19-01-2010, 12:08 AM #1 ما معنى التغيير في قوله تعالى ( فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ... )?? ما معنى التغيير في قوله تعالى ( فليغيرن خلق الله... )?? من قوله تعالى: ( وَلأُمَنِيَنَّهُمْ وَلآمُرَنُّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِياًّ مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً * يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً) (سورة النساء 119-120) يقول الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي- رحمه الله - في تفسيره: وهذا يتناول: 1- تغيير الخلقة الظاهرة بالوشم، و الوشر و النمص و التفلج للحسن و حلق اللحى ، ونحو ذلك مما أغواهم به الشيطان فغيروا خلقة الرحمن. وذلك يتضمن: · التسخط من خلقته. · والقدح في حكمته. فليغيرن خلق ه. · واعتقاد أن ما يصنعون بأيديهم أحسن من خلقة الرحمن. قال تعالى ( أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا... ) · وعدم الرضا بتقديره وتدبيره. 2- ويتناول أيضًا تغيير الخلقة الباطنة، فإن الله تعالى خلق عباده حنفاء مفطورين على قبول الحق وإيثاره، فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن هذا الخلق الجميل، وزينت لهم الشر والشرك والكفر والفسوق والعصيان.
أرشيف الإسلام - شرح وتخريج حديث ( فليغيرن خلق الله قال : من تغيير خلق الله الإخصاء ... ) من مسند ابن الجعد
ولنتأمل -يا معاشر العباد- في سياق قرآني كريم فيه التحذير من الشيطان وعدوانه وكيده وصدِّه عن سبيل الله؛ يقول الله -تبارك وتعالى- في سورة النساء: ( وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا * لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا * وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا * يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا) [النساء: 117- 120]. فالحذر الحذر -أيها العباد- ولنتأمل هذا التوعد الذي ذكره الله عن الشيطان بأيمانٍ متكررات ( لَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ)، واللامات هنا كلها لامات قسم، فهو يقسم قسمًا متكررا وأيمانًا متكررة على إضلال بني آدم وإغوائهم عن سبيل الله وحرفهم عن صراط الله المستقيم بالوعود الكاذبة والأماني الفارغة، إلا أنها قد عملت عملها في كثير من الناس، حيث إنَّ هذا الظن الذي ظنه الشيطان قد تحقق له فيه نصيبٌ كبيرٌ في كثير من ذرية بني آدم إلا من حماه الله ووقاه، ( وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ)[سبأ:20]؛ فكثير من الناس لم يخيِّب الشيطان -والعياذ بالله- في ظنه.
تفسير سورة النساء الآية 119 تفسير السعدي - القران للجميع
{ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ ْ} أي: مع الإضلال، لأمنينهم أن ينالوا ما ناله المهتدون. تفسير سورة النساء الآية 119 تفسير السعدي - القران للجميع. وهذا هو الغرور بعينه، فلم يقتصر على مجرد إضلالهم حتى زين لهم ما هم فيه من الضلال. وهذا زيادة شر إلى شرهم حيث عملوا أعمال أهل النار الموجبة للعقوبة وحسبوا أنها موجبة للجنة، واعتبر ذلك باليهود والنصارى ونحوهم فإنهم كما حكى الله عنهم، { وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ْ} { كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ْ} { قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ْ} الآية. وقال تعالى عن المنافقين إنهم يقولون يوم القيامة للمؤمنين: { أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ْ} وقوله: { وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ ْ} أي: بتقطيع آذانها، وذلك كالبحيرة والسائبة والوصيلة والحام فنبه ببعض ذلك على جميعه، وهذا نوع من الإضلال يقتضي تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرم الله، ويلتحق بذلك من الاعتقادات الفاسدة والأحكام الجائرة ما هو من أكبر الإضلال.
التفريغ النصي - تفسير سورة النساء _ (67) - للشيخ أبوبكر الجزائري
وصف الكتاب
بحث علمي محَكَّم مجلة الجامعة الإسلامية العدد (188) وخلص البحث إلى جملة من النتائج من أهمها: 1-أن لعن "الواصلة، والواشمة، والواشرة، والنامصة" ثبت مرفوعاً للنبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود. 2-أن جملة (المغيرات خلق الله) من قول عبد الله بن مسعود، ولم تثبت بسند صحيح مرفوعة للنبي صلى الله عليه وسلم. 3-ورد النهي عن الوصل والوشم مرفوعاً من طريق تسعة من الصحابة، وليس في أي رواية منها الإشارة لعلة تغيير خلق الله. 4-أن جملة (والمغيرات خلق الله) بإضافة الواو، رواية شاذة لا تثبت. 5-زيادة (إلا من داء) شاذة في حديث ابن مسعود، لمخالفتها سائر روايات الثقات. 6- جمهور المفسرين على أن قوله تعالى: (وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ) يراد به تغيير الدين والفطرة، لا التغيير الظاهري في الجسد. 7-"تغيير الخلقة" ليس علة للتحريم؛ لأن الشريعة أجازت صوراً كثيرة من صور تغيير الخلقة، كالختان، ونتف الإبط، وصبغ الشعر، والخضاب، وثقب أذن الصغيرة للزينة... الخ. التفريغ النصي - تفسير سورة النساء _ (67) - للشيخ أبوبكر الجزائري. 8-التغييرُ المحرَّم هو الذي يتضمن شركاً، أو تدليساً وغشاً وخداعاً، أو ضرراً، أو تشويهاً للبدن، أو تشبهاً بأهل الفسق والفجور. 9-صح عن عائشة رضي الله عنها الترخيص للمرأة بنتف شعر وجهها تزيناً للزوج، وهو مذهب جمهور العلماء.
وما زلنا مع سورة النساء المدنية المباركة الميمونة، وها نحن مع هذه الآيات الست، وقد درسنا آية منها والباقي خمس آيات، والآية التي درسناها تلاوتها بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيدًا [النساء:116]. فعلمنا بتعليم الله عز وجل لنا أنه عز وجل لا يغفر الشرك من عبده إذا مات عليه، أما من تاب منه قبل أن يموت فوحد الله عز وجل فقد نجا، وأما من مات وهو يشرك بالله شيئاً في ربوبيته أو في أسمائه وصفاته أو في عباداته، فهذا قد أخبر الكريم الرحيم جل جلاله وعظم سلطانه أنه لا يغفر له، وأما ما عدا الكفر والشرك من سائر الذنوب فهي موقوفة للنظر فيها، إن شاء غفر له، وإن شاء آخذ وعذب، إلا أن أهل لا إله إلا الله -أهل التوحيد- إذا دخلوا النار ومكثوا فيها ما شاء الله فإنهم يردون إلى الجنة دار السلام، أي: أهل الكبائر من هذه الأمة إذا لم يغفر لهم ودخلوا النار فإنهم لا يخلدون فيها كما يخلد فيها المشركون والكافرون. إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيدًا [النساء:116]، فكيف يرجع وقد ضل ضلالاً بعيداً؟!