِعَمِهِ عِنْده, لَا يَعْرِف لِمُنْعِمِهَا حَقّه فَيَشْكُرهُ عَلَيْهَا. ' تفسير القرطبي روي أنها نزلت بسبب المؤمنين لما كثروا بمكة وآذاهم الكفار وهاجر من هاجر إلى أرض الحبشة؛ أراد بعض مؤمني مكة أن يقتل من أمكنه من الكفار ويغتال ويغدر ويحتال؛ فنزلت هذه الآية إلى قوله { كفور}. اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. فوعد فيها سبحانه بالمدافعة ونهى أفصح نهي عن الخيانة والغدر. وقد مضى في { الأنفال} التشديد في الغدر؛ وأنه (ينصب للغادر لواء عند استه بقدر غدرته يقال هذه غدرة فلان). وقيل: المعنى يدفع عن المؤمنين بأن يديم توفيقهم حتى يتمكن الإيمان من قلوبهم، فلا تقدر الكفار على إمالتهم عن دينهم؛ وإن جرى إكراه فيعصمهم حتى لا يرتدوا بقلوبهم.
وقال قتادة -رحمه الله-: " والله -سبحانه- لن يضيع رجلاً قطُّ حفظ له دينه ". وقال ابن القيم -رحمه الله-: " فدفعه ودفاعه عنهم بحسب قوة إيمانهم وكماله، ومادةُ الإيمان وقوتُه بذكر الله -تعالى-، فمن كان أكمل إيمانًا وأكثر ذكرًا كان دفعُ الله -تعالى- عنه ودفاعُه أعظم، ومتى نقص نقص، ذِكرًا بذكر، ونسيانًا بنسيان ". والأحداث التي مرت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مكة، أو في الغار، أو طريق الهجرة، أو في غزواته، تبين حفظَ الله لنبيه -صلى الله عليه وسلم- رغم الأهوال والأخطار. ثم قال -سبحانه- في الآية: ( إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ)[الحَجّ: 38]، فذكر -سبحانه- صِفَتين: هما الخيانة، والكفر، وهما قبيحتان، فالخوان: هو الخائن في أمانة الله، وهي أوامره ونواهيه، والكفور: الجاحد لنعم الله، فلا يعترف بها. بعدها نزلت أولُ آية بعد الهجرة في محمد -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسير قوله -تعالى-: ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)[الحَجّ: 39]: " هو قادر على نَصْر عباده المؤمنين من غير قتال، ولكن هو يريد من عباده أن يبذلوا جهدهم في طاعته ".
اطبع المقالة
س: ما هو رأيكم في نسبة زهير بن القين(رض) إلى العثمانية؟
ج: لا ريب ولا إشكال في جلالة مولانا زهير بن القين(رض)، وأنه أحد أبطال كربلاء الذين سطروا الملحمة الخالدة، ونالوا بذلك سعادة في الدنيا والآخرة بنصرة المولى أبي عبد الله(ع)، ولا بأس قبل العمد إلى بيان الجواب عن السؤال، من الإشارة إلى المقصود من كون الشخص عثماني الهوي، فنقول:
إن التعبير المذكور كان يطلق على كل من يعتقد مظلومية الرجل الثالث، وأنه قد قتل مظلوماً محتسباً، بل إن بعضهم يعمد إلى عداوة أمير المؤمنين(ع)، لاتهامه بأنه كان معيناً على قتل الرجل، وأنه مطلوب بدمه. وكيف ما كان، فإن مصدر هذه التهمة هي مقولة عزرة بن قيس البجلي لزهير بن القين(رض) ليلة عاشوراء: يا زهير ما كنت عندنا من شيعة أهل هذا البيت، إنما كنت عثمانياً. زهير بن القين. وقد ورد ذلك في تاريخ الطبري، كما ورد أيضاً في كتاب أنساب الأشراف للبلاذري. والفرق بين المصدرين أن البلاذري نسبها للقيل، فقال: وقالوا، بخلاف الطبري، فإنه قد نسبها لعزرة، وهذا قد يوهم عدم جزم البلاذري بحصول الواقعة، دون الطبري. وكيف ما كان، فيوجد محتملان متصوران في بلوغه هذه المنـزلة العظمى ونيله هذا المنزلة السامية:
الأول: ما تبناه بعض الكتّاب، من نفي تهمة العثمانية في شخصية زهير بن القين(رض)، من خلال رد الدعوى المذكورة ومناقشتها.
