أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون / دين و دنيا 28-2-2020 - YouTube
فصل: إعراب الآيات (42- 43):|نداء الإيمان
[تفسير قوله تعالى: (أفنجعل المسلمين كالمجرمين)] قال تعالى: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ} [القلم:35].
ولم تقف جهود ملوك هذه البلاد على عمارة الحرمين عمارة حسيّة فقط -وكفى بذلك فخراً-؛ بل سبق ذلك عمارتهما المعنوية بتحكيم الشريعة، وحماية جناب التوحيد والعقيدة، التي لم يشرع الله الحج لبيته إلا لإقامتها، فبادر الملك عبدالعزيز -رحمه الله- إلى القضاء على كل مظاهر البدع والخرافات والشركيات التي كانت تمارس في الحرمين وحواليهما، وأحيا السنة الصحيحة بكثير من الإصلاحات الشرعية المسددة التي كان من أبرزها جمع المصلين في الحرم المكي على إمام واحد بعد أن كان في المسجد الحرام محاريب متعددة بتعدد المذاهب الفقهية يصلي كل أهل مذهب خلف إمامهم، مما لم يشرعه الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم.
شرح كم اجعل لك من صلاتي:
جاء رجل إلى النبي عليه الصلاة والسلام وقال: يا رسول الله! إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: ما شئت، قال: الربع؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير لك، قال: النصف؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير لك، قال: الثلثين؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير لك، قال: يا رسول الله! فأجعل صلاتي كلها لك؟ قال: إذًا تكفى همك، ويغفر ذنبك)
اذا جعل الإنسان وقتًا يصلي فيه على النبي ﷺ كثيرًا فالله جل وعلا يأجره على ذلك، والحسنة بعشر أمثالها، إلى ما لا يحصى من الفضل، يقول النبي ﷺ: إذًا تكفى همك، ويغفر ذنبك إذا أكثر من الصلاة عليه عليه الصلاة
معنى كم اجعل لك من صلاتي - إسألنا
قال أبيُّ بنُ كعبٍ رضي الله عنه: فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، إني أُكثِرُ الصلاةَ [ عليك] ، فكم أجعلُ لك من صلاتي ؟ قال صلى الله عليه وسلم: "ما شئتَ " قال: قلتُ: الرُّبعَ ؟ قال: " ما شئتَ، وإن زدتَ فهو خيرٌ لك " قلتُ: النِّصفَ ؟ قال: " ما شئتَ، وإن زدتَ فهو خيرٌ لك" قال: قلتُ: ثُلُثَين ؟ قال: "ما شئتَ، وإن زدتَ فهو خيرٌ لك" قلت: أجعلُ لك صلاتي كلَّها. قال: " إذًاً تُكفَى همَّك، ويُغفَرُ لك ذنبُك " أخرجه الترمذي وأحمد، وحكم عليه الألباني: حديثٌ حسنٌ صحيح (( للنظر في تخريج الحديث انظروا موقع موسوعة الدرر السّنيّة المختصة بتخريج الأحاديث من هنا)) فالحديث صحيح. وأما شرحه فكالتالي: قول سيدنا أبيّ رضي الله عنه: " كم أجعل لكَ من صلاتي؟ " أيْ: كم أخصص لكَ من دعائي؟ فإن كلمة ( الصلاة) في اللغة تعني: الدعاء.. كما في قوله تعالى: " وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ" ( سورة التوبة، الآية: 103) أيْ ادعُ لهم يا محمد فإن دعواتك راحة وسكينة لقلوبهم ونفوسهم. ويقول الشيخ الأباني رحمه الله في تسجيلٍ له لشرح الحديث: أن معناها: كم أجعل للصلاة عليك من الوقت الذي خصصته للعبادة؟ انظر هنا قوله صلى الله عليه وسلم: " ما شئت" فيه ترك الباب مفتوحاً للمسلم دون تقييده بعدد أو وقت أو قدر معين من الصلاة والسلام والدعاء لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وإنما يُترك الأمر للمسلم بحسب همّته وإقباله وجود نفسه للطاعة.. وكلما زاد في الصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان خيراً له.
