وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي حدثنا الفضل بن دكين ، حدثنا سفيان ، عن حماد ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال: نخل الجنة سعفها كسوة لأهل الجنة ، منها مقطعاتهم ، ومنها حللهم ، وكربها ذهب أحمر ، وجذوعها زمرد أخضر ، وثمرها أحلى من العسل ، وألين من الزبد ، وليس له عجم. وحدثنا أبي: حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا حماد - هو ابن سلمة - عن أبي هارون ، عن أبي سعيد الخدري ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " نظرت إلى الجنة فإذا الرمانة من رمانها كمثل البعير المقتب ". ﴿ تفسير القرطبي ﴾
قوله تعالى: فيهما فاكهة ونخل ورمان فيه مسألتان:الأولى: قال بعض العلماء: ليس الرمان والنخل من الفاكهة ، لأن الشيء لا يعطف على نفسه إنما يعطف على غيره وهذا ظاهر الكلام. تفسير قوله تعالى: فيهما فاكهة ونخل ورمان. وقال الجمهور: هما من الفاكهة وإنما أعاد ذكر النخل والرمان لفضلهما وحسن موقعهما على الفاكهة ، كقوله تعالى: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوله: من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال وقد تقدم. وقيل: إنما كررها لأن النخل والرمان كانا عندهم في ذلك الوقت بمنزلة البر عندنا ، لأن النخل عامة قوتهم ، والرمان كالثمرات ، فكان يكثر غرسهما عندهم لحاجتهم إليهما ، وكانت الفواكه عندهم من ألوان الثمار التي يعجبون بها ، فإنما ذكر الفاكهة ثم ذكر النخل والرمان لعمومهما وكثرتهما عندهم من المدينة إلى مكة إلى ما والاها من أرض اليمن ، فأخرجهما في الذكر من الفواكه وأفرد الفواكه على حدتها.
تفسير آية فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ
والعطف في الآية الثانية هو من عطف الجزئي على الكلي، لأن جبريل وميكال من الملائكة وليسا هما نفس الملائكة.. وهذا الباب على وضوحه زلت فيه أقدام كثيرة، ونتجت عنه أخطاء قاتلة في تأويل كثير من آيات التنزيل الحكيم، ليس هذا موضع الحديث عنها.. نسأل الله تعالى أن يعصمنا من الزلل. بقي أن نذكر ما قاله صاحب كتاب ( القرآن وإعجازه العلمي) في هذه الآية:« يثبت العلم أن أكثر الطعام فائدة للإنسان الفاكهة بأنواعها المختلفة، فقد جمع سبحانه فيها من الغذاء والدواء ما جعلها مكتملة العناصر اللازمة لصحة الأبدان، وقد خص الله العليم الخبير بما خلق بعض أنواع الفاكهة التي ذكرها في هذه الآية بأنها ذات فائدة غذائية أكثر من غيرها، وهذه هي ( النخل والرمان). أما ( النخل) فقد دلت التحاليل الكيميائية على أن التمر يحتوى على نسبة مرتفعة من السكريات ( 76 تقريبا)، ويستفيد الجسم من التمر في إنتاج طاقة عالية وسعر حراري كبير، علاوة على ما يحتوى عليه من عناصر الكلسيوم والحديد والفسفور وكميات من الفيتامينات الواقية من مرض البلاجرا، مما يجعل التمر غذاء كاملاً. تفسير آية فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ. وأما ( الرمان) فيحتوى لبه وعصيره على نسبة مرتفعة من حمض الليمونيك الذي يساعد بتأثيره على تقليل أثر الحموضة في البول والدم، مما يكون سببًا في تجنب مرض النقرس، وتكوين حصى الكلى، كما أن عصير الرمان به نسبة لا بأس بها من السكريات السهلة الاحتراق والمولدة للطاقة، كما أن به مادة عفصية قابضة تقي الأمعاء مما يصيبها من إسهال، كما أن قشور سيقان أشجار الرمان تستخدم في القضاء على الدودة الشرطية ».
