والسلاط: السهام الدقيقة الطويلة، التي تنفذ من الرمية بيسر وسهولة، خلاف السهام الغليظة، وكل آية آتاها الله تعالى لأحد من أنبيائه وصفت بأنها سلطان؛ لأنه لا أحد يستطيع ردها، وإبطال دلالتها. وهذا السلطان: (الوقود)؛ شديد الإضاءة عند اشتعاله، هو الذي يدفع الصاروخ نحو الفضاء متغلبًا على جاذبية الأرض ومقاومة مادة السموات الغازية، ويدور بعد ذلك حول الأرض دون أن يرتد إليها ثانية حتى نرده نحن، وقد أشارت آيتا سورة الرحمن تفاصيل الخروج إلى الفضاء والعودة منه، وبكل الاحتياطات المطلوبة في هذه الرحلات كما فعل الإنسان في غزوه للفضاء، وخاصة في مدلول كلمة (أقطار)، وما يستنبط من فهمها، مما يضيق المقام عن تفصيله إلا في صفحات عديدة …. هذه التفاصيل في الآيات كامنة في بطون مفرداتها التي لم تبحث جذورها، وما زلنا في نومنا العميق عنها. تفسير الايه فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ﴿33﴾ الرحمن – Albayan alqurany. لكننا نشير إلى أن النفاد في استعمال اللغة ينقسم إلى نوعين؛ - نفاذ يظل له ارتباط، كنفاذ جزء من السهم من جسد الرمية، وبقاء جزء منه فيها، - ونفاذ يمر منها ويتعداها، وكان النفاذ من أقطار السماوات على نوعين؛ - نفاذ ظل له ارتباك بالأرض ويدور النافذ من مراكب وأقمار صناعية حول الأرض، - ونفاذ تعداها إلى باقي المجموعة الشمسية، وإلى ما وراءها، وانقطعت علاقة النافذ بالأرض وما حولها.
خطبة حول قوله تعالى ( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم
فحين أراد مثلاً بيان حجم الكون.. قال أولاً: هناك سماء وأرض، والسماء مأخوذة من السمو، وهو العلو.. ثم قال: هناك سماء دنيا، وهي القريبة الدانية، وهناك سماوات عُلى. ثم ذكر أن السماوات سبع. ثم قال: إن جميع ما نراه من نجوم يسطع نورها، فإنما هو في السماء الدنيا، فقال تعالى: ﴿... وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ... ﴾ 1. خطبة حول قوله تعالى ( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم. ولكن قد يفهم من ذلك: أن هذا يختص بالنجوم التي تكون في الليل، لأن المصابيح تكون في الظلمة، فذكر في آية ثانية ما يفيد التعميم لكل كوكب حتى للشمس التي تطلع في النهار، فقال: ﴿ إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ ﴾ 2. أو لعل كلمة ﴿... بِمَصَابِيحَ... ﴾ 1 توهم الاختصاص بما يكون نوره نابعاً من ذاته، كما هو الحال في المصباح، فلا يشمل ما كان نوره مكتسباً من غيره، فجاءت الآية الثانية لتفيد الشمول إلى كل ما يضيء، سواء أكان في الليل أم في النهار، حيث عبرت بكلمة ﴿... الْكَوَاكِبِ ﴾ 2 ثم جاء التعبير بالزينة ليشير إلى أن هناك رؤية وتلذذاً، وإدراكاً لهذه الحالة الجمالية «الزينة». وإذا رجعنا إلى ما لدينا من معلومات، فسنجد: أنهم يقولون: إن هناك كواكب لم يصل نورها حتى الآن إلينا.
تفسير الايه فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ﴿33﴾ الرحمن – Albayan Alqurany
ولكن يدعم هذا الاستنتاج ما رواه كل من قتادة، والسدي: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يوماً لأصحابه: «هل تدرون ما البيت المعمور؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال صلى الله عليه وسلم: «فإنه مسجد في السماء بحيال الكعبة لو خر لخر عليها، يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لم يعودوا آخر ما عليهم». وتوسط الأرض للكون معنى حارت فيه عقول العلماء والمفكرين عبر التاريخ، وعجزت العلوم المكتسبة والتقنيات الفائقة عن إثباته، ولكن ما جاء في هذه الآيات الكريمة، وفي هذا الحديث النبوي الشريف يشير إليه، ويجعل المنطق السوي يقبله. لا تنفذون الا بسلطان. رابعًا: بالنسبة إلى إرسال شواظ من نار ونحاس على كل من يحاول النفاذ من أقطار السماوات والأرض بغير سلطان من الله تعالى: في الآية رقم 35 من سورة الرحمن يخاطب ربنا تبارك وتعالى كلاً من الجن والإنس بقوله عز من قائل: {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلاَ تَنتَصِرَانِ} وقد أجمع قدامى المفسرين ومحدثوهم على أن لفظة شواظ هنا تعني: اللهب الذي لا دخان له. وكلمة نحاس تعني: الدخان الذي لا لهب فيه أو تعني فلز النحاس الذي نعرفه جميعاً وهو فلز معروف بدرجة انصهاره العالية هذه الملاحظة تشير إلى أن لفظة نحاس في الآية الكريمة تعني فلز النحاس، لأن التأويل هنا لا داعي له على الإطلاق، فالنحاس وهو منصهر وتغلي قطراته في صفحة السماء يعد عقاباً رادعاً لكل محاولة إنسية أو جنية لاختراق أقطار السماوات والأرض.
