(16) ---------------------- الهوامش: (13) انظر تفسير"الافتراء " فيما سلف ص: 136 ، تعليق: 2 ، والمراجع هناك. (14) "اخترق " و" اختلق " و" افترى ": ابتدع الكذب ، وفي التنزيل: " وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون " (الأنعام: 100). (15) انظر تفسير"الآية " فيما سلف من فهارس اللغة (أيي). (16) انظر تفسير"الفلاح" فيما سلف ص: 97 ، تعليق: 2 ، والمراجع هناك. ابن عاشور: عطف على جملة { الذين خسروا أنفسهم} [ الأنعام: 20]. فالمراد بهم المشركون مثل قوله: { ومن أظلم ممّن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه} وقد تقدَّم نظيره في سورة البقرة ( 114). والمراد بافترائهم عقيدة الشرك في الجاهلية بما فيها من تكاذيب ، وبتكذيبهم الآيات تكذيبهم القرآن بعد البعثة. وقد جعل الآتي بواحدة من هاتين الخصلتين أظلم الناس فكيف بمن جمعوا بينهما. وجملة: إنّه لا يفلح الظالمون} تذييل ، فلذلك فصلت ، أي إذا تحقّق أنّهم لا أظلم منهم فهم غير مفلحين ، لأنّه لا يفلح الظالمون فكيف بمن بلغ ظلمه النهاية ، فاستغنى بذكر العلّة عن ذكر المعلول. ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا. وموقع ( إنّ) في هذا المقام يفيد معنى التعليل للجملة المحذوفة ، كما تقرّر في كلام عبد القاهر.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة العنكبوت - الآية 68
تاريخ النشر: الأربعاء 25 محرم 1438 هـ - 26-10-2016 م
التقييم:
رقم الفتوى: 337921
7071
0
109
السؤال
قال الله تعالى في القرآن الكريم أكثر من مرة: ومن أظلم ممن، مثل: ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا، ومثل: ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها، وهكذا. ألا يجب أن يكون شخص واحد هو أكثر ظلما؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد أجاب عن مثل هذا الإشكال السيوطي، في معترك الأقران في إعجاز القرآن فقال: ومما استشكل قوله تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا). (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ). (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ). إلى غير ذلك من الآيات. ووجهه أن المراد هنا بالاستفهام النفي، والمعنى لا أحد أظلم، فيكون خبراً. وإذا كان خبراً، وأخِذت الآيات على ظاهرها أدى إلى التناقض. وأجيب بأوجه: منها تخصيص كل موضع بمعنى صلته، أي لا أحد من المانعين أظلم ممن منع مساجد الله. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة الأنعام - القول في تأويل قوله تعالى " ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا "- الجزء رقم11. ولا أحد من المفترين أظلم ممن افترى على الله. وكذا باقيها، وإذا تخصص بالصِّلات زال التناقض. ومنها: أن التخصيص بالنسبة إلى السبق، لَمّا لم يسبق أحد إلى مثله، حكم عليهم بأنهم أظلم ممن جاء بعدهم سِالكاً طريقهم، وهذا يؤول معناه إلى ما قبله؛ لأن المراد السبق إلى المانعية والافترائية.
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة الأنعام - القول في تأويل قوله تعالى " ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا "- الجزء رقم11
الشيخ: وهذا وعيدٌ عظيمٌ يُبين حال الكذبة على الله، والمفترين عليه، وأنَّ الله يُعجّل لهم العذاب عند خروج أرواحهم قبل العذاب بالنار -نسأل الله العافية- بسبب افترائهم وكذبهم على الله ، وقولهم: إنَّ الله أوحى إليهم ولم يُوحَ إليهم. أو قولهم: إنَّهم سيُنزلون مثل ما أنزل الله؛ ليصدّوا الناس عن الحقِّ، ويُشكِّكوهم فيما جاءت به الرسل؛ ولهذا توعدهم الله بالعذاب الأليم، وأن يُعجّل لهم بعض ذلك عند خروج الأرواح. ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا او كذب بالحق. وفي هذا المعنى الحديث الصَّحيح، وهو قوله ﷺ: مَن أحبَّ لقاء الله أحبَّ اللهُ لقاءَه، ومَن كره لقاءَ الله كره اللهُ لقاءَه ، قالت عائشةُ: يا رسول الله، أهو الموت؟ فكلنا يكره الموتَ. قال: لا، ولكنَّ المؤمنَ إذا حضره الأجلُ بُشِّر برحمة الله ورضوانه؛ فأحبَّ لقاء الله، وأحبَّ اللهُ لقاءَه، والكافر إذا حضره الأجلُ بُشِّر بغضب الله وعقابه؛ فيكره لقاءَ الله، ويكره اللهُ لقاءَه ، فهؤلاء يُبَشَّرون بالعذاب، ويكرهون لقاء الله، ويكره اللهُ لقاءَهم، ويُعجّل لهم مع التَّبشير يُعجّل لهم العذاب، نسأل الله العافية. وقد وردت الأحاديثُ المتواترة في كيفية احتضار المؤمن والكافر عند الموت، وَهِيَ مُقَرَّرَةٌ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى: يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ [إبراهيم:27]، وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ هَاهُنَا حَدِيثًا مُطَوَّلًا جِدًّا مِنْ طَرِيقٍ غَرِيبَةٍ عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا، فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
زمن القراءة ~ 5 دقيقة الشرك بالله تعالى هو أعظم الظلم، وهو يتضمن الافتراء على الله، ولا يفلح مشرك، ولا ينفكّ عنه وصف الظلم؛ فمن أراد الفلاح ففي تفريد توجهه لرب العالمين. مقدمة
تضمن كتاب الله تعالى بيانَ الحق، وبيان الطريق لرب العالمين، والتحذير من مزالق الطريق، وبيان خسارة من حاد عن الحق وافترى على ربه. ومما بيّن تعالى في كتابه أنه أوضح للناس أعظم الحقوق عليهم، وأعظم المظالم التي يرتكبونها؛ وقد جاء ذلك غير آية، ومما جاء في ذلك قول تعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ * وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ﴾ [الأنعام: 21-22]. ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا او كذب. يقول السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره لهذه الآية:
"أي: لا أعظم ظلمًا وعنادًا، ممن كان فيه أحد الوصفين، فكيف لو اجتمعا، افتراء الكذب على الله، أو التكذيب بآياته، التي جاءت بها المرسلون، فإن هذا أظلم الناس، والظالم لا يفلح أبدًا، ويدخل في هذا، كلُّ من كذب على الله، بادعاء الشريك له والعوين، أو زعم أنه ينبغي أن يعبد غيره، أو اتخذ له صاحبة أو ولدًا، وكل مَن رد الحق الذي جاءت به الرسل، أو مَنْ قام مقامهم".