علاج قسوة القلب
إن من يدرك خطر مرض
قسوة القلب في الدنيا والآخرة, ويشعر بعظم فداحة الآثار المترتبة عليه, لا شك أنه سيسارع إلى معالجته ومداواته, يقول مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: مَا ضُرِبَ عَبْدٌ بِعُقُوبَةٍ أَعْظَمَ مِنْ قَسْوَةِ قَلْبٍ ، وَمَا غَضِبَ الله على قوم إلا نزع الرحمة من قلوبهم. وإذا كانت وسائل العلاج كثيرة ومتنوعة, فإن من أكثر الوسائل المعينة للاستشفاء من هذا المرض والبرء منه:
1- تلاوة القرآن بخشوع: فتلاوة القرآن بتدبر وحضور تلين القلب القاسي, وتستدر الدمع من خشية الله تعالى, قال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلاْذْقَانِ سُجَّدًا. وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبّنَا لَمَفْعُولاً. وَيَخِرُّونَ لِلاْذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} الإسراء/107-109
وقد كان هذا حال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابة مع كتاب الله, فعن عبد الله بن مسعود قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ عليَّ القرآن, قال: قلت: يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ قال: إني أشتهي أن أسمعه من غيري, قال: فقرأت النساء حتى إذا بلغت { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} رفعت رأسي أو غمزني رجل إلى جنبي فرأيت دموعه صلى الله عليه وسلم تسيل.