حيث انه عندما يفتعل الشخص بعض الأعمال التي تخالف القانون أو الإنسانية، وتخالف المبادئ العامة في المجتمع وفي الإسلام، فهو بذلك يبتعد عن الصدق. وبالتالي فإنه يُحاول الكذب لكي يقوم بإخفاء فعلته، وخوفه من الوقوع بالمشاكل والخلافات تنتج عن قوله للحقيقة. وهنا يكون الشخص قد أخفى الحقيقة في سبيل مصلحته الخاطئة وهذا مناف للصدق. إذن فقول الحق يرتبط بكافة جوانب الحياة خاصة الأفعال، والتي لا بد من التنبه لها، لتجنب وقوع صاحبها بالكذب والمصائب. ما هي أبرز أنواع الصدق ؟
من خلال ما يأتي سنتحدث عن أهم أنواع الصدق وكذلك سنذكر بعضا من أنواع الصدق في القول من خلال ما يأتي:
صدق القول والفعل
من أهم أنواع الصدق وأفضلها تطبيقها في حياتنا اليومية هو الصدق في القول وفي الفعل. حيث أن من أنواع الصدق في القول هو تعريف الصدق كما ذكرنا سابقا. حيث ان كل ما يتصف به الصدق هو من أنواع الصدق في القول واتباع أخلاقيات ديننا الحميد. حيث أن الصدق في القول هو صدق في الحديث الذي أوصى به الرسول. فعلينا ألا نشهد بالزور لأنها من الكبائر، ونقول الحق لو كان في أشد المواقف. فما أجمل من أن نكون صادقين مع أنفسنا وفي أحاديثنا مع كافة البشر لكي يثقوا بنا ويتعلم منا أبناءنا أن يكونوا صادقين من الناس دائما.
من انواع الصدق في القول
قال -تعالى-: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَكونوا مَعَ الصّادِقينَ). قال -تعالى-: (وَاذكُر فِي الكِتابِ إِبراهيمَ إِنَّهُ كانَ صِدّيقًا نَبِيًّا). قال -تعالى-: (وَاذكُر فِي الكِتابِ إِدريسَ إِنَّهُ كانَ صِدّيقًا نَبِيًّا * وَرَفَعناهُ مَكانًا عَلِيًّا). (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَـذَا مَا وَعَدَنَا اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا * مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّـهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا * لِّيَجْزِيَ اللَّـهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا). قال -تعالى-: (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ). إقرأ أيضًا: تطل المملكة العربية السعودية من جهة الغرب على البحر:
أحاديث في الحث على الصدق
حثَّنا الصادق الأمين محمد -صلى الله عليه وسلم-على الصدق في أحاديث كثيرة؛ منها: عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: (إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا).
بايع عبد الله. فرفع رسول الله صلى الله عليه و سلم رأسه فنظر إليه مرتين أو ثلاثاً ، كل ذلك يأبى أن يبايعه ، ثم بايعه بعد الثلاث ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم على أصحابه فقال:" أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله ؟! ". فقالوا: ما ندري يا رسول الله ما في نفسك ، ألا أومأت إلينا بعينك ؟ قال عليه الصلاة و السلام: " إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين!! ". (2)
إلى هذا الحد كان مدى " الصدق " في أعمال النبي صلى الله عليه و سلم ، لم يرض أن يقتل عدوه اللدود الذي كان أهدر دمه بطريقة غامضة عن طريق الإيماء بطرف العين!! و كان هذا دأبه و ديدنه طيلة حياته صلى الله عليه و سلم ، و لذلك لم يستطع المشركون في بداية الدعوة أن يتهموه بالكذب بل قالوا: شاعر.. ساحر.. مجنون.. و لم يصدقهم الناس و عندما فقدوا صوابهم و أعيتهم الحيل صرخوا: كذاب.. و لكن هيهات أن يصدقهم الناس! و روى الترمذي عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: لما قدم النبي صلى الله عليه و سلم ، المدينة انجفل الناس إليه و قيل: قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم ،قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم ،قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم ،فجئت في الناس لأنظر إليه فلما استثبتُّ وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب و كان أول شيء تكلم به أن قال: " أيها الناس!