وكتب إِلَى النَّجَاشِيّ فأسلم ، ولما مات صلى عليه ، ثم كتب إِلَى النَّجَاشِيّ الذي تملك بعده وبعث إليه عَمْرو بْن أُمَيَّة. فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام وإلى عبادة الله وحده. وانظر: "زاد المعاد" لابن القيم (3/688-697) فقد ذكر نصوص كتب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وما رد به أولئك الملوك. وكان نص كتاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى هرقل ملك الروم: ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ. سَلَامٌ عَلَى مَنْ اتَّبَعَ الْهُدَى. سلام النبي صلي الله عليه وسلم زخرفه. أَمَّا بَعْدُ ؛ فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الإِسْلامِ ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ ، فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الأَرِيسِيِّينَ (أي أتباعه ورعاياه الذين يتابعونه على الكفر). وَ [ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَنْ لا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ]).
سلام النبي صلي الله عليه وسلم عيدا
قال الواحدي في أسباب النزول: " قال ابن عباس ومقاتل: لما أسلم عبد الله بن سلام، وثعلبة بن أسعد، وأسيد بن سعنة، وأسد بن عب يد، ومن أسلم من اليهود، قالت أحبار اليهود: ما آمن لمحمد إلا شرارنا، ولو كانوا من أخيارنا لما تركوا دين آبائهم، وقالوا لهم: لقد خنتم حين استبدلتم بدينكم دينا غيره، فأنزل الله تعالى { لَيْسُوا سَ وَاءً}(آل عمران: من الآية113). وفي قصة إسلام عبد الله بن سلام ـ رضي الله عنه ـ يظهر لنا أن اليهود قوم بُهْت، أي أهل إفك وكذب، يقولون ويفترون على غيرهم ما ليس فيه، وهذا يؤخذ من قول أحد علمائهم وأحبارهم ـ وهو عبد الله بن سلام ـ بعد أن شرح الله صدره للإسلام فقال: ( يا رسول الله!
سلام النبي صلى الله عليه وسلم
[وفي رِوايةٍ]: كُنَّا عِنْدَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ صَدْرَ النَّهَارِ... بِمِثْلِهِ. وفيه: قالَ: ثُمَّ صَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ خَطَبَ. [وفي رِوايةٍ]: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فأتَاهُ قَوْمٌ مُجْتَابِي النِّمَارِ... وَسَاقُوا الحَدِيثَ بقِصَّتِهِ، وَفِيهِ: فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ صَعِدَ مِنْبَرًا صَغِيرًا، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عليه، ثُمَّ قالَ: أَمَّا بَعْدُ؛ فإنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ في كِتَابِهِ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ} الآيَةَ. بشارة الرسول صلّى الله عليه وآله بالباقر عليه السلام. [وفي رواية]: جَاءَ نَاسٌ مِنَ الأعْرَابِ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، عليهمِ الصُّوفُ، فَرَأَى سُوءَ حَالِهِمْ قدْ أَصَابَتْهُمْ حَاجَةٌ، فَذَكَرَ بمَعْنَى حَديثِهِمْ. الراوي:
جرير بن عبدالله
| المحدث:
مسلم
| المصدر:
صحيح مسلم
| الصفحة أو الرقم:
1017
| خلاصة حكم المحدث:
[صحيح]
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم مُعلِّمًا حَكيمًا، وكان يُراعي أحوالَ النَّاسِ حوْلَه، فيُعلِّمُهم ما يكونُ مناسِبًا لهم في كلِّ مَوقفٍ، ومِن ذلك حثُّه على التَّصدُّقِ على الفُقراءِ والمحتاجينَ.
