وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (61) وقوله: ( وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم) أي: مما سبق لهم من السعادة والفوز عند الله ، ( لا يمسهم السوء) أي: يوم القيامة ، ( ولا هم يحزنون) أي: ولا يحزنهم الفزع الأكبر ، بل هم آمنون من كل فزع ، مزحزحون عن كل شر ، مؤملون كل خير.
- التفريغ النصي - تفسير سورة الزمر [60-67] - للشيخ المنتصر الكتاني
- الباحث القرآني
- موقع هدى القرآن الإلكتروني
- وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (61)
- القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة الزمر - الآية 61
- عروة بن مسعود
التفريغ النصي - تفسير سورة الزمر [60-67] - للشيخ المنتصر الكتاني
وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم الشيخ يونس اسويلص - YouTube
الباحث القرآني
الباقون بالتشديد. وقرأ ابن كثير " تأمروني اعبد " مشددة النون مفتوح الياء. وقرأ نافع وابن عامر في رواية الداجوني خفيفة النون. وفتح الياء نافع، ولم يفتحها ابن عامر. وقرأ ابن عامر في غير رواية الداجوني " تأمرونني " بنونين. الباقون مشددة النون ساكنة الياء. وقرأ أهل الكوفة إلا حفصا " بمفازاتهم " جماعة. الباقون " بمفازتهم " على واحدة. فمن وحده قال: هو بمنزلة السعادة والنجاة، كما قال الله تعالى " بمفازة من العذاب " ( 1) وقال قوم المفازة الصحراء، فهي مهلكة وتسمى مفازة تفاؤلا، كما قالوا - لمعوج الرجلين - أحنف، وللحبشي أبو البيضاء. وقال ابن الاعرابي: ليست مقلوبة بل المفازة المهلكة، يقولون: فوز الرجل إذا هلك ومات. ومن قرأ " تأمرونني " فلانه الأصل. ومن شدد أدغم احدى النونين في الأخرى. ومن خفف حذف احدى النونين، كما قال الشاعر:
تراه كالثغام يعل مسكا * بسوء الغانيا إذا قليني ( 2)
أراد قلينني فحذف. لما اخبر الله تعالى عن حال الكفار وأن الله يحشرهم يوم القيامة مسودة وجوههم، وأن مقامهم في جهنم، اخبر انه ينجي الذين اتقوا معاصي الله خوفا من عقابه، ويخلصهم. وقوله " بمفازتهم " بمنجاتهم من النار بطاعاتهم التي أطاعوا الله بها.
موقع هدى القرآن الإلكتروني
وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (61) القول في تأويل قوله تعالى: وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (61) يقول تعالى ذكره: وينجي الله من جهنم وعذابها, الذين اتقوه بأداء فرائضه, واجتناب معاصيه في الدنيا, بمفازتهم: يعني بفوزهم, وهي مفعلة منه. وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل, وإن خالفت ألفاظ بعضهم اللفظة التي قلناها في ذلك. * ذكر من قال ذلك: حدثني محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ, في قوله: ( وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ) قال: بفضائلهم. حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد في قوله: ( وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ) قال: بأعمالهم, قال: والآخرون يحملون أوزارهم يوم القيامة وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ. واختلفت القرّاء في ذلك, فقرأته عامة قرّاء المدينة, وبعض قرّاء مكة والبصرة: ( بِمَفَازَتِهِمْ) على التوحيد. وقرأته عامة قرّاء الكوفة: " بمفازاتهم " على الجماع.
وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (61)
تفسير قوله تعالى: (له مقاليد السماوات والأرض... )
قال تعالى: لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ [الزمر:63]. المقاليد: المفاتيح، أي: له مفاتيح خزائن السماوات والأرض، فله مخازن الخير من السماء بالأمطار والغيث، وله مخازن الأرض ومفاتيحها بالنبات والإنبات، كما أن في طيها كنوزاً وخيرات، فالله بيده المفاتيح وله المخازن وهو خالقها، يعطي من يشاء مقدراً، ويعطي من يشاء بغير حساب ويرزق من يشاء ويبسط له. ويقول بعض المفسرين: إن كلمة (مقاليد) أصلها فارسي، وهذا قول صدر منه دون تفكر ولا تمعن، لأنه ليس في القرآن إلا الكلام العربي مفرداتٍ وجملاً، فهو كلام عربي أنزله الله على نبي عربي، وهذا المعنى طالما تصدى له الإمام الشافعي في كتابه الرسالة بأدلة وقوارع لا تقبل جدلاً، ولا نقضاً. وكون الكلمة توجد في القرآن ولها ما يشبهها في لغات أخرى ليس ذلك دليلاً، ولم لا نقول: تلك اللغات أخذت عن لغة العرب؟ أو أن هذه الكلمات تشابهت في لغات مختلفة، وهذا كثير في اللغات، وأصلها من لغة واحدة، ثم خلق منها زوجها، ثم بث منهما رجالاً كثيراً ونساء، ثم تبدلت اللغات وتكاثرت حسب الحاجة والمصلحة للناس.
القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة الزمر - الآية 61
«وَقالَ عُثْمانُ رَضِيَ اللهُ عنهُ: سَألَتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ عن مَقالِيدِ السَماواتِ والأرْضِ فَقالَ: "لا إلَهَ إلّا اللهُ، واللهُ أكْبَرُ، وسُبْحانَ اللهِ، والحَمْدُ لِلَّهِ، ولا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللهِ، هو الأوَّلُ والآخِرُ، والظاهِرُ والباطِنُ، يُحْيِي ويُمِيتُ وهو عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ". »
(p-٤١٠)وَقَوْلُهُ: ﴿ "أفَغَيْرَ"﴾ مَنصُوبٌ بِـ"أعْبُدُ"، كَأنَّهُ قالَ: أفَغَيَّرَ اللهِ أعْبُدُ فِيما تَأْمُرُونِي؟ ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ نَصْبُهُ بِـ"تَأْمُرُونِّي" عَلى إسْقاطِ "أنْ"، تَقْدِيرُهُ أفَغَيْرَ اللهِ تَأْمُرُونِّي أنْ أعْبُدَ. وقَرَأتْ فِرْقَةٌ: [تَأْمُرُونَنِي] بِنُونَيْنِ، وهَذا هو الأصْلُ، وقَرَأ ابْنُ كَثِيرٍ: بِنُونٍ مُشَدَّدَةٍ مَكْسُورَةٍ وياءٍ مَفْتُوحَةٍ. وقَرَأ ابْنُ عامِرٍ بِنُونٍ خَفِيفَةٍ مَكْسُورَةٍ وياءٍ ساكِنَةٍ، وهَذا عَلى حَذْفِ النُونِ الواحِدَةِ، وهي المُوطِئَةُ لِياءِ المُتَكَلِّمِ، ولا يَجُوزُ حَذْفُ النُونِ الأُولى، وهو لَحْنٌ لِأنَّها عَلامَةُ رَفْعِ الفِعْلِ، وفَتْحَ نافِعٌ الياءَ عَلى الحَذْفِ فَقَرَأ: "تَأْمُرُونِيَ"، وقَرَأ الباقُونَ بِشَدِّ النُونِ وبِسُكُونِ الياءِ.
وقوله " والذين كفروا بآيات الله " يعني كفروا بآياته من مقاليد السماوات والأرض وغيرها وقوله " أولئك هم الخاسرون " يعني هؤلاء الذين كفروا بأدلة الله وحججه " هم الخاسرون "، لأنهم يخسرون الجنة ونعيمها ويحصلون في النار وسعيرها. وقوله " قل أفغير الله تأمروني اعبد أيها الجاهلون " أمر للنبي صلى الله عليه وآله ان يقول لهؤلاء الكفار تأمروني أيها الكفار ان اعبد الأصنام من دون الله أيها الجاهلون بالله وبآياته ؟! والعامل في قوله " أفغير " على أحد وجهين:
أحدهما: أن يكون " تأمروني " اعتراضا، فيكون التقدير: أفغير الله اعبد أيها الجاهلون في ما تأمروني:
الثاني: ان لا يكون اعتراضا ويكون تقديره: أتأمروني اعبد غير الله أيها الجاهلون في ما تأمروني فإذا جعلت " تأمروني " اعتراضا، فلا موضع لقوله " اعبد " من الاعراب، لأنه على تقدير اعبد أيها الجاهلون، وإذا لم تجعله اعتراضا يكون موضعه نصبا على الحال، وتقديره أتأمروني عابدا غير الله، فمخرجه مخرج الحال ومعناه ان اعبد، كما قال طرفة:
ألا ايهذا الزاجري احضر الوغا * وأن اشهد اللذات هل أنت مخلد ( 3)
أي الزاجر أن احضر، وحذف (أن) ثم جعل الفعل على طريقة الحال. ثم قال لنبيه صلى الله عليه وآله " ولقد أوحي إليك " يا محمد " وإلى الذين من قبلك " من الأنبياء والرسل " لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين " لثواب الله.
فلما علم ( بما حدث لعروة قال: (مَثَلُ عروة في قومه مَثَلُ صاحب ياسين دعا قومه إلى الله فقتلوه) [الطبراني]. وقال (: (عُرض عليَّ الأنبياء، فإذا موسى ضرب من الرجال كأنه من رجال شنوءة، ورأيت عيسى بن مريم -عليه السلام- فإذا أقرب مَنْ رأيت به شبهًا عروة بن مسعود. [مسلم].
عروة بن مسعود
من طرائف المغيرة بن شعبة مع عمه
عروة بن مسعود - - الـشـيخ سعـيـد الـكـملي - YouTube
عروة بن مسعود هو عروة بن مسعود بن معتّب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف الثقفي. وهو عم والد المغيرة بن شعبة، وأمه سبيعة بنت عبد شمس بن عبد مناف أخت آمنة، كان أحد الأكابر من قومه، وقيل: إنه المراد بقوله عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ قال ابن عباس وعكرمة ومحمد بن كعب وقتادة والسدي: المراد بالقريتين مكة والمدينة، واختلفوا في تعيين الرجل المراد، فعن قتادة أرادوا الوليد بن المغيرة من أهل مكة وعروة بن مسعود الثقفي من أهل الطائف. حاله في الجاهلية: قالوا: كان عروة بن مسعود حين حاصر النبي صلى الله عليه وسلم أهل الطائف بجرش يتعلم عمل الدبابات والمنجنيق ثم رجع إلى الطائف بعد أن ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعمل الدبابات والمنجنيق والعرادات وأعد ذلك حتى قذف الله عز وجل في قلبه الإسلام فقدم المدينة على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم.. قصة إسلامه قال ابن إسحاق: لما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف اتبع أثره عروة بن مسعود بن معتب حتى أدركه قبل أن يصل إلى المدينة فأسلم وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرجع إلى قومه بالإسلام فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن فعلت فإنهم قاتلوك ".