الصحوة – الدكتور سالم بن سلمان الشكيلي
أعزائي: نتواصل معكم في هذه السلسلة من المقالات الخاصة، بمناسبة العيد الخمسين للوطن وللمواطن، وهذا مقالنا الثاني:
ثلاثة أمور كانت كفيلة بأن جعلت الشعب العماني صاحب الأمجاد والتاريخ قبل الثالث والعشرين من يوليو عام ١٩٧٠م، وكانه يعيش في القرون الوسطى، هي الجهل والفقر والمرض، فالجهل من أخطر الآفات وهو سبب تخلف الأمم والأفراد، وكما قال أفلاطون ؛ "الجهل أصلُ وجذعُ كل الشرور" انتهى. أما الفقر وهو نتيجة حتمية من نتائج الجهل، وحالة من حالاته، يولّد حالاً معنوياً من خوف الفقر بالإضافة إلى الفقر المادي؛ فيجعل من الآفة آفات شتى، فيعيش الفقير الذل والانكسار، وأما المرض فهو والفقر صنوان
يُسقى بماء الحال المُزري المُعاش، فهو إذا تفشى في مجتمع شلّ حركته كلياَ اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً ، بل أنه ينخر في كل مفاصل مناحي الحياة الأخرى. نعم، هكذا كان حال عمان والعمانيين قبل قيام نهضتها المباركة، وربما يكون من الصعب على جيل النهضة تصوّر المشهد على حقيقته الفعليّة، وقد حاولت تقريب المشهد في ذلك الوقت إلى أذهان الجيل الحالي، ورغم تلك المحاولة إلا أنني بالتأكيد لن أستطيع، ولن يستطيع أحد، تصوير تلك الحقبة الزمنية مهما أوتي من بلاغة الوصف، ودقّة القدرة التصويرية، على نقل المشهد كما هو، وليس في ذلك أي نوع من المبالغة، فليس مَن شاهدَ وعايشَ كمَن قرأ أو سمع.
الصحوة السعودية - ويكيبيديا
كما اعتقل الحوالي أكثر من مرة 1994-1999 على خلفية مواقفه. كما منع الشيخ عائض القرني من التدريس والخطابة والسفر للخارج لمدة عشر سنوات. مراجعة فكرية و حصل تحول في مسار رموز تيار الصحوة بعد مرحلة السجون والمطاردة، وتبنوا منهجا مختلفا تخلوا بموجبه عن أسلوب المعارضة الجهرية للسياسات الحكومية، واستبدل بعضهم مصطلح "المواجهة" مع مصطلح "النصح"، كما ساهموا في التقريب بين الشباب السلفي والنظام السعودي. فقد راجع العودة أفكاره قبل الإفراج عنه في أبريل/نيسان 1999 على أيدي عدد كبير من العلماء حاوروه داخل السجن. وبعد خروجه منه طور خطاباته وأصدر نصا مصورا بعنوان "نعم أتغيَّر". وتحرك الشيخ العودة في نجد، وقدم تنظيرا مقربا للجماعات السلفية مع مفاهيم كانوا يرفضونها مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان والانفتاح على الآخر. "كيف نجوت من الصحوة"... سعوديون يحكون تجربتهم مع التياّر "المغضوب عليه" - رصيف 22. ومن جهته، سفر الحوالي وبحكم وجوده في الحجاز بذل جهودا ضخمة من أجل تقريب رموز الشباب السلفي مع النظام السعودي، بل قام بجولات متكررة أثمرت عن تسليم البعض نفسه للنظام بعد أن كان مطلوبا ضمن قائمة أنصار القاعدة في السعودية. ورغم تخلي رموزه عن المواجهة العلنية مع النظام السعودي، ظل تيار الصحوة تحت الرقابة، وهو ما حصل مع الشيخ العودة الذي حرم من المنابر ومنع من السفر إلى الخارج، عندما أعلن تأييده لحراك الشعوب السلمي خلال أحداث "الربيع العربي".