سلام النبي صلي الله عليه وسلم زخرفه
قال البيهقي: " وهذه معجزة.. حيث أخبر أنه لا ينال الشهادة، وهكذا وقع، فإنه مات سنة ثلاث وأربعين فيما ذكره أبو عبيد القاسم ابن سلام وغيره ". سلام النبي صلى الله عليه وسلم. قال ابن عبد البر: " تُوفي في المدينة في خلافة معاوية سنة ثلاث وأربعين، وشهد رسولُ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعب د الله بن سلام بالجنة ". لقد جاءت الأخبار بمعرفة أهل الكتاب بصفة نبينا - صلى الله عليه وسلم -، ولهذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في خطابه لهم يقول: ( يا معشر اليهود، ويلكم، اتقوا اللهَ، فوالله الذي لا إله إلا هو، إنكم لتعلمون أني رسول اللهِ حقا، وأني جئتُكم بحقٍّ، فأسلِموا)، وهذا ما أكده عبد الله بن سلام ـ رضي الله عنه ـ بعد أن أسلم في قوله: ( يا معشر اليهود اتقوا الله، فوالله الذي لا إله إلا هو، إنكم لتعلمون أنه رسول الله، وأنه جاء بحق) رواه البخاري. قال ابن تيمية: " والأخبار بمعرفة أهل الكتاب بصفة محمد - صلى الله عليه وسلم - عندهم في الكتب المتقدمة متواترة عنهم "، ورغم ذلك منهم من آمن بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ، ومنهم من منعهم الحسد والكبر عن الإيمان به، فخسر الدنيا والآخرة..
عبد الله بن سلام
معلومات شخصية
اسم الولادة
الحصين بن سلام
الميلاد
550 المدينة المنورة
الوفاة
664 المدينة المنورة
مواطنة
الخلافة الراشدة
الأولاد
يوسف بن عبد الله بن سلام
الحياة العملية
المهنة
صحابي
اللغات
العربية
مجال العمل
اليهودية ، والإسلام ، وعلم التفسير
الخدمة العسكرية
المعارك والحروب
حروب الردة
تعديل مصدري - تعديل
عبد الله بن سلام بن الحارث, وكان اسمه في الجاهلية حصينا, [1] ويكن بـ (أبو يوسف الإسرائيلي) وهو صحابي جليل وكنيته: أبو يوسف، من ذُرِّيـة النبي يوسف من بني إسرائيل. [2] [3] [4] قال عنه الذهبي في السير: "الإمام الحَبْر، المشهود له بالجنة، حليف الأنصار، من خواصِّ أصحاب النبي ".
قال تعالى (يأيها الذين آمنوا لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون) سورة الحجرات آية 11. هذه الآية الكريمة عميقة في معناها الأخلاقي وترسم منهجا في التواضع وحسن التعامل وآداب الإسلام الخالدة، حيث ينهي الله عز وجل عن السخرية بالناس واحتقارهم والاستهزاء بهم واستصغارهم وهو أمر محرم شرعا، فقد يكون المحتقر أعظم قدرا عند الله عز وجل وأحب إليه عند الساخر منه المحتقر له. وَلاَ تلمزوا أَنفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُواْ | أقلام | وكالة جراسا الاخبارية. كما حذر الله تعالى من اللمز حيث قال تعالى(ولاتلمزوا أنفسكم) وقوله تعالى(ويل لكل همزة لمزة) وقوله تعالى هماز مشاء بنميم أي يحتقر الناس ويهمزهم طاغيا عليهم ويمشي بينهم بالنميمة. وقوله تعالى (ولاتنابزوا بالألقاب) أي لا تدعوا الناس بالألقاب السيئة التي لا يحبونها والتي يسوء الشخص سماعها. وللأسف نقرأ هذه الآية الكريمة في صلواتنا ويتكرر شرحها في مدارسنا ولكن السائد في المجتمع عكسها بل زيادة تحقير الآخرين والسخرية منهم والاستهزاء بوضعهم المالي أو بأنسابهم أو بألوانهم وهذا قمة الجهل وتدل على خلل كبير في قيم المجتمع وعاداته وتقاليده.
تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٨ - الصفحة ٣٢٢
وروي بالسوأة اللقبا أي لا ألقبه لقبا ملابسا للسوءة فيكون أراد تجنب بعض اللقب [ ص: 249] وهو ما يدل على سوء. ورواية الرفع أرجح وهي التي يقتضيها استشهاد سيبويه ببيت بعده في باب ظن. ولعل ما وقع في ديوان الحماسة من تغييرات أبي تمام التي نسب إليه بعضها في بعض أبيات الحماسة لأنه رأى النصب أصح معنى. فالمراد بـ " الألقاب " في الآية الألقاب المكروهة بقرينة " ولا تنابزوا ". ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب. واللقب ما أشعر بخسة أو شرف سواء كان ملقبا به صاحبه أم اخترعه له النابز له. وقد خصص النهي في الآية بـ " الألقاب " التي لم يتقادم عهدها حتى صارت كالأسماء لأصحابها وتنوسي منها قصد الذم والسب خص بما وقع في كثير من الأحاديث كقول النبيء صلى الله عليه وسلم أصدق ذو اليدين ، وقوله لأبي هريرة: يا أبا هر ، ولقب شاول ملك إسرائيل في القرآن طالوت ، وقول المحدثين الأعرج لعبد الرحمن بن هرمز ، والأعمش لسليمان بن مهران. وإنما قال: " ولا تلمزوا " بصيغة الفعل الواقع من جانب واحد وقال: " ولا تنابزوا " بصيغة الفعل الواقع من جانبين ، لأن اللمز قليل الحصول ، فهو كثير في الجاهلية في قبائل كثيرة ، منهم: بنو سلمة بالمدينة قاله ابن عطية.
3066 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: " ولا تأكلوا أموالكم بَينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام " يقول: يكون أجدل منه وأعرَف بالحجة، فيخاصمه في ماله بالباطل ليأكل ماله بالباطل. تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٨ - الصفحة ٣٢٢. وقرأ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ [سورة النساء: 29] قال: هذا القِمار الذي كان يَعمل به أهل الجاهلية. * * * وأصل " الإدلاء ": إرسال الرجل الدلو في سَبب متعلقا به في البئر. (91) فقيل للمحتج لدعواه: " أدلَى بحجة كيت وكيت " إذا كان حجته التي يحتج بها سببا له، هو به متعلقٌ في خصومته، كتعلق المستقي من بئر بدَلو قد أرسلها فيها بسببها الذي الدلو به متعلقة، يقال فيهما جميعا - أعني من الاحتجاج، ومن إرسال الدلو في البئر بسبب: " أدلى فلان بحجته، فهو يُدلي بها إدلاء = وأدلى دلوه في البئر، فهو يدليها إدلاء ". * * * فأما قوله: " وتدلوا بها إلى الحكام " ، فإن فيه وَجهين من الإعراب: أحدهما: أن يكون قوله: " وتُدْلوا " جزما عطفا على قوله: " ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل " أي: ولا تدلوا بها إلى الحكام، وقد ذُكر أن ذلك كذلك في قراءة أُبَيٍّ بتكرير حرف النهي: " وَلا تدلوا بها إلى الحكام ".
تفسير « يا أيها الذين أمنوا لا يسخر قوم من قوم » | المرسال
حدثنا أبو كُرَيب, قال: ثنا عمر بن عبيد, عن الأعمش, عن أبي الضحى, عن مسروق, قال الغيبَة: أن يقول للرجل أسوأ ما يعلم فيه, والبهتان: أن يقول ما ليس فيه. حدثنا يونس بن عبد الأعلى, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: أخبرني معاوية بن صالح, عن كثير بن الحارث, عن القاسم, مولى معاوية, قال: سمعت ابن أمّ عبد يقول: ما التقم أحد لقمة أشرّ من اغتياب المؤمن, إن قال فيه ما يعلم فقد اغتابه, وإن قال فيه ما لا يعلم فقد بَهَتَه. حدثنا أبو السائب, قال: ثنا أبو معاوية, عن الأعمش, عن مسلم, عن مسروق, قال: إذا ذكرت الرجل بما فيه فقد اغتبته, وإذا ذكرته بما ليس فيه فذلك البهتان. حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا المعتمر, قال: سمعت يونس, عن الحسن أنه قال في الغيبة: أن تذكر من أخيك ما تعلم فيه من مساوئ أعماله, فإذا ذكرته بما ليس فيه فذلك البهتان. حدثنا ابن أبي الشوارب, قال: ثنا عبد الواحد بن زياد, قال: ثنا سليمان الشيبانيّ, قال: ثنا حسان بن المخارق " أن امرأة دخلت على عائشة; فلما قامت لتخرج أشارت عائشة بيدها إلى النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم, أي أنها قصيرة, فقال النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: اغْتَبْتِها ". تفسير « يا أيها الذين أمنوا لا يسخر قوم من قوم » | المرسال. حدثنا ابن المثنى, قال: ثنا أبو داود, قال: ثنا شعبة, عن أبي إسحاق, قال: لو مرّ بك أقطع, فقلت: ذاك الأقطع, كانت منك غيبة; قال: وسمعت معاوية بن قرة يقول ذلك.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ}: تتتابع التوجيهات الربانية للمجتمع المسلم بما يكفل ترابط المجتمع وفشو روح المحبة والتعاون بين أفراده. نداء للمؤمنين بالامتناع التام والحذر من الوقوع في السخرية والاستهزاء من بعضهم فهذا مما يوغر الصدور وينمي العداوات, وعسى أن تسخر ممن هو أعلى منك شأناً عند الله وأفضل. ولا تتبادلوا النداء بقبيح الألقاب ولا يلمز أحدكم أخاه بكلمات فيها التقليل والاحتقار, فالمؤمن يحافظ على مشاعر إخوانه ويحرص على دوام مودتهم, ومن وقع في ذلك فإنما وقع في فسق يقلل من إيمانه, ومن أصر على مثل هذه المسالك فقد ظلم نفسه قبل إخوانه لما سيلاقيه من تبعات أفعاله يوم القيامة.
