أضافها في 19-03-2011 عند 07:22 PM (25318 المشاهدات)
بين البردوني وأبي تمام
حين يجد المتلقي نفسه أمام لغة احتمالية ، قادرة على عكس معان شتى بتقليبها ، عندما يجد نفسه أمام توظيف بارع للمعطيات التراثية والأسطورية والأسماء التاريخية ،عندما يجد نفسه أمام لغة رصينة تؤدي غرضه وتتكئ قليلا على مفردات عصرية، حين يجد المتلقي قصيدة تتوافر فيها كل هذه المعطيات يحس انه أمام شاعر فحل خبر اللغة وغاص في دروبها، وهضم في داخله التراث والتاريخ. نحن أمام قصيدة عظيمة لشاعر عظيم، أما القصيدة فهي (أبو تمام وعروبة اليوم) التي كتبت في ديسمبر1971 ،أما الشاعر فهو عبد الله البردوني. تبدأ القصيدة بامتياح لقصيدة حبيب بن أوس (أبو تمام) في وقعة عمورية والتي مطلعها:
الـســيـف أصـدق أنـبـاء مـن الكـتــب فـي حـده الحــد بـيــن الجـد واللــعب
بيض الصفائح لاســود الصحــائـــف في متــونهــن جـلاء الشـك والريــب
ويقول البردوني:
ما أصدق السيف إن لم ينضه الكذب وأكذب السيف إن لم يصدق الغضب
بيض الصـفائـح أهدى حـيـن تحملهـا أيـد إذا غـلبـت يـعـلـــو بـهـا الـغـلـب
لا نستطيع القول إن هذه من المعارضات الشعرية التي زخر بها الشعر العربي على يد أحمد شوقي وغيره، ولكن هذا فتح شعري جديد.
أبو تمام وعروبة اليوم بث مباشر
مضت القصيدة بقوة في جميع أبياتها ، دون أن يعتريها الضعف ، فأي جزء من أجزائها.. فكثيرا ما نلاحظ شعراء كبارا يبدؤون قصائدهم بإيقاع قوي ثم تهوي قصائدهم عند منتصفها أو آخرها. لا يستطيعون الحفاظ على قوة القصيدة. استطاع البردوني – بقدرته وذكائه وامتياحه من التراث والأسطورة وتوظيفه ذلك من ذخيرته اللغوية الوفيرة وبانتقائه الجيد الموفق لكل كلمة لتؤدي معناها – استطاع أن يحافظ على إيقاع القصيدة والنأي بها عن الضعف والتفاوت. تزخر القصيدة بالصور البلاغية والأسلوبية والشعرية في كل أجزائها مثل (كيف احتفت بالعدى حيفا أو النقب) (تحدت نارها الخطب) (العدم المنفوخ) (يفرشون لجيش الغزو أعينهم).. وغيرها كثير ثم الصياغة الناجحة للأفعال التي على وزن افتعل وتفتعل اغتصبوا ، تعتجب ، تلتهب... أبو تمام وعروبة اليوم بث مباشر. وغيرها. وهناك ما يسمى بالصورة الممتدة التي لا تقنع بأن يستوعبها بيت واحد وإنما تمتد لتشتمل أبياتا كثيرة كما ذكر الدكتور: الطاهر أحمد مكي أستاذ الأدب بكلية دار العلوم –جامعة القاهرة- ويمثلها في القصيدة تلك القطعة عن اليمن فقد اشتملت الصور الممتدة ستة أبيات. طارق يسن الطاهر. الكلمات الدلالية:
لا شيء
التصنيفات
غير مصنف
أبو تمام وعروبة اليوم العالمي
وماذا فعل الرجال ؟ لاشيء ، سوى الغضب المفتعل ، والخطب الجوفاء المضللة ، وإنابة الأبواق لتقاتل عنهم ، ومنهم من ماتوا كالبعير ومنهم من هربوا: اليومَ عادتْ عُلُوجُ (الرومِ) فاتحةً وموطنُ العربِ المسلوبِ والسلبُ ماذا فعلنا؟ غضبنا كالرجالِ ولمْ نَصْدُقْ…وقدْ صدقَ التنجيمُ والكتبُ فأطفأتْ شُهُبُ (الميراج)أنجمَنَا وشمْسَنَا… وَتَحَّدتْ نارَها الخطبُ وقاتلتْ دوننا الأَبواقُ صامدةً أما الرجالُ فماتوا…ثمّ أو هربُوا والحكام ماذا فعلوا ؟ يفرشون لجيش الغزو أعينهم ، ويخدعون شعوبهم بالكلام الكاذب وبالشعارات الزائفة وبالبيانات المخدرة ، ويدّعون البطولة وهم قعودٌ يرفلون في عجزهم. هم حكام ولكن مرجعية حكمهم هناك في " واشنطن" ، أليس هم الذين أتوا بالأجنبي ، بل توسلوا إليه أن يأتي ، واقتطعوا له أجزاءًا من الأرض والبحر والسماء ، ليقيم قواعده العسكرية ، والثمن هو: حمايتهم من شعوبهم ، والحفاظ على عروشهم وكراسيهم: همْ يَفْرشُونَ لجيشِ الغزوِ أعينَهم ويدّ عون وثوباً قبل أن يَثِبُوا الحاكمونَ و " واشنطن " حكومتُهمْ واللّامعونَ …وما شعّوا و ما غربُوا القاتلونَ نبوغَ الشعبِ ترضيةً للمعتدين وما أجْدَتهم القربُ لهم شموخُ (المثنى) ظاهراً ولهمْ هوىً إلى (بابك الخرمي) ينتسبُ ويسأل البردوني أبا تمام عن أنساب وأحساب العرب ، هل هي كاذبة ؟ أم أن العرب نسوا أو تناسوا عرقهم الأصيل …….
أبو تمام وعروبة اليوم المملكة ضمن المراكز
كان الشاعر اليمني الكبير عبدالله البردوني شاعرا ملحميا مثله مثل الشاعر اليوناني الملحمي - هوميروس - الذي أبدع ملحمة «الإلياذه» الخالدة، وأقصد هنا بقولي - شاعرا ملحميا - هو أن البردوني الشاعر كان يحب اللحمة حبا جما، حتى أن من يراه وهو يأكل اللحم يعتقد بأن اللحمة هي مصدر الإلهام لديه وهي التي تلهب مخيلته كشاعر.. ذلك لأن البردوني - الذي عاش طفولته بائسا محروما يتضور جوعا وسط شعب جائع - كان يهجم على اللحمة كما الأسد لحظة يهجم على فريسته. لكأنه ينتقم لماضيه ولكل اليمنيين الذين ذاقوا مرارة الحرمان في عهد الإمامة.. ومع أني أحببت البردوني الشاعر من شعره إلا أنني أحببت البردوني الأكول من طريقة أكله. فبعد أن رأيته ينشب أسنانه ومخالبه في اللحم المكوّم أمامه ازداد حبي له وازددت إعجابا بالبردوني الشاعر والإنسان. أذكر مرة ونحن في قطر عربي - للمشاركة في الأسبوع الثقافي اليمني - أنني رأيته وهو على طاولة الطعام وأمامه هرم صغير من اللحم فجلست بقربه وسألته قائلا: أستاذ عبدالله.. ما هو أحب الطعام إليك؟ فقال: اللحم. قلت: ثم ماذا؟. قال: ثم اللحم. أبو تمام وعروبة اليوم - عبدالله البردوني | القصيدة.كوم. قلت: وماذا تحب غير اللحم؟. فقال: اللحم. وانفجر ضاحكا حتى كاد يشرق ويختنق باللحمة.
يتكئ شاعرنا على معطيات حديثه فيذكر أن شهب طائرات الميراج قد أطفأت أنجم العرب وشمسهم ،فماذا فعل العرب إزاء ذلك؟ حاربوا الميراج بالخطب، فقط نلمح عدم تكافؤ السلاح ما بين الميراج والخطب وعدم الاستعداد ثم حاربت الأبواق والطبول دون الرجال الذين هربوا ، أما حكامنا إذا تصدى المستعمر للحمى انسحبوا هم ، فهم يدعون مالا يفعلون فهم حكام اسما لكن قرارهم يخرج من واشنطن ، فهم يقتلون نبوغ الشعوب إرضاء للمعتدين ، فهم شامخون شموخ المثنى في ظاهر أفعالهم ، أما في داخلهم فهم هوى جارف إلى بابك الخرمي. يقدم لنا البردوني وصفا لوضع الحكام في أسلوب ساخر في القطعة السابقة، يواصل شاعرنا حواره مع أبي تمام ويسأله ماذا حدث؟ ماذا جرى لنا نحن العرب هل أحسابنا كذبت؟ هل نحن لا ننتسب إلى أولئك النفر القدامى من أمثال المعتصم؟ فإن عروبة اليوم ليست كعروبة الأمس لا لون لها لا اسم لها لا لقب لها ،وفي مقارنة بين عمورية والآن يقول شاعرنا إن تسعين ألفا من الرجال فتحوا عمورية ولم يرضخوا لقول المنجمين بانتظار قطاف الكرم والان تسعون مليونا ،ولكنهم كغثاء السيل أم ينضجوا حتى إن الزيتون والعنب قد نضجا كناية عن طول المدة. ينتقل بنا الشاعر من الهموم العربية إلى الهم اليمني ويناجي أبا تمام باسمه الأصلي تقربا وتلطفا.
