فأمره أبوه أن يزوجها هابيل فأبى، وأنهما قربا قربانا إلى الله عز وجل أيهما أحق بالجارية، وكان آدم عليه السلام قد غاب عنهما، أتى مكة ينظر إليها، قال الله عز وجل: هل تعلم أن لي بيتا في الأرض؟.. قال: اللهم لا. قال: إن لي بيتا في مكة فأته. فقال آدم للسماء: احفظي ولدي بالأمانة، فأبت. وقال للأرض، فأبت. وقال للجبال، فأبت. وفديناه بذبح عظيم تفسير الميزان. فقال لقابيل فقال: نعم، تذهب وترجع وتجد أهلك كما يسرك. فلما انطلق آدم قربا قربانا، وكان قابيل يفخر عليه، فقال: أنا أحق بها منك، هي أختي، وأنا أكبر منك، وأنا وصي والدي. فلما قربا، قرب هابيل جذعة سمنة، وقرب قابيل حزمة سنبل، فوجد فيها سنبلة عظيمة، ففركها فأكلها. فنزلت النار فأكلت قربان هابيل وتركت قربان قابيل فغضب وقال: لأقتلنك حتى لا تنكح أختي. فقال هابيل: إنما يتقبل الله من المتقين. رواه ابن جرير".
- جواب شبهة حول قوله تعالى وفديناه بذبح عظيم - إسلام ويب - مركز الفتوى
- القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الصافات - الآية 107
- وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ - الجماعة.نت
جواب شبهة حول قوله تعالى وفديناه بذبح عظيم - إسلام ويب - مركز الفتوى
5237 حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سلمة عن أبي جحيفة عن البراء قال ذبح أبو بردة قبل الصلاة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أبدلها قال ثم ليس عندي إلا جذعة قال شعبة وأحسبه قال هي خير من مسنة قال اجعلها مكانها ولن تجزي عن أحد بعدك وقال حاتم بن وردان عن أيوب عن محمد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال عناق جذعة. البخاري ج 5 ص 2112 قرص 1300. جواب شبهة حول قوله تعالى وفديناه بذبح عظيم - إسلام ويب - مركز الفتوى. 1626 حدثنا سهل بن بكار حدثنا وهيب عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس وذكر الحديث قال ثم ونحر النبي صلى الله عليه وسلم بيده سبع بدن قياما وضحى بالمدينة كبشين أملحين أقرنين مختصرا باب نحر الإبل مقيدة. البخاري ج 2 ص 612 قرص 1300. 5233 حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا شعبة حدثنا عبد العزيز بن صهيب قال سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه قال ثم كان النبي صلى الله عليه وسلم يضحي بكبشين وأنا أضحي بكبشين. البخاري ج 5 ص 2111 قرص 1300. 7565 أخبرنا الحسن بن الحسن بن أيوب ثنا أبو حاتم الرازي ثنا عبد الله بن يزيد المقري ثنا عبد الله بن عياش ثنا عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ثم من كان له مال فلم يضح فلا يقربن مصلانا وقال مرة من وجد سعة فلم يذبح فلا يقربن مصلانا هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
ما أعظمها من قصة! وما أعظم ما حوَته من عبرٍ وعظات جليلات!
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الصافات - الآية 107
( وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ)[الصافات:107]، عظيمٌ لأنَّه كان فداءً لإسماعيل، وعظيمٌ لأنَّه من جملة العبادات الجليلة، وعظيمٌ لأنه بقي قربانا وسُنَّة إلى يوم القيامة. ( وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ)[الصافات:108]، فبقي بلاءُ إبراهيمَ أعظمَ العِبَر والأمثال، وبقي اسمُه مذكورًا على توالي القرونِ والأجيال، وأصبحَ لوحده قدوة وأُمَّة، ومن نسْلِهِ جاءُ الأنبياء، ومن دعوتِهِ بُعِثَ خيرُ الأصفياءِ، فكان أولى الناس به، وكانت أُمَّتُه الإسلامية المسلمة أولى الناس به، اتَّبعته، ووَرِثَتْ مِلَّتَهُ، ( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ)[آل عمران:68]. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم…. وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ - الجماعة.نت. الخطبة الثانية:
أما بعدُ فيا أخي المضحي: اسْتَشْعِرْ هذه النيةَ الطيبةَ وأنتَ تضحي، أنكَ تسير على درب إبراهيم، واستشعر تضحية الخليل الخالدة الوحيدة. لا يكن ذَبْحُنا للأضحيةِ مجردَ عادة، أو طلبَ ثواب، دون أن يكون لها معنى إيماني نتربَّى عليه، فالأضحيةُ اقتداءٌ بالأنبياء وإيمان، وتوسعةٌ وإحسان، وشكرٌ للرحمن. والأضحيةُ في أصلِها سنةٌ مؤكَّدة، ومن أرادَ أنْ يُضحيَ فليُمْسِكَ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ، فَلَا يَأْخُذَ مِنْهُ شَيْئًا؛ قَالَ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-: " إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ "(رَوَاهُ مُسْلِمٌ).
