وفرق كبير وبَوْن
شاسع بين مَن يكون في أفضل الأوقات في ثلث الليل الأخير، ساجدًا لله، خائفًا ذنوبَه،
خاشيًا ربَّه، راجيًا رحمته وعفوه، فهو في لذَّة وسعادة، وبين مَن هو في لهو وغفلة؛
قال الله عز وجل: ﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ
الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ
وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [الزمر:
9]. ومَن
ضاق صدرُه، وكثُر همُّه، وأحزَنَه الناس، فليشتغل بذكر ربِّه ، وليُكثر من الصلاة والسجود والدعاء، وليبشر
بكلِّ خير؛ فالحزن يزول بسجدة؛ قال عز وجل: ﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ
بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ﴾ [الحجر:
97، 98]؛ قال الإمام ابن عطية الأندلسي رحمه الله: وقوله: ﴿ مِنَ السَّاجِدِينَ ﴾
[الحجر: 98] يريد من المصلِّين، فذكَرَ من الصلاة حالة القرب من الله تعالى، وهي السجود،
وهي أكرم حالات الصلاة، وأقمنها بنيل الرحمة، وفي الحديث: (كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا حزَبَه أمرٌ فزع إلى الصلاة).
لا تشترط الطهارة لسجود التلاوة والشكر - الإسلام سؤال وجواب
انتهى. وقال الحطاب -المالكي- في مواهب الجليل: وَلَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ بِالتَّكْبِيرِ عِنْدَنَا. قَالَهُ الْفَاكِهَانِيُّ. قَالَ: وَلَا يُجْزِئُ عَنْهَا الرُّكُوعُ عِنْدَنَا، وَلَا الْإِيمَاءُ إلَّا لِلْمُتَنَفِّلِ عَلَى الدَّابَّةِ فِي السَّفَرِ. انْتَهَى. قال الخطيب الشربيني -الشافعي- في مغني المحتاج: (وَالْأَصَحُّ جَوَازُهُمَا) أَيْ السَّجْدَتَيْنِ -يعني سجود التلاوة والشكر- خَارِجَ الصَّلَاةِ (عَلَى الرَّاحِلَةِ لِلْمُسَافِرِ) بِالْإِيمَاءِ؛ لِمَشَقَّةِ النُّزُولِ. انتهى. وظاهر كلام المرداوي -الحنبلي- في الإنصاف، أن له الإيماء بسجود التلاوة إن كان راكبا وإن لم يكن مسافرا. قال -رحمه الله-: فَائِدَةٌ: الرَّاكِبُ يُومِئُ بِالسُّجُودِ، قَوْلًا وَاحِدًا، وَأَمَّا الْمَاشِي فَالصَّحِيحُ مِن الْمَذْهَبِ: أَنَّهُ يَسْجُدُ بِالْأَرْضِ، وَقِيلَ: يُومِئُ أَيْضًا، وَأَطْلَقَهُمَا فِي الْحَاوِي، وَقِيلَ: يُومِئُ إنْ كَانَ مُسَافِرًا، وَإِلَّا سَجَدَ. هل يجوز سجود التلاوة بدون وضوء - موسوعة. انتهى. وأما مسألة استقبال القبلة، فقد قال ابن قدامة -في المغني- في سياق كلامه عن قبلة المسافر الراكب: وقِبْلَةُ هذا المُصَلِّي حيثُ كانت وجْهَتُه،.... إلى أن قال: ولا فَرْقَ بينَ جَمِيعِ التَّطَوُّعاتِ في هذا، فَيَسْتَوِي فيهِ النَّوَافِلُ المُطْلَقَةُ، والسُّنَنُ الرَّوَاتِبُ والمُعَيَّنَةَ، والوِتْرُ، وسُجُودُ التِّلَاوَةِ، وقد كانَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يُوتِرُ على بَعِيرِهِ، وكَانَ يُسَبِّحُ على بَعِيرِهِ إلَّا الفَرَائِض.
هل يجوز سجود التلاوة بدون وضوء - موسوعة
دعاء السجود
((سُبْحَانَ رَبِّيَ
الأَعْلَى)) ثلاث مرَّاتٍ. ((سُبْحَانَكَ
اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي)). ((سُبوحٌ، قُدُّوسٌ، رَبُّ المَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ)). ((اللَّهُمَّ لَكَ
سَجَدْتُ وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِيَ لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَصَوَّرَهُ،
وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسنُ الْخَالِقينَ)). ((سُبْحَانَ
ذِي الْجَبَرُوتِ، وَالْمَلَكُوتِ، وَالْكِبْرِيَاءِ، وَالْعَظَمَةِ)). ((اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي
ذَنْبِي كُلَّهُ: دِقَّهُ وَجِلَّهُ، وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، وَعَلاَنِيَّتَهُ وَسِرَّهُ)). لا تشترط الطهارة لسجود التلاوة والشكر - الإسلام سؤال وجواب. ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ،
وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لاَ أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ،
أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ))
للسجود
لله عز وجل فضائل، منها:
أنَّ مَن سَجَدَ
لله عز وجل، فلن تأكل النار أَثَرَ سجودِه؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبيُّ
صلى الله عليه وسلم: ((تأكل النار من ابن آدم إلا أَثَر السجود؛ حرَّم الله على النار
أن تأكل أَثَر السجود))؛ [متفق عليه]. ومنها
أنَّ كثرة السجود سببٌ لدخول الجنة؛ عن ربيعة الأسلمي رضي الله عنه قال: كنت أبيتُ
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم آتيه بوَضُوئه وبحاجته، فقال لي: ((سَلْني))، قلتُ:
مرافقتك في الجنة، قال عليه السلام: ((أو غير ذلك؟)) قلتُ: هو ذاك؛ قال صلى الله عليه
وسلم: ((فأَعنِّي على ذلك بكثرة السجود))؛ [أخرجه مسلم].
سجود التلاوة على غير وضوء : Www.منقول.Com
والسابعة والسبعين من نفس السورة "يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون". وبالانتقال إلى سورة النحل قال سبحانه "ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون". وفي سورة الفرقان قوله تعالى "وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا". وبسورة مريم "إذ تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكياً"
كذلك بسورة النمل "ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون". وفي الآية الخامسة عشر من سورة السجدة "إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجداً وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون". والرابعة والعشرين من سورة صّ "وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعاً وأناب". وبسورة الانشقاق "وإذا قرء عليهم القرآن لا يسجدون". وقوله سبحانه في سورة النجم "فاسجدوا لله واعبدوا". وأخيراً بسورة العلق "كلا لا تطعه واسجد واقترب". أحكام سجود التلاوة
على الرغم من أن العديد من الفقهاء أفتوا بعدم ضرورة الوضوء بها، إلا أنه من المستحب أن تلقى الله على طهارة.
كما أن الأئمة الأربعة وضعوا شرط الوضوء لسجود التلاوة. في حالة مرور القارئ من عليها دون سجود فلا يأثم، وذلك لأنها من السنن غير الواجبة، وتعتبر قراءته صحيحة تماماً. كذلك بالنسبة للمُصلي الذي يمر عليها ولا يسجد. تعتبر سجدة التلاوة مثلها مثل الصلاة، فلابد بها من الخشوع واستحضار عظمة الخالق سبحانه. من الهام على المرأة المسلمة أن ترتدي حجابها كاملاً قبل السجود.