وقال الله -تعالى-: ( فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ)[الأعراف: 6]. وقال الله -تعالى-: ( لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ)[الأنبياء: 23]. والآيات في هذا المعنى -معاشر المؤمنين- كثيرة. تفسير سورة الحجر الآية 92 تفسير ابن كثير - القران للجميع. عباد الله: وأول ما تكون المسألة عندما يُدرج المرء في قبره؛ ففي المسند عن البراء -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ذكر أن الميت إذا كان مؤمنا يَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ رَبِّيَ اللَّهُ، فَيَقُولَانِ لَهُ مَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ دِينِيَ الْإِسْلَامُ، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟ فَيَقُولُ: هُوَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَيُنَادِي مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ: أَنْ صَدَقَ عَبْدِي، فَأَفْرِشُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ، وَأَلْبِسُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ. وأن الكافر يَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ نَبِيُّك؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي، فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنْ السَّمَاءِ: أَنْ كَذَبَ فَافْرِشُوا لَهُ مِنْ النَّارِ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى النَّارِ.
فوربك لنسألنهم أجمعين - ملتقى الخطباء
أيها المؤمنون -عباد الله-: وكل صاحب ولاية عامة، أو خاصة يُسأل عنها يوم القيامة؛ ففي الصحيحين عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ ومَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، أَلاَ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ". أيها المؤمنون -عباد الله-: ومما يسأل عنه العبد يوم القيامة: هذا النعيم الذي منَّ الله عليه به في هذه الحياة من مسكنٍ، أو مركبٍ، أو مطعمٍ، أو مشربٍ، أو ملبس، وقد جاء في الحديث عَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ العَوَّامِ -رضي الله عنه- لَمَّا نَزَلَ قول الله -تعالى-: ﴿ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴾[التكاثر: 8] قَالَ قلت: "يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيُّ النَّعِيمِ نُسْأَلُ عَنْهُ، وَإِنَّمَا هُمَا الأَسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالمَاءُ؟" قَالَ: "أَمَا إِنَّهُ سَيَكُونُ" [رواه الترمذي].
تفسير سورة الحجر الآية 92 تفسير ابن كثير - القران للجميع
وإذا كان سيكون -عباد الله-: أي السؤال عن هذا النعيم وإن قلّ، وإن كان تمرًا وماء، فكيف بمن وسِّع عليه في النعيم والعطاء من مسكنٍ واسع، ومركب مريح، ومطاعم ومشارب متنوعات؛ فإن كل ذلك -عباد الله- يُسأل عنه العبد يوم القيامة. معاشر المؤمنين: من علِم أنه واقف بين يدي الله، وأن الله -جل في علاه- سائله عما قدَّم في هذه الحياة، فليعد للمسألة جوابا، وليكن الجواب صوابا، وما التوفيق إلا بالله وحده، وفَّقنا الله أجمعين لحُسن العمل وحسن الاستعداد ليوم السؤال. أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم. إسلام ويب - تفسير البغوي - سورة الحجر - تفسير قوله تعالى " فوربك لنسألنهم أجمعين "- الجزء رقم4. الخطبة الثانية: الحمد لله كثيرا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ صلى الله وسلَّم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: أيها المؤمنون -عباد الله-: اتقوا الله -تعالى-. عباد الله: من كان من الناس مفرطًا مضيِّعا، فإن الفرصة أمامه مهيأة وميسَّرة، ما لم تغرغر روحه، وما لم تطلع الشمس من مغربها.