وَلاَ تلمزوا أَنفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُواْ | أقلام | وكالة جراسا الاخبارية
وغالباً ما كان يصاحب اللقب الرفيع إيماءه خاصة من صاحب اللقب الأدنى، مثل انحناءة الرأس، أو تقبيل اليد أو الخدين أو الأنفين، أو الانحناء أو الركوع… أي أن الإيماءة كانت تحدد مرتبة الواحد نحو الآخر. وكان الناس يلبسون ألقابهم، فيضعونها على رقاب قباتهم، أو على أكتافهم، أو على صدروهم، أو على أذرعهم… للدلالة عليها كعنوان لهم. ويعلق الأستاذ مايكل والز على ذلك بقوله: لقد كان ذلك لغة او أمراً ملائماً في المجتمع الهرمي في ذلك الزمان، فاللقب كان – ولا يزال – بمثابة اعتراف فوري بصاحبه. وهو في المجتمع الأرستقراطي – كما كان في مصر مثلاً قبل ثورة 1952- مرئي وكان لكل لقب مسرحه الخاص. أما المراتب الدنيا في المجتمع الإقطاعي فقد كانت تلقب بالجملة مثل لقب القن أو العبيد أو الخدم، لأنه لم يكن لها ألقاب تفرّقها عن غيرها يعرفون بها. ثم لم يكن لهم مسرحهم الخاص. كانوا كالكمبارس الذين يعملون وراء الستار. كان بإمكان صاحب اللقب أن يمدح أقرانه، أو يقدحهم، ولكنه لم يكن يفعل (قدحاً) بمن هو أعلى مرتبة/ لقباً منه. ويذكر والز أن بعض الألقاب كانت تشترى بالمال، في دلالة أن المال يتقدم بالقيمة على المرتبة. أو يمنح في دلالة، أن السلطة أو القوة تتقدم على المرتبة.
بيد أن ياقوت نقل عن الحازمي أنه بناحية نهاوند ، واستشهد بهذا البيت. فإن يكن ذلك فابن أم حزنة هذا إسلامي: قال ياقوت ، قال سيف: "سار المسلمون من مرج القلعة نحو نهاوند ، حتى انتهوا إلى قلعة فيها قوم ، ففتحوها ، وخلفوا عليها النسير بن ثور في عجل وحنيفة. وفتحها بعد فتح نهاوند ، ولم يشهد نهاوند عجلي ولا حنفي ، لأنهم أقاموا مع النسير على القلعة ، فسميت به" (انظر تاريخ الطبري 4: 243 ، 251). فإن صح أن ابن أم حزنة كان في بعث المسلمين ، كان هذا البيت مؤيدا لهذا القول. فإنه يقول له: أنا وأنت ببطن النسير ، ليس معنا فيه من أبناء معد (وهم العرب) أحد. وأما عن الحازمي إذا كان الموضع ببلاد العرب ، فهو يقول: ليس به أحد ، وقوله "من معد" فضول من القول. وقد ترجح عندي أنه شاعر إسلامي ، من بعض شعره في المفضليات رقم 74 ، وفي الوحشيات رقم: 217 ، (وانظر من نسب إلى أمه رقم: 22 ، 32) ، وله شعر في حماسة البحتري: 97 ، 103. وإن صحت رواية الطبري: "ليس لنا من معد عريب". فعريب ، في هذا البيت ، هو صاحبه الذي ذكره في أول الشعر فقال: إِنَّ عَرِبيًـــــا وَإِنْ سَــــاءَني أَحَــبُّ حَــبِيبٍ وَأَدْنَــى قَـرِيبْ فيكون قوله: "معد" مصدر "عد يعد".