نجد وللأسف أن احترام السليقة والخليقة لا يجد في مجتمعاتنا مكانا لا سيما في غضون شهر رمضان الكريم فضلا عن أن أغلب الأسر صار شغلها الشاغل مواعيد "مدفع" الإفطار: أولا يتساءل الفرد منّا بدون توقف، كم دقيقة تبقت للأذان؟ أذن أم لم يؤذن؟ أعطني الوقت من فضلك؟ الخ. ومن جهة أخر صارت الأسر تنفق في شهر الصوم أكثر مما تنفقه في الأشهر العادية من السّنة؟ إذن كيف تستقيم مفردة "صوم" مع مفردة "تبذير"؟ وكيف تستقيم المتضادات في "سبات/لباس" و"معاش"؟ فهل من مدكر؟ لا ينكر أحدمنّا أن الكثيرين من النّاس يقومون بعمل الخير وبهبات جليلة تجاه المحتاجين والعوذة وينفقون أموالهم في سبيل الله دون منّ أو أذى، لكن إذا أرجعنا البصر كرتين نجد أن أكثريّة كل هذه الجهود تنصب في وعاء واحد: الطعام. نعم، الأكل والشرب وما يملأ البطن والكروش، وكلنا يعلم أنها شرّ وعاء حسب الحديث الشريف. ايات كريمه تحث على التامل. فلماذا لا ننفق مثلا على الفقراء طيلة أيّام السنة؟ لماذا لا نعمر دور العلم والمعرفة وننفق مما أعطانا الله كما ننفق في حقيبة الصائم التي تأتي فقط في السنة مرّة واحدة؟ أين ديمومة العمل الخيريّ بين كل ذلك؟
ففي طيّ الحديث النبويّ آداب ينبغي أن نتدبرها ذلك في أمر طعامنا وشرابنا، لأنها تضفي على حيواتنا الاجتماعيّة لمسة سلوكية ولمحة جمالية رائعة، تنظم طرق تناول الوجبات وكمياتها وطرق تناولها بما يتفق مع ما توصل إليه الطب الوقائي الحديث وعلم الصحة: فلا بد أن يأكل المرء عند الجوع وإذا أكل لا يصل إلى حدّ التخمة من الشبع؛ "وبحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه"، إلى غير ذلك من الآداب الواردة في المأكل والمشرب.
آيات عن التأمل في خلق الله
قالت الدكتورة نادية عمارة، الداعية الإسلامية، إن دوام النظر في آيات الله الكونية، ينعش في النفوس المؤمنه الحق الكامن في هذا الكون والذي يتجاوب مع الحق الكامن في الإنسان ذاته، وهذا يعبر عنه العلماء بقولهم «المؤمن يديم النظر في الوحي المسطور والكون المنظور». آيات عن التأمل في خلق الله عليه. عمارة: أولوا الأبصار يتدبرون الكون بإدراك واع
وأضافت « عمارة » خلال تقديمها لبرنامجها قلوب عامرة، والمذاع على فضائية «ON»، أن أولوا الأبصار من أهل الإيمان والعمل الصالح يتدبرون الكون بإدراك واع وببصائر مفتوحة لاستقبال الإشارات التي هي مبثوثة في الآيات الكونية، معقبة: «بيستقبل هذه الإشارات وتكون إشارات الآيات الكونية وما تبثه في النفوس اليقظة من دروس وعبر ودلائل». وأوضحت مقدمه البرنامج أن أهل البصائر والعقل والتفكر هؤلاء دائما ما يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم، ودائما ما يتفكرون في خلق السماوات والأرض، يذكرون الله فلا يفترون. عمارة: التدبر في الكون ينعكس على بصيرة المتدبرين
وأكدت أن ما يقوم به أهل الذكر وأهل الفكر ينعكس على بصيرتهم فتتفتح بأنوار الله وتتصل بالخالق العظيم بديع السماوات والأرض في أبهى وأرقى صور الاتصال بين المخلوق والخالق العظيم، والذي أوجد كل تلك الموجودات لغاية كبرى وعلة عظمي فيهتز وجدان الذاكرين المفكرين بما عرفوا من الحق.
