وأكدت المجلة أن السبب الأصلي لهذه الأزمة هو الجشع والفساد، ولكنها تفاقمت بسبب رفض المسؤولين في البلاد تغيير أساليب الحوكمة، أو تحمل جزء من المسؤولية. واليوم يقف هؤلاء المسؤولون السياسيون والماليون حائلا أمام تنفيذ أي إصلاحات، ترضي المانحين الدوليين وتفتح الباب أمام المفاوضات على حزمة إنقاذ. إذ إن هذه النخب استفادت من المنظومة القائمة، وستخسر امتيازاتها في حال التوصل إلى اتفاق للإصلاح المالي، وفق المجلة ذاتها. وترى أن الحالة في لبنان تمثل تحديا حقيقيا لإدارة بايدن، التي رفعت شعار مكافحة الفساد كأولوية بالنسبة لها. “صواريخ” الرئيس التي طالتْ العدالة الانتقالية - جريدة الفجر التونسية. والمشكل هو أن غالبية المسؤولين في لبنان لا يعيرون أهمية لخطاب الولايات المتحدة، لأنهم يذكرون جيدا أنها كانت دائما متسامحة مع فساد شركائها، وكانت تستخدم إجراءات مكافحة الفساد كسلاح ضد خصومها. وتقول المجلة إن إدارة بايدن تعاني من فقدان المصداقية عندما يتعلق الأمر بمعضلة الفساد في لبنان، باعتبار أنها كانت دائما تغض الطرف على مخططات الفساد التي تسببت بحالة فورين أفيرز أمريكا ورياض سلامة أحد أسباب إفلاس قطر كانت هذه تفاصيل "فورين أفيرز": أمريكا ورياض سلامة أحد أسباب إفلاس لبنان نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله.
- “صواريخ” الرئيس التي طالتْ العدالة الانتقالية - جريدة الفجر التونسية
- تفسير: (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام...)
- يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل
- سبب نزول قوله تعالى: (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) - أسباب النزول - عبد الحي يوسف - طريق الإسلام
“صواريخ” الرئيس التي طالتْ العدالة الانتقالية - جريدة الفجر التونسية
فالوطن وقيادته يأتون كقيم متراتبة لها مركزيتها المتجذرة في الوعي والوجدان. فالولاء للوطن فضلاً عن كونه انتماءً واستشعاراً عميقاً بالمسؤولية هو قيمة دينية وأخلاقية حضّ عليها ديننا الحنيف ونهى وحذّر من التفريط بها أو التهاون في أداء واجباتها واستحقاقاتها. فنحن المواطنين بسلوكياتنا المنضبطة المسؤولية نحافظ على مقدّراته ومنجزاته ونصونه عن العبث أو التبديد ومن ثم انعكاس هذا الوعي السلوكي على سلّم حضورنا الحضاري والإنساني بين الأمم. وأضافت: أن تنتمي لوطن حضاري متقدّم الحضور روحياً وسياسياً وثقافياً هو أن تكون حاملاً لمسؤولية جسيمة تقتضي منك أن تحافظ على مقومات وطنك الثقافية واللغوية والدينية والحضارية؛ التزاماً ومحافظةً ووعياً بأن الأوطان مسيّجة بعد الله بمواطنيها الأباة المخلصين الذين يراعون في هذا الوطن واجباته واستحقاقاته دونما تراخٍ أو تهاون أو استهتار. علاقة تؤطّر هذا التواشج بين الوطن والمواطنين وتحفظ وتنظّم علاقاته وتنهض بخدمة النفع العام للوطن الذي ينعكس تلقائياً على مواطنيه ورفاههم واستقرارهم وأمنهم. شعار مكافحة الفساد 2022. وأعتبرت أن الوثائق الحكومية خصوصاً السرية منها تشكّل قيمةً وطنيةً مهمةً ما يعني أن تسريبها أو العبث بها تحت أي مبرر غير مقبول من أي مواطن أياً كانت صفته؛ وهو ما يجعل الخطوة التي أقدم عليها المركز الوطني للوثائق والمحفوظات مؤخراً مبعث ارتياح كبير؛ حيث أحسن المركز صُنعاً حين أطلق حملته الإعلامية التي تهدف إلى توعية المواطنين بخطورة تداول الوثائق الحكومية لا سيما السرية منها، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وما يتسبب به من إضرار بالأمن الوطني.
