2013-03-03, 09:26 PM #1 شرح حديث: (إذا تبايعتم بالعينة... ) وفيه عز الأمة لا الديمقراطية والإنتخابات. شرح حديث: (إذا تبايعتم بالعينة.. ) السؤال: أرجو من فضيلتكم أن تشرح لنا هذا الحديث: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ ، وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ). الجواب:
الحمد لله
هذا الحديث رواه أحمد (4987) وأبو داود (3462) وصححه الألباني في صحيح أبي داود. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة التوبة - الآية 24. عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ ، وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ). شرح الحديث:
(إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ)
العينة: حيلة يحتال بها بعض الناس على التعامل بالربا ، فالعقد في صورته: بيع ، وفي حقيقته: ربا.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة التوبة - الآية 24
قال الشوكاني رحمه الله: "وسبب هذا الذل ـ والله أعلم ـ أنهم لما تركوا الجهاد في سبيل الله ، الذي فيه عز الإسلام وإظهاره على كل دين عاملهم الله بنقيضه ، وهو إنزال الذلة بهم" انتهى. (حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ) أي: يستمر هذا الذل عليكم ، حتى تعودوا إلى إقامة الدين كما أراد الله عز وجل ، فتطيعوا الله في أوامره ، وتجتنبوا ما نهاكم الله عنه ، وتقدموا الآخرة على الدنيا ، وتجاهدوا في سبيل الله. والحديث يدل على الزجر الشديد والنهي الأكيد عن فعل هذه المذكورات في الحديث ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل ذلك بمنزلة الردة ، والخروج عن الإسلام ، فقال: (حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ). وفيه أيضاً: الحث الأكيد على الجهاد في سبيل الله ، وأن تركه من أسباب ذل هذه الأمة أمام غيرها من الأمم ، وهذا هو واقع الأمة اليوم ، للأسف الشديد ، نسأل الله تعالى أن يمن علينا وعلى المسلمين جميعا بالرجوع إلى هذا الدين ، وهدايتنا وتوفيقنا إلى العمل به ، على الوجه الذي يُرضي الله عز وجل. شرح حديث : (إذا تبايعتم بالعينة ...) - ملتقى الشفاء الإسلامي. والله أعلم. انظر: "سبل السلام" للصنعاني (3/63 ، 64) ، "نيل الأوطار" للشوكاني (6/297 – 299). "شرح بلوغ المرام" للشيخ ابن عثيمين (4/36 – 39).
شرح حديث : (إذا تبايعتم بالعينة ...) - ملتقى الشفاء الإسلامي
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (ج13/ص305) من طريق أبي معمر عبد الله بن عمرو المنقري و الطبراني في المعجم الكبير (ج12/ص433) وأبو بكر الجصاص في أحكام القرآن ت قمحاوي (ج4/ص315) من طريق معلى بن مهدي الموصلي كلاهما عن عبد الوارث، حدثني ليث، حدثني رجل يقال له: عبد الملك [وأما معلى فقال: عبد الملك بن أبي سليمان]، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عمر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا ضن الناس بالدينار والدرهم، وتبايعوا بالعينة، وتتبعوا أذناب البقر - قال: قال عبد الوارث أحسبه قال: وتركوا الجهاد في سبيل الله - أدخل الله عز وجل عليهم ذلا لا يرفعه عنهم حتى يرجعوا دينهم.
وبيع العينة: أن يبيع الشيء بالآجل ، ثم يشتريه نقداً بثمن أقل ، كما لو باعه سيارة بعشرة آلاف مؤجلة إلى سنة ، ثم اشتراها منه بتسعة آلاف فقط نقدا. فصارت حقيقة المعاملة أنه أعطاه تسعة آلاف وسيردها له عشرة آلاف بعد سنة ، وهذا هو الربا ، ولهذا كان هذا العقد (بيع العينة) محرماً. ولمزيد الفائدة حول بيع العينة ينظر جواب السؤال رقم: ( 105339). (وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ)
يعني: للحرث عليها. لأن من يحرث الأرض يكون خلف البقرة ليسوقها. (وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ)
ليس المراد بهذه الجملة والتي قبلها ذم من اشتغل بالحرث واهتم بالزرع. وإنما المراد ذم من اشتغل بالحرث ورضي بالزرع حتى صار ذلك أكبر همه ، وقدم هذا الانشغال بالدنيا على الآخرة ، وعلى مرضاة الله تعالى ، لا سيما الجهاد في سبيل الله. وهذا كقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ) أي: تكاسلتم وملتم إلى الأرض والسكون فيها. (أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الْآخِرَةِ) أي: إن فعلتم ذلك ، فحالكم حال من رضي بالدنيا وقدمها على الآخرة ، وسعى لها ، ولم يبال في الآخرة.