قال: والله، لا تكسر ثنية الربيع "، وغرضه بذلك أنه لقوة ما عنده من التصميم على أن لا تكسر ولو بذل كل غال ورخيص أقسم على ذلك.
فلما عرفوا أنه مصمم ألقي الله في قلوب الأنصار العفو فعفوا، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره) ، فهو لقوة رجائه بالله وحسن ظنه أقسم على الله أن لا تكسر ثنية الربيع، فألقي الله العفو في قلوب هولاء الذين صمموا أمام الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عليه شهادة بأن الرجل من عباد الله، وأن الله أبر قسمه ولين له هذه القلوب، وكيف لا وهو الذي قال: بأنه يجد ريح الجنة دون أحد، ولما استشهد وجد به بضع وثمانون ما بين ضربة بسيف أو طعنة برمح، ولم يعرفه إلا أخته ببنانه ، وهي الربيع هذه، رضى الله عن الجميع وعنا معهم. من ذا الذي يتألى على الانترنت.
ويدل أيضًا لهذا القسم قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (رب أشعت مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره) .
القسم الثالث: أن يكون الحامل له هو الإعجاب بالنفس، وتحجر فضل الله عز وجل وسوء الظن به تعالى، فهذا محرم وهو وشيك بأن يحبط الله عمل هذا المقسم، وهذا القسم هو الذي ساق المؤلف الحديث من أجله.
* مناسبة الترجمة لكتاب التوحيد: أن من تألي على الله عز وجل، فقد أساء الأدب معه وتحجز فضله وأساء الظن به، وكل هذا ينافي كمال التوحيد، وربما ينافي أصل التوحيد، فالتالي على من هو عظيم يعتبر تنقصًا في حقه.
من ذا الذي يتألى عليه السلام
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا باب تحريم احتقار المسلمين. وقد أورد المصنف -رحمه الله- حديث: أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم [1] ، رواه مسلم. وقد مضى الكلام على هذا الحديث، ومعناه: بحسبه من الشر، يعني: يكفيه من الشر، بحيث لا يحتاج إلى زيادة على تلك الحال، وما تلبس به من الشر، وما يسخط الله -تبارك وتعالى-، يعني: يكفيه من الشر ما فيه من احتقار أحد من المسلمين. أن يحقر أخاه المسلم وهذا يدل على أن هذا الذنب عظيم وكبير، وأن ذلك قد يصل إلى كبائر الذنوب؛ لأن النبي ﷺ قال فيه: بحسب امرئ من الشر يعني: بالإجماع إلى زيادة. من ذا الذي يتألى قع. أن يحقر أخاه المسلم وهذا كما سبق إنما يكون عادة ممن تلبس بأمور أخرى من المنكرات، كالذي يكون متكبرًا، فأنه يحقر الناس ويزدريهم، وينظر إليهم بشيء من الاستصغار. ثم ذكر حديث ابن مسعود عن النبي ﷺ قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر فقال رجل: أن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا، ونعله حسنة، فقال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق، وغمط الناس [2] ، رواه مسلم. فقوله ﷺ: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر يعني: أنه بحاجة إلى تطهير وتنقية، وهذا يدل على أن الكبر من كبائر الذنوب.
من ذا الذي يتألى قع
يقول لهذا الطالب: تعال، أرني نفسك، وأريني صورتك، وتعال اقترب، واجلس هنا، واحمل كرسيك معك، ويتصرف تصرفات تدل على أنه إنسان غير سوي، نسأل الله العافية، فهذا كله من بطر الحق، والمؤمن يتواضع. وقد ذكرتُ في بعض الدروس والمناسبات ما ذكره ابن حزم عن بعضهم: لما أخطئ في آية، فقيل له: إنها هكذا، فلم يقبل، وجاء له بالمصحف، وهو شيخ، فلم يقبل، ثم دخل إلى بيته، وأحضر المصحف، فجاء بها والحبر لم يجف، نسأل الله العافية، فغيرها لئلا يقال: أخطأ، فإذا كان هذا بهذه المثابة، وبعضهم إذا أخطأ في الآية، ونحو ذلك، قال: هذه في قراءة أخرى، كذب على الله، نسأل الله العافية. ولربما يربى بعض الناس على هذا بأساليب التربية الحديثة في المدارس، والجامعات أنه من الحذق، والذكاء، والفطنة، والمهارات التربوية: أن الطالب إذا سألك سؤالاً لا تعرفه، فلا تقول: لا أدري، وإنما تقول: ابحث لنا هذه المسألة، أو تقول: هذا سؤال مهم ذكرني في آخر الدرس، فينسى الطالب ذلك، ويخرج الأستاذ، وينتهي من الإشكال، وإنما الصحيح أنه يقول: أنا أخطأت، وإذا سئل عن شيء لا يعرفه مباشرة بلا تردد، يقول: أنا ما أعرف، أنا سأراجع هذه المسألة، وأنا سأبحثها، ولا يقول له: ابحث أنت، يقر أولاً بالخطأ، فإن كان لا يجد وقتًا، أو يريد يدرب الطالب يقول: ما أعرف، ابحث لنا هذه المسألة.
من ذا الذي يتألى علي
وعن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « كان رجلان في بني إسرائيل متواخيين أحدهما
يذنب والآخر مجتهد في العبادة، فكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على
الذنب فيقول: أقصر، فوجده يوما على الذنب فقال: له أقصر فقال: خلني
وربي، أبعثت علي رقيبا؟ فقال: والله لا يغفر الله لك أو لا يدخلك الله
الجنة ، فقبض أرواحهما فاجتمعا عند رب العالمين فقال لهذا المجتهد: كنت
بي عالما أو كنت على ما في يدي قادرا، وقال للمذنب: اذهب فادخل الجنة
برحمتي، وقال للآخر: اذهبوا به إلى النار » قال أبو هريرة
والذي نفسي بيده لتكلم بكلمة أو بقت دنياه وآخرته) [صحيح الجامع
(4455)].