وحتى الأن يواجه الخطاب الأمريكي بشأن الفساد الكثير من الإغفال والحذف القاتل. وظل المسؤولون الأمريكيون صامتين على خطط الفساد التي أدت للإفلاس الوطني والتي تورط فيها شركاء مهمين لأمريكا واتهموا بها. وعندما يتعلق الأمر بالفساد في لبنان فأمريكا تواجه أزمة مصداقية، مشكلة بحاجة للإصلاح لو أرادت إدارة بايدن أن تكون عامل إصلاح. ويعتقد الكاتب أن نهج الإدارة من لبنان حيث تسير عملية محكافحة الفساد ومنع انهيار الدولة جنبا إلى جنبا، يعد أمرا حيويا في التزامها لمكافحة الفساد على مستوى العالم. ويرى الكاتب أن مشكلة لبنان نابعة من نظام المحاحصصة الطائفية التي يتم فيها تقسيم التمثيل السياسي على 18 طائفة معترف بها كل واحدة لها قاعدتها السياسية وإقطاعيتها الأبوية. وسمح هذا النظام للنخبة كي تستولي على مؤسسات الدولة وسهلت من استغلال النخبة لمصادر البلاد وتحويلها للأغراض الخاصة وتقوية سيطرتها على مناطقها الطائفية. وعليه فالفساد في لبنان لا يتعلق بالرعاية السياسية والتعاقد العام العفن. فقد ظل الإقتصاد اللبناني غير المنتج معتمدا على المساعدات الإقليمية من أجل القيام بوظيفته. وعندما تباطأ هذا التدفق نتيجة لتعمق الخلل السياسي والنزاع، بما فيها الحرب في سوريا، لجأ البنك المركزي عام 2016 إلى ما أسماه "الهندسة المالية" لدعم العجز الحكومي والحفاظ وإن بطريقة مصطنعة على قيمة عالية لليرة اللبنانية.
فيدخل في هذا جميع أنواع التعامل المالي المحرم: كالربا، والقمار، والخداع، والغصب، وجحد الحقوق، وما لا تطيب به نفس مالكه، أو حرمته الشريعة ، وإن طابت به نفس مالكه، كمهر البغي، وأثمان الخمور، والخنازير، وغير ذلك مما حرم الله أثمانه. ثانياً: لفظ (المال) في الشرع يُطلق على كل ما يتموَّله الناس، وينتفعون به، وما تقوم عليه مصالحهم، وتتحصل به منافعهم، من عقارات، وأراضٍ، وسلع عينية، وأموال نقدية، ونحو ذلك. وأكل المال { بالباطل} على وجهين: أحدهما: أخذه على وجه الظلم ، والسرقة، والغصب، وما جرى مجراه. والآخر: أخذه من جهة محظورة، كالربا، والقمار، وأجر الغناء ، وأجر البغاء، وسائر الوجوه التي حرمها الشارع. وقد انتظمت الآية تحريم كل هذه الوجوه، وهي كلها داخلة تحت قوله تعالى: { ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل}. سبب نزول قوله تعالى: (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) - أسباب النزول - عبد الحي يوسف - طريق الإسلام. قال العلماء: ليس المراد النهي عن خصوص (الأكل)؛ لأن غير الأكل من التصرفات كالأكل في هذا، ولكن لما كان المقصود الأعظم من (المال) هو الأكل، ووقع التعارف فيمن ينفق ماله أنه أكله، فمن ثَمَّ عبر الله عنه بـ (الأكل) فقال: { ولا تأكلوا}. قال ابن العربي في هذا الشأن: "لما كان المقصود من أخذ المال التمتع به في شهوتي البطن والفرج، قال تعالى: { ولا تأكلوا}، فخص شهوة البطن؛ لأنها الأولى المثيرة لشهوة الفرج".
