مدونة م. م نكتل يوسف محسن
جهود النبي محمد صلى الله عليه وسلم في أنشاء سوق المدينة المنورة في عصر الرسالة
نكتل يوسف محسن | Naktal yousif mohsen
14/03/2020
القراءات: 7239
لقد بذل رسول الله صلى الله عليه وسلم جهوداً كبيرة في سبيل إرساء دعائم دولة المدينة ، إذ أن أهتمامه بالدعوة ونشر الاسلام لم يصرفه عن ترسيخ أركان الحياة الأقتصادية والأجتماعية في المدينة المنورة ، ومن تلك الأركان " أنشاء سوق المدينة ". ما هي مهاجرة الهجرتين ومصلية القبلتين - الجنينة. فقد كانت التجارة المدنية قبل الهجرة على الأغلب حكراً على اليهود وبالأخص يهود بني قينقاع ، إذ كان لهم سوق يعرف بأسمهم " سوق بني قينقاع " يبيعون فيه تجارتهم ويمارسون الربا مستغلين حاجة الناس الى أقصى حد ، وفي المقابل أنشغل العرب في المدينة بأصلاح زروعهم ومعالجتها ، فتركوا الساحة التجارية خالية من أي منافسة. وقد ترتب على هجرة المسلمين من مكة الى المدينة أثاراً أقتصادية كبيرة الى جانب غيرها من الأثار الدينية والأجتماعية ، إذ أن العديد من المهاجرون كانوا قد أحترفوا التجارة ، حيث أمتزجت الأفكار التجارية فيهم أمتزاج الروح بالجسد ، وأمست شهرتهم فيها حديث الناس أين ما حلوا ورحلوا ، ولذا ولد هذا الأمر شعوراً سلبياً عند تجار بنو قينقاع ، مفاده أن هؤلاء التجار سينافسونهم في التجارة ، ويكسرون الطوق التجاري الذي فرضوه على السوق ، لذا فقد وجد المهاجرون نوعاً من المضايقة في تعاملهم مع اليهود.
المدينة المنورة في عهد الرسول محمد
أحاول في هذه المقالات تقديم فكرة موجزة عن التاريخ الإسلامي وحركته عبر الجغرافيا، وهي حركة دائبة لم تتوقف قط. في العادة أقسم هذه الحركة لمرحلتين رئيسيتين: انتشار ثم انحسار. داخل كل منهما مراحل فرعية سأخصص – إن شاء الله – مقالة لكل منها أملًا بذلك تسهيل الإلمام بالخطوط العامة لتاريخ الإسلام والمسلمين خلال شهر رمضان. وسيدور هذا المقال الأول حول المرحلة الأولى من «دولة النبي في المدينة» والتي كان النبي (صلى الله عليه وسلم) رائدها وقائدها. المدينة المنورة في عهد الرسول والمؤمنين. أما المرحلة الثانية والأخيرة، فقادها أربعة خلفاء راشدين من كرام الصحابة قام آخرهم بنقل عاصمته إلى الكوفة بالعراق، فتضاءل دور المدينة حتى اقتصر في العصور التالية على الجانب الروحي. دولة النبي في المدينة
كان وصول النبي (ص) إلى واحة قُباء جنوب يثرب، يوم الاثنين 23 سبتمبر 622م/ 8 ربيع الأول من السنة الهجرية الأولى، بمثابة انتقال في كل شيء؛ خاصة إلى مرحلة بناء دولة للأمة الجديدة. بقي النبي في قباء، ضيفاً عند الصحابي كُلْثُوم بن الهِدْم لمدة ثلاثة أيام اجتمع خلالها بكبار المهاجرين وكذلك بنقباء الأنصار، وبنى مسجد قباء، وبدأ ينظم أمورهم والتخطط للمستقبل. وفي صباح يوم الجمعة 12 ربيع الأول/ 27 سبتمبر 622م تحرك ركب النبي باتجاه وسط واحات المدينة حتى استقر في النهاية في منازل بني مالك بن النجار، ومن هناك كان يستطيع بالفعل أن يسيطر على سير الأحداث داخل المدينة ويبني دولته بداخلها.
المدينة المنورة في عهد الرسول للاطفال
ولم تقف أجراءات النبي صلى الله عليه وسلم عند هذا الحد ، فقد أقتضت سيرته العطرة في التجارة أن تزال أسباب الخلاف المترتبة على المعاملات التجارية ، والتي تنطوي على الكثير الظلم ، وتتسبب بالخلافات بين التجار ومن امثال هذه الامور ، الربا والغش والغرر واستقبال الناس عند بداية السوق واخذ بضائعهم بثمن اقل من ثمن السوق وبيع المحصول قبل أوانه وغيرها الكثير[إبراهيم الشريف – مكة والمدينة] ، مما أعطى الحياة الأقتصادية في المدينة النبوية الأمان من خلال الثقة التي لمسها التجار من النبي والمسلمون ، وأصبح سوق المدينة الفتي حديث الناس في صدق التعامل ومنع الجور والاستغلال. ملخص ورقة بحثية قمت بتقديمها خلال مشاركتي في الندوة العلمية التي أقامتها دائرة التعليم الديني والدراسات الاسلامية – نينوى
سوق، المدينة، الرسول، التجارة، المسلمون
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
حدود الدولة
وسرعان ما بدأ النبي بأولى خطوات التأسيس. واعتمد تخطيطه للمدينة على تحديد مركزها وتحريم باطنها. وبدأ ذلك بأن بنى مسجده وابتنى حوله حجراته التي أقام فيها بقية عمره، فأصبح المسجد بذلك مركزًا لدولة النبي (ص). ثم أمر بتمييز حدود المدينة وأطرافها، وربط المركز بالأطراف، أي حِمى المدينة. المدينة المنورة في عهد الرسول بما. وفي حديث كعب بن مالك أن الرسول أمره بتمييز حدود المدينة فوضع علامات الحدود على «أَشْرَافِ ذَاتِ الْجَيْشِ وَعَلَى أَعْلامِ الصُّبُوغَةِ وَعَلَى أَشْرَافِ مَخِيضٍ وَعَلَى أَشْرَافِ قَنَاةٍ0╗. وقد اعتبر النبي (ص) ما بين ذلك باطن للمدينة وحرمٌ لها فقال: «لكل نبي حرم، وحرمي المدينة». وبذلك خرجت الدولة الجديدة، دولة النبي في المدينة، إلى الوجود. تعداد الدولة
ثم قام النبي (ص) بعدة خطوات أخرى لترسيخ قواعد الدولة الجديدة، كان أولها: إحصاء عدد المسلمين. وفي حديث حذيفة: «فَكَتَبْنَا لَهُ أَلْفًا وَخَمْسَ مِائَةِ رَجُلٍ فَقُلْنَا نَخَافُ وَنَحْنُ أَلْفٌ وَخَمْسُ مِائَةٍ». ولم يكن يسكن المدينة الأوس والخزرج واليهود فقط، ولكن كان يسكنها أيضاً قدامى العرب من بقايا قضاعة مثل جهينة وعذرة وغيرهما. وقد ظل هؤلاء مُستغْلَبين حتى هاجر الرسول (ص) إلى المدينة وأعاد تخطيط العلاقات بين أتباعه عن طريق المؤاخاة والمساواة، وأخذ بأيدي بقايا قضاعة وعدهم من الأنصار وسوّاهم بغيرهم فأصبحوا معدودين في رهط النبي (ص) وكان لذلك أثره الكبير في سير الأمور في العصر النبوي وفي اختيار أبي بكر لخلافة النبي (ص) فيما بعد.