وكذلك المحافظة على الطهارة، فإنها مفتاح الصلاة، وشطر الإيمان، قال صلى الله عليه وسلم: " لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن". ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. ومما يؤمر العبد بحفظه الأيمان والعهود، قال تعالى: ﴿ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ﴾ [المائدة: 89]. وما يؤمر العبد بحفظه حفظ الفروج من اللواط والزنا، ونحو ذلك، وقد أخبر الله في كتابه أن حفظ الفروج من صفات المؤمنين المفلحين، ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ﴾ [المؤمنون: 5] ثم قال تعالى: ﴿ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 10، 11]. «احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ» أعظم بشارة، فعلى قدر حفظك لله يكون حفظ الله لك والله أكرم، فيحفظك في دينك ودنياك وأولاك وأخراك وأهلك ومالك ونفسك، لأن الله تعالى يجزي المحسنين بإحسانهم، والله عنده حسن الثواب، والجزاء من جنس العمل. وقال صلى الله عليه وسلم: « احفظ الله تجده تجاهك »، تجد الله معك على أي حال فالله يحفظك ويُعينك وينصرك ويؤيدك ويكلؤك ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾ [النحل: 128]، ومَن يتق الله فهو حسبه، ومَن كان الله معه، فمعه الفئة التي لا تُغلب والحارس الذي لا ينام والهادي الذي لا يضل، ومَن كان الله معه فإن الله عز وجل يُسدده ويُعينه ويوفقه لأمور دينه ودنياه.
- يا ( ) المسلمون اتقوا الله - أفضل إجابة
- اخرها ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) من 5 حروف - إسألنا كوم
- تفسير إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون [ النحل: 128]
يا ( ) المسلمون اتقوا الله - أفضل إجابة
الحمد لله الحفيظ يحفظ عباده، ويحفظ عليهم أعمالهم، ويوفيهم أجورهم، ﴿ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ﴾ [سبأ: 21]، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، هدى اللهُ به من الضلالة وأنقذ به من الغواية، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا مزيدًا إلى يوم القيامة. أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، فقد أوصى الله بها جميع السّابقين واللّاحقين: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [النساء: 131]. عباد الله، إن من عيون الوصايا النبوية للأمة المحمدية، وهي أعظم وأقصر وصية، وكان السلف يتواصون بها في حضرهم وسفرهم، وصية في كلمات تمنحك السعادة حتى الممات: «احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ»، ومن أسماء الله الحسنى: (الحفيظ) و(الحافظ)، ومعناه: الذي يحفظ على الخلق أعمالهم، ويحصي عليهم أقوالهم، ويعلم نياتهم، وما تكن صدورهم، وهو الذي يحفظ أولياءه من مواقعة الذنوب، ويحرسهم من مكائد الشيطان، ويحفظهم من المهالك، ومن مصارع السوء، وحفظه سبحانه لعباده خير من حفظهم لأنفسهم: ﴿ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [يوسف: 64].
اخرها ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) من 5 حروف - إسألنا كوم
وقد أُمر - صلَّى الله عليْه وسلَّم - بالتَّقوى وقيل له: "اتَّق الله" وهو نبيُّ الأمَّة المبعوث رحمةً للعالمين، بل أفضل الأنبياء وخاتم المرسلين، ومع ذلك لا يزال يُتْلَى في كتاب الله إلى قيام الساعة قول الله: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} [الأحزاب: 1]، فأذْعن لها بقلبِه وسمعِه وعمله، فكان أتْقى النَّاس لربِّه، وأخشى الخلْق لله؛ قال لأصحابه: « أما والله، إنِّي لأتْقاكم لله وأخْشاكم له »، ويقول أيضًا: « إنَّ أتْقاكم وأعلمَكم بالله أنا ». فقد عاش التَّقوى في حياتِه، وصوَّرها لأصحابه المؤمنين حتَّى لحق بالرَّفيق الأعلى، وفسَّرها في أفعاله وأقواله، ممتثِلًا في ذلك أمرَ ربِّه:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [الأحزاب: 70]، وإذا خطب في أصحابِه كان يقرع الأسماع، ويهزُّ نياط القلوب في أكثر مِن مَوْطنٍ بقوله: { اتَّقُوا رَبَّكُمْ} [ الحج: 1]، يجعلها مقدِّمة ومفتاحًا وسببًا لما بعدها من الأوامر والتَّكاليف العظام قائلًا: « اتَّقوا الله، وصلُّوا خَمسَكم، وصوموا شهْرَكم، وأدُّوا زكاة أموالِكم، وأطيعوا أُمراءَكم - تدخُلوا جنَّة ربِّكم ».
تفسير إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون [ النحل: 128]
استبقوا الخيرات، وتنافسوا فيها تكونوا من أهلها، وأكثِروا منها تأْلفوها وتتعوَّدوا عليها، ولازموها تُعرفوا بها وتنسبوا إليها، ﴿ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ﴾ [محمد: 17]. استبقوا الخيرات، واعمَلوا للدنيا بقدر بقائِكم فيها، واعملوا للآخرة بقدر بقائِكم فيها، واعمَلوا لله تعالى على قدر محبتِكم له وطلبِكم لرضاه، واعمَلوا للجنة على قدر شوقِكم إليها، وحرصِكم عليها. تفسير إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون [ النحل: 128]. استبقوا الخيرات، وسارِعُوا كما سارَعَ المسارِعون تلحقوا بهم، وسابِقُوا كما سابَقَ السابِقون تفوزوا معهم فوزًا عظيمًا، ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 100]. استبقوا الخيرات، وحرِّكوا الهِمم، وشدُّوا العزائم، فإنَّما يُقاسُ المرءُ بهمَتِهِ، فمن صَلَحَتْ همَّتُهُ وصَدَقَ فيها، صَلحَ لهُ ما وراءَ ذلكَ من الأعمَالِ، ورُبَّ هِمَّةٍ أوصلت للقمَّة، ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69].
فاتقوا الله -رحمكم الله-، وقوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها الناس والحجارة، فإن الشقي من حرم رحمة الله. اللهم تقبل صيامنا وقيامنا ودعاءنا، اللهم وفقنا لإدراك ليلة القدر، اللهم اجعل شهرنا شهر خير وبركة للإسلام والمسلمين في كل مكان، اللهم أعتق رقابنا من النار.
استبقوا الخيرات قبل نفادِ الأجل، وتوقفِ العمل، وانقطاعِ الرجاءِ والأمل: ﴿ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الزمر: 56 - 58]. استبقوا الخَيراتُ، فالخيراتُ ميدانٌ واسعٌ متنوعٌ، صلواتٌ وزكَوات، وصِيامٌ وصدَقات، وقراءةٌ وذكر، وصلةُ رحمٍ وبرُّ والدين، ومساعدةُ محتاجٍ، وإغاثَةُ ملهُوفٍ، وزِيارةُ مريضٍ، وإحسانٌ للجار، وطلَبٌ للعلمِ، ودعوةٌ إلى الله، وأمرٌ بمعروفٍ ونهيٌ عن مُنكر، ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]. استبقوا الخيرات، فمن اجتهدَ ورفعَ نفسَهُ, علتْ وارتفعتْ، ومن قصَّرَ بها ووضَعَها, سَفُلَتْ وانحدرتْ، ﴿ وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا ﴾ [الإسراء: 19].