تفسير: (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام...)
وقد نزلت هذه الآية في رجلين اختصما في أرض، وأراد أحدهما أن يحلف، فنزلت هذه الآية، ويؤيد هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: « إنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم ألحن بحجته من بعض، فمن قضيت له بحق أخيه شيئاً فإنما أقطع له قطعة من النار فلا يأخذها » أي: أن بعض الناس يخاصم في قضية، وهو يعلم أنه على باطل، فلو حكم القاضي له بناء على الظاهر لكون المحامي ذكياً مثلاً، أو لأنه زور أوراقاً وشهادات وغير ذلك، فهل يحل له هذا المال؟ لا يحل له أبداً.
ومن أكل أموال الناس بالباطل ما يكتسبه موظف الحكومة من بقايا مدفوعات المواطنين ، فكل موظف على صندوق للجباية ( ضريبة- هاتف- كهرباء – ماء……. ) ينبغي أن يأخذ من المواطن فقط ما تقرر عليه دون زيادة، ولا ليرة واحدة. من أكل أموال الناس بالباطل ما يقدمه المواطنون لموظفي الحكومة ( تموين – صحة – بلدية – مخفر-جمارك – جوازات سفر……. ) لقاء تسيير أعمالهم ويزعمون أن نفوسهم تطيب بذلك ، لماذا لا تطيب نفسك عندما تركب سيارة أجرة وبدل أن تعطي السائق مائة ليرة تعطيه مائتين؟! لماذا؟
من أكل أموال الناس بالباطل أن يرتكب أحدهم مخالفة مرور مثلاً قدرها ألفا ليرة فيدفع للشرطي خمسمائة ليرة ليغض الطرف عنه. من أكل أموال الناس بالباطل سرقة الكهرباء. ومن أكل أموال الناس بالباطل التطفيف في الميزان كما قال الله عز وجل: ( الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3)) المطففين. يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل. من أكل أموال الناس بالباطل ما يحدث في أيام المحن والنكبات والحروب حيث يستولي الناس على ممتلكات الآخرين من بيوت ومحلات فينهبون ما فيها من متاع وبضائع ويبيعونها في أسواق المسروقات. ففي الحديث الصحيح: ( نهى النبي – صلى الله عليه وسلم – عن النهبى) أخرجه البخاري.
يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل
ما أهمية أن يمتنع الناس عن أكل المال بالباطل؟
1- استجابة لأمر الله عز وجل وطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الله عز وجل: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ (29)) النساء. وقال صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: ( ألا إنَّ الله حَرَّمَ عَلَيْكُمْ دِمَاءكُمْ وَأمْوَالَكُمْ كحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا ، في بلدكم هذا ، في شَهْرِكُمْ هَذَا ، ألا هَلْ بَلّغْتُ ؟) متفق عليه. 2- من أراد أن لا تمسه النار فلا يأكلن لقمة بالباطل ، ولا يكسبن ليرة بالباطل. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنَّ رِجَالاً يَتَخَوَّضُونَ- أي يتصرفون – في مَالِ الله بغَيرِ حَقٍّ ، فَلَهُمُ النَّارُ يَومَ القِيَامَةِ) رواه البخاري. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنه لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به) أخرجه الإمام أحمد والترمذي. 3- أتدرون ما الذي يجعل حياة أمة جحيماً لا يطاق وشقاء لا يحتمل؟ إنه أكل أموال الناس بالباطل. والدليل أن الله عز وجل نقل اليهود من حياة الرخاء وحرم عليهم الطيبات لما أكلوا أموالهم بالباطل.
