الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد..
فإن من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم التي أكرمه الله بها كثرة الأسماء التي يُسمَّى بها، قال تعالى: ﴿ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ﴾ [الأنعام: 124]. « وأسماؤه عليه الصلاة والسلام كلها نعوت ليست أعلامًا محضة لمجرد التعريف، بل أسماء مشتقة من صفات قائمة به توجب له المدح والكمال» [1]. روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث جبير ابن مطعم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لِي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ: أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِيَ الْكُفْرَ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي، وَأَنَا الْعَاقِبُ» [2]. قال السندي: «وكثرة الأسماء تدل على عِظَمِ المُسَمَّى، فلذا يقال عند التحقير: هذا شيء لا يُعرف له اسم.. اسماء النبي محمد صلي الله عليه وسلم مزخرف. ونحوه، وقد جاء أنه صلى الله عليه وسلم له أسماء أخر، فلعله خص هذه لشهرتها» [3]. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح: «والذي يظهر أنه صلى الله عليه وسلم أراد أن لي خمسة أسماء أختص بها لم يُسم بها أحد قبلي، أو معظمة أو مشهورة في الأمم الماضية، لا أنه أراد الحصر فيها» [4].
ما هى أسماء النبى محمد صلى الله عليه وسلم ؟?
[1] زاد المعاد لابن القيم (1/ 84 - 85). [2] صحيح البخاري برقم 3532، وصحيح مسلم برقم 2354 دون قوله: (لي خمسة). [3] شرح السندي للمسند (9/ 490). [4] فتح الباري (6/ 556). [5] برقم 2355. [6] برقم 2125. [7] سنن أبي داود برقم 1516، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود (1/ 283) برقم 1342. [8] صحيح مسلم برقم 2278 ، وفي رواية أحمد: ولا فخر (19/ 451) برقم 12469. أسماء النبي محمد صلى الله عليه وسلم - فقه. [9] زاد المعاد لابن القيم رحمه الله (1/ 91 - 94) باختصار وتصرف. [10] تهذيب الأسماء واللغات (1/ 22). [11] تنوير الحوالك (2/ 263). [12] معجم المناهي اللفظية (362 - 363) بتصرف. [13] شرح كفاية المتحفظ لابن الأجدابي ص51. [14] زاد المعاد لابن القيم (1/ 86).
روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُسَمِّي لَنَا نَفْسَهُ أَسْمَاءً، فَقَالَ: «أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، وَالْمُقَفِّي، وَالْحَاشِرُ، وَنَبِيُّ التَّوْبَةِ، وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ» [5].