"كيف نجوت من الصحوة"... سعوديون يحكون تجربتهم مع التياّر "المغضوب عليه" - رصيف 22
الصفحة الرئيسية | مسبار
قبل أن تصبح طي النسيان.. ذكريات المجتمع السعودي في زمن الصحوة - ساسة بوست
تيار فكري إصلاحي سعودي ظهر أواخر الثمانينيات سحب البساط من تحت أقدام المؤسسة التقليدية وقدم خطابا مختلفا تماما، من أبرز رموزه سلمان العودة وعائض وعوض القرني، عارض وجود القوات الأجنبية في السعودية ، وتصادم مع السلطة السياسية والدينية قبل أن يراجع أفكاره. النشأة تشكل "تيار الصحوة" في السعودية في عهد الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود (1921ـ 2005) ، لكنه تبلور بشكل واضح خلال دخول القوات الأجنبية إلى الجزيرة العربية، حيث نشب صراع بين هذا التيار والسلطة الحاكمة، نتج عنه اعتقال عدد من رموز هذا التيار وإيداعهم السجن لسنوات. ونشأ التيار في ضوء تداعيات الثورة الإيرانية وتزايد المد الصحوي الإسلامي، بدعم من مجموعة من علماء السعودية، من أبرزهم سفر الحوالي وسلمان العودة وناصر العمر، إضافة إلى عائض وعوض القرني وسعد البريك و محسن العواجي ومحمد الحضيف. قبل أن تصبح طي النسيان.. ذكريات المجتمع السعودي في زمن الصحوة - ساسة بوست. التيار الفكري الذي أطلق عليه تسميات عدة "تيار الصحوة" أو "الصحوة السعودية" أو "صحوة بلاد الرافدين"، استطاع أن يستقطب فئات كبيرة من الشباب السعودي الذي انجذب لأفكاره من خلال المحاضرات والخطب الدينية لمشايخ ورموز هذا التيار. التوجهات الأيديولوجية يتبنى تيار الصحوة السعودي الأفكار التي تدعو إلى الحفاظ على العقيدة الإسلامية وتحصين المجتمع السعودي من "التغريب"، ويقدم نفسه تيارا يعتمد على "المنهجية الوسطية المعتدلة الرافضة للتطرف".
يوضح الفقيه أن هذا المزيج من التقاليد "أنتج مقاربة قوية ومثيرة للإعجاب نجحت في جذب الشباب وإحداث ثورة في المجتمع". بشكل أساسي دعت مجموعات الصحوة إلى دمج التعاليم الإسلامية في التعليم والحياة اليومية. رغم أن الجماعات المنضوية تحت مظلة الصحوة كان لديها مجموعة من الأفكار المختلفة، فإنها تؤمن باللاعنف وتؤيد التقاطع بين الدين والسياسة. عمل بعض رموز الصحوة على زيادة دور علماء الدين في السياسة، وزيادة التمثيل الشعبي في الدولة السعودية، متحدين هيمنة العائلة المالكة. كانت للمجموعات المنضوية تحت مظلة الصحوة وجهات نظر متنوعة حول المجتمع، ولكن بشكل عام كانت لديها آراء تقدمية، حيث دعم بعضهم – على سبيل المثال – منح المرأة المزيد من الحقوق. بحلول سبعينيات القرن العشرين، أصبحت الصحوة شبكة تضم العديد من المجموعات الدينية التي تبنت مجموعة واسعة من وجهات النظر الدينية والاجتماعية، بعضها أكثر محافظة من غيرها. الفقيه أوضح أن "الصحوة ليست حركة، لكنها ظاهرة. تطورت بشكل طبيعي وليس على أيدي مجموعة معينة من الناس. تضمنت أيضا العديد من الناشطين ومجموعة من الإيديولوجيات". في بدايتها، ركزت حركات الصحوة على نشر ثقافة مناهضة لبعض المعايير الاجتماعية السائدة.