تفسير قوله تعالى: فيهما فاكهة ونخل ورمان
وقال آخرون: هما من الفاكهة؛ وقالوا: قلنا هما من الفاكهة، لأن العرب تجعلهما من الفاكهة، قالوا: فإن قيل لنا: فكيف أعيدا وقد مضى ذكرهما مع ذكر سائر الفواكه؟ قلنا: ذلك كقوله: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى ، فقد أمرهم بالمحافظة على كلّ صلاة، ثم أعاد العصر تشديدا لها، كذلك أعيد النخل والرمَّان ترغيبا لأهل الجنة. هل صحيح أن في كل فاكهة رمان حبة من رمان الجنة؟ - الإسلام سؤال وجواب. وقال: وذلك كقوله: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ ، ثم قال وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ، وقد ذكرهم في أوّل الكلمة في قوله: مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن رجل، عن سعيد بن جُبير قال: " نخل الجنة جذوعها من ذهب، وعروقها من ذهب، وكرانيفها من زمرد، وسعفها كسوة لأهل الجنة، ورطبها كالدلاء، أشدّ بياضا من اللبن، وألين من الزبد، وأحلى من العسل، ليس له عَجَم ". قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن زيد بن أسلم، عن وهب الذماري، قال: " بلغنا أن في الجنة نخلا جذوعها من ذهب، وكرانيفها من ذهب، وجريدها من ذهب وسعفها، كسوة لأهل الجنة، كأحسن حلل رآها الناس قط، وشماريخها من ذهب، وعراجينها من ذهب، وثفاريقها من ذهب، ورطبها أمثال القلال، أشدّ بياضا من اللبن والفضة، وأحلى من العسل والسكر، وألين من الزُّبد والسَّمْن ".
هل صحيح أن في كل فاكهة رمان حبة من رمان الجنة؟ - الإسلام سؤال وجواب
وحدثنا أبي حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا حماد هو أبن سلمة عن أبي هارون عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "نظرت إلى الجنة فإذا الرمانة من رمانها كالبعير المقتب". القرآن الكريم - الرحمن 55: 68 Ar-Rahman 55: 68
قال الله تعالى "وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا" (النحل 67) في تفاسير ان التمر يتم تغيره ليصبح خمرا مسكرا ويصبح محرما. وورد النخل مع الفاكهة "فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ" (الرحمن 11)، و "فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ" (الرحمن 68). ومع الزرع "وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ" (الشعراء 148). ووتميز النخل بارتفاعها "وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ" (ق 10). والنخل بدون ثمر فهي اعجاز خاوية "أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ" (الحاقة 7)، و "أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ" (القمر 20). ثمر النخل مختلفة الاكل "َالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ" (الانعام 141) فهي مختلفة الحلاوة والنضج واللون والحجم والمذاق. و ثمرة النخل لينة سهلة المضخ والهضم "وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ" (الشعراء 148. ولم ترد كلمة تمر في القرآن الكريم وهي من الاسماء المتداولة في الوقت الحالي كثمرة من ثمار النخيل. وقد ذكرت كلمة النخلة والنخل والنخيل 16 مرة. وقد ذكرت نكرة بدون لام ومعرفة مع لام التعريف. وان النخيل بحد ذاته ليس بثمر ولكنه ينتج الثمر "وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ" (النحل 67) وهي صالحة للاكل "وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ" (الانعام 141).
غشاء صلب
فَتَبَارَكَ الله احسن الْخَالِقِينَ ثمَّ انه لف ذَلِك الْحبّ فِي تِلْكَ الرمانة بِتِلْكَ اللفائف ليضمه ويمسكه فَلَا يضطرب ولا يتبدد ثمَّ غشى فَوق ذَلِك بالغشاء الصلب صونا لَهُ وحفظا وممسكا لَهُ بإذن الله وَقدرته فَهَذَا قَلِيل من كثير من حِكْمَة هَذِه الثَّمَرَة الْوَاحِدَة ولا يمكننا ولا غيرنا استقصاء ذَلِك وَلَو طَالَتْ الايام واتسع الْفِكر، وَلَكِن هَذَا مُنَبّه على مَا وَرَاءه واللبيب يكْتَفي بِبَعْض ذَلِك، وَأما من غلبت عَلَيْهِ الشقاوة (وكأين من آيَة فِي السَّمَوَات والأرض يَمرونَ عَلَيْهَا وهم عَنْهَا معرضون) غافلون عَن مَوضِع الدّلَالَة فِيهَا. فوائد الرمان
إن الفوائد الطبية التي أودعها الله في هذه الثمرة تدل على أهميتها، ولا يعني أن أهل الجنة بحاجة للعلاج! ولكن الله أكرم هذه الثمرة وجعل فيها الشفاء لأهل الدنيا، وجعل فيها اللذة والمتعة لأهل الآخرة. ذُكر أن علياًّ رضي الله عنه كان يقول:
كلوا الرمان بشحمه، فإنه دباغ المعدة والمقصود بدباغ المعدة أنه يصلحها. قال ابن القيم: حلو الرمان حار رطب جيد للمعدة مقوٍّ لها. والرمّان له فوائد عظيمة من هذه الفوائد أنه يعتبر معالجاً جيداً لآلام المعدة ويستخدم عن طريق طحن قشور الرمان وإضافتها إلى القليل من اللبن وتناولها كل صباح وقبل الخلود إلى النوم، يحمي الرمان أيضًا من التهابات اللثة والفم والقرحة.
قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188) أمره الله تعالى أن يفوض الأمور إليه ، وأن يخبر عن نفسه أنه لا يعلم الغيب ، ولا اطلاع له على شيء من ذلك إلا بما أطلعه الله عليه ، كما قال تعالى: ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا. [ إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا]) [ الجن: 26 ، 27] وقوله: ( ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير) قال عبد الرزاق ، عن الثوري ، عن منصور ، عن مجاهد. ( ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير) قال: لو كنت أعلم متى أموت ، لعملت عملا صالحا. قل لو كنت اعلم الغيب. وكذلك روى ابن أبي نجيح عن مجاهد: وقال مثله ابن جريج. وفيه نظر; لأن عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ديمة. وفي رواية: كان إذا عمل عملا أثبته فجميع عمله كان على منوال واحد ، كأنه ينظر إلى الله ، عز وجل ، في جميع أحواله ، اللهم إلا أن يكون المراد أن يرشد غيره إلى الاستعداد لذلك ، والله أعلم. والأحسن في هذا ما رواه الضحاك ، عن ابن عباس: ( ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير) أي: من المال.
قل لو كنت اعلم الغيب
قال ابن الجوزي: قوله تعالى: {قل لا أملك لنفسي نفعًا ولا ضَرًا}. سبب نزولها: أن أهل مكة قالوا: يا محمد، ألا يخبرك ربك بالسعر الرخيص قبل أن يغلو، فتشتري فتربح، وبالأرض التي تريد أن تُجدب، فترتحل عنها إلى ما قد أخصب؟ فنزلت هذه الآية، روي عن ابن عباس. وفي المراد بالنفع والضر قولان: أحدهما: أنه عامّ في جميع ما ينفع ويضر، قاله الجمهور. والثاني: أن النفع: الهدى، والضَّر: الضلالة، قاله ابن جريج. قوله تعالى: {إلا ما شاء الله} أي: إلا ما أراد أن أملكه بتمليكه إياي؛ ومن هو على هذه الصفة فكيف يعلم علم الساعة؟. قوله تعالى: {ولو كنت أعلم الغيب} فيه أربعة أقوال: أحدها: لو كنت أعلم بجدب الأرض وقحط المطر قبل كون ذلك لهيَّأت لسنة الجدب ما يكفيها، قاله أبو صالح عن ابن عباس. والثاني: لو كنت أعلم ما أربح فيه إذا اشتريته لاستكثرت من الخير، قاله الضحاك عن ابن عباس. والثالث: لو كنت أعلم متى أموت لاستكثرت من العمل الصالح، قاله مجاهد. آية (ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير) بين نفي العلم المستقل ونفي العلم بالغيب مطلقاً |. والرابع: لو كنت أعلم ما أسأل عنه من الغيب لأَجبت عنه. {وما مسني السوء} أي: لم يلحقني تكذيب، قاله الزجاج. فأما الغيب: فهو كل ما غاب عنك. ويخرج في المراد بالخير هاهنا ثلاثة أقوال: أحدها: أنه العمل الصالح.
