كانت الكنيسة الكاثوليكية دولة داخل دولة تحتكر المعنى الديني وتكفر كل من يخالفها مثلما تحتكر المعنى الاجتماعي والسياسي والثقافي، اضافة الى احتكارها المعنى الاخلاقي. كما فرضت الكنيسة سيطرتها وأبوتها على جميع الناس بسبب ما فرضته عليهم من ضرائب مالية عالية وواجبات كثيرة وما ادخلته الى الدين المسيحي الاصلي من بدع ومفاسد كصكوك الغفران وغيرها. من ذلك التاريخ رفع الشعارالذي ورد في الانجيل المقدس: quot; اعطي ما لقيصر لقيصر واعطي ما لله لله quot;. ان منظومة القيم التي دعى اليها مارتن لوثر غيرت مجرى التاريخ الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في اوربا وقامت الى جانب الايمان بالارادة الالهية، على السيطرة على الذات وانضباط النفس والتحكم بها، لان السلوك الديني والاخلاقي الرشيد ينبغي ان يلتزم بطهارة النفس التي بموجبها يمكن للانسان ان يقترب من الله. وهكذا افرز الصراع مع الكنيسة حركة تحرر وانعتاق من سلطتها وافكارها الكهنوتية، وتحقق ولأول مرة في التاريخ، فصل الدين عن الدولة او ما يطلق عليه في اوربا بمفهوم quot;العلمانيةquot;. فما هي العلمانية؟ العلمانية، بفتح العين، مشتقة من كلمة العالم، بفتح العين ايضا. وهي مفهوم ليبرالي يشير الى فصل الدين عن الدولة والمجتمع المدني عن المجتمع السياسي، بمعنى ان لا تمارس الدولة أية سلطة دينية، وان لا تمارس الكنيسة والجامع والمعبد أية سلطة سياسية ايضا.
- العـلمـانـيـة ومحددات فصل الدين عن الدولة
- فصل الدين عن الدولة بين فكرتين
- جريدة الأنباء الإلكترونية | بلال عبدالله: فصل الدين عن الدولة هو الحل لقيامة لبنان والشارع السني في إقليم الخروب وبشكل عام في لبنان وطني عروبي لا يمكن إلغاؤه وهو موجود رغم محاولات إحباطه
- نفس عصام سودت عصامًا
- جريدة الرياض | نفس عصام.. سودت عصاما
العـلمـانـيـة ومحددات فصل الدين عن الدولة
قال الرازي: ظاهر الآية يقتضي أنه كما لا خلق إلا لله، فكذلك لا أمر إلا لله، وهذا يتأكد بقوله تعالى: إن الحكم إلا لله {الأنعام: 57} وقوله: فالحكم لله العلي الكبير {غافر: 12} وقوله: لله الأمر من قبل ومن بعد {الروم: 4}. اهـ. وقال ابن كثير: يرشد تعالى بهذا إلى أنه المتصرف في خلقه بما يشاء، فله الخلق والأمر وهو المتصرف، فكما خلقهم كما يشاء.. كذلك يحكم في عباده بما يشاء. اهـ. وإذا تبين هذا، أمكننا الحكم بأن الفصل بين الدين والسياسة لا يستقيم إلا على مبدأ الإلحاد، وإنكار انفراد الله تعالى بالخلق والإيجاد، أو على التدين بدين باطل يتعارض مع العلم أو الفطرة، كما حدث ذلك مع النصرانية المحرفة وأدى إلى ظهور العلمانية الغربية، وعلى أية حال فالموضوع لا يمكن استيفاؤه في مجال الفتوى، كما طلب السائل إجابة كافية وافية شافية مفصلة! ويمكنك تحصيل ذلك من خلال الأبحاث المتخصصة، ومعرفة تاريخ الصراع الذي أدى إلى فصل الدين عن الدولة يمكن مدارسته من خلال رسالة المجاستير للدكتور إسماعيل الكيلاني: فصل الدين عن الدولة ـ المقدمة إلى كلية الشريعة بجامعة الأزهر، كما يمكن التوسع في الموضوع من خلال دراسة الفكرة العلمانية، من خلال رسالة العلمانية للدكتور سفر الحوالي، ورسالة: العلمانية وموقف الإسلام منها ـ للدكتور حمود الرحيلي، كما يمكن الاستفادة من كتاب الشيخ مصطفى صبري: موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين ـ والباب الرابع منه في: عدم جواز فصل الدين عن السياسة: 4ـ 281ـ 295.
فصل الدين عن الدولة بين فكرتين
* فصل الدين عن الدولة كان مطبقا في السودان حتى عام 1983، ولم يكن الناس ملحدين او فاسقين ولم يشعر احد بان الدين كان بعيدا عن حياة الناس، بل كان الناس اقرب الى الدين في ذلك الزمن من الفترات التي سيطر فيها الهوس الديني وجثم فيها تجار الدين على صدور الناس وافسدوا الحياة بظلمهم وفسادهم وجرائمهم وأنانيتهم!
جريدة الأنباء الإلكترونية | بلال عبدالله: فصل الدين عن الدولة هو الحل لقيامة لبنان والشارع السني في إقليم الخروب وبشكل عام في لبنان وطني عروبي لا يمكن إلغاؤه وهو موجود رغم محاولات إحباطه
ذلك أن معظم مستوطني أمريكا الأوائل "Pioneers" ، و خصوصا النخب منهم، كانوا من بعض الطوائف البروتستانتية "The Puritans" (=المتطهرون) الذين فروا من اضطهاد ملوك أروبا بإيعاز من الكاثوليك، و لجئوا إلى العالم الجديد بحثا عن مكان آمن لممارسة معتقداتهم بكل حرية. فكان طبيعيا أن يحافظوا على هذا المكتسب في نظام الدولة التي ساهموا في تأسيسها. و هذا ما يفسر كون الدستور الأمريكي لا ينص صراحة على أن الدولة علمانية بل يؤكد على أن الدولة لا تتدخل في شؤون الدين. ومن المعروف أنه في أمريكا لا يترشح للرئاسة إلا من كان مسيحيا بروتستانتيا. و من المعروف أيضا أن الكنيسة ما يزال لها تأثير على بعض القضايا السياسية في أمريكا1. ملخص ما بسطناه من كلام و مؤداه أن كلمة "علمانية" ليس لها معنى واحد متفق عليه. بل تعطيها كل طائفة المعنى الذي ينسجم مع مصالحها. لذلك من حقنا نحن أيضا أن نحملها المعنى الذي نريد. فإذا كانت العلمانية تعني:"فصل الدين عن الدولة"، فصلا مؤسسيا تخصصيا لا فصلا مرجعيا واعتقاديا فإني أقول و بكل وضوح بأن كثيرا من الإسلاميين يقبلون بهذا المعنى بل و يعملون بمقتضاه في حركتهم داخل المجتمع و في الأشكال التنظيمية التي يتبنونها.
وقد عبر سيدنا عمر عن ذلك حين سأله أحد الصحابة متعجبا:"لم لا تتخذ من كبار الصحابة وفقهائهم عمالا لك على الأمصار؟ فأجاب رضي الله عنه قائلا: "لا أريد أن أدنسهم بالدنيا أو بالعمل" ثالثا:فصل معايير الكفاءة في تدبير الشأن العام عن معيار الكفر و الإيمان. فكثيرا ما استعان المسلمون في أمور دنياهم بأناس غير مسلمين. فها هو رسول الله صلى الله عليه و سلم يستعين بدليل كافر ليسلك الطريق بين مكة و المدينة أثناء الهجرة نظرا لكفاءته و خبرته في معرفة مسالك الصحراء. وكثيرا ما نجد في تاريخنا أن المسلمين استعانوا بأطباء أو بنائين أو صناع غير مسلمين استحسانا لعملهم و اقتناعا بكفاءتهم بغض النظر عن دينهم و عقيدتهم. ونجد في قول الله تعالى على لسان سيدنا يوسف عليه السلام "اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم". فأشار سيدنا يوسف إلى أنه يريد أن يُكلف بهذه المهمة بناءا على ما يتمتع به من حفظ وعلم لا بناءا على كونه نبيا. ولما اعترض قوم داود على لوط لكونه لم يؤت سعة من المال "قال إن الله اصطفاه عليكم و زاده بسطة في العلم و الجسم" رابعا:فصل معايير الجودة و الفاعلية في البرامج الاقتصادية التي لا تتعدى حدود الشريعة عن مقتضيات التقوى والإيمان.
فكيف تُحَل هذه المشكلة بالنسبة لأناس كالمسلمين يرون أن القرآن كلام الله تعالى لم يأته الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأن ما صح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أيضًا وحي الله؟ وكيف إذا كان دينهم لا يقتصر على ما ذكرنا من أمور تدخل في نطاق الدولة، بل يتعداها إلى أخرى هي من أخص خصائص الدولة؟ ماذا يفعل هؤلاء؟ لا خيار لهم بين الحكم بما أنزل الله ورفض العلمانية، أو الحكم بالعلمانية والكفر بما أنزل الله تعالى. يقولون: بأي حق تفرض على أناس دينًا غير دينهم، وقِيَمًا ليست قيمًا لهم؟ ماذا إذا لم يكن في البلد إلا مسلمون، أو كان غير المسلمين أفرادًا قلائل؟ لماذا يفصل هؤلاء بين دينهم ودولتهم؟ وحتى لو كان المنتسبون إلى غير الإسلام من أصحاب الديانات الأخرى يمثلون نسبًا كثيرة، فإن العلمانية ليست هي الحل العادل؛ لأن أصحاب هذه الديانات إما أن يكونوا في السياسة علمانيين، وإما أن يكونوا ممن يريد للدولة أن تستمسك بعقائده وقيمه وتدافع عنها. فإذا كان من الفريق الأول يكون المسلمون قد تنازلوا عن دينهم بينما هو لم يتنازل عن شيء؛ لأن العلمانية هي مبدؤه سواء كان هنالك مسلمون أو لم يكن.
سطوري التي أطرحها بها من الإقدام على إجابة تلك الخطى العصامية وتبجيل النفوس التي سادت وما زالت تسود لعصاميتها الكبيرة.. ما أعذب تلك النفس التي كونت كل شيء بنفسها ووصلت للقمم لم تدع لوسائل ووسائط حجة ظاهرة بل تجلى حالها وبلغ منالها عندما أكرمت نفسها وصيّرت الصعب سهلاً راعت الظروف ولم تأب لتقلب الظروف هي ولدت من رحم الإصرار. نفوس شتى ضاعت عنها العصامية وأفقدتها في لجج الاعتماد الزائد أخذت من الأكتاف جسراً حتى تصل للمراد لم تضع لتلك النفس سبيلاً وغاية اضمحلت في توهانها الغريب. تاريخنا العربي والإسلامي يحفل بمِآثر عظيمية لرجال ونساء ملأوا الدنيا بعصاميتهم واتخذناهم عتاداً ومقدوة ونعم تلك القدوة فخير الأنام محمد صلوات الله عليه وسلامه الرجل العصامي الأول الذي نفخر بها في ضحية وعشاها فرسولنا حفيت قدماه في طريق الدعوة أدى أمانته وبلغ رسالته بعصامية الرجال الأشاوس. نفس عصام سودت عصامًا. فرحمك الله يا هادي البشرية على تلك الدرر العصامية التي حفظناها وما زلنا ننهل من بركاتها.. السابقون سطروا لنا مبادئ العصامية بهمهم المشحوذة وغرسوا فينا من نحن وكيف نكون هناك الصحابة العظام ومن تبعهم بسلام فحصرهم لا يبلغ مكانتهم من رجال ونساء أنارونا رضي الله عنهم وأرضاهم.