إسلام ويب - تفسير البغوي - سورة الحجر - تفسير قوله تعالى " فوربك لنسألنهم أجمعين "- الجزء رقم4
وأن الكافر يَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ نَبِيُّك؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي، فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنْ السَّمَاءِ: أَنْ كَذَبَ فَافْرِشُوا لَهُ مِنْ النَّارِ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى النَّارِ. أيها المؤمنون -عباد الله-: وإن أعظم المسألة وأعظم ما يُسأل الناس يوم القيامة: سؤالان عظيمان لا تزول قدما عبد يوم القيامة، حتى يسأل عنهما: الأول: عن "ماذا كنت تعبد؟". والثاني: "ماذا أجبتم المرسلين". وجواب الأول: تحقيق "لا إله إلا الله" علمًا وعملًا وإخلاصا. وجواب الثاني: تحقيق "شهادة أن محمدًا رسول الله" معرفةً وعملًا وطاعة. أيها المؤمنون -عباد الله-: وإن مما يُسأل العبد عنه يوم القيامة: كتاب الله -جل وعلا-؛ كما قال الله -تعالى-: ﴿ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴾[الزخرف: 44]. أي عن هذا القرآن؛ هل عملتم به فيكون حجة لكم؟ أم فرطتم فيكون حجة عليكم، وذلك أن القرآن إنما أُنزل ليُعمل به. أيها المؤمنون -عباد الله-: وأعظم الأعمال وأجلّها، هي أول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة؛ ففي الطبراني عن أنس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أَوَّلَ مَا يسأَلُ عَنْهُ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ صَلَاتُهُ؛ فيُنْظَرُ فِيهَا، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ".
فوربك لنسألنهم أجمعين
عناصر الخطبة بعض الأدلة على وقوف العباد بين يدي الله وسؤاله لهم بعض أسئلة الله لعباده في القبر بعض ما سيسأل عنه العباد يوم القيامة التوبة الصادقة قبل الممات اقتباس أيها المؤمنون -عباد الله-: وإن أعظم المسألة وأعظم ما يُسأل الناس يوم القيامة: سؤالان عظيمان لا تزول قدما عبد يوم القيامة، حتى يسأل عنهما: الأول: عن "ماذا كنت تعبد؟". والثاني: "ماذا أجبتم المرسلين". وجواب الأول: تحقيق "لا إله إلا الله" علمًا وعملًا وإخلاصا. وجواب الثاني: تحقيق "شهادة أن محمدًا رسول الله" معرفةً وعملًا وطاعة. وإن مما يُسأل العبد عنه يوم القيامة: كـ… الخطبة الأولى: الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وأشهد أن لا إلـه إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين وقيوم السماوات والأراضين، وأشهد أنّ محمَّدًا عبده ورسوله الصادق الوعد الأمين؛ صلى اللهُ وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. أمَّا بعدُ: أيها المؤمنون -عباد الله-: اتقوا الله -تعالى-، وراقبوه جلَّ في علاه مراقبة من يعلم أن ربه يسمعه ويراه. وتقوى الله -جل وعلا- هي خير زادٍ يبلغ إلى رضوان الله؛ كما قال الله -تعالى-: ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾[البقرة: 197].
الخطبة الأولى:
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وأشهد أن لا إلـه إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين وقيوم السماوات والأراضين، وأشهد أنّ محمَّدًا عبده ورسوله الصادق الوعد الأمين؛ صلى اللهُ وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. أمَّا بعدُ:
أيها المؤمنون -عباد الله-: اتقوا الله -تعالى-، وراقبوه جلَّ في علاه مراقبة من يعلم أن ربه يسمعه ويراه. وتقوى الله -جل وعلا- هي خير زادٍ يبلغ إلى رضوان الله؛ كما قال الله -تعالى-: ( وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ)[البقرة: 197]. أيها المؤمنون -عباد الله-: اعلموا -رعاكم الله-: أنكم ستقفون يومًا بين يدي الله، وأنه سبحانه سائلكم عمَّا قدَّمتكم في هذه الحياة؛ فأعدُّوا للمسألة جوابا، وليكن الجواب صوابا، قال الله -تعالى-: ( فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[الحجر: 92-93]. وقال الله -تعالى-: ( وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)[النحل: 93].