قل لو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير
#
العنوان
تاريخ النشر
التعليقات
الزائرين
32
آية (ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير) بين نفي العلم المستقل ونفي العلم بالغيب مطلقاً
2014-05-12
0
2180
السؤال: يقول بعض المفسّرين ـ ومنهم العلامة الطباطبائي ـ أنّ قوله تعالى: (قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضرّاً إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسّني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون) (الأعراف: 188)، ينفي العلم بالغيب مستقلاً، ولا ينفي العلم بالغيب بتعليمٍ من الله تعالى، فما هو تعليقكم؟ (نزار، لبنان). الجواب: العلم بالغيب في الجملة من الأمور اليقينيّة التي تشهد بها النصوص الدينية وتتحدّث عنها الدراسات الأخرى أيضاً، إلا أنّ النزاع في أنّ مقتضى القاعدة هو علم المعصوم مثلاً بالغيب إلا ما خرج بالدليل أم لا؟ فمن يذهب إلى أنّ ذلك هو مقتضى الدليل العام والقاعدة فهو يثبت للمعصوم العلم بكلّ غيب، إلا ما ثبت عدم علمه به كغيب الغيوب وما اختصّ الله تعالى بعلمه، وأمّا من يقول بأنّ ناتج القاعدة والدليل العام لا يعطي العلم بالغيب فإنّه يرى أنّ المعصوم لا يعلم الغيب إلا ما ثبت فيه علمه بالغيب، كأن يدلّ دليل خاصّ على علمه بما سيكون أو على علمه بأعمال العباد أو غير ذلك.
لو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير
ولكني - لعدم علمي - قد ينالني ما ينالني من السوء ، وقد يفوتني ما يفوتني من مصالح الدنيا ومنافعها ، فهذا أدل دليل على أني لا علم لي بالغيب " انتهى. وانظر جواب السؤال رقم (49004) والله أعلم. الإسلام سؤال وجواب يداً
احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست
و لو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير
حول العالم
تابعت أكثر من مرة مسلسلاً تلفزيونياً يدعى الطبعة الأولى (أو Early Edition). وهو (بصراحة) مسلسل غبي وساذج ولكنه يقوم على فكرة جديدة وغريبة. فبطريقة ما يجد البطل أمام منزله في كل صباح طبعة (يوم الغد) من صحيفة لوس انجلوس تايمز. ولأنها تأتيه متقدمة بيوم كامل يقرأ فيها ما سيحصل مستقبلا ويحاول إنقاذ الناس من الحوادث التي (سوف) يقعون فيها. أما صديقه فيحاول دائما إقناعه باستغلال هذا الأمر للمراهنة في سباقات الخيل (التي يعرف نتائجها مسبقا من الصفحة الرياضية) أو الاستثمار في الأسهم (التي يعرف من الصفحة الاقتصادية متى ستهبط وتصعد)!!.. واليوم تذكرت هذا المسلسل أثناء قراءتي خبر القبض على مستثمر جديد في بورصة نيويورك لا يختلف كثيراً عن صاحبنا الأول؛ فقبل فترة قبضت السلطات الفيدرالية على أندرو كاريسن بحجة التعامل غير النزية في سوق الأسهم؛ فخلال ثلاثة أشهر فقط استطاع جمع 45مليون دولار من خلال المتاجرة بأسهم كاسدة وغير متوقعة. وما لفت الأنظار إليه أكثر تصريحه الدائم بأنه من سكان المستقبل وأنه قدم الينا من العام. قل لو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير. 2256. وحسب قوله انه درس جيدا أحداث الماضي (وهو ما يعني عصرنا الحاضر) ويعرف تماما أي الشركات ستنجح وأيها ستفشل وبالتالي يتعامل مع أسهم البورصة على هذا الأساس!!
وَقِيلَ: المُرَادُ مِنْهُ: مَا يَتَّصِلُ بِأَمْرِ الدِّينِ، يَعْنِي: لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ، كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّ الدَّعْوَى إلى الدِّينِ الحَقِّ تُؤَثِّرُ في هَذَا، وَلَا تُؤَثِّرُ في ذَاكَ، فَكَيْفَ أَشْتَغِلُ بِدَعْوَةِ هَذَا دُونَ ذَاكَ؟
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَقَوْلُهُ تعالى: ﴿وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ﴾. يَعْنِي: لَو كُنْتُ أَعْلَمَ الغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنْ تَحْصِيلِ الخَيْرِ، وَلَاحْتَرَزْتُ عَنِ الشَّرِّ، حَتَّى صِرْتُ بِحَيْثُ لَا يَمَسَّنِي السُّوءُ، وَلَمَّا لَمْ يَكُنِ الأَمْرُ كَذَلِكَ فَأَنَا مُفَوِّضٌ أَمْرِي إلى اللهِ تعالى، مُقَدِّرِ الأَقْدَارِ وَالفَعَّالِ لِمَا يَشَاءُ، وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ. هذا، والله تعالى أعلم.