نفس عصام سودت عصامًا
تاريخ الإضافة: 20/4/2010 ميلادي - 7/5/1431 هجري
الزيارات: 51513
ما أعظمَ أن يكون الإنسان معتمدًا على ربِّه ثم نفسه في بناء ذاته وتكوين شخصيته وصياغة مستقبله! وما أجمل ألا يكون اتِّكاليًّا على غيره من أبٍ أو أمٍّ أو خادمٍ أو غيرهم في تأمين حاجاته، وتلبية رغباته، وتنفيذ مشاريعه وخُططه، ومعتمدًا على الآخرين في حلِّ مشكلاته والتغلُّب على الصِّعاب التي تواجهه في هذه الحياة، ذاك إنسانٌ كما تقول العرب: عِصامي، وقديمًا قالوا: " كُن عصاميًّا، ولا تكن عظاميًّا "؛ أي: اعْتَمِد على نفسك في بناء صروح مجدك، ولا تعتمد على أمجاد الآباء والأجداد، ولا تتكل على ما تركوه لك من مجدٍ مؤثَّل وفخر جَلي؛ فهو كالثوب المستعار لا يقيك من حرٍّ ولا قرٍّ. وأصل هذا المثل - كُن عصاميًّا ولا تكن عظاميًّا - أن حاجبًا " للنعمان بن المنذر " ملك الحِيرة العربي من قِبَل " كِسرى " واسمه " عصام بن شهر " وقيل: " شهبر "، بلغت به هِمَّته أن نال ذُرا المجد، وتربَّع على عرش الفصاحة والبلاغة، وعُدَّ من أعلام العرب أيام الجاهلية، حتى قال فيه النابغة الذبياني صاحب المعلقة الشهيرة:
نَفْسُ عِصَامٍ سَوَّدَتْ عِصَامَا وَعَلَّمَتْهُ الْكَرَّ وَالإِقْدَامَا
وَصَيَّرَتْهُ مَلِكًا هُمَامَا حَتَّى عَلاَ وَجَاوَزَ الأَقْوَامَا
ومِن هناك قالت العرب: كُن عصاميًّا ولا تكن عظاميًّا؛ أي: افْخَر بشرف نفسك لا بعظام أجدادك.
جريدة الرياض | نفس عصام.. سودت عصاما
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله … جريت هوفستيد Geert Hofstede عالم الاجتماع المشهور بل هو صاحب ابرز نموذج مستخدم للمقارنة بين ثقافات العمل لدى شعوب العالم … لقد جاوز الثمانين عاما من عمره ولا يزال يبحث ويطور في نظريته, وقد أضاف بُعديين جديدين لنموذجه في بداية العام الماضي. يرتكز بحثي لمرحلة الدكتوره على نموذجه للمقارنة بين الثقافات والذي ابتكره عام 1978 م أي قبل مولدي. كنت محتاجا للحصول على ترجمة جاهزة لهذا النموذج العالمي الذي سبق استخدامه في أكثر من بلد عربي ومنها السعودية … فقمت بالبحث في الانترنت ولم اجد ترجمة للنسخة الجديدة منه (VSM 08) وبعد العودة لصفحة البرفسور هوفستيد والتي تتميز بسهولة الحصول على المعلومة من خلالها, بل هي عبارة عن موقع شخصي أشبه بالمدونات حيث تجد في نهاية كل صفحة إيميله الشخصي للإجابة على أي استفسار من الزوار كما أن جميع محتويات هذه الصفحة مجانية للاستخدام في الأغراض البحثية. لقد ظننت أن الإيمل مجرد إظهار لحسن النية والرغبة في المساعدة فكيف لرجل جاوز الثمانين أن يتجاوب مع زوار موقعه والذين سيكونون بأعداد كبيرة لتميز المادة المقدمة … حين عجزت عن الحصول على النسخة العربية الجديدة قلت لنفسي لن أخسر شيء فلأنظر هل فعلا سيرد علي؟ هل يحسن التعامل مع الكمبيوتر اصلاً؟ ربما!
وكان الحجَّاجُ ظنَّ أنه أراد: أفْتَخِرُ بنفْسي لفضلي، وبآبائي لشرفِهم، فقال الحجَّاجُ عند ذلك: «المقادير تُصيِّر العَيَّ خطيبًا»، فذهبتْ مثلًا.
[«مجمع الأمثال» (٢/ ٣٧١)]