فالأول: هو الذي نهى عنه الرسول عليه الصلاة والسلام. والثاني: جائز. وإنما نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن تمني الموت لضُر نزل به؛ لأن مَن تمنَّى الموت لضر نزل به ليس عنده صبر، الواجب أن يصبر الإنسان على الضر، وأن يحتسب الأجر من الله عز وجل، فإن الضرر الذي يصيبك من هم أو غمٍّ، أو مرض أو أي شيء مُكَفِّر لسيئاتك، فإن احتسبت الأجر كان رِفعةً لدرجاتك. وهذا الذي ينال الإنسان من الأذى والمرض وغيره لا يدوم، لا بد أن ينتهي، فإذا انتهى وأنت تكسب حسنات باحتساب الأجر على الله عز وجل، ويكفِّر عنك من سيئاتك بسببه، صار خيرًا لك؛ كما ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ؛ إِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ» [4]. فالمؤمن على كل حال هو في خير، في ضرَّاء أو في سرَّاء. المصدر: شرح رياض الصالحين
[1] متفق عليه: أخرجه البخاري (5671)، ومسلم (2680). [2] متفق عليه: أخرجه البخاري (2201)، ومسلم (1593). لا يتمنين أحدكم الموت. [3] أخرجه الترمذي (2403)، وضعفه الألباني في «ضعيف الجامع» (5148).
لا يتمنين أحدكم الموت
وفي الحَديثِ: أنَّه يُستحَبُّ للعَبدِ المؤمِنِ إذا اشتدَّت عليه الكُروبُ أن يصبرَ، ويلجَأَ إلى اللهِ بالتضَرُّعِ والدُّعاءِ.
أرشيف الإسلام - شرح وتخريج حديث ( لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به ، فإن كان ... ) من النسائي في الكبرى
لكن لو كان ذلك بسبب خوف الفتنة في الدين، فمن أهل العلم من قال: هذا مباح، والمصنف هنا ظاهر كلامه أنه يرى الإباحة؛ لأنه قال: ولا بأس به لخوف الفتنة في الدين، أنه يباح له، ويدل على هذا أدلة يستدل بها من قال بالإباحة، النبي ﷺ خُيِّر عند موته ﷺ فاختار، قال: الرفيق الأعلى [2]. وعمر قال: اللهم كبرت سني، وانتشرت رعيتي، فاقبضني إليك واجعلها شهادة في مدينة نبيك ﷺ [3]. هذا عمر . وكذلك أيضاً نُقل ذلك عن جماعة من السلف ، الإمام أحمد -رحمه الله- حينما ابتلي في فتنة خلق القرآن، وضُرب وأوذي، وحبس، ثم بعد ذلك فرجت الفتنة، ثم بعد ذلك أقبلت عليه الدنيا فرفضها، فكان يقول: هذه أشد من تلك، ويقصد بهذا إقبال السلطان عليه، وكان يبعث إليه بشيء من المال ويعتذر الإمام أحمد عن أخذه. لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به. وكان يقول: "لو كانت نفسي بيدي لأطلقتها"، هذا الإمام أحمد -رحمه الله، ونُقل ذلك عن آخرين، فالشاهد أن من أهل العلم من قال: إن ذلك يجوز على الإباحة إذا خاف الفتنة في الدين. ومنهم من قال: إن ذلك على سبيل الاستحباب، وممن نُقل عنه هذا الإمام الشافعي، بل نُقل عن عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- قبله أنه يستحب له إذا خاف الفتنة في الدين أن يتمنى الموت عندئذ.
﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ34/80وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ35/80وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ36/80لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ﴾ [عبس:34- 37]. ﴿يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ﴾ [الانفطار:19]. ﴿يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [المطففين:6]. (وقد) ورد في رؤيا رآها النبي صلى الله عليه وسلم في منامه أن كل عمل من الأعمال الصالحة سيكون له عائد- بالخير- على الإنسان في حياته، وبعد مماته.. حتى في موقف الحشر:
* (فعن) عبد الرحمن بن سمرة- رضي الله عنه- قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في صُفَّة بالمدينة، فقام علينا فقال: «إني رأيت البارحة عجباً:
1- رأيت رجلاً من أمتي أتاه ملك الموت ليقبض روحه، فجاءه برُّ بوالديه، فردَّ ملك الموت عنه. 2- ورأيت رجلاً من أمتي قد احتوشته الشياطين فجاءه ذكر الله فطَّيَّر الشياطينَ عنه. 3- ورأيت رجلاً من أمتي قد احتوشته ملائكة العذاب، فجاءته صلاته فاستنقذته من أيديهم. أرشيف الإسلام - شرح وتخريج حديث ( لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به ، فإن كان ... ) من النسائي في الكبرى. 4- ورأيت رجلاً من أمتي يلهث عطشاً كلما دنا من حوض مُنع وطُرد، فجاءه صيام شهر رمضان فأسقاه وأرواه. 5- ورأيت رجلاً من أمتي والنبيون جلوس حلقاً حلقاً، كلما دنا منهم طُرد، فجاءه غسله من الجنابة فأخذه بيده وأجلسه إلى جنبي.
