والأمنة: مصدر من قول القائل: أمنت من كذا أَمَنَةً وأماناً وأمناً، وكلّ ذلك بـمعنى واحد. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد: { أمَنَةً منْهُ}: أمانا من الله عزّ وجلّ. قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله، عن ورقاء، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد: { أمَنَةً} قال: أمنا من الله. حدثنـي يونس، قال: ثنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله: { إذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ أمَنَةً مِنْهُ} قال: أنزل الله عزّ وجلّ النعاس أمنة من الـخوف الذي أصابهم يوم أُحد. إسلام ويب - تفسير القاسمي - تفسير سورة الأنفال - تفسير قوله تعالى إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء- الجزء رقم8. فقرأ: { ثُمَّ أنْزَلَ عَلَـيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الغَم أمَنَةً نُعاساً}. واختلفت القراء فـي قراءة قوله: «إذْ يُغَشاكُمُ النُّعاسُ أمَنَةً مِنْهُ» فقرأ ذلك عامَّة قراء أهل الـمدينة «يُغَشِيكُمُ النُّعاسَ» بضم الـياء وتـخفـيف الشين ونصب «النعاس»، من أغشاهم الله النعاس، فهو يغشيهم. وقرأته عامة قراء الكوفـيـين: { يُغَشِّيكُم} بضم الـياء وتشديد الشين من غشّاهم الله النعاس، فهو يُغَشّيهم. وقرأ ذلك بعض الـمكيـين والبصريـين: «يَغْشاكُم النُّعاسُ» بفتـح الـياء ورفع «النعاس»، بـمعنى غشيهم النعاس، فهو يغشاهم واستشهد هؤلاء لصحة قراءتهم كذلك بقوله فـي آل عمران: { يَغْشَى طائفَةً}.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الأنفال - الآية 11
(إِذْ) ظرف متعلق بيثبت أو بدل ثالث. (يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ) فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور وربك فاعله، والجملة في محل جر بالإضافة. (أَنِّي مَعَكُمْ) أن واسمها، معكم: ظرف مكان متعلق بمحذوف خبرها والمصدر المؤول من أن واسمها وخبرها في محل جر بالباء، أو في محل نصب مفعول به للفعل يوحي. (فَثَبِّتُوا) فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل، والفاء هي الفصيحة. (الَّذِينَ) اسم موصول مفعول به والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم، وجملة (آمَنُوا) صلة الموصول. (سَأُلْقِي) السين للإستقبال وفعل مضارع فاعله مستتر والجملة مستأنفة، (فِي قُلُوبِ) متعلقان بالفعل واسم الموصول (الَّذِينَ) في محل جر بالإضافة. (كَفَرُوا) الجملة صلة (الرُّعْبَ) مفعول به. (فَاضْرِبُوا) مثل فثبتوا.. (فَوْقَ) ظرف مكان متعلق بالفعل. (الْأَعْناقِ) مضاف إليه (وَاضْرِبُوا) عطف. (مِنْهُمْ) متعلقان بمحذوف حال من بنان الذي تأخر عنهما. تفسير الآلوسي - الآلوسي - ج ٩ - الصفحة ١٧٥. والجملة معطوفة. (كُلَّ) مفعول به (بَنانٍ) مضاف إليه.. إعراب الآية (13): {ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (13)}.
تفسير الآلوسي - الآلوسي - ج ٩ - الصفحة ١٧٥
أما النائم بعمق فقد لا يصحو. فالسِّنة - إذن - هي الداعي الخفيف للراحة. أما النوم فهو الداعي الثقيل. وهنا أنزل الله عليهم النعاس بمثابة مقدمة للنوم ليستريحوا قليلاً. ونعلم أن النوم آية من آيات الله عز وجل في كونه؛ لأن الجسم حين يعبر عن نفسه بالحركة والطاقة ويأكل الغذاء ويشرب الماء ويتنفس الهواء، كل ذلك يتحول إلى طاقة ثم إلى وقود للحركة. وهذه الطاقة تتكون بالتفاعل بين العناصر المختلفة، من تمثيل للغذاء وتحويل الطعام إلى نوعيات مختلفة لتغذية كل خلية من خلايا الجسم بما يناسبها،
ثم استخلاص " الأوكسجين " عبر التنفس وطرد ثاني أكسيد الكربون،
وعشرات الآلاف من التفاعلات الكيميائية لا توجد بها فضلات لتخرج، وهي تختلف عن التفاعلات الأخرى التي تخرج منها الفضلات من أحد السبيلين، أو من صماخ الأذن أو غير ذلك. ومثل هذه الفضلات إنما تنتج من الاحتراقات التي نقول عنها: " العادم " في الآلات الميكانيكية. والعادم هو نتيجة الاحتراق وهي غازات تنفصل لتسير الحركة. اذ يغشيكم النعاس امنة منه. وفي الإنسان نجد العادم يتمثل في الغائط، وما خرج من صماخ الأذن، و " عماص العين " ، والعرة، كلها عوادم. لكنْ هناك لون من تركيبة هذه التفاعلات يُمثل لإيجاد الطاقة وليس له عادم.
إسلام ويب - تفسير القاسمي - تفسير سورة الأنفال - تفسير قوله تعالى إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء- الجزء رقم8
وقال قتادة: النعاس في الرأس ، والنوم في القلب.. قلت: أما النعاس فقد أصابهم يوم أحد ، وأمر ذلك مشهور جدا ، وأما يوم بدر في هذه الآية الشريفة إنما هي في سياق قصة بدر ، وهي دالة على وقوع ذلك أيضا وكأن ذلك كان سجية للمؤمنين عند شدة البأس لتكون قلوبهم آمنة مطمئنة بنصر الله. وهذا من فضل الله ورحمته بهم ونعمه عليهم ، وكما قال تعالى: ( فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا) [ الشرح: 5 ، 6] ؛ ولهذا [ جاء] في الصحيح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما كان يوم بدر في العريش مع الصديق - رضي الله عنه - وهما يدعوان ، أخذت رسول الله سنة من النوم ، ثم استيقظ متبسما فقال: أبشر يا أبا بكر ، هذا جبريل على ثناياه النقع ، ثم خرج من باب العريش ، وهو يتلو قوله تعالى: ( سيهزم الجمع ويولون الدبر) [ القمر: 45]. إعراب قوله تعالى: إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينـزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به الآية 11 سورة الأنفال. وقوله: ( وينزل عليكم من السماء ماء) قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قال: نزل النبي - صلى الله عليه وسلم - يعني: حين سار إلى بدر - والمسلمون بينهم وبين الماء رملة دعصة وأصاب المسلمين ضعف شديد ، وألقى الشيطان في قلوبهم الغيظ ، يوسوس بينهم: تزعمون أنكم أولياء الله تعالى وفيكم رسوله ، وقد غلبكم المشركون على الماء ، وأنتم تصلون مجنبين!
إعراب قوله تعالى: إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينـزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به الآية 11 سورة الأنفال
وصيغة المضارع في { يُغشيكم} لاستحضار الحالة.
(ماءً) مفعول به (لِيُطَهِّرَكُمْ) المصدر المؤول من أن والفعل في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بينزل. (بِهِ) متعلقان بيطهركم (وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ) الجمل معطوفة.. إعراب الآية (12):
{إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ (12)}. (إِذْ) ظرف متعلق بيثبت أو بدل ثالث. (يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ) فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور وربك فاعله، والجملة في محل جر بالإضافة. (أَنِّي مَعَكُمْ) أن واسمها، معكم: ظرف مكان متعلق بمحذوف خبرها والمصدر المؤول من أن واسمها وخبرها في محل جر بالباء، أو في محل نصب مفعول به للفعل يوحي. (فَثَبِّتُوا) فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل، والفاء هي الفصيحة. (الَّذِينَ) اسم موصول مفعول به والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم، وجملة (آمَنُوا) صلة الموصول. (سَأُلْقِي) السين للإستقبال وفعل مضارع فاعله مستتر والجملة مستأنفة، (فِي قُلُوبِ) متعلقان بالفعل واسم الموصول (الَّذِينَ) في محل جر بالإضافة.