نضرب دائما المثل بسيدنا أبى ذر الغفارى فى صدقه، وفى قوله الحق مهما كانت الظروف، ومهما تغيرت الأحوال، فهو صحابى جليل كانت لديه كلمة حق قالها، وموقف تبناه ودفع ثمنه للنهاية. ومما يذكر فى سيرة سيدنا أبى ذر الغفارى أن رجلًا ملثمًا استئذن فى الدخول، وكان أبو ذر الغفارى يصلى، فلما سلم كشف الرجل عن وجهه وقال: يا أبا ذر: بعث إليك أمير الشام بثلاثمائة دينار استعن بها على قضاء حاجتك، فصمت أبو ذر قليلا كى يعرف أين يوجه كلماته وقال مخاطبًا الرجل:
أما وجد أمير الشام عبداً لله أهون عليه منى.. أن تعرف أين تقف وفى أى جانب تنتمى فهذا هو المهم فى حياتك، وعندما لا تسقط صريع الجاه والسلطان فقد امتلكت قلبك، وعندما تملك قلبك يكتمل إيمانك. لقد اتسعت الدولة الإسلامية وتحولت إلى إمبراطورية ممتدة الأطراف يحكمها رجل تخجل منه الملائكة، لكن البشر لا يخجلون، خاصة لو كانوا ذوى قربى يرون أن الدولة قد دانت لهم وأتت أكلها، وحان قطف ثمرتها، وأمير المؤمنين ابن عمهم رجل يملأ القرآن قلبه ويعمره لكن السياسة لم تفسد روحه ولم تلوثه فلم يدرك ما يضمره الأقرباء، وهم على قدم إسلامهم حديثو عهد بالدين وأقرب للعصبية ولم يستقر الإسلام فى قلوبهم بعد، يتربصون كى يحولوها إلى ملك عضود، حتى لو كان الضحية رجل فى ورع وتقوى وإيمان الخليفة الطيب "عثمان بن عفان".
أبو ذر الغفاري Pdf
[٢] [٣]
صدق اللهجة
وقد شهد له بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (ما أَظَلَّتِ الخَضْرَاءُ ولا أَقَلَّتِ الغَبْرَاءُ أَصْدَقَ من أبي ذَرٍّ)، [٤] وذلك دلالة على صدقه وتعاهده على قول الحق مهما كان -رضي الله عنه-. حرصه على الجهاد
خرج مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك، فأبطأ به بعيره فتأخر ينتظر البعير حتى يستريح؛ فلما رأى أنه تأخر عن الركب حمل متاعه، وجعل يسير حتى أدرك الصحابة، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا ذَرٍّ، يَمْشِي وَحْدَهُ، وَيَمُوتُ وَحْدَهُ، وَيُبْعَثُ وَحْدَهُ) ، [٥] وقد شهد فتح بيت المقدس مع عمر -رضي الله عنه-. [٦]
الزهد والتقشف
عاش أبو ذر زاهدًا، بعيدًا عن التوسع في المباحات، وكان يعترض على مظاهر الترف التي يراها على الولاة أو الأغنياء، ويقرِّع عمال عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، ويتلو عليهم الآية: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾. [٧] [٨]
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
كان صادعًا بالحق، لا تأخذه في الله لومة لائم؛ ولما رأى الناس تتنافس في الضياع والقصور والثروات، أدرك الخطر القادم؛ بأن تفتح عليهم الدنيا فيتنافسوا فيها، وكان في دمشق يلقي على الناس كلماته ناصحًا لهم أن يخرجوا كل ما بأيديهم، وألا يدخر أحدهم لنفسه أكثر من حاجات يومه.
