ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله الدكتور حسن الحسيني #خلاصة_التفسير - YouTube
- ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله الدكتور حسن الحسيني #خلاصة_التفسير - YouTube
- تفسير الآية: فأينما تولوا فثمّ وجه الله
ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله الدكتور حسن الحسيني #خلاصة_التفسير - Youtube
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَلِلَّهِ المَشْرِقُ والمَغْرِبُ فَأيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وجْهُ اللَّهِ﴾ اخْتَلَفَ أهْلُ التَّأْوِيلِ في تَأْوِيلِها، وسَبَبِ نُزُولِها، عَلى سَبْعَةِ أقاوِيلَ: أحَدُها: أنَّ سَبَبَ ذَلِكَ، «أنَّ النَّبِيَّ ﷺ، كانَ يَسْتَقْبِلُ بِصَلاتِهِ بَيْتَ المَقْدِسِ بَعْدَ هِجْرَتِهِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، أوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، حَتّى قالَتِ اليَهُودُ: إنَّ مُحَمَّدًا وأصْحابَهُ، ما دَرَوْا أيْنَ قِبْلَتُهم حَتّى هَدَيْناهُمْ، فَأمَرَهُمُ اللَّهُ تَعالى بِاسْتِقْبالِ الكَعْبَةِ، فَتَكَلَّمَتِ اليَهُودُ، فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى هَذِهِ الآيَةَ،» وهَذا قَوْلُ ابْنِ عَبّاسٍ. والثّانِي: أنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ قَبْلَ أنْ يُفْرَضَ اسْتِقْبالُ القِبْلَةِ، فَأباحَ لَهم أنْ يَتَوَجَّهُوا بِصَلاتِهِمْ حَيْثُ شاءُوا مِن نَواحِي المَشْرِقِ والمَغْرِبِ، وهَذا قَوْلُ قَتادَةَ وابْنِ زَيْدٍ. والثّالِثُ: أنَّها نَزَلَتْ في صَلاةِ التَّطَوُّعِ لِلسّائِرِ حَيْثُ تَوَجَّهَ، ولِلْخائِفِ حَيْثُ تَمَكَّنَ مِن مَشْرِقٍ أوْ مَغْرِبٍ، وهَذا قَوْلُ ابْنِ عُمَرَ، رَوى سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنْهُ أنَّهُ قالَ: لَمّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ ﴿فَأيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وجْهُ اللَّهِ﴾ أنْ تُصَلِّيَ أيْنَما تَوَجَّهَتْ بِكَ راحِلَتُكَ في السَّفَرِ تَطَوُّعًا، «كانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إذا رَجَعَ مِن مَكَّةَ يُصَلِّي عَلى راحِلَتِهِ تَطَوُّعًا، يُومِئُ بِرَأْسِهِ نَحْوَ المَدِينَةِ.
تفسير الآية: فأينما تولوا فثمّ وجه الله
2- أن الوجه يراد به "الجهة في لغة العرب، يُقال: قصدت هذا الوَجْه، وسافرت إلى هذا الوَجْه؛ أي: إلى هذه الجِهة، وهذا كثير مشهور، فالوَجْه هو الجِهة" [32]. المطلب الثالث: الترجيح:
مما سبق من عرض الأقوال في المسألة، فإن أقرب الأقوال هو أن الآية تدلُّ على الأمرين جميعًا؛ تدلُّ على القِبْلة، وتدلُّ على صفة الوجه، ومعنى الآية: "لا يجوز حمله على الوِجْهة فقط، وكذلك لا يجوز حملُه على صفة الله فقط" [33]. ومما يؤيد ذلك:
1- أن العرب لا تُطلِق لفظ الوجه إلَّا لمن له وجه حقيقةً، وأن هذا أسلوب من أساليب العرب في الخطاب [34]. 2- أن "من نُقِل عنهم أن الآية تدل على القِبْلة، لم يُنقَل عنهم نفي دلالة الآية على الوجه؛ بل غاية ما نُقِل إثباتهم لدلالة الآية على القِبْلة، وهذا لا يُنازِعهم فيه القائلون بإثبات الصفة من الآية؛ فإن الآية تدلُّ على القبلة وعلى صفة الوجه" [35]. 3- أن من قال بدلالة الآية على القِبْلة "من السلف والأئمة، لم يقولوه؛ لأنهم ينفون وجه الله الذي يراه المؤمنون في الآخرة؛ بل قالوه لأن ذلك ظاهر الخطاب عندهم" [36].
Details
Category: القرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم وبعد، يظن بعض الناس أن الاعتناء بتحري جهة القبلة للصلاة ليس أمراً مهماً بل يكفي أن تكون نية الشخص أن يستقبل القبلة بصلاته ثم بعد ذلك لايشترط أن يجتهد لمعرفة جهتها ولا أن يسعى لاستقبالها، وعليه فالأمر عندهم سيّان إن توجه المصلي في أمريكا الشمالية في صلاته إلى الجنوب الشرقي أو إلى الشمال الشرقي أو حتى إلى هذه الجهة وحيناً ءاخر إلى تلك الجهة من غير أن يروا أي فرق في ذلك، و يستندون في ذلك بزعمهم إلى قول الله تبارك و تعالى: {وَللهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ إِنَّ اللهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}. (البقرة / 155)، يفسرون { فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ} بأنه يجوز لك أن تستقبل أية جهة في صلاتك!! وهذا لاشك تحريف للدين لأن الله تعالى قال: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ} (البقرة / 144)، والشطر الجهة كما قال صاحب القاموس وغيره، ولم يسبقهم إلى هذا القول أي عالم من علماء المذاهب الأربعة و غيرها ولم يفسر أي إمام معتبر الآية كما ذكروا.