وبين إمام و خطيب المسجد الحرام أن من علامات الرضى والقبول إتباع الحسنة بالحسنة، والطاعة بالطاعة، ( ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا)، وهذه الحسنات، من الزاد الذي يدخره المؤمن ليوم القيامة، ويرجو بفضل الله ورحمته، أن يرجح بها ميزانه، فالمغبون من محقها، بما يجترحه من السيئات، وقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يتعوذ من الحور بعد الكور، ومن نقض العهد بعد توكيده، أصبح كالتي نقضت غزلها من بعد قوة، فهدمت ما بنت، وبددت ما جمعت، والله جل جلاله يقول ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم). وأكد أن المداومة على الأعمال الصالحة، وإن قلت، هو دأب الصالحين، وهدي سيد المرسلين، فعن علقمة قال: سألت أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – قال: قلت: يا أم المؤمنين كيف كان عمل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ؟ هل كان يخص شيئا من الأيام؟ قالت: لا، كان عمله ديمة وفي الصحيحين: عن عائشة – رضي الله – عنها قالت: أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: يا أيها الناس عليكم من الأعمال ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا، وإن أحب الأعمال إلى الله، ما دووم عليه وإن قل. وكان آل محمد – صلى الله عليه وسلم – ، إذا عملوا عملا أثبتوه.
خطيب المسجد الحرام: المداومة على الأعمال الصالحة سبب لمحبة الله - صحيفة الوئام الالكترونية
استعمال العبد في الطاعة وتوفيقه بها، ومن ثُمَّ قبض روحه وهو مداوم على تلك الطاعة؛ فالمداوم على فعل الطاعات يُرزق بحُسن الخاتمة، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إذا أرادَ اللَّهُ بعبدٍ خيرًا
إقرأ أيضا: في نموذج بور لذرة الهيدروجين يكون إلكترونها في حالة إثارة عندما
استعملَهُ، فقيلَ: كيفَ يستعملُهُ يا رسولَ اللَّهِ قالَ: يوفِّقُهُ لعملٍ صالحٍ قبلَ الموتِ). وقال أيضاً: (ليس من عملِ يومٍ إلا و هو يُختمُ عليهِ ، فإذا مرض المؤمنُ قالتِ الملائكةُ: يا ربَّنا! خطيب المسجد الحرام: المداومة على الأعمال الصالحة سبب لمحبة الله - صحيفة الوئام الالكترونية. عبدُك فلانٌ قد حبسْتَهُ ، فيقولُ الربُّ: اختِمُوا له على مثلِ عملِه حتى يبرأَ أو يموتَ). تطهير قلب العبد من النفاق والرياء؛ فالإنسان يرتقي عند الله -تعالى- بصلاح عمله، وصلاح العمل بصلاح ما في القلب، قال -عليه السلام-: (ألَا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً: إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألَا وهي القَلْبُ). مداومة العبد على العمل الصالح يدفع عنه التعب وكدر الحياة. مداومة العبد على العمل الصالح تعود عليه بالخير حتّى وإن قلّت؛ فقليلٌ دائم
خيرٌ من كثير منقطع، وما كان ضمن قدرة العبد وطاقته كان العبد أقدر على المداومة عليه، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (خُذُوا مِنَ الأعْمَالِ ما تُطِيقُونَ، فإنَّ اللَّهَ لَنْ يَمَلَّ حتَّى تَمَلُّوا وَكانَ يقولُ: أَحَبُّ العَمَلِ إلى اللهِ ما دَاوَمَ عليه صَاحِبُهُ، وإنْ قَلَّ).
المعيقلي في خطبة الجمعة بالحرم المكي: هكذا نداوم على الأعمال الصالحة بعد رمضان | إخبارية عرعر
تيسير الحساب وتجاوز الله -تعالى- عن العبد يوم القيامة؛ فقد ثبت في الصحيح قوله -عليه السلام-: (رَجُلٌ لَقِيَ رَبَّهُ، فقالَ: ما عَمِلْتَ؟ قالَ: ما عَمِلْتُ مِنَ الخَيْرِ إلَّا أنِّي كُنْتُ رَجُلًا ذا مالٍ، فَكُنْتُ أُطالِبُ به النَّاسَ فَكُنْتُ أقْبَلُ المَيْسُورَ، وأَتَجاوَزُ عَنِ المَعْسُورِ، فقالَ: تَجاوَزُوا عن عَبْدِي). إقرأ أيضا: تحضير درس الخصائص الطبيعية لقارة اوقيانوسيا للسنة الثالثة متوسط
استظلال العبد في ظل الله -تعالى- يوم القيامة يوم لا ظلَّ إلا ظلّه، كما ثبت في الصحيحين بأنَّه من داوم على العمل الصالح كان ممن يظلّهم الله -تعالى- في ظلّه يوم القيامة. احتساب العمل حتى عند انقطاع العبد عنه عند مرضه أو سفره؛ لعدم انقطاعه عن القيام به في صحّته وإقامته، كما ثبت في الصحيح قوله -عليه السلام-: (إذَا مَرِضَ العَبْدُ، أوْ سَافَرَ، كُتِبَ له مِثْلُ ما كانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا). 185. 81. 144. 200, 185. 200 Mozilla/5. 0 (Windows NT 10. 0; Win64; x64; rv:53. 0) Gecko/20100101 Firefox/53. 0
وصلة دائمة لهذا المحتوى: