هو أول المطلوب لسلوك طريق التدين.. وفي الحديث الصحيح: «اتقِ المحارم تكن أعبد الناس».. نعم أعبدهم وأقربهم من الله تعالى هو ذاك الذي يتحرج من مشاركة الآخرين في خوضهم في اعراض النّاس وكراماتهم التي باتت جزءاً من السلوى وقضاء الوقت.. يصلون، ويصومون.. ويلتحون ويعتمرون.. ويحجون وربما يتصدقون ويزكون.. ولكنهم مرضى اللسان.. ومدمنو الغيبة والنميمة.. والقيل والقال.. هذا كلّه ولم نتحدث بعد عن البهتان وتفجير الاحقاد.. جريدة الرياض | عبدالسلام الهليل. والفجور في الخصومات.. وربما تتبُّع عورات الآخرين حتى وإن كانت لا قدر الله.
أثر اللسان على الإنسان | موقع المسلم
خادمة أو ممرضة
أم علي أم لثلاثة بنات تقول: لو تقدم لابنتي الكبرى رجل كبير بالسن وهو رجل محترم وسمعته طيبة فلا مانع لديّ بذلك خاصة أنني بدأت أشعر بالخوف من بقاء الفتيات بالمنزل وعدم زواجهن، وإذا تقدم لابنتي الثانية فلا أعتقد بأنني سوف أقبل إلاّ إذا قبلت هي ذلك على نفسها وأقنعتني برأيها وتقبلته وتفهمته، أما ابنتي الصغرى فذلك محال لأنها مازالت في نظري صغيرة وان كان هناك من هي بعمرها متزوجة ولديها طفل أو طفلة إلاّ أنني لن أزوجها إلاّ لمن هو قريب منها في السن أو يكون مناسباً ليس بالكبير جداً والأهم عندي هو سمعته الطيبة وشخصيته. فيما تقول أم أحمد: المبدأ مرفوض تماماً لأن ابنتي ليست للبيع أو للمساومة فلن أبيع ابنتي لمسن في العمر مقابل المال فهل المال يستطيع ان يجلب السعادة؟! والمهم في الزواج هو التكافؤ الاجتماعي من جميع النواحي ومنها العمر والزوجان عندما يكونان متقاربين في العمر تجد أنه حتى الأفكار بينهما قريبة أيضاً، والفتاة المتزوجة من رجل قد يكون مثل والدها بالعمر من أجل المال تكون نظرة المجتمع لها نظرة سلبية وستفقد الاحترام والتقدير فمن الممكن ان يعيرها بذلك أمام الناس ونفسه ومن المهم أيضاً ان لا يكون الهدف من الزواج هو المال وإنما يكون للتقارب من العمر وكذلك التكافؤ وذلك لاستقبال أطفال يعيشون في جو الأمان والاستقرار.
حذارِ من السكوت على باطل أو بهتان | دين ودنيا | جريدة اللواء
ويضيف مسفر القحطاني ( 60سنة): لو تقدم شخص لأحد بناتي وهو رجل كبير في السن ولازال في قدره سأزوجه بالطبع لأنه لا يوجد ما يمنع هذا الزواج وأنا من وجهة نظري ان الرجل إذا كان شخصية معروفة وملتزماً فلا مانع من ذلك وكثير من شباب اليوم لا يقدر المسؤولية ولا يصلح للزواج فالرجل لا يعيبه عمره.
جريدة الرياض | عبدالسلام الهليل
وتقول والدة لأربع فتيات: تزوجت واحدة من بناتي فقط وبقي لدي ثلاث الكبرى عمرها 32عاماً والوسطى 28عاماً والصغرى 24عاماً، فليس لدي أي مانع في تزويج ابنتي الكبرى لرجل كبير، فاعتبر ابنتي قد بلغت سن العنوسة ولا يوجد شاب يتزوجها إلاّ إذا كان متزوجاً بأكثر من زوجة فالأفضل ان أزوجها لشيخ معروف لديه الوجاهة ولديه المال بنفس الوقت، أما ان أزوج ابنتي لرجل كبير بالعمل ولديه الأمراض ولا يملك الوجاهة أو المال فهذا مبدأ مرفوض لأن ابنتي ستصبح ممرضة أو خادمة له. حاجة بيولوجية ونفسية
وبالنسبة للبنات فاختفلت أعذارهن وتعددت أسباب قبولهن واعتراضهن أيضاً فهناك من يخفن العنوسة وحاجتهن للرجل وأخريات وصفن أنفسهن بأنهن لسن بضاعة للبيع بالإضافة إلى من قالت سنقبل إذا جارت علينا الظروف الحياتية. أسماء محمد ( 30عاماً) غير متزوجة تؤكد ان كثيراً من الأهل لا يعرفون حاجات بناتهم خصوصاً الحاجة النفسية والبيولوجية فلدي اخوة تزوجوا واستقروا في منازلهم وبقيت أنا وأمي الكبيرة فهم لا يفكرون بتزويجي وحاجتي للزواج وأنا سأقبل بالرجل الكبير في جميع الأحوال فالزواج بالنسبة لي حلم ولكن أتمنى ان يكون ذا خلق ودين. حذارِ من السكوت على باطل أو بهتان | دين ودنيا | جريدة اللواء. وتشير شيرين (طالبة جامعية) إلى ان الزواج من رجل مسن وغني فكرة مستبعدة حالياً إلاّ إذا جارت الدنيا عليّ وفي نظري ان كان محترماً وملتزماً وله أسبابه في الزواج مثل وفاة زوجته أو طلاقه لها لأسباب قهرية حتى ولو كان لديه أبناء فلا مانع لديّ من الارتباط وقد تتزوج فتاة من شاب مقارب لها في العمر ومن ثم يحدث الطلاق لأسباب عادية والرجل إذا كان أكبر من المرأة بعشر أو عشرين سنة فما الضرر بذلك فتجده أفضل معاملة من الشاب القريب لها بالعمر ويعوضها بالمال لأنه مقتدر ولديه الإمكانية وليس عاجزاً تماماً.
روى الترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول: اتق الله فينا، فإن نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا"، فنطق اللسان يؤثر في أعضاء الإنسان بالتوفيق والخذلان، فاللسان من أشد الأعضاء جماحاً وطغياناً، وأكثرها فساداً وعدواناً. قال مالك بن دينار رحمه الله: "إذا رأيت قساوة في قلبك ووهناً في بدنك، وحرماناً في رزقك، فاعلم أنك تكلمت فيما لا يعنيك". وما من معصية إلا وللسان فيها عمل، فمن أهمله ولم يلق لعمله بالاً، ينطق بما شاء، ويتكلم بما أراد من البهتان سلك به في ميدان الزلل والخطايا، وما ينجى من شره إلا أن يُقيده بأمر الشرع. فليفكر المرء فيما يريد أن يقوله، فإذا رأى فيه الخير تكلم وإلا سكت، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت". ومن حكمة الله أن جعل اللسان عضواً لحمياً لا عظم فيه ولا عصب، لتسهل حركته ولا تجد في الأعضاء من يكترث بكثرة الحركة سواه، فإن أي عضو من الأعضاء إذا حركته كما تحرك اللسان لم يُطق ذلك، ولم يلبس أن يكل ويخلد إلى السكون إلا اللسان، فلو كان فيه عظام لم يتهيأ منه ذلك، ولم يحصل منه الكلام التام، ولا الذوق التام، فكونه الله جل وتقدس كما اقتضاه سبحانه وتعالى السبب الفاعل.
-----------
(*) مستفاد من مجلة الجندي المسلم