حكم قوله تعالى ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم) فالحديث المشار إليه لم نقف عليه باللفظ المذكور، ولكن ورد فيما رواه الإمام أحمد في مسنده بلفظ: من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار. ورواه الترمذي في جامعه و قال عنه: هذا حديث حسن صحيح. وقد تكلم بعض أهل العلم في سنده. ومعناه- كما قال العلماء-: من قال في القرآن برأيه، فقد تكلف ما لا علم له به، وسلك غير ما أُمِر به، فلو أنه أصاب المعنى في نفس الأمر لكان قد أخطأ، لأنه لم يأتِ الأمر من بابه، كمن حكم بين الناس على جهل فهو في النار، وإن وافق حكمه الصواب. وسبق بيان ذلك في الفتوى: 20711. والوعيد المذكور في الحديث عام في كل من اقتحم تفسير القرآن الكريم والقول فيه بغير علم منه بأصول التفسير وقواعد اللغة ومقاصد الشرع.. ، ولا يختص ذلك بأهل الكتاب بل يعم الجميع. وسبق بيان أنواع التفسير وأصوله رواية ودراية في الفتوى: 8600 فنرجو أن تطلع عليها. وأما الجدال والمراء.. فإنهما مذمومان ومنهي عنهما شرعا على العموم، وخاصة إذا كانا في القرآن أو في الدين؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه.
- ومن الناس من يجادل في الله بغير علم
- ومن الناس من يجادل في الله بغير على الانترنت
- ومن الناس من يجادل في الله بغير قع
- ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى
ومن الناس من يجادل في الله بغير علم
تفسير: (ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدًى ولا كتاب منير)
♦ الآية: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: سورة الحج (8). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾ نزلت في أبي جهل ﴿ وَلَا هُدًى ﴾ ليس معه من ربه رشاد ولا بيان ﴿ وَلَا كِتَابٍ ﴾ له نور. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾؛ يعني: النضر بن الحارث، ﴿ وَلَا هُدًى ﴾ بيان ﴿ وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ ﴾. تفسير القرآن الكريم
ومن الناس من يجادل في الله بغير على الانترنت
والخبر في قوله: ( ومن الناس).
ومن الناس من يجادل في الله بغير قع
و قال تعالى في سورة الواقعة { وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ. فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ. وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ} يعني منزل فيه الحرارة, وهي حرارة الشمس وسنانها { وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ} يوم القيامة. وقال عزّ وجل في سورة الجنّ { وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا} لأنّ الطبقات الغازية فوقهم فيسلكون طريقها ويصعدون إليها فيتعذّبون بِحَر الشمس, لأنّ الشياطين تأخذهم إليها كاذبين عليهم وساخرين بهم وهذا ما يفعله العدوّ بعدوّه. وقال تعالى في سورة الليل { وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى. وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى. فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى. وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى}. وقال تعالى في سورة الغاشية { عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ. تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً} يعني عاملة ناصبة في البرزخ وتصلى ناراً حامية يوم القيامة. وقال تعالى في سورة البقرة ( { اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} ، فالطاغوت هم الشياطين وملخّص القول إن العذاب في البرزخ لا يكون في جهنّم ولكن إما أن يسلّط الله عليه بعض النفوس الشرّيرة فتؤذيه ، وإما أن يسلّط عليه بعض الشياطين أو بعض الجن أو يسلّط أرواح بعض الحيّات والعقارب أو يكون فقيراً ذليلاً أو يكون جائعاً عطشاناً لا يرتوي أو غير ذلك مما يجعله مهموماً لا يهنأ له عيش ولا يطيب له خاطر.
ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى
وهكذا يبقى هذا الكافر عريان بين النفوس جائع عطشان لا يجتمع بزوجته ولا بأولاده فهو حقير ذليل الى يوم الدين.
أي فكان لهم كذلك. ونظيره إذا فريق منكم بربهم يشركون. ليكفروا. ( له في الدنيا خزي) أي هوان وذل بما يجري له من الذكر القبيح على ألسنة المؤمنين إلى يوم القيامة ؛ كما قال: ولا تطع كل حلاف مهين الآية. وقوله تعالى: [ ص: 17] تبت يدا أبي لهب وتب. وقيل: الخزي هاهنا القتل ؛ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قتل النضر بن الحارث يوم بدر صبرا ؛ كما تقدم في آخر الأنفال. ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق أي نار جهنم. ذلك بما قدمت يداك أي يقال له في الآخرة إذا دخل النار: ذلك العذاب بما قدمت يداك من المعاصي والكفر. وعبر باليد عن الجملة ؛ لأن اليد التي تفعل وتبطش للجملة. و ذلك بمعنى هذا ، كما تقدم في أول البقرة.