ليست القضية بهيِّنة ولا بالأمر السهل، إنه ذبحٌ للابن! ( قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)، وفعلًا، استسلما وانقاد كلاهما لأمر الله، قال: ( افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ)، أي: ما أمَرَك الله به. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الصافات - الآية 107. ولو قدر أن أحدا رأى مثل هذه الرؤيا فلا يحل له أن يفعل ذلك؛ لأن رؤيا غير الأنبياء لا يبنى عليها حكم ولا عمل، وليست أمرا من الله كما هنا. (فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ)، أسلما كلاهما لله؛ إبراهيم -عليه السلام- مطاوعًا أمر الله في أن يذبح ابنه، وإسماعيل -عليه السلام- بأن يُذبح طاعة لله وبرًا بوالده دون تردد، ( وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ)، أضجعه على جنبه ووضع قدمه على صفحته ووضع السكين على عنقه ليُمِرَّها طاعةً لله، انظر -يا عبد الله- قوة الاستسلام وقوة الطواعية والامتثال لله رب العالمين، وهو غاية الإحسان والطاعة، ففي هذا الأثناء يأتيه الأمر الرباني: ( أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا)، وأطعتَ وامتثلت، وأُمر بأن يتوقف عن إتمام هذا العمل. وأشاد الله -عز وجل- بعظيم عمله، استسلامه لله وانقياده لأمر الله -عز وجل-: ( إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ).
وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ - الجماعة.نت
وحتى نتبين أهمية الربط بين قصة إبراهيم عليه السلام وقضية إبطال عادة القرابين البشرية، لا بد أن نذكر أن هذه الممارسة لم تتوقف عند الأقوام البدائيين بل استمرت عند كثير من الأقوام. وقد استغربت عندما قرأت أن طقوس القرابين البشرية لا تزال تمارس في مجتمعات كثيرة حول العالم إلى عهد قريب. ويذكر المؤرخون أن أهل مصر زمن الفتح الإسلامي كانوا يقدمون كل عام فتاة لنهر النيل يقدمونها قرباناً للخصب ورجاء الخير، وأن عمر بن الخطاب هو الذي أمر بوقف هذه الممارسة. وكان العرب في الجاهلية يدفنون بناتهم أحياءً { وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ} [التكوير: 8-9] وكانوا ينذرون لأصنامهم أولادهم كما جاء في الرواية عن عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم أنه نذر أن يهب للأصنام عاشر أولاده. ولا ننسى بالطبع أن عقيدة النصارى في المسيح عليه السلام والتي تحمل سمات التفكير الوثني الروماني، ساهمت في انتشار وممارسة فكرة القرابين البشرية بشكل كبير. فقد افترى النصارى على الله سبحانه أن له ولداً وأضافوا إلى ضلالهم أن الله قدم دم ابنه المسيح فداءً لخطيئة آدم التي حملها الجنس البشري من بعده وحملوا إثمها ووزرها.
فكيف نفهم قصة إبراهيم وأمر الله له بقتل ولده؟ وكيف نستجلي منها العبر والدروس؟
ولا شك أن تقديم القرابين البشرية لإرضاء الآلهة في ديانات الأقوام الوثنيين كانت عادة منتشرة وشعائر وثقها دارسو التاريخ وعلماء الآثار. فالفينيقيون وأهل قرطاج واليونان والرومان والآشوريون والكلدانيون وغيرهم عرفوا ومارسوا شعائر تقديم القرابين البشرية في صورة من صورها. لقد كان قوم إبراهيم عليه السلام من عبدة الأصنام والأوثان { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً ۖ إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِين} [الأنعام: 74] وهم الذين قالوا { قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ} [الأنبياء: 68] بعد ما واجههم بتفاهة ما هم عليه من منطق سقيم. { أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ} [الصافات: 95]. أراد الله سبحانه أن يكون خليله أبو الأنبياء نموذج المحبة والطاعة لربه { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ} [البقرة: 165]، وأراد أن يضع حداً لهذه الخرافة المنتشرة وأن ينهي هذا السفه والخبال المتمثل في قتل الأولاد.