سؤال و جواب: حول شخصية زهير بن ألقين (رض) | موقع سماحة العلامة الشيخ محمد العبيدان القطيفي
زهير بن القين
معلومات شخصية
مكان الميلاد
العراق
الوفاة
10 محرم 61 كربلاء
الجنسية
دولة الخِلافة الرَّاشدة
الديانة
الإسلام
الأب
القين بن قيس الأنماري
تعديل مصدري - تعديل
هو زهير بن القين بن قيس الأنماري البجلي ، من كبار شيوخ قبيلة بجيلة في الكوفة. [1] كان زهير رجلاً شريفاً في قومه نازلاً فيهم بالكوفة شجاعاً. له في المغازي مواقف مشهورة ومواطن مشهودة. كان أبوه القين - بحسب بعض المصادر - صحابياً. زُهَيرُ بنُ القَينِ وَحَقُّ اليَقِينِ. [2] التحق زهير بركب الحسين بن علي ، فكان من كبار أنصاره والقادة البارزين في معسكره. [3]
زهير قبل واقعة عاشوراء [ عدل]
نقلت بعض المصادر التاريخية عن مقربين من زهير القول أنه قال: كنا مع زهير بن القين عند رجوعه من الحج في السنة التي أقبل فيها الحسين إلى العراق فكنا نساير الحسين، فلم يك شيء أبغض على زهير من أن ينزل مع الحسين في مكان واحد أو يسايره في طريق واحد ـ لأنه كان أولاً عثمانياً ـ ولما نزل الحسين في زورد نزل بالقرب منه زهير بن القين البجلي. [4] فبعث إليه الحسين رسولاً فأقبل رسول الحسين، فقال: يا زهير إن الحسين يدعوك، فكره زهير الذهاب إلى الحسين، فقالت له زوجه وهي دلهم بنت عمرو: يا سبحان الله أيبعث اليك الحسين بن فاطمة ثم لا تأتيه، ما ضرك لو أتيته فسمعت كلامه ورجعت، فذهب زهير على كره، [5] فما لبث أن عاد مستبشراً ضاحكاً سنّه وقد أشرق وجهه، فأمر بفسطاطه فقلع، وضرب إلى لزقٍ فسطاط الحسين.
