ولا تقف كلمة أمير المؤمنين(ع): "المرء مخبوء تحت لسانه"
عند حدود الأفكار والاقتراحات والمواقف بل تتعداها إلى التوجهات والنوايا الأكثر عمقاً في شخصيتنا والأبعد مدىً في أفقنا. فتغدو الكلمات مشاريع ومخططات مكشوفة ومعلَنة. ومن خلال دراستها تتكشف سياسة الناس في طريقة تعاملهم مع بعضهم، دولاً وأفراداً. فقد تكون كلماتنا وعباراتنا التي نعبّر بها عما مكنونات أنفسنا مداميك في بنائنا الاجتماعي وروابط للحمتنا المدنية، وقد تكون معاول تهدم وحدتنا وتماسكنا وترابطنا. فليتأمل العاقل في أهمية التعبير وأشكاله وخطورة الكلام ودوره في حياة الإنسان ومصيره مع بساطة تكوينه وسهولة أدائه. فإننا نستطيع من خلال هذا الهواء الذي يخرج من الصدر ليمر في طرق معيّنة من الحنجرة والفم بحيث يتنوّع الصوت ويتغير النغم..
ولا بدّ من الالتفات إلى العلاقة الوطيدة بين الكلام وبين إرادة المتكلم واختياره. الحكمة ٣٨٩: تكلموا تعرفوا، فإن المرء مخبوء تحت لسانه.. فصحيح أن الكلام وظيفة منوطة باللسان من الناحية الفيزيولوجية لكنه في الوقت نفسه فعل من أفعالنا الاختيارية التي يحكمها شعورنا وإدراكنا من جهة تخطيطية، وقدرتنا وإرادتنا من ناحية تنفيذية. فالكلام من هذه الجهة، ليس فعلاً من أفعال اللسان، إلا إذا شئتم أن تقصدوا بذلك أنه فعل لا إرادي، أي فعل بيولوجي من جهة أن كل عضو من أعضاء الجسد له دور ووظيفة في الحياة.
الحكمة ٣٨٩: تكلموا تعرفوا، فإن المرء مخبوء تحت لسانه.
* * * إن دقة التعبير وشدة تحديد المراد واختيار الكلمات التي تُعبر عن هذه المعاني هو نوع من أمانة الكلمة. هذه الأمانة بل هذه الدقة في استعمال الكلمة تشير إلى أهمية البيان حتى أن النقاد رفضوا الصورة الشعرية الخيالية التي فيها مبالغة غير مقبولة، ذلك لأن البيان يعتبر مقوماً من مقومات شخصية الإنسان، وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال يوماً لعمه العباس: « يعجبني جمالك » قال: «وما جمال الرجل يا رسول الله؟» قال: «لسانه ».. أي صدق الحديث، ودقة التعبير عما يراد دون مبالغة فيه. وهكذا كان جمال الرجل في - رأي الرسول - صلى الله عليه وسلم - وثيق الصلة بفصاحة لسان الإنسان ورجاحة عقله. والفصاحة هي الصحة اللغوية والدقة في التعبير عن المراد.. " تكلموا تعرفوا " , فإن المرء مخبوء تحت لسانه... فضل الكلام والصمت. وهي من أسمى شروط أمانة الكلمة. من هذا نعلم أن العاقل لا يطلق لسانه إلا بعد مشاورة مع عقله وروية مع نفسه، والأحمق تسبق سقطات لسانه وفلتات كلامه مراجعة فكره. لهذا كان العرب لا يستحسنون الإسراف في القول.. والاسترسال في الكلام، لأنهم كانوا يرون أن من أعجِب بقوله أُصيب في عقله ، فضلاً عن أنهم كانوا على وعي بأن المسترسل في الكلام كثير الزلل، دائم العثار، ومن هنا كان أجدادنا العرب، ولا يزال الجيل الكبير من عصرنا يضيقون بالثرثار، ويكرهون الملحّ المهذار، وهذا ما يعنيه الجاحظ بقوله: « إن للكلام غاية، ولنشاط السامعين نهاية وما فضل عن الاحتمال، ودعا إلى الاستثقال والملال فذلك هو الهذْر ».
" تكلموا تعرفوا " , فإن المرء مخبوء تحت لسانه... فضل الكلام والصمت
وقيل في اللسان ما قاله الخُبز أَرزي:
لسان الفتى حتف الفتى حين يجهلُ
وكلُّ امرئٍ ما بين فكَّيه مقتلُ
إذا ما لسان المرءِ أكثر هذره
فذاك لسان بالبلاء موكَّلُ
وكم فاتحٍ أبواب شرٍّ لنفسه
إذا لم يكن قفلٌ على فيه مُقفَلُ
كذا من رمى يومًا شرارات لفظه
تلقَّته نيران الجوابات تشعلُ
ومن لم يقيِّد لفظه متجملاً
سيُطلَقُ فيه كلُّ ما ليس يجملُ
ومن لم يكن في فيه ماءُ صيانةٍ
فمن وجهه غصن المهابة يذبلُ
فلِم تحسبنَّ الفضل في الحلم وحدَه
بل الجهل في بعض الأحايين أفضلُ
كلام جميل عن اخي وأرقى العبارات المكتوبة والمصورة عن الأخ.
