وإذا ما صَحّ المريض، حَملت النساء الحِنّاء إليها، وبعد عَجنهِ بماء العين، كُن يغمسن أكفهنّ به، ثم وَشمهِ على الجدران والحجار الصخرية المحيطة بالعين، والباقي منه، يَصبغنَ به شَعرهنّ في طقسٍ كانت تختلط فيه ابتهالات العِفة بأهازيج التعافي، فظلّ اسم العين متّصلا به. أما عين الحمرا، فكان موقعها جنوبي المدينة، في وادي الحمرا. كان ماؤها مضرب مَثل للصفديين، فقالوا عنها: "ميّتها صافية، أصفا من عين الديك". كانت مشّربا، ومنبتا للثروة النباتية – البرية حول المدينة، منها "ذنب الغزال" و "ذان الفيل" و "خس العروس" وغيرها من التي ظلّت تملأ قاموس النبات البري – الصفدي. في وادي الزرقة إلى الناحية الجنوبية من جبل بيريا، عيون وينابيع فوّارة، كانت أكثرها تَدمعُ شتاءً، وتُقطعُ صيّفا. المدينة المنورة: حبات البرد تتلف السيارات.. و«الدفاع المدني» يحذر - أخبار السعودية | صحيفة عكاظ. سمّاها الصفديون، ومنها: عين الزرقا، وعين الزير، وعين الحاصل، والبانية، وأم طحينة، وعين السايس أشهرها. في حارة "الوطاة" كانت تنبع، عين "ستي زينب"، لم يشرب منها الصفديون، لملوحة مائها، واكتفوا ببركتها مغطسا للدواب. كما كانت العين المعروفة بحارة السوق تُسمى "عين النايب"، وعُرفت في زمن الأتراك بـ"عين التجّار"، والذي بنا أحواضها المعماري التركي سنان باشا(10).
- المدينة المنورة: حبات البرد تتلف السيارات.. و«الدفاع المدني» يحذر - أخبار السعودية | صحيفة عكاظ
المدينة المنورة: حبات البرد تتلف السيارات.. و«الدفاع المدني» يحذر - أخبار السعودية | صحيفة عكاظ
ذات صلة مدينة الوجه في السعودية أين تقع محافظة الوجه
مدينة الوجه
تقع مدينة الوجه في الجزء الشمالي الغربي من المملكة العربية السعودية على ساحل البحر الأحمر؛ إذ إنه يحدها من الجهة الغربية، وتحدها من الشمال محافظة الضبا التي تبعد عنها حوالي 145كم، ومن الشرق محافظة العلا التي تبعد عنها حوالي 240كم، ومن الجنوب محافظة أملج التي تبعد عنها حوالي 165كم، وتتبع المدينة إلى منطقة تبوك التي تبعد عنها حوالي 325كم، وتعتبر من المدن التاريخية التي تعاقبت عليها الكثير من الحضارات، وورد ذكرها في كتب الرحالة المسلمين الذين زاروها، وفي هذا المقال سنعرض بعض المعلومات عن مدينة الوجه. قرى مدينة الوجه
يعيش في مدينة الوجه حوالي خمس وأربعين ألف نسمة موزعين على عدد من قرى التي يصل عدد القرى إلى ست عشرة قرية، كما أنها تضم العديد من مراكز الهجرة، ومن أهم القرى فيها:
قرية أبو القزاز: وهي قرية صغيرة تقع في الشمال الشرقي للمحافظة على بعد 70كم، ويشتهر سكان هذه القرية بالزراعة، وتربية المواشي، حيث تتميز بوفرة مياهها، وكثرة الزرع فيها. قرية النابع: تقع هذه القرية في شمال المدينة المنورة. قرية بدا: تقع قرية بدا على بعد 99كم من المدينة، وتشتهر هذه القرية بزراعة النخيل، وبعض الخضروات.
فيما "خبز الغزال" أو "خبز وغزال"، كما أطلق عليه بعض الصفديون، يظلّ أكثر نبات بَرّ صفد، ترميزا لصفديّتهم، وتذكيرا بآخر ليلة لهم في مدينتهم. ذلك النبات الذي لم يكن يميّزه عن الشومر إلا صَفديّ، اعتاد رعيان المدينة وقُراها، على قَطفهِ وحَملهِ في خِراج دوابهم. وأوراقه خضراء فاتحة، فيها خطوط بيضاء اللون، له رائحة الشومر، "بتتاكل عالماشي وبلا غسيل" على حد تعبير الحاج عبد الرحمن تقي الدين كما ظلّ يتذكر(12). حين هُجر أهالي صفد، من مدينتهم في ليل العاشر من أيار/ مايو، من عام النكبة، وقد كانت ليلة ماطرة على غير العادة. وبينما كان يفرّ الصفديون عبر جبال ووديان مدينتهم ليلا، لم يعلق في ذاكرتهم ليلتها، غير صفير الريح، ورائحة دخان البارود، وخبز الغزال… آخر رائحة من مدينتهم. الهوامش:
1. العسكري، محمد أمين صبحي، مدينتي صفد – الشمس تشرق من هناك، دار فلستينا/ الشجرة للنشر والتوزيع، دمشق، 2017، ص 48. 2. العابدي، محمود، صفد في التاريخ، جمعية عمال المطابع التعاونية، عمان، 1977، ص 105. 3. مقابلة شفوية مع المعماري، عبد السلام خرمة، من صفد، أجرى معه الكاتب المقابلة عبر رابط "زووم"، في تاريخ 16/8/2021. 4. وأطلق أهالي صفد على جبل الجرمق، اسم جبل "ميرون".