تحميل كتاب زهير بن القين Pdf - مكتبة نور
استشهاد الصحابي زهير بن القين في كربلاء - Martyrdom of Zuhayr ibn Qayn - YouTube
زُهَيرُ بنُ القَينِ وَحَقُّ اليَقِينِ
أو قوله (ع): (إنّي لعلى بيّنةٍ من ربّي، وبصيرةٍ من ديني، ويقينٍ من أمري) (غرر الحكم: 3772)
فهؤلاء هم أهل اليقين الذي لا يشوبه شك، وأهل البصائر النافذة، حيث يرون حقائق الغيب كأنها شهود أمام أعينهم، وذلك لأنهم على بيِّنة من ربهم، ومعرفة بخالقهم الذين (عظُمَ الخالق في أنفسهم؛ فصغُر ما دونه في أعينهم، فهم والجنّةُ كمن قد رآها؛ فهم فيها مُنعَّمون، وهم والنارُ كمن قد رآها فهم فيها مُعذَّبون)، هؤلاء أهل الفضائل في هذه الأمة، وإن كانوا غير معروفين، ولكن أهل السماء يعرفونهم أكثر من أهل الأرض، لأن البشر خلدوا إلى الخفض وحب أمهم الأرض، ونسوا ربهم فأنساهم أنفسهم. وأعانهم على أنفسهم شقوتهم وشياطين الإنس والجن الذين يتآزرون لإضلاله وحرفه عن الطريق المستقيم، والعقيدة الصحيحة، وأخطر هؤلاء جميعاً الحكام الظلمة والسلاطين الذين هم اشد فتكاً وخطراً من الشياطين، كبني أمية الشجرة الملعونة في القرآن، الذين طغوا وبغوا وأفسدوا البلاد والعباد، بما فعلوه من جرائم سوَّدت وجه التاريخ الإنساني، وما زالت تلك اللطخة السوداء القاتمة المظلمة تفعل فعلها في هذه الأمة. حقيقة بني أمية معروفة للأمة
هذه العائلة الخبيثة الدخيلة على العرب، وعلى عبد شمس بالخصوص حيث تبنى ذاك العبد الرومي (أمية) فألحقه به، وألصقه بنسبه الشريف، فرفعه من الضِعة، فراح يناطح قروم العرب وسادتهم من قريش (هاشم الخير)، وشجرته الطيبة التي ضربها الله مثلاً في كتابه، والأمة تعرف ذلك فقد حاربت أبناء هذه الشجرة النيرانية الزقزمية في كل حروبها مع رسول الله (ص)، فقد خاضها جميعها بقيادة صخر بن حرب بن أمية المعروف بأبي سفيان، والد معاوية، وجد يزيد، كما يدَّعون وكلاهما مغشوش مدخول أيضاً.
وقف اصحاب العباس مقابل العدو فقال حبيب لزهير: كلم القوم إن شئت وإن شئت كلمتهم أنا، فقال زهير أنت بدأت فكلمهم، فكلمهم بما تقدم في ترجمته، فرد عليه عزرة بن قيس بقوله: إنه لتزكي نفسك ما استطعت، فقال له زهير: إن الله قد زكاها وهداها فاتق الله يا عزرة، فإني لك من الناصحين، أنشدك الله يا عزرة أن تكون ممن يعين الضلال على قتل النفوس الزكية. فقال عزرة: يا زهير ما كنت عندنا من شيعة هذا البيت إنما كنت عثمانيا. قال: أفلا تستدل بموقفي هذا على أني منهم! أما والله ما كتبت إليه كتابا قط، ولا أرسلت إليه رسولا قط، ولا وعدته نصرتي قط، ولكن الطريق جمع بيني وبينه، فلما رأيته ذكرت به رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومكانه منه، وعرفت ما يقدم عليه من عدوه وحزبكم: فرأيت أن أنصره، وأن أكون في حزبه، وأن أجعل نفسي دون نفسه، حفظا لما ضيعتم من حق الله وحق رسوله(11). سؤال و جواب: حول شخصية زهير بن ألقين (رض) | موقع سماحة العلامة الشيخ محمد العبيدان القطيفي. والمتأمل في هذا النص يجد زهير يعلن ولاءه بدون أي مخاوف او تحرج، فالوهم الذي وقع فيه جيش العدو ومنهم عزرة بان زهير كان عثمانياً قد انتهى دوره ورفع الستار عن الغطاء بإجابة زهير لعزرة في قوله: أفلا تستدل بموقفي هذا على أني منهم! وبعد هذا كان حوار زهير مع عزرة حواراً منطقياً يصور فيه خوفه على سلامة الحسين عليه السلام من العدو وهذا ايضا من باب الولاء، وما فعله اللعين عزرة حيث كان ممن كتب الى الامام، لكن زهير لم يفعل ذلك، فكل هذه الامور تشير الى ان زهير رجلا حسينياً من اتباع اهل البيت عليهم السلام، فكان علوي الهوى والانتماء والعقيدة.