ايات قرانيه عن التامل في خلق الله
آيات تدل على التأمل والتدبر تذكر وتأمل هذه الآيات البينات بقلبك وقالبك: ● قال تعالى في سورة الحجر (14_15): 《وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ 》. ● قال عز وجل في سورة المدثر( 54-56): 《كَلا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ وَمَا يَذْكُرُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ》. ● قال تعالى في سورة القمر (51): 《وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ》. ● قال سبحانه في سورة الجاثية (13):《وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا في الأَرْضِ جَمِيعاًمِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ》. ● قال تعالى في سورة النساء (31): 《إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا》. آيات عن التأمل في خلق الله. ● قال عز وجل في سورة البقرة (164):《إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ》.
آيات عن التأمل في خلق الله عليه
كما أوضحت الآية الكريمة أنه ومع كل ذلك يظل الكثير من الناس لا يؤمنون بالله ولا يؤمنون بلقائه يوم القيامة ولا يعملون لأخرتهم. ايات قرانيه عن التامل في خلق الله. دعى الله الناس إلى التفكر والتأمل في خلقه للإبل في سورة الغاشية، حيث قال:
{أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ}
والمقصود من تلك الآية أن الله سبحانه وتعالى يحث عباده على التأمل والنظر إلى مخلوقاته، التي توضح وتدل على قدرته وأنه الإله الواحد الأحد. وذكر الإبل لكثرة منافعها للناس، فهي وسيلة لحمل الأثقال والأمتعة للناس، كما أنها تؤكل لحومها وتشرب ألبانها، كما تستعمل جلودها. كما وردت الآية الكريمة في سورة يونس، حيث قال تعالى:
{قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ}
وهي دعوة أخرى من الله عز وجل إلى عباده للنظر والتفكر في بديع خلق السماوات والأرض للإيمان بالله وحده والبعد عن عباده ما دونه. وإنتهت الآية الشريفة بقوله تعالى "وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون" وهي تصف حال المشركين بالله الذين لا يهتمون بمعجزاته ولا يقرون بوحدانيته رغم كل الدلائل والمعجزات الكونية التي تتواجد من حولنا.
ثم انظر إليها وهي ميتة هامدة خاشعة فإذا أنزل الله عليها الماء اهتزت وربت، فارتفعت واخضرت وأنبتت من كلّ زوج بهيج، فأخرجت عجائب النبات في المنظر والمخبر، بهيج للناظرين كريم للمتناولين. ثم تأمل كيف أحكم جوانب الأرض بالجبال الراسيات الشوامخ الصم الصلاب وكيف نصبها فأحسن نصبها، وكيف رفعها وجعلها أصلب أجزاء الأرض، لئلا تضمحل على تطاول السنين، وترادف الأمطار والرياح، بل أتقن صنعها وأحكم وضعها، وأودعها من المنافع والمعادن والعيون ما أودعها. ثم تأمل هذا الهواء اللطيف المحبوس بين السماء والأرض يدرك بحس اللمس عند هبوبه، يدرك جسمه ولا يرى شخصه فهو يجري بين السماء والأرض، والطير محلقة فيه سابحة بأجنحتها كما تسبح حيوانات البحر في الماء، وتضطرب جوانبه وأمواجه عند هيجانه كما تضطرب أمواج البحار. التأمل في خلق الله تعالى - موضوع. ثم تأمَّل كيف ينشئ سبحانه بهذا الريح السحاب المسخر بين السماء والأرض فتثيره كسفاً، ثم يؤلف بينه ويضم بعضه إلى بعض، ثم تلقحه الريح وهي التي سماها سبحانه لواقح، ثم يسوقه على متونها إلى الأرض المحتاجة إليه، فإذا علاها واستوى عليها أهراق ماءه عليها فيرسل سبحانه عليه الريح وهو في الجو فتذروه وتفرقه لئلا يؤذي ويهدم ما ينزل عليه بجملته حتى إذا رويت وأخذت حاجتها منه أقلع عنها وفارقها فهي روايا الأرض محمولة على ظهور الرياح.