المراد بقوله: فكم أجعل لك من صلاتي - بيت الحلول
اهـ. وقال في موضع آخر: فإن هذا له دعاء يدعو به، فإذا جعل مكان دعائه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كفاه الله ما أهمه من أمر دنياه وآخرته، فإنه كلما صلى عليه مرة صلى الله عليه عشراً، وهو لو دعا لآحاد المؤمنين لقالت الملائكة: آمين ولك بمثله، فدعاؤه للنبي صلى الله عليه وسلم أولى بذلك. اهـ. ويشرع أن تخصص لهذه الصلاة وقت الدعاء الذي كنت تدعو به لنفسك، كما كان أبي ـ رضي الله عنه ـ يخصص وقت الليل، وأما أن تترك الدعاء لنفسك: فهو خلاف الشرع، فهناك أدعية مطلوبة في الصلاة وبعدها، وفي الحياة اليومية لا ينبغي تركها، فقد جاء في تحفة الأحوذي: قال القاري: وللحديث روايات كثيرة، وفي رواية قال: إني أصلي من الليل ـ بدل: أكثر الصلاة عليك ـ فعلى هذا قوله: فكم أجعل لك من صلاتي؟ أي بدل صلاتي من الليل. انتهى. وقال الشيخ العثيمين في الكلام على الحديث المذكور ما لفظه: هناك احتمالان:
الاحتمال الأول: وإليه ذهب شيخ الإسلام ـ فيما أظن ـ أن الرسول كان يعلم له دعاءً معيناً، فأراد الرسول عليه الصلاة والسلام أن يجعل دعاءً معيناً كله للرسول عليه الصلاة والسلام.
معنى حديث يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي - إسلام ويب - مركز الفتوى
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. ومعنى قوله: فكم أجعل لك من صلاتي؟ أي بدل دعائي الذي أدعو به لنفسي. قاله القاري. وقال المنذري في الترغيب: معناه أكثر الدعاء، فكم أجعل لك من دعائي صلاة عليك؟ قال: ما شئت ـ أي اجعل مقدار مشيئتك، قوله: قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ أي أصرف بصلاتي عليك جميع الزمن الذي كنت أدعو فيه لنفسي.
المراد بقوله فكم أجعل لك من صلاتي
قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا لايصلح للإعتبار به, وله أربع علل:
الأولى: قرة بن عبدالرحمن. قال الذهبي: "ضعفه يحيى ، و قال أحمد: منكر الحديث جدا". وقال الحافظ:"صدوق له مناكير ". قلت: وهذا من مناكيره, فأين أصحاب الزهري عن هذا الحديث! الثانية: رشدين بن سعد. قال فيه النسائي:متروك. قال الذهبي: " سىء الحفظ ، و كان صالحا عابدا محدثا ، قال أبو زرعة: ضعيف ". وقال الحافظ:" ضعيف ، رجح أبو حاتم عليه ابن لهيعة ، و قال ابن يونس: كان صالحا فى دينه فأدركته غفلة الصالحين فخلط فى الحديث ". الثالثة:شيخ الطبراني يحيى بن عثمان بن صالح. الرابعة: أنه جاء مرسلا من رواية الليث بن سعد عن الزهري:
أخرجه يعقوب بن سفيان 1/ 389, ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(1478): حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ عَنِ اللَّيْثِ عن عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يحي بْنَ حِبَّانَ
أَنَّ رَجُلًا قَالَ:" يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَجْعَلَ صَلَاتِي كُلَّهَا لَكَ. قَالَ: إِذًا يَكْفِيكَ اللَّهُ أَمْرَ دُنْيَاكَ وآخرتك".
الكلمات المفتاحية: الحديث، الصلاة على النبي، حديث أبي بن كعب. اسم الباحث: صالح بن فريح البهلال