والمهم هنا هو أنّ مقتضى العدل لا يتحقّق بالمساواة الحسابيَّة دائمًا؛ التي تكون بمعنى المماثلة التَّامَّة، وإنما يتحقّق بالمساواة التي تكون بالمعروف، المساواة الملائمة للواجبات والتبعات، وهي التي يُراعى فيه طبيعة كلٍّ من الرجل والمرأة، ودورهما الاجتماعي، وكذلك طبيعة النظام الاجتماعيِّ كلِّه، وعندئذٍ فلا ريب أنَّ الإسلام قد أنصف المرأة وكرَّمها ورفع شأنها. إنَّ هذه الآية الكريمة ببنيانها المحكم، تبيِّن أنَّ الحقوق الزّوجيّة، تقوم على أساس المماثلة بالمعروف، مؤكِّدةً في ذلك على حقوق المرأة في المقام الأول، حيث جعلتها معيارًا للمماثلة، فقال تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}، والحياة الزوجيّة إنَّما تستقيم بتحقيق هذه المماثلة، وقيام كلٍّ من الزَّوج والزَّوجة، بواجباته في مقابل تمتُّعه بحقوقه، فيكون الأخذ مقابل العطاء، أمّا عندما يكون الأخذ بلا عطاءٍ مقابل؛ فعندئذٍ يحدث خلل كبير في العلاقة الزوجيّة، هو أكبر أسباب المشكلات الأسريَّة، فما من مشكلةٍ بين الزوجين، إلا وهناك بخسٌ ونقصٌ وظلمٌ وتفريطٌ واقعٌ من أحدهما على الآخر.
- ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف
- قال تعالى ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف
- ولهن مثل الذي عليه السلام
- ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف تفسير
- حكم عن الغدر والخيانة
ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف
قال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21]. يا إخوةَ الإسلام:
عرَفْنا ما يَحضُّ عليه الإسلام ويأمُر؛ مِن البحْث عن الرَّجُل المتديِّن والمرأَةِ المتديِّنة، واستلهَمْنا هذا مِن قَول الحَبيبِ مُحمَّد: ((إذا جاءَكم مَن تَرضَونَ دينَه وأمانَتَه، فزوِّجوه؛ إلا تَفعَلوا تَكُنْ فِتنةٌ في الأرْض وفَساد كَبير)). شبكة الألوكة. واليومَ نُكمِل موضوعَنا، فبعدَ دَورِ الاختِيار يأتي دَورُ الرِّضا؛ فلا بدَّ مِن رضا الشابِّ والفَتاة، والإسلام في هذا الشأنِ يُعطي المرأةَ فُرصتَينِ لإبداء رَأيِها كَما يُعطي الرَّجُل سواءً بسواءٍ. فُرصة عند الخِطبة، وفُرصة عندَ إتمامِ العَقد؛ فأمَّا التي عندَ الخِطبة، فلَها أن تَجلِس مع خَطيبها - في وجودِ مَحرَم ٍلها - وأن تَسمَع حَديثَه، وأن تَقبَل مَنظرَه، فإذا تَقبَّلتْه، وافقَتْ، وإلا رفضَتْ. ولقد خطَبَ المُغيرةُ بن شُعبةَ امرأةً، وأخبَر بذلك رَسولنا مُحمَّدًا، فقال له: ((أنظَرْتَ إليها؟))، قال: لا، فقال له - عليه الصَّلاة والسَّلام -: ((انظر إليها؛ فإنَّه أحرَى أن يُؤدَمَ بَينكما)) [1].
قال تعالى ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف
أمّا الاحتمال الأخير وهو أن يكون الطلاق بيد شخص أو جهة غيرهما، فهذا أمر مرفوض بالكامل لأنّ أياً من الزوجين قد لا يبدي كلّ ما في قلبه تجاه الآخر للغير كما يبديه لزوجه، فكيف نترك شأن حياتهما المشتركة بيد شخص ثالث لا يعيش تجربتهما؟! يبقى عندنا أحد احتمالين، إما أن يكون الطلاق بيد المرأة أو بيد الرجل وقدّمنا أنّ المرأة عاطفية أكثر من الرجل، وهذا التكوين العاطفي للمرأة قد يدفعها لاتخاذ قرار عاجل بالطلاق سرعان ما تندم عليه بعد زوال أسباب الإثارة، على العكس من الرجل فطبيعته - في الغالب - لا تجعله يثور بسرعة وإذا ثار واتّخذ قراراً فلا يتراجع عنه بسرعة لأنّه لم يتخذه بتأثير عاطفي سريع الزوال؛ فثورة الرجل عن خلفية وامتداد أكثر، وإذا حدثت تعمقت وتجذرت، أما ثورة المرأة فكزبد البحر أو الرغوة التي تعلو غسيل الثياب، فلو وضع الإسلام الطلاق بيد المرأة لكان خلاف الحكمة ومصلحة العائلة. انظر إلى نسب الطلاق المرتفعة في الغرب واستخلص منها العِبر، فحسب بعض التقارير أنّ 87٪ من النساء اللاتي يتّخذن قرار الطلاق في الغرب يُظهرن الندم في غضون شهر بعد الطلاق، ناهيك عن اللواتي لم يعلنَّ ذلك تجلّداً، أما الرجال فلم تبلغ النسبة من النادمين على قرارهم بالطلاق 17٪.
ولهن مثل الذي عليه السلام
ومن جعل الطلاق بيد الرجل دون المرأة والمراجعة في العدة كذلك ، وذلك اقتضاه التزيد في القوة العقلية وصدق التأمل. وكذلك جعل المرجع في اختلاف الزوجين إلى رأي الزوج في شئون المنزل ؛ لأن كل اجتماع يتوقع حصول تعارض المصالح فيه يتعين أن يجعل له قاعدة في الانفصال والصدر عن رأي واحد معين من ذلك الجمع ، ولما كانت الزوجية اجتماع ذاتين لزم جعل إحداهما مرجعا عند الخلاف ، ورجح جانب الرجل لأن به تأسست العائلة ؛ ولأنه مظنة الصواب غالبا ، ولذلك إذا لم يمكن التراجع واشتد بين الزوجين النزاع لزم تدخل القضاء في شأنهما ، وترتب على ذلك بعث الحكمين كما في آية ( وإن خفتم شقاق بينهما) " انتهى. وللاطلاع على تفاصيل هذه الحقوق والوجبات ، انظر سؤال رقم (10680) فستجد فيه تفصيلا مفيدا إن شاء الله. قال تعالى ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف. خامسا: المرجع في تحديد هذه الحقوق والواجبات هو ( المعروف) كما ذكرت الآية ، وفي هذه الكلمة دلالات عظيمة ، وإشارات إلى أمور كثيرة: قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله: " وللنساء على بعولتهن من الحقوق واللوازم مثل الذي عليهن لأزواجهن من الحقوق اللازمة والمستحبة. ومرجع الحقوق بين الزوجين ويرجع إلى المعروف وهو: العادة الجارية في ذلك البلد وذلك الزمان من مثلها لمثله ، ويختلف ذلك باختلاف الأزمنة والأمكنة والأحوال والأشخاص والعوائد.
ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف تفسير
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وقد تزوج فلم يطأ لزوجته فراشًا، ولم يفتش لها كنفًا؛ لأنه كان رجلًا صالحًا، يصوم النهار ويقوم الليل، فاشتكاه أبوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما علم ذلك من زوجته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لجسدِك عليك حقًّا، ولزوجك عليك حقًّا)). وبيَّن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن مِن حق الزوج على زوجته ألا تصوم تطوعًا وزوجها حاضر إلا بإذنه، وألا تخرُجَ من داره بغير إذنه، فإذا خرجت من بيتها دون رأيه فهي في غضب الله تعالى وملائكته حتى تعود! فانظر - يرعاك الله - إلى هذا القول الكريم، والحكم الحكيم! ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف. وقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم المرأة الصالحة بأنها هي التي تطيع أوامر الزوج في حضوره، وتحفظه في غيابه. لقد سأل عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن آية الوعيد على كنز الذهب والفضة، فقال له عليه الصلاة والسلام: ((ألا أُخبرك بخير ما يكنز؟ المرأة الصالحة، إذا نظر إليها سرَّته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته))؛ رواه ابن عساكر. وسُئل صلى الله عليه وسلم: أي النساء خير؟ فقال: ((التي تسُرُّه إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره))؛ رواه أصحاب السنن بسند صحيح.
وقوله: ( ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن أي: من حبل أو حيض. قاله ابن عباس ، وابن عمر ، ومجاهد ، والشعبي ، والحكم بن عيينة والربيع بن أنس ، والضحاك ، وغير واحد. وقوله: ( إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر تهديد لهن على قول خلاف الحق. ودل هذا على أن المرجع في هذا إليهن; لأنه أمر لا يعلم إلا من جهتين ، وتتعذر إقامة البينة غالبا على ذلك ، فرد الأمر إليهن ، وتوعدن فيه ، لئلا تخبر بغير الحق إما استعجالا منها لانقضاء العدة ، أو رغبة منها في تطويلها ، لما لها في ذلك من المقاصد. فأمرت أن تخبر بالحق في ذلك من غير زيادة ولا نقصان. وقوله: ( وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصلاحا أي: وزوجها الذي طلقها أحق بردتها ما دامت في عدتها ، إذا كان مراده بردتها الإصلاح والخير. وهذا في الرجعيات. ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف الاسلام ويب. فأما المطلقات البوائن فلم يكن حال نزول هذه الآية مطلقة بائن ، وإنما صار ذلك لما حصروا في الطلقات الثلاث ، فأما حال نزول هذه الآية فكان الرجل أحق برجعة امرأته وإن طلقها مائة مرة ، فلما قصروا في الآية التي بعدها على ثلاث تطليقات صار للناس مطلقة بائن وغير بائن. وإذا تأملت هذا تبين لك ضعف ما سلكه بعض الأصوليين ، من استشهادهم على مسألة عود الضمير هل يكون مخصصا لما تقدمه من لفظ العموم أم لا ؟ بهذه الآية الكريمة ، فإن التمثيل بها غير مطابق لما ذكروه ، والله أعلم.
