كأنما استعاد أحمد الغزاوي وجوها وأحداثا، قبل أن ينشئ في أول مؤتمر للأدباء السعوديين قصيدة. أتراه سينظم «غزاوية» جديدة، يخلصها، بتمامها، للمؤتمر، والقائمين عليه؟ لكنه يشهد تاريخا جديدا هو حفي به، لا يشك في ذلك من اتصل بتاريخ هذا الرجل، وما أنشأه من شعر ونثر. أجل، كان كثير التلفت إلى الماضي، حتى لكأنه لم يترك لفظة، ولا عادية، ولا موروثا كان فبان، إلا أثبته، وأبقى لمن جاء بعده أثرا جليلا منه، أعني «شذراته»، تلك التي نشر قدرا طيبا منها في صحيفة الندوة، ثم اعتاد قراء مجلة المنهل الظهور عليها، قبل أن تحسن المجلة إلى الثقافة وإلى القراء، فتخرج شذرات الغزاوي في سفر عظيم، فيه ما شئت من لغة، وتاريخ، وتراث، وعادات، وتقاليد، وفن، وأساطير. أحمد إبراهيم الغزاوي - Wikiwand. فما تراه سيقول في ذلك الحفل الذي تأخر زمانه، حتى استيأس الأدباء الشيوخ منه؟ أقرب الظن أن الأدباء السعوديين – ومعهم المسؤولون وأساتذة الجامعة – أحسوا أن الشاعر أحمد الغزاوي باغتهم بغير ما يتوقعونه، فأصغوا إلى «غزاوية» غريبة المطلع: عرفت من ذات نفسي غير ما عرفوا *** فمن يلوم.. إذا ما قمت أعترف؟! وحينئذ، أحس الأدباء، وأحس المسؤولون، وأحس الجمهور نأمة جديدة. وكأني أتخيل ما اعتلج في صدورهم.
أحمد إبراهيم الغزاوي - Wikiwand
[2] [3] هو أحد اوائل أدباء الحجاز ومن مجددي أساليب اللغة العربية ، وأحد أنصار الإتجاه الشعري المحافظ، وقد اشتهر ببراعته في المديح ومثلت قصائده حفظ لسيرة القادة السعوديين الذين عاصرهم، ومنحه الملك عبد العزيز عام 1932م لقب (شاعر جلالة الملك)، [1] وهو أول من تولى زمام إدارة الإذاعة السعودية في بداية تأسيسها عام 1948م ، [2] لم ينشر قصائده في دواوين مستقلة، بل جُمعت بعد وفاته في ستة مجلدات أصدرتها دار الإثنينية بعد وفاته بـ 19 سنة عام 2000م ، [4] إذ توفي الغزاوي في 27 أبريل 1981م. [2] ولد بمكة المكرمة في شهر ربيع الأول عام 1318هـ/الموافق 1900م. ، وتوفي بها، وتنقل في مدن المملكة العربية السعودية، كما زار السودان، والهند، واليمن، تلقى تعليمه في الكتّأب، وفي حلقات العلم بالمساجد، وفي المدرسة الصولتية. عمل في وزارة الأوقاف، وفي رئاسة القضاء، ثم عمل بمديرية المعارف، والصحافة، والإذاعة، ومجلس الشورى، وقد أنعم عليه الملك عبد العزيز بلقب حسان جلالة الملك وشاعره في سنة 1352هـ ، كما أُهدي أوسمة كل من الملك حسين بن علي ، ونيشاناً من الطبقة الثالثة من الملك فاروق ، ووسام الدرجة الرفيعة من محمد ظاهر شاه ملك الأفغان، كما أهداهُ الملك عبد العزيز سيفاً ذهبياً مكتوباً على سلته بماء الذهب، كما أهداه الملك فيصل ساعة ذهبية وقلماً ذهبياً مكتوباً عليه الإهداء، كما أهداه جلالة الملك حسين بن طلال ملك المملكة العربية الأردنية ساعة ملكية في الرياض.
له شعر متفرق في الصحافة السعودية لم يجمع في ديوان بعد. وهو غزير الإنتاج وطويل النفس في الشعر ويمتاز شعره بالجزالة والرّصانة، وهو سجل حافل لأهم الأحداث السياسية بالجزيرة العربية. كما عالج مختلف الأغراض الشعرية وإن كان المديح أغزر شعره وأكثره، وبعده الإسلاميات.