تفسير قوله تعالى : وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ ۗ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ ۖ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ
انتهى محل الغرض منه بلفظه. وحكى النووي القول الآخر عن علي أيضا وأبي ثور وعائشة وابن عمر. ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه. قال مقيده عفا الله عنه: الذي يظهر والله تعالى أعلم أن لعموم كل من الآيتين مرجحا وأن مرجح آية التحليل أقوى بالاعتبار، أما آية التحليل فيرجح عمومها بأمرين:
الأول: أنها أقل تخصيصا وآية التحريم أكثر تخصيصا لأن الشافعي ومن وافقه خصصوها بما ذبح لغير الله وخصصها الجمهور بما تركت فيه التسمية عمدا قائلين أن تركها نسيانا لا أثر له وآية التحليل ليس فيها من التخصيص غير صورة النزاع إلا تخصيص واحد وهو ما قدمنا من أنها مخصوصة بما لم يذكر عليه اسم غير الله على القول الصحيح. وقد تقرر في الأصول أن الأقل تخصيصا مقدم على الأكثر تخصيصا كما أن ما لم يدخله التخصيص أصلا مقدم على ما دخله، وعلى هذا جمهور الأصوليين وخالف فيه السبكي والصفي الهندي وبين صاحب نشر البنود في شرح مراقي السعود في مبحث الترجيح باعتبار حال المروى في شرح قوله:
تقديم ما خص على ما لم يخص * وعكسه كل أتى عليه نص
أن الأقل تخصيصا مقدم على الأكثر تخصيصا، وأن ما لم يدخله التخصيص مقدم على ما دخله عند جماهير الأصوليين وأنه لم يخالف فيه إلا السبكى وصفي الدين الهندي.
أبو الهيثم #مع_القرآن
1
5, 847