شرح حديث أبي مسعود الأنصاري:
"يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله"
باب توقير العلماء والكبار وأهل الفضل وتقديمهم على غيرهم، ورفع مجالسهم، وإظهار مرتبتهم، قال الله تعالى: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 9]. وعن أبي مسعود عقبة بن عمرو البدري الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يؤمُّ القومَ أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء، فأعلَمُهم بالسُّنة، فإن كانوا في السنة سواء، فأقدَمُهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء، فأقدمهم سنًّا، ولا يؤمَّنَّ الرجلُ الرجلَ في سلطانه، ولا يقعد في بيته على تَكرِمته إلا بإذنه))؛ رواه مسلم. وفي رواية له: ((فأقدمهم سِلمًا)) بدل ((سِنًّا)) أو إسلامًا. وفي رواية: ((يؤمُّ القومَ أقرؤهم لكتاب الله، وأقدمهم قراءة، فإن كانت قراءتهم سواء، فيؤمهم أقدمُهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء، فليؤمَّهم أكبرهم سنًّا)). والمراد ((بسلطانه)) محل ولايته، أو الموضع الذي يختص به. ص46 - كتاب المصنف ابن أبي شيبة ت الحوت - في الرجل يتوضأ أو يغتسل فينسى اللمعة من جسده - المكتبة الشاملة. ((وتَكرِمته)) بفتح التاء وكسر الراء: وهي ما ينفرد به من فراش وسرير ونحوهما. وعنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول: ((استوُوا ولا تختلفوا فتَختلِفَ قلوبكم، لِيَلِنِي منكم أولو الأحلام والنُّهى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم))؛ رواه مسلم.
يؤم القوم اقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة صح ام خطأ - خطوات محلوله
إن الإسلام دين السماحة واليسر يحض معتنقيه على الفضيلة حيث كانت وينهاهم عن الرذيلة حيث وجدت، ويدعوهم إلى الحدب والتفاهم والحب المتبادل والتعاون البناء والاجتماع على الخير في شتى الميادين ولا سيما الاجتماع على الصلاة. نسأل الله عز وجل أن يرزقنا الإخلاص والسداد في القول والعمل.
شرح حديث يَؤُمُّ القوم أقرؤهم لكتاب الله
وقد جاء في الحديث: " الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ "
وجاء في الحديث أيضاً: " إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ ". شرح حديث يَؤُمُّ القوم أقرؤهم لكتاب الله. ويؤخذ من هذا الحديث فوق ما تقدم:
1- رعاية الإسلام للحقوق والواجبات في جميع الأمور وعلى رأسها إمامة الصلاة؛ لأن الصلاة عماد الدين وركنه الركين. سواء كانت هذه الحقوق مادية أم كانت معنوية؛ فأهل العلم بالكتاب والسنة مقدمون على غيرهم في الصلاة وفي غيرها، وبعضهم أولى من بعض بما فضلوا به بعد العلم من زهد وورع وسبق في الهجرة أو في الإسلام أو في السن أو في غير ذلك من أنواع الفضل. 2- حرص الإسلام على احترام العرف الذي أقره الشرع وارتضاه العقل واستجابت له الفطرة؛ فإن المؤمن كيس فطن، لين متواضع، يحب لأخيه ما يحبه لنفسه، ويكره له ما يكرهه لنفسه، ويبادله حباً بحب واحتراماً باحترام. ويسهم كل واحد من المؤمنين في بناء المجتمع الفاضل الذي يشهد الناس له بالكمال الوافر، ويدينون طوعاً لهذا الدين الذي جعلهم خير أمة على وجه الأرض تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتتعاون على البر والتقوى، وتجدد إيمانها بالله في كل صلاة خلف إمام يستحق الإمامة بعلمه وتقواه وسبقه في أفعال الخير وبعده عن الشر.