يجب على الجميع التخلص من الصفات السيئة والتي من أبرزها الغدر، حتى ينعمون بحياة هادئة مليئة بالحب من الجميع. اقوال مأثورة ورائعة عن الغدر وقلة الاصل
الوفاء من شيم الكرام والغدر من صفات اللئام. يقف مكتوف الأيدي ورغم ذلك يمسك العصا بذراعه. من كافأ الناس بالمكر كافأوه بالغدر. بعد أنْ غدر بها حبيبها، قالوا لها: كيف لم تكتشفي أنّه كاذب، مخادع، قالت لهم: كُنت أُبصر ولا أرى. اتّق شر من أحسنت إليه. إذا كان الغدر في الناس موجوداً فالثقة بكل أحد عجز. لقد كنت المتآمر لفترة طويلة لدرجة أني صرت لا أثق بمن حولي. اليوميات هي الطريقة الوحيدة للمحافظة على الوقائع ودراستها واستخلاص الدروس منها سلاحنا ضد الغدر والهزيمة. الأسود عندما تأتي للشرب تفسح لها الغزلان الطريق لكنها لا تفر إذ إنّ للافتراس وقتنا ونذراً وللحياة العادية وقت ونذر ويبدو أنّ الغدر شيمة بشرية محضة. حكم عن الغدر والخيانة. الغدر هو أحقر الجرائم الإنسانية وأكثرها خسة لأنّ الإنسان يستطيع دائماً أن يفعل ما يريد في مواجهة الآخرين وليس من خلفهم. مقالات قد تعجبك:
كلمات عن غدر البشر
حقا إنني أعيش في زمن أسود الكلمة الطيبة لا تجد من يسمعها الجبهة الصافية تفضح الخيانة والذي ما زال يضحك لم يسمع بعد بالنبأ الرهيب أي زمن هذا.
حكم عن الغدر والخيانة
– مارك توين
من الأفضل أن يكون أمامك أسد مفترس على أن يكون وراءك كلب خائن
يصعب على المرء أن يتوقع الغدر والخيانة إن لم يكن قادرا على الإتيان بمثلها! حكم عن الغدر – لاينز. –
إذا خانك الشخص مرّة فهذا ذنبه، أما إذا خانك مرتين فهذا ذنبك أنت
عِزّ الأمانة أغلاها وأرخصها … ذُلّ الخيانة فاهم حكمة الباري. – محمد بن إدريس الشافعي
من ضيع الأمانة و رضي بالخيانة فقد تبرأ من الديانة
تكره الأنثى الكذب ، ويكره الرجل الخيانة ، كلاهما يكره ما يتقنه جيداً. – فريدريك نيتشه
من كافأ الناس بالمكر كافاؤه بالغدر. للمزيد يمكنك قراءة: عبارات عن الكذب والخداع
خواطر من أتعس ما قرأت:
في الكثير من مواقف الغدر نحن لا نتحسس مواضع الألم, بل نتحسس حجم الدهشة التي يخلّفها فينا, سقوط قناع ما عن وجه نحبه!
أعرف كل شيء عن الخيانة، فقد تزوجت ستة زيجات ناجحة جدا. احسن وأفضل الخدع وأسلمها هي الحقيقة البحتة، فلا أحد يصدقها. إذا خانك الشخص مرة فهذا ذنبه، أما إذا خانك مرتين فهذا ذنبك أنت. إن الخيانة في حد ذاتها ميتة حقيرة. حقيقة الخيانة عمل من اؤتمن على شيء بضد ما اؤتمن لأجله، بدون علم صاحب الأمانة. لا خير في عيش تخوننا أوقاته وتغولنا مدده. من المؤلم أن الخيانة التي لا تنجح لا يجرؤ أحد على تسميتها خيانة. كم خائن اليوم لا يشنق بل يشنق الآخرين. إن الخيانة ليس يغسلها.. من خاطئ دمع ولا ندم. أد الأمانة والخيانة فاجتنب.. واعدل ولا تظلم يطيب المكسب. وسوء ظنك بالأدنين داعية.. لأن يخونك من قد كان مؤتمنا. يخونك ذو القربى مرارا وربما.. وفى لك عند العهد من لاتناسبه ولاخير في قربى لغيرك نفعها.. ولا في صديق لاتزال تعاتبه وحسب الفتى من نصحه ووفائه.. تمنيه أن يؤذى ويسلم صاحبه. لا تأمنن على النساء ولو أخا.. ما في الرجال على النساء أمين إن الأمين وإن تعفف جهده.. لا بد أن بنظرة سيخون القبر أو في من وثقت بعهده.. ما للنساء سوى القبور حصون. حكم وامثال عن الغدر. ولا خير في خل يخون خليله.. ويلقاه من بعد المودة بالجفا. يخونك من أدى إليك أمانة.. فلم ترعه يوما بقول ولا فعل فأحسن إلى من شئت في الأرض أو أسيء.. فإنك تجزى حذوك النعل بالنعل.