[٨]
حلم الرسول ورحمته مع الأسرى
كان للأسرى نصيب في حلمه -عليه الصلاة والسلام-، نذكر لذلك قصتين:
قصته مع ثمامة بن أثال زعيم من زعماء المشركين -زعيم اليمامة- حيث أسره أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأمر النبي بربطه في المسجد، وكان يمر عليه كل يوم ويسأله عن أمره، فيجيب ثمامة: إن تقتلني تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال، فسل تعط منه ما شئت، واستمر ذلك ثلاثة أيام، فأمر بعدها النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يطلق سراحه، فما كان من ثمامة إلا وخرج من المدينة فاغتسل وعاد إلى المسجد ليعلن إسلامه، لِما رآه من خلق النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه. [٩]
موقفه مع سهيل بن عمرو لما أُسر في غزوة بدر كان سهيل خطيبا مفوّها يقف ضد النبي -صلى الله عليه وسلم- وضد دعوته، فأراد عمر أن يقتلع أسنان عمرو، فنهاه النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك، فلعل الرجل يقف مدافعا عن الإسلام يوماً، ولقد كان ما قاله النبي -صلى الله عليه وسلم-، فوقف سهيل بن عمرو يثبّت الناس على الدين في الطائف في أحداث الردة.
حلم الرسول صلي الله عليه وسلم في الجنه
فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليًّا رضي الله تعالى عنه، فاستخرجها، فجاءه بها فحلَّلها، قال: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنَّما نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ، فما ذكر ذلك لليهودي ولا رآه في وجهه حتى مات". عن الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه: "أن امرأة يهودية أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة، فأكل منها. فجيء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فسألها عن ذلك، فقالت: أردت لأقتلك. قال: «ما كان الله ليسلطك على ذاك»، قال: أو قال: «علي». قال: قالوا: ألا نقتلها؟ قال: «لا». قال: فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم" (البخاري [2617]، ومسلم [2190]، واللفظ له). نماذج مِن حلم النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم - موسوعة الأخلاق - الدرر السنية. أقرأ التالي منذ 3 ساعات دعاء النبي سليمان عليه السلام منذ 3 ساعات دعاء النبي داود عليه السلام منذ 3 ساعات دعاء النبي عيسى عليه السلام منذ 3 ساعات دعاء المظلوم منذ 3 ساعات دعاء صلاة الضحى منذ 3 ساعات أدعية السفر منذ 4 ساعات دعاء ليلة النصف من رمضان منذ 4 ساعات الدعاء الذي يقال في صلاة الجنازة منذ 4 ساعات الدعاء الذي يقال بين السجدتين منذ 4 ساعات الدعاء الذي كان النبي يدعوه في كل صلاة
حلم الرسول صلي الله عليه وسلم Icon
كما حصل ذلك مع الحسن بن حي. فمن رأى النبي على هذه الصورة فهنيئاً وطوبى له وله بشارةٌ بحسن الختام وأنه يموت على الإسلام وأنه يرى سيد الأنام قبل الموت يقظة وقال بعض العلماء من رآه على غير صورته الأصلية كان له خير وبشارة ولكن ليست كالرؤية الأولى.
[1] رواه أبو داود 4777 عن سهل بن معاذ عن أبيه - رضي الله عنه - وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع 6522. [2] رواه البخاري 6116. [3] رواه مسلم 2599 عن أبي هريرة. [4] رواه البخاري 3231، ومسلم 1795.
ملخص المقال
لم يكن حال النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان كحاله في غيره من الشهور، فقد كان برنامجه في رمضان مليئا بالطاعات.. فكيف كان هدي النبي في رمضان؟
لم يكن حال النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان كحاله في غيره من الشهور، فقد كان برنامجه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان مليئًا بالطاعات والقربات؛ وذلك لعلمه بما لهذه الأيام والليالي من فضيلة خصّها الله بها وميزها عن سائر أيام العام، والنبي صلى الله عليه وسلم وإن كان قد غُفر له ما تقدم من ذنبه، إلا أنه أشد الأمة اجتهادًا في عبادة ربه وقيامه بحقه. وسنقف في هذه السطور مع شيء من هدي النبي -عليه الصلاة والسلام- في شهر رمضان المبارك؛ حتى يكون دافعًا للهمم ومحفزًا للعزائم أن تقتدي بنبيها، وتلتمس هديه. فقد كان صلى الله عليه وسلم يكثر في هذا الشهر من أنواع العبادات، فكان جبريل يدارسه القرآن في رمضان، وكان -عليه الصلاة والسلام- إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان، يكثر فيه من الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن، والصلاة والذكر والاعتكاف. وكان يخصُّ رمضان من العبادة بما لا يخص غيره من الشهور، حتى إنه ربما واصل الصيام يومين أو ثلاثة ليتفرغ للعبادة، وينهى أصحابه عن الوصال، فيقولون له: إنك تواصل، فيقول: « إني لست كهيئتكم، إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني » (أخرجاه في الصحيحين).