شرح وترجمة حديث: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله - موسوعة الأحاديث النبوية
وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لِيَلِنِي)) هو بتخفيف النون وليس قبلها ياء، وروي بتشديد النون مع ياء قبلها، ((والنُّهى)): العقول، ((وأولو الأحلام)) هم البالغون، وقيل: أهل الحلم والفضل. قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
قال المؤلِّف رحمه الله تعالى: باب توقير العلماء وأهل الفضل، وتقديمهم على غيرهم، ورفع مجالسهم، وإظهار مرتبتهم، يعني وما يتعلق بهذا من المعاني الجليلة. يؤم القوم أقرؤهم لكتاب ه. يريد المؤلف - رحمه الله - بالعلماء علماءَ الشريعة الذين هم ورثة النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ فإن العلماء ورثة الأنبياء؛ لأن الأنبياء لم يورثوا درهمًا ولا دينارًا، فإن النبي صلى عليه وسلم توفي عن بنته فاطمة وعمِّه العباس ولم يَرِثوا شيئًا؛ لأن الأنبياء لا يورَّثون؛ إنما ورَّثوا العلم. فالعلم شريعة الله؛ فمن أخذ بالعلم، أخذ بحظٍّ وافر من ميراث العلماء. وإذا كان الأنبياء لهم حقُّ التبجيل والتعظيم والتكريم، فلمن ورثهم نصيبٌ من ذلك، أن يُبجَّل ويعظَّم ويكرَّم، فلهذا عقد المؤلف رحمه الله لهذه المسألة العظيمة بابًا؛ لأنها مسألة عظيمة ومهمة. وبتوقير العلماء تُوقَّر الشريعة؛ لأنهم حاملوها، وبإهانة العلماء تُهان الشريعة؛ لأن العلماء إذا ذَلُّوا وسقطوا أمام أعين الناس، ذلَّت الشريعة التي يحملونها، ولم يبق لها قيمة عند الناس، وصار كلُّ إنسان يحتقرهم ويزدريهم فتضيع الشريعة.
ص46 - كتاب المصنف ابن أبي شيبة ت الحوت - في الرجل يتوضأ أو يغتسل فينسى اللمعة من جسده - المكتبة الشاملة
[وفي رِوَايَةٍ] مَكانَ سِلْمًا: سِنًّا. أبو مسعود عقبة بن عمرو | المحدث:
مسلم
|
المصدر:
صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 673 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
صَلاةُ الجَماعةِ في المساجدِ شأْنُها عَظيمٌ، وأجْرُها كَبيرٌ، وقدْ نظَّمَ الشَّرعُ هذه الصَّلاةَ، ورتَّبَ الوقوفَ خَلْفَ الإمامِ؛ حتَّى يكونَ المُصلُّونَ على انتِظامٍ وانضِباطٍ نَفْسيٍّ وبَدَنيٍّ في تلك الصَّلاةِ.
وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ " أي أكثرهم حفظاً للسنة القولية والفعلية والتقريرية. ولا غرابة في أن يكون الرجل عالماً غير ملم بالسنة، فإن كثيراً من أصحاب النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد شغله القرآن عن متابعة الأحاديث النبوية وحفظها والنظر فيها. ولا شك أن الجمع بين العلم بالكتاب والسنة أفضل كثيراً من الاقتصار على أحدهما. شرح وترجمة حديث: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله - موسوعة الأحاديث النبوية. والاقتصار على القرآن وحده أفضل من الاقتصار على السنة وحدها؛ لأن الاقتصار عليه لا يشكل خطراً بخلاف الاقتصار على السنة وحدها؛ فإنه يخطئ كثيراً من اقتصر عليها في استنباط الأحكام ومعرفة أدلتها؛ لأن القرآن متواتر قطعي الثبوت بخلاف السنة فإن منها المتواتر – وهو قليل – ومنها ما ليس كذلك – وهو الكثير. وهذا أمر شرحه يطول فلا نشغل أنفسنا به هنا ولكننا نريد أن نعرف لماذا قدم الأقرأ لكتاب الله على الأعلم بالسنة، ولماذا قدم الأعلم على غيره عند التساوي في العلم بكتاب الله عز وجل. فنقول: إن الأعلم بكتاب الله عز وجل يحسن القراءة فيشنف آذان من خلفه بقراءته المتقنة وصوته الخاشع، ووقوفه على ما يتم به المعنى، فتكون قراءته أوقع في قلب السامع فلا ينصرف ذهنه عنها، بل يحبس نفسه على سماعها وتدبر معانيها فيخرج منها بزاد طيب يعيش به إلى الصلاة الأخرى.
والله أعلم.
حكم الجماع بوجود الكدرة - إسلام ويب - مركز الفتوى
باب القسمة
وما لا يمكن قسمة عينه إذا طلب أحد الشركاء بيعه بيع وقسم ثمنه وهو المذهب المنصوص عن أحمد في رواية الميموني وذكره الأكثرون من الأصحاب فيقال على هذا إذا وقف قسطا مشاعا مما لا يمكن قسمة عينه فأنتم بين أمرين إما بيع النصيب الموقوف وإما إبقاء شركة لازمة وجوابه إما الفرق أو إما الالتزام أما الفرق فيقال الوقف منع من نقل الملك في العين فلا ضرر في شركة عينه وأما الشركة في المنافع فيزول بالمحاباة أو المؤاجرة عليهما، والالتزام أن يجوز مثل هذا أو جعل الوقف مفرزا تقديما لحق الشريك كما لو طلب قسمة العين وأمكن فإنا نقدم حق الإقرار على حق الوقف ومن قال هذا فينبغي له أن يقول: بقسم الوقف. وإن قلنا: القسمة بيع ضرورة وقد نص أحمد على بيع الشائعة في الوقف والاعتياض عنها ومن تأمل الضرر الناشئ من الاشتراك في الأموال الموقوفة لم يخف عليه هذا ولو طلب أحد الشريكين الإجارة أجبر الآخر معه ذكره الأصحاب في الوقف.
علاء الدين أبو الحسن علي بن محمد بن عباس البعلي الدمشقي الحنبلي
كتاب القاضي إلى القاضي
ويقبل كتاب القاضي إلى القاضي في الحدود والقصاص وهو قول مالك وأبي ثور في الحدود وقول مالك والشافعي وأبي ثور ورواية عن أحمد في القصاص، والمحكوم إذا كان عينا في بلد الحاكم فإنه يسلمه إلى المدعي ولا حاجة إلى كتاب وأما إن كان دينا أو عينا في بلد أخرى فهنا يقف على الكتاب وههنا ثلاث مسائل متداخلات مسألة إحضار الخصم إذا كان غائبا ومسألة الحكم على الغائب ومسألة كتاب القاضي إلى القاضي ولو قيل: إنما نحكم على الغائب إذا كان المحكوم به حاضرا لأن فيه فائدة وهي تسليمه. وأما إذا كان المحكوم به غائبا فينبغي أن يكاتب الحاكم بما ثبت عنده من شهادة الشهود حتى يكون الحكم في بلد التسليم لكان متوجها وهل يقبل كتاب القاضي بالثبوت أو الحكم من حاكم غير معين مثل أن يشهد شاهدان أن حاكما نافذ الحكم حكم بكذا وكذا. القياس أنه لا يقبل بخلاف ما إذا كان المكاتب معروفا لأن مراسلة الحاكم ومكاتبته بمنزلة شهادة الأصول للفروع وهذا لا يقبل في الحكم والشهادات وإن قبل في الفتاوى والإخبارات. وقد ذكر صاحب " المحرر ": ما ذكره القاضي من أن الخصمين إذا أقر بحكم حاكم عليهما خير الثاني بين الإمضاء والاستئناف لأن ذلك بمنزلة قول الخصم شهد علي شاهدان ذوي عدل فهنا قد يقال بالتخيير أيضا ومن عرف خطه بإقراره أو إنشاء أو عقد أو شهادة عمل به كالميت، فإن حضر وأنكر مضمونه فكاعترافه بالصوت وإنكار مضمونه وللحاكم أن يكتب للمدعى عليه إذا ثبت براءته محضرا بذلك إن تضرر بتركه وللمحكوم عليه أن يطالب الحاكم عليه بتسمية البينة ليتمكن من القدح فيها باتفاق.