شروط عدة المطلقة. شاهد أمين الفتوى يوضح شروط عودة المطلقة ثلاثا لزوجها الأول | عرب نت 5. شروط عدَّة المطلقة..
المطلقة طلاقاً رجعياً
لعدَّة المطلَّقة رجعياً شروط منها:
استيفاء المطلقة عدَّتها، وعدَّة المطلَّقة إذا كانت من ذوات الحيض ثلاثة قروء، والقرء هو الحيض، قال تعالى: (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ). فالمطلقة المعتدَّة لا تخرج من عدَّتها إلا بانقضاء الحيضة الثالثة، فتكون ثلاث حيضات كاملة، وإذا كان الطلاق في الحيض فلا تحسب الحيضة الأولى وإنما يبدأ احتساب الحيضات الثلاث بعد الحيضة الأولى التي فارقها الزوج فيها. وأما المطلقة الحامل فإنَّ عدَّتها تنقضي بوضع حملها، قال تعالى: (وَأُولاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ) ، أما المطلقة التي لا تحيض لصغر سنها أو كبره، فإنَّ عدَّتها ثلاثة أشهر، قال تعالى: (وَاللائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ). عدم خروج المطلقة طلاقاً رجعياً من بيت زوجها ما دامت في عدتها، ولا أن يخرجها زوجها من بيتها حتى تنقضي عدتها فتصير أجنبية عنه، والحكمة في ذلك أنَّه ربما مال إليها زوجها وأرجعها في العدة، وهو مقصد الشريعة الإسلامية.
شاهد أمين الفتوى يوضح شروط عودة المطلقة ثلاثا لزوجها الأول | عرب نت 5
[قال الشافعي]: فإذا تزوجت المطلقة ثلاثا زوجا صحيح النكاح فأصابها ثم طلقها فانقضت عدتها حل لزوجها الأول ابتداء نكاحها لقول الله عز وجل: {فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره فإن طلقها فلا جناح عليهما أن يتراجعا إن ظنا أن يقيما حدود الله} الآية. (وقول رسول الله ﷺ لامرأة رفاعة لا ترجعي إلى رفاعة حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك) يعني: يجامعك. [قال]: وإذا جامعها الزوج ثم مات عنها. حلت للزوج المطلقها ثلاثا كما تحل له بالطلاق لأن الموت في معنى الطلاق بافتراقهما بعد الجماع أو أكثر، وهكذا لو نكحها زوج فأصابها ثم بانت منه بلعان أو ردة أو غير ذلك من الفرقة، وهكذا كل زوج نكحها عبدا أو حرا إذا كان نكاحه صحيحا وأصابها، وفي قول الله تعالى {أن يتراجعا إن ظنا أن يقيما حدود الله} والله تعالى أعلم بما أراد. أما الآية فتحتمل إن أقاما الرجعة لأنها من حدود الله تعالى وهذا يشبه قول الله تعالى {وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصلاحا} أي إصلاح ما أفسدوا بالطلاق بالرجعة فالرجعة ثابتة لكل زوج غير مغلوب على عقله إذا أقام الرجعة وإقامتها أن يتراجعا في العدة التي جعل الله عز ذكره له عليها فيها الرجعة. [قال]: وأحب لهما أن ينويا إقامة حدود الله تعالى فيما بينهما وغيره من حدود الله تبارك اسمه.
الدكتور علي فخر قال الدكتور علي فخر، مدير إدارة الحساب الشرعي وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه في حال طلق الرجل زوجته ثلاث طلقات ثم أراد أن يُعيدها إلى عصمته، فلا يجوز له ذلك إلا بعد أن تتزوج برجل آخر. وأوضح « فخر» عبر البث المباشر بالصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابته عن سؤال: «زوجي طلقني ثلاث مرات، فتزوجت بآخر على الورق فقط بحكم السن، ثم طلقني لأعود إلى زوجي الأول من أجل أبنائي، فهل في ذلك إثم؟»، أنه إذا كان الطلاق في المرات الثلاث واقعا شرعًا، فإنه لا يجوز للمرأة أن ترجع للزوج الأول حتى تتزوج من آخر. وأضاف أنه يجب أن يدخل بها الزوج الثاني دخولًا حقيقيًا وذلك عملًا بما ورد في السُنة النبوية المطهرة، بأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يُجز للزوجة أن ترجع إلى زوجها الأول الذي طلقها ثلاثًا حتى يدخل بها الزوج الثاني دخولًا شرعيًا حقيقيًا. وتابع: ولكن ما حدث في واقعة السؤال، أن الرجل طلق الزوجة ثلاثا فتزوجت بآخر دون أن يدخل بها دخولًا شرعيًا حقيقيًا، وطلقها لترجع إلى زوجها الأول، وهذا فيه إثم لأنها لم تلتزم بالقواعد الشرعية المقررة، لهذا الإجراء، وعلى الزوجة أن تتزوج بآخر ويدخل بها دخولًا حقيقيًا ثم بعد ذلك إذا طُلقت منه وانقضت عدتها، وأرادت أن ترجع إلى زوجها الأول فلا مانع.