وقد روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خلق الله آدم وطوله ستون ذراعاً. وبعد أن خلق الله هذا الجسد بهذه الصورة، وسواه نفخ فيه الروح كما أخبر الله في كتابه بقوله: فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ [الحجر:29]. وبعد أن خلق الله عز وجل آدم خلق منه حواء، كما قال سبحانه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا [النساء:1]. وجاءت السنة ببيان شيء من هذا الخلق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء. رواه البخاري. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في قوله: خلقت من ضلع. ، قيل: فيه إشارة إلى أن حواء خلقت من ضلع آدم الأيسر. وقيل: من ضلعه القصير. أخرجه ابن إسحاق وزاد اليسرى من قبل أن يدخل الجنة وجعل مكانه لحم، ومعنى خلقت: أي أخرجت كما تخرج النخلة من النواة. انتهى والله أعلم.
- خلق الله بني آدم منبع
- خلق الله بني آدم من و
خلق الله بني آدم منبع
والله ولي التوفيق [1]
مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (6/ 350). فتاوى ذات صلة
خلق الله بني آدم من و
تاريخ النشر: السبت 26 ربيع الآخر 1431 هـ - 10-4-2010 م
التقييم:
رقم الفتوى: 134140
35841
0
304
السؤال
روى الإمام مسلم عن عبد الله بن فروخ، أنه سمع عائشة تقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل. فمن كبر الله، وحمد الله، وهلل الله، وسبح الله، واستغفر الله، وعزل حجرا عن طريق الناس، أو شوكة أو عظما من طريق الناس، وأمر بمعروف، أو نهى عن منكر، عدد تلك الستين والثلاثمائة السلامى، فإنه يمشى يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار. هل يفهم من الحديث الشريف أنه يستحب لي أن أقول سبحان الله سبحان الله وبحمده الله أكبر الحمد لله لا إله إلا الله استغفر الله وأتوب إليه ستين وثلاثمائة مرة كل يوم بهذا العدد أفيدوني؟ جزاكم الله خيراً. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هذا الحديث يدل على استحباب التصدق عن هذه المفاصل وثبت فيه وفي غيره ما يدل على إجزاء الأذكار وركعتي الضحى عن هذه الصدقات، قال ابن حجر في فتح الباري: على كل مسلم صدقة أي على سبيل الاستحباب المتأكد... إلى أن قال: صلاة الضحى تقوم مقام الثلثمائة وستين حسنة التي يستحب للمرء أن يسعى في تحصيلها كل يوم ليعتق مفاصله التي هي بعددها... انتهى.
نعم فلقد سنَّ الله من الاختلاف سنة للحياة على ظهر الأرض، لكي تتحقق عدالة الله في الدنيا والأخرة بالثواب لمن يستحقه والمجازاة بالعقاب لمن هو أهل له، فمن عمل أعمالًا صالحًا وخيرة في حياته على الأرض، جزاه الله بالجنة في الأخرة، أما من ظلم نفسه وظلم غيره ونسيَ الله فإن الله يتعمد نسيانه بإعماق جهنم في الأخرة. إذا لم تكن الأرض موجودة ولم يكن للإنسان وجود عليها، لم يكن الله ليخلق الجنة والنار، وسبق وأوضحت الآية الكريمة السابقة أن الإنس والجن يعيشون على الأرض، وفي نهاية الدنيا سوف تأكل النار نصيبها من كلا النوعين، كما ستنال الجنة نصيبها منهم وكل وفق عمله في الأرض. اقرأ أيضًا: أفضل كتب علم النفس وتطوير الذات
5- التأمل في خلق الكون
لقد دعا دين الإسلام إلى إعمال العقل وكرَّه في نفس الإنسان الجمود الفكري، وبتتبع ما الغاية من خلق الإنسان على الأرض لوجدنا أن كل تلك الغايات هي سلم متدرج، تؤدي كل درجة فيه إلى الدرجة التي تليها أي أنها سلسلة متصلة الحلقات. لو لم يتأمل الإنسان في الكون والخلق من حوله، لم يكن ليتحرك خطوة إلى الأمام لكي يعمر شبرًا واحدًا من الأرض، وإن لم يتأمل ويتفكر ويتدبر لما تمكن من إعمال عقله وتسخير قوته من أجل تحدي هذه الحياة لفهمها وتطويع قواها لخدمة مصالحه.