وهو الذي يتحبب إلى عباده ويناديهم جل في علاه كما في الحديث القدسي: «يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني، غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم، إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً، لأتيتك بقرابها مغفرة». إمام المسجد الحرام: الذنوب والمعاصي تقسي القلب وتصرف صاحبها عن أبواب الخير - قناة صدى البلد. لا إله إلا الله ما أعظم رحمة الله، وما أوسعها «ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم». يا من عدا ثم اعتدى ثم اقترف
ثم ارعوى ثم انتهى ثم اعترف
أبشر بقول الله في تنزيله:
«إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف»
آن لثياب العصيانِ أن تخلع في رمضان، ليُلْبِس اللهُ العبدَ ثيابِ المغفرة والرضوان...
فاللهم امنُن علينا بِتوبةٍ تمحو بِها ما كان منّا في الزّمانِ الأوَّل. حديث شريف
عن عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما، قال: «كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَجْوَدَ الناسِ، وكان أَجْوَدَ ما يكونُ في رمضانَ حِينَ يَلْقاهُ جبريلُ، وكان يَلْقاهُ في كلِّ ليلة مِن رمضانَ فَيُدارِسُه القرآن، فَلَرسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، أجْوَدُ بالخير من الريح المُرسَلة». فتوى
- ما حكم الأكل والشرب بعد سماع أذان الإمساك، إيذاناً بدخول وقت الصيام؟} من المعلوم شرعاً أن وقت وجوب الصوم يبدأ بطلوع الفجر الصادق، فيجب حينئذ الإمساك عن المفطرات.
إمام المسجد الحرام: الذنوب والمعاصي تقسي القلب وتصرف صاحبها عن أبواب الخير - قناة صدى البلد
د. سالم بن ارحمه الشويهي
من المعاني التي تحملها تسمية شهر الصيام بشهر رمضان، أنه شهرٌ ترتمض فيه الذنوب، أي: تحترق.. قال القرطبي: «إنما سُمِّي رمضان لأنه يرمض الذنوب، أي يحرقها بالأعمال الصالحة». شهر التوبة | | صحيفة الخليج. وإضافة إلى حرق الذنوب في رمضان مع الصيام والقيام، فبوسع المرء أن يوسع محرقة الذنوب، ليرمضها كلها، صغارها وكبارها ظاهرها وباطنها باستيفائه شروط التوبة النصوح من كل ذنب، استجابة لأمر الله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا». ويقول جل في علاه في الحديث القدسي: «يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعاً، فاستغفروني أغفر لكم».
شهر التوبة | | صحيفة الخليج
فإذا فعل العبد ذلك فإنه يرجو الله تعالى مغفرة الذنب، والله تعالى جواد شكور كريم، برٌ رحيم،، والله أعلم. 3
0
1, 150
وأخرج الإمامُ أحمد (13081) عن أنس - رضي الله عنْهُ - قال: سَمِعْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلَّم - يقول: ((والذي نفسي بيده - أو قال: والذي نفسُ مُحمَّد بيده - لو أخطأتُم حتَّى تَملأَ خطاياكم ما بيْنَ السماءِ والأَرْضِ ثُمَّ استغفرْتُم اللَّه - عزَّ وجلَّ - لَغَفَرَ لكم، والذي نفسُ مُحمَّد بيده - أو والذي نفسي بيده - لو لَمْ تُخْطِئُوا لَجاء اللهُ - عزَّ وجلَّ - بِقَومٍ يُخْطِئون ثُم يَستغفرون اللهَ فيَغْفِر لَهم)). فذُنُوبُ العباد وإنْ عظُمَت فإنَّ عفوَ الله ومغفرتُه أعظمُ منها وأعظم، فهي ليستْ شيئًا في جنب عفوِ الله ومغفِرَتِه، فطوبَى لِمَنْ رَجَعَ إلى ربِّه نادمًا مُتحسِّرًا تائبًا.