3- تقرير مبدأ ((إنما البيع عن تراضٍ))، و(( البيِّعانِ بالخيار ما لم يتفرقا)). 4- حرمة قتل المسلم نفسه أو غيره من المسلمين؛ لأنهم أمة واحدة. 5- الوعيد الشديد لقاتل النفس عدوانًا وظلمًا بالإصلاء بالنار. 6- إن كان القتل غير عدوان بأن كان خطأً، أو كان غيرَ ظلم بأن كان عمدًا، ولكن كان بحق؛ كقتل مَن قتل والده أو ابنه أو أخاه، فلا يستوجب الوعيد الشديد [6]. [1] رواه البخاري ومسلم - رحمهما الله تعالى - عن ابن عمر رضي الله عنه. [2] ومن البيوع المحرَّمة: بيع العربون، بأن يقول لأخيه: خذ هذه العشرة الدنانير إن أخذت السلعة، وإلا فهي لك، وهذا بيع باطل لا حق له في أخذ العربون إن عجز أخوه عن أخذ السلعة له. [3] رواه أحمد وأبو داود - رحمهما الله تعالى. [4] تفسير ابن كثير - رحمه الله تعالى. [5] الكبائر: جمع كبيرة، وهي ما توعَّد الله ورسولُه عليها، أو لعن الله ورسولُه فاعلَها، أو شرَع لها حدًّا يُقام على صاحبها، وقد جاء في الحديث الصحيح بيانُ العديد من الكبائر، وعلى المؤمن أن يعلم ذلك ليجتنبه؛ كقوله صلى الله عليه وسلم: ((اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات))؛ رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.
سبب نزول قوله تعالى: (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) - أسباب النزول - عبد الحي يوسف - طريق الإسلام
قال السعدي في تفسيره: ينهى تعالى عباده المؤمنين أن يأكلوا أموالهم بينهم بالباطل، وهذا يشمل أكلها بالغصوب، والسرقات، وأخذها بالقمار، والمكاسب الرديئة، بل لعله يدخل في ذلك أكل مال نفسك على وجه البطر والإسراف؛ لأن هذا من الباطل وليس من الحق، ثم إنه لما حرم أكلها بالباطل أباح لهم أكلها بالتجارات، والمكاسب الخالية من الموانع، المشتملة على الشروط من التراضي، وغيره. وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ـ أي: لا يقتل بعضكم بعضًا، ولا يقتل الإنسان نفسه، ويدخل في ذلك الإلقاءُ بالنفس إلى التهلكة، وفعلُ الأخطار المفضية إلى التلف، والهلاك. إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ـ ومن رحمته أن صان نفوسكم وأموالكم، ونهاكم عن إضاعتها وإتلافها، ورتب على ذلك ما رتبه من الحدود. ثم قال: وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ـ أي: أكل الأموال بالباطل، وقتل النفوس. عُدْوَانًا وَظُلْمًا ـ أي: لا جهلًا ونسيانًا. فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ـ أي: عظيمة، كما يفيده التنكير. وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا. وعن الآية الثانية يقول الشوكاني في فتح القدير: والمعنى: أنكم لا تجمعوا بين أكل الأموال بالباطل وبين الإدلاء بها إلى الحكام بالحجج الباطلة، وفي هذه الآية دليل أن حكم الحاكم لا يحلل الحرام، ولا يحرم الحلال، من غير فرق بين الأموال، والفروج، فمن حكم له القاضي بشيء مستندًا في حكمه إلى شهادة زور، أو يمين فجور، فلا يحل له أكله، فإن ذلك من أكل أموال الناس بالباطل، وهكذا إذا رشى الحاكم فحكم له بغير الحق، فإنه من أكل أموال الناس بالباطل، ولا خلاف بين أهل العلم أن حكم الحاكم لا يحلل الحرام، ولا يحرم الحلال.
انتهى. والله أعلم.