ابو ذر الغفاري رضي الله عنه
فنزلت دموعه وتذكر قول الرسول عن أبو ذر عندما قال: « يرحم الله أبا ذر، يمشي وحده، ويموت وحده، ويبعث وحده»، فقام بدفنه وصلى عليه. الدروس المستفادة من قصة الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري:-
الشجاعة والقوة من الصفات الجميلة التي يجب أن يتحلى بها الإنسان. الزهد والتعبد من صفات المؤمن الحق. الدعوة إلى الله تعالى، هي الطريق إلى الجنة. التواضع من الصفات التي تجعل الإنسان يصل لقلوب غيره بمنتهى السهولة. هكذا وصلنا إلى نهاية قصة الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه وأرضاه، نتمنى أن تقوموا بنشر المقال على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة. حتى تصل لكل من لا يعرف هذه القصة العظيمة، ونرجو متابعتنا للحصول على المزيد من القصص الجميلة.
الصحابي الجليل ابو ذر الغفاري
علي بن أبي طالب استجاب لطلب ابي ذر قائلا: " إنه حقّ، وإنه رسول الله فاتبعني، فإني إن رأيت شيئًا أخافه عليك قمت كأني أريق الماء، فإن مضيت فاتبعني حتى تدخل مدخلي»، ففعل، وانطلق يلحق به حتى دخل على النبي محمد، وسمع من قوله، فأسلم لوقته، ثم أمره النبي قائلاً: «ارجع إلى قومك فأخبرهم حتى يأتيك أمري»، أبو ذر الغفاري واعتناق الإسلام فقال أبو ذر: «والذي نفسي بيده لأصرخن بها بين ظهرانيهم»، فخرج حتى أتى المسجد فنادى بأعلى صوته: «أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله»، فقام القوم إليه فضربوه حتى أضجعوه، وأتى العباس، فأكب عليه، وقال: «ويلكم، ألستم تعلمون أنه من غفار! وأنه من طريق تجارتكم إلى الشام؟»، فأنقذه منهم. عرف عن أبي ذر الحرص على التعلم من النبي محمد، فكان يُكثر سؤاله، حتى أصبح أبو ذر علمًا مُقدّمًا للفتوى على عهد أبي بكر وعمر وعثمان، بل وكان يُعد موازيًا لابن مسعود في علمه، مما دعا الخليفة الثاني عُمر أن يفرض له فرضًا كأهل بدر رغم أنه لم يشهدها. كان علي بن أبي طالب يرى أن أبا ذر كان على قدر كبير من العلم، إلا أنه لم يُخرجه إلى طُلابه، فقال: «أبو ذر وعاء ملئ علمًا، أوكى عليه، فلم يخرج منه شيء حتى قُبض».
إحداثيات: 31°28′50″N 35°42′58″E / 31. 480527°N 35. 716150°E
مقام الصحابي أبي ذَرّ الغِفَارِيُّ
مقام الصحابي أبي ذر الغفاري
تقديم
البلد
الأردن
مدينة
قرية شقيق في محافظة مادبا ، وسط الأردن
إحداثيات
31°28′50″N 35°42′58″E / 31. 71615°E
نوع
مقام
تصنيف
ديني
الموقع الجغرافي
مقام أبي ذر الغفاري
تعديل مصدري - تعديل
مقام الصحابيّ أبي ذرّ الغفاريّ ، يقع في محافظة مادبا في "قرية شقيق" غرب ذيبان ، والمطلّة على وادي الموجب ، وسط الأردن ، وهو عبارة عن "مقام" وليس "ضريحًا"، حيث كان مكان تعبّد الصحابي أبي ذر الغفاري والذي أقام فيه عند عودته من الشام عدة سنوات ولم يُدفن فيه. [1] تم ترميم المقام وبناء مُصلّى فيه وتسييج المكان بحائط إسمنتي وإنشاء حديقة صغيرة تحيط بالمقام. [1] [2]
مصادر [ عدل]
↑ أ ب "«مقامات الصحابة» في الأردن شاهدة على الفتوحات الإسلامية" ، جريدة الدستور، 5 يونيو 2009، مؤرشف من الأصل في 25 أبريل 2016 ، اطلع عليه بتاريخ 5 أغسطس 2014. ^ "«مقام أبو ذر الغفاري» يشكو الوحدة بعد أن أثقل صاحبه كاهل التاريخ ببطولته" ، جريدة الدستور، 10 مارس 2010، مؤرشف من الأصل في 08 أغسطس 2014 ، اطلع عليه بتاريخ 5 أغسطس 2014.