من ذا الذي يتألى على الانترنت
إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك. وهذا موقف على عمر رضي الله عنه. إسناد صحيح. الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. من ذا الذي يتألى علي. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر: أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان: نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول: اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن.
- إنَّ رجلًا قال لأخيه: لا يغفرُ اللهُ لك ، فقيل له: بل لك لا يغفرُ اللهُ
الراوي:
أبو هريرة
| المحدث:
ابن حجر العسقلاني
| المصدر:
المطالب العالية
| الصفحة أو الرقم:
3/272
| خلاصة حكم المحدث:
صحيح
أنَّ رَجُلًا قالَ: واللَّهِ لا يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلانٍ، وإنَّ اللَّهَ تَعالَى قالَ: مَن ذا الذي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أنْ لا أغْفِرَ لِفُلانٍ، فإنِّي قدْ غَفَرْتُ لِفُلانٍ، وأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ، أوْ كما قالَ. جندب بن عبدالله | المحدث:
مسلم
|
المصدر:
صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2621 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
نَهى الإسلامُ وحذَّر مِن احتقارِ النَّاسِ وتَنقيصِهم، أو تَقنيطِهم مِن رَحمةِ اللهِ وغُفرانِه، أو التَّرفُّعِ عليهم بالأعمالِ الصَّالحةِ؛ لأنَّ اللهَ سُبحانَه وتَعالَى بيَدِه مَقاليدُ الأمورِ، والقلوبُ بيْن يَدَيه يُقلِّبُها كيْف يَشاءُ، ويَحكُمُ في خَلقِه بما شاءَ.
وقد تناقلت الروايات بأن أهل السماء يحتفلون به لهذا سمي بعيد الله الأكبر لأنه العيد الوحيد الذي تحتفي به وتحييه ملائكة السماء قبل سكان الأرض ويطلق عليه يوم العهد المعهود وفي الأرض يوم الميثاق المأخوذ.
تاريخ عيد الغدير كاملة
فقال له (صلى الله عليه وآله): «لا تزال يا حسّان مؤيّداً بروح القدس ما نصرتنا بلسانك» (11). استحباب صوم يوم الغدير
وردت روايات تدلّ على استحباب صوم يوم الغدير، نذكر منها:
1ـ عن الحسن بن راشد عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «قلت: جُعلت فداك، للمسلمين عيد غير العيدين؟
قال: "نعم يا حسن، أعظمهما وأشرفهما"، قلت: وأيّ يوم هو؟ قال: "يوم نصب أمير المؤمنين (عليه السلام) علماً للناس"، قلت: جُعلت فداك، وما ينبغي لنا أن نصنع فيه؟
قال: "تصوم يا حسن وتكثر الصلاة على محمّد وآله، وتبرأ إلى الله ممّن ظلمهم، فإنّ الأنبياء صلوات الله عليهم كانت تأمر الأوصياء اليوم الذي كان يقام فيه الوصي أن يتّخذ عيداً"». ؟متى عيد الغدير. قال: قلت: فما لمن صامه؟ قال: "صيام ستين شهراً... "» (12). 2ـ عن أبي هارون عمّار بن حريز العبدي قال: «دخلت على أبي عبد الله الصادق(عليه السلام) في اليوم الثامن عشر من ذي الحجّة، فوجدته صائماً، فقال لي: "هذا يوم عظيم، عظّم الله حرمته على المؤمنين، وأكمل لهم فيه الدين، وتمّم عليهم النعمة، وجدّد لهم ما أخذ عليهم من العهد والميثاق"، فقيل له: ما ثواب صوم هذا اليوم؟
قال (عليه السلام): "إنّه يوم عيد وفرح وسرور، ويوم صوم شكراً لله، وإنّ صومه يعدل ستين شهراً من أشهر الحرم"» (13).
أمّا النجف الأشرف فقد اعتاد أهلها إقامة حفل بهيج في الصحن العلوي يوم الثامن عشر من ذي الحجة يحضره علماء الشيعة ووجهاؤهم بالإضافة إلى سفراء الدول الإسلامية في العراق، وتلقى في ذلك الحفل الكثير من القصائد العصماء والخطب الرائعة. وهكذا الأمر بالنسبة إلى الزيدية في اليمن حيث تحيي هي الأخرى ذلك اليوم بكل إجلال وبهاء، وقد وصف الثعالبي مكانة الغدير عند الشيعة بقوله: وللشيعة به تعلق كبير. [5]
أعمال عيد الغدير
ورد لهذا اليوم أعمال، منها:
الصيام
الغسل
قراءة زيارة أمين الله
قراءة دعاء الندبة
ارتداء الملابس الجديدة والجميلة
التزين ووضع العطور
صلة الارحام
إطعام المؤمنين
يهنئ المؤمنون بعضهم بعضا بالقول: «الحمد الله الذي جعلنا من المتمسّكين بولاية أمير المؤمنين و الأئمة المعصومين عليهم السلام». [6]
المصادر
********************************
1ـ ابو ريحان البيروني، الآثار الباقية، ص 95. 2ـ المسعودي، التنبيه والاشراف، ص 221 - 222. 3 المجلسي، بحار الأنوار، ج 95، ص 322. 4ـ ابن خلكان، ج 1، ص 60. عيد الغدير والدرس التاريخي للمسلمين. 5ـالثعالبي، ثمار القلوب في المضاف والمنسوب، ص 511. 6ـالقمي، مفاتيح الجنان، ذيل أعمال يوم 18 ذي الحجة.