وحاصل القول: إن لفظ السلطان أكثر ما جاء في القرآن بمعنى الحجة والبينة والبرهان، وجاء على نحو أقل بمعنى القهر، والتسلط، والقوة، ولم يأت لفظ السلطان في القرآن بمعنى الحاكم، والقائم على أمر الناس.
لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا
ملف نصّي
وصف الجنة – وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا
قال الله تعالى:
وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين)الزمر: 73(
—
وسيق الذين اتقوا ربهم بتوحيده والعمل بطاعته إلى الجنة جماعات, حتى إذا جاؤوها وشفع لهم بدخولها، فتحت أبوابها, فترحب بهم الملائكة الموكلون بالجنة, ويحيونهم بالبشر والسرور; لطهارتهم من آثار المعاصي قائلين لهم: سلام عليكم من كل آفة, طابت أحوالكم, فادخلوا الجنة خالدين فيها. التفسير الميسر
بالضغط على هذا الزر.. سيتم نسخ النص إلى الحافظة.. وسيق الذين اتقوا ربهم الى الجنة زمرا - سورة الزمر 73-75 للشيخ ياسر الدوسري - YouTube. حيث يمكنك مشاركته من خلال استعمال الأمر ـ " لصق " ـ
وسيق الذين اتقوا ربهم الى الجنة زمرا - سورة الزمر 73-75 للشيخ ياسر الدوسري - Youtube
وسيق الذين اتقوا ربهم الى الجنة زمرا - سورة الزمر 73-75 للشيخ ياسر الدوسري - YouTube
يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى: "ومن زعم أن الواو في قوله: ﴿ وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ﴾ واو الثمانية، واستدل به على أن أبواب الجنة ثمانية، فقد أبعد النجْعَة وأغرق في النزع، وإنما يستفاد كون أبواب الجنة ثمانية من الأحاديث الصحيحة"[2]. يقول شيخ الإسلام ابن القيم عليه رحمة المنان: "فقالت طائفة: هذه واو الثمانية دخلت في أبواب الجنة؛ لكونها ثمانية، وأبواب النار سبعة فلم تدخلها الواو، وهذا قول ضعيف لا دليل عليه، ولا تعرفه العرب ولا أئمة العربية، وإنما هو من استنباط بعض المتأخرين"[3]. وقال رحمه الله تعالى في موضع آخر: "وهذه الطريقة تريحك من دعوى زيادة الواو ومن دعوى كونها واو الثمانية؛ لأن أبواب الجنة ثمانية، فإن هذا لو صح فإنما يكون إذا كانت الثمانية منسوقة في اللفظ واحدًا بعد واحد، فينتهون إلى السبعة، ثم يستأنفون العدد من الثمانية بالواو، وهنا لا ذكر للفظ الثمانية في الآية ولا عدها، فتأمَّله"[4]. ♦ الثاني: هو قول ضَعفه بل ردَّه أغلب أئمة التفسير سواء من المتقدمين أو المتأخرين[5]. ♦ الثالث: الواو كما هو معلوم أداة من أدوات التفسير ترد لمعاني عدة، والقول باختصاصها بمعنى دون غيره تحكُّم إذا لم يدل عليه دليل، وقد ذكر العلماء للواو في آية الزمر معنى الحالية والعطف، وهما أولى من القول بالثمانية لدلالة السياق؛ يقول ابن هشام رحمه الله تعالى: "وقد مرَّ أن الواو في (وفتحت) مقحمة عند قوم[6] عاطفة عند آخرين، وقيل: هي واو الحال؛ أي جاؤوها مفتحةً أبوابها كما صرَّح بمفتحة حالًا في: (﴿ جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ ﴾ [ص: 50]، وهذا قول المبرد والفارسي وجماعة، قيل: وإنما فتحت لهم قبل مجيئهم إكرامًا لهم عن أن يقفوا حتى تفتح لهم"[7].