من هدي النبي في الزكاة
(من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في السلام)
أمر الله تعالي رسوله صلى الله عليه وسلم بالسلام:
أَمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم، إِذَا رَأَى الذين آمنوا بالله سبحانه، وصدقوا رسوله صلى الله عليه وسلم وأطاعوه، بدأهم بالسلام تشريفا وطمأنينة لهم، قال تعالى:﴿ وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الأنعام: 54]. قال السعدي: لما نهى الله رسوله، عن طرد المؤمنين القانتين، أمره بمقابلتهم بالإكرام والإعظام، والتبجيل والاحترام... وإذا جاءك المؤمنون، فحيهم ورحب بهم ولقهم منك تحية وسلاما، وبشرهم بما ينشط عزائمهم وهممهم، من رحمة الله، وسعة جوده وإحسانه [5]. كان من هديه صلى الله عليه وسلم، أن يكرر السلام ثلاثا إذا خشى أن لا يسمع سلامه:
عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلَّم أنَّه كان: «إِذَا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَعَادَهَا ثَلاَثًا، حَتَّى تُفْهَمَ عَنْهُ، وَإِذَا أَتَى عَلَى قَوْمٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، سَلَّمَ عَلَيْهِمْ ثَلاَثًا» [6].
من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الزكاة
هذه وقفات يسيرة مع هديه - صلى الله عليه وسلم - فـي التعليم ، ولا شك أن هذا الباب واسع ويحتاج لاستقصاء وجمع لا يتيسر لأمثالي ، لكن هـذا غاية ما توصلت إليه في بحثي القاصر ، ورحم الله من أفادنا بملاحظة ، أو إضافة ، أو توجيه. عنايته بتعليم المنهج العلمي ففي تربيته العلمـية لأصحابه ما كان يقتصر على تعليم أصحابه مسائل علمية فقط، بل ربى علماء ومجتهدين ، وحملة العلم للبشرية.
من هدي النبي في التعامل مع غير المسلمين
ملخص المقال
هدي النبي في الوقاية من الأمراض يرشدنا إلى طريق الصحة والقوة والسعادة في الدنيا والآخرة، فكيف كان هدي الرسول في الوقاية من الأمراض؟
من الطبيعي إذا اشتكى أحدنا ألمًا في جسمه أو عينه أو سمعه أو أسنانه أن يذهب إلى الطبيب، ومن البديهي أيضًا أن يقصد أكثر من طبيب أو يستعمل أكثر من دواء في حال تطلَّب الأمر منه ذلك. لكن هل فكرت -أخي المسلم- في اتباع هدي نبيك وحبيبك محمد -عليه الصلاة والسلام- في كيفية أن نقي أنفسنا وأهلينا من الأمراض؟
إن الإسلام دعا إلى النظافة إذ هي قمة الحضارة، وجعل الطهارة شرطًا لصحة أهم عباداته من صلاة وطواف، فقال النبي r: "الطهور شطر الإيمان" [1]. إذن فللطهارة أهمية كبيرة في الإسلام، سواء أكانت حقيقيَّة وهي طهارة الثوب والبدن ومكان الصلاة من النجاسة، أم طهارة حكميَّة وهي طهارة أعضاء الوضوء من الحدث. لقد قدم الإسلام نموذجًا فريدًا للزينة والنظافة، والحفاظ على الصحة الخاصة والعامة، وبناء الجسد في أصح قوام وأجمل مظهر وأقوى عماد، ودعا إلى صون البيئة والمجتمع من انتشار الأمراض والأوبئة والملوثات. إن غسل الأعضاء الظاهرة المتعرضة للغبار والأتربة والنفايات والجراثيم عدة مرات يوميًّا، وغسل الجسم في أحيانٍ متكررة، ولأسباب عدة - كفيلٌ بحماية الإنسان من أي تلوث، وقد ثبت طبيًّا أن أنجح علاج وقائي للأمراض الوبائية وغيرها هو النظافة -والوقاية خير من العلاج- وقد امتدح الله تعالى المتطهرين، فقال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222].
(متفق عليه). ب- وتارة يضرب المثل ، أو يفترض قصة: "مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فكان بعضهم أسفلها وكان بعضهم أعلاها ، وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً فلم نؤذ من فوقنا ، فإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً ، وإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً"(البخاري). وكما في قوله: "لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على دابته وقد أضلها في أرض فلاة وعليها طعامه وشرابه فنام تحت شجرة ينتظر الموت ، فقام فإذا هي عند رأسه"(متفق عليه). جـ- وتارة يستعمل الرسم للتوضيح فقد خط خطاً مستقيماً وإلى جانبه خطوط ، وقال هذا الصراط وهذه السبل. ورسم مربعاً وقال هذه الإنسان.. (البخاري). د- وأحياناً يحكي قصة واقعية من الأمم السابقة ، كما في قصة الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى غار فدعوا الله بصالح أعمالهم(متفق عليه). وقصة الذي قتل تسعة وتسعين نفسا. (متفق عليه) ، وأمثالها كثير. 17ـ مراعاة الفروق الفردية
كما ورد أنه كان - صلى الله عليه وسلم - يخطب فدخل رجل فقال: يا رسول الله رجل غريب يسأل عن دينه ، فترك خطبته ودعا بكرسي فجلس يعلمه ثم عاد لخطبته(متفق عليه).