( يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد)
قوله تعالى: ( يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد)
اعلم أن هذه الآية من باب الترغيب والترهيب ، ومن تمام الكلام الذي تقدم. وفيه مسائل:
المسألة الأولى: ذكروا في العامل في قوله: ( يوم) وجوها:
الأول: قال ابن الأنباري: اليوم متعلق بالمصير والتقدير: وإلى الله المصير يوم تجد. (043) تتمة قوله تعالى: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا..} الآية - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت. الثاني: العامل فيه قوله ( ويحذركم الله نفسه) في الآية السابقة ، كأنه قال: ويحذركم الله نفسه في ذلك اليوم. الثالث: العامل فيه قوله: ( والله على كل شيء قدير) أي قدير في ذلك اليوم الذي تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا ، وخص هذا اليوم بالذكر ، وإن كان غيره من الأيام بمنزلته في قدرة الله تعالى تفضيلا له لعظم شأنه كقوله: ( مالك يوم الدين) [الفاتحة: 4]. الرابع: أن العامل فيه قوله: ( تود) والمعنى: تود كل نفس كذا وكذا في ذلك اليوم. الخامس: يجوز أن يكون منتصبا بمضمر ، والتقدير: واذكر يوم تجد كل نفس. المسألة الثانية: اعلم أن العمل لا يبقى ، ولا يمكن وجدانه يوم القيامة ، فلا بد فيه من التأويل وهو من [ ص: 15] وجهين:
الأول: أنه يجد صحائف الأعمال ، وهو قوله تعالى: ( إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون) [الجاثية: 29] وقال: ( فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه) [المجادلة: 6].
يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا اعراب
فهذا التحذير، والوعيد ينبغي أن يُجمع مع الرجاء، فيكون العبد على حال من الاعتدال، لكن العلماء يقولون من كان مقصرًا فهو بحاجة إلى زاجر من التخويف، ولا يُرجى بنصوص الوعد لئلا يجترئ، ويُهمل، ويدع التوبة، ومن كان مجدًا في طاعة الله فهذا يحتاج إلى نصوص الرجاء، وبعض أهل العلم قالوا إنه عند الاحتضار، عند الموت ينبغي أن يُذكر للإنسان ما يُنمي الرجاء في قلبه؛ لأن النبي ﷺ قال: لا يموتن أحدكم إلا وهو يُحسن الظن بربه [1] ، فقالوا إحسان الظن في هذا المقام مطلوب، والذي يوجبه هو نصوص الرجاء، ولهذا تعرفون ما جاء عن السلف في مثل هذه المقامات عن عبد الله بن عمرو بن العاص مع أبيه عند الاحتضار [2]. وكذلك أيضًا ابن عباس -رضي الله عنهما- مع عائشة -رضي الله عنها- إلى غير ذلك، فالمقصود أنه لا تكرار هنا في قوله: وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ أعني لا تكرار بلا معنى جديد، وإنما ذلك اقتضاه السياق، هناك حذر من موالاة الكافرين، فقال: وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ [آل عمران:28]، وهنا يُحذرهم من مغبة المعاصي، والجرائر، والجرائم، بحيث إن العبد سيجد ذلك مُحضرا يوم القيامة، فقال: وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ.
(يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ (٣٠)). [آل عمران: ٣٠]. (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ) يعني: يوم القيامة يحضر للعبد جميع أعماله من خير وشر. يوم تجد كل نفس ما عملت - الكلم الطيب. كما قال تعالى (يُنَبَّأُ الإنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ) فما رأى من أعماله حسناً سره ذلك وأفرحه، وما رأى من قبيح ساءه وغاظه. وقال تعالى (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً). • قال الرازي: اعلم أن العمل لا يبقى، ولا يمكن وجدانه يوم القيامة، فلا بد فيه من التأويل وهو من وجهين: الأول: أنه يجد صحائف الأعمال، وهو قوله تعالى (إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ). وقال (فَيُنَبّئُهُمْ بِمَا عَمِلُواْ أحصاه الله وَنَسُوهُ).
يوم تجد كل نفس ما عملت من خير
6842 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج: " أمدًا بعيدًا " ، قال: أجلا. يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا اعراب | سواح هوست. 6843 - حدثني محمد بن سنان قال، حدثنا أبو بكر الحنفي قال، حدثنا عباد بن منصور، عن الحسن في قوله: " وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدًا بعيدًا " ، قال: يسر أحدَهم أن لا يلقى عمله ذاكَ أبدًا يكونُ ذلك مناه، وأما في الدنيا فقد كانت خطيئةً يستلذّها. (6) * * * القول في تأويل قوله: وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (30) قال أبو جعفر: يقول جل ثناؤه: ويحذركم الله نفسه: أن تُسخِطوها عليكم بركوبكم ما يسخطه عليكم، فتوافونه يومَ تَجد كلُّ نفس ما عملت من خير محضرًا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدًا بعيدًا، وهو عليكم ساخط، فينالكم من أليم عقابه ما لا قِبَل لكم به. ثم أخبر عز وجل أنه رءوف بعباده رحيمٌ بهم، وأنّ من رأفته بهم: (7) تحذيرُه إياهم نفسه، وتخويفهم عقوبته، ونهيه إياهم عما نهاهم عنه من معاصيه، كما:- 6844- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، أخبرنا عبد الرزاق، عن ابن عيينة، عن عمرو، عن الحسن في قوله: " ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد " ، قال: من رأفته بهم أن حذَّرهم نفسه.
وكذلك أيضًا حينما قال: وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ فهذا لا شك أنه يحمل المخاطب على المُبادرة إلى التوبة إن كان مقصرًا، وكلنا مقصر؛ لأن الله رؤوف، يفرح بتوبة التائب، وكذلك أيضًا يدعو المذنب، والمقصر إلى التوبة، وكلنا مقصر، وكذلك المُحسن يدعوه إلى مزيد من الإحسان؛ لأن الله -تبارك وتعالى- رؤوف، فهو يتعامل مع صاحب رحمة عظيمة -والله تعالى أعلم-. فهذا ربنا الذي نعبده، وهذا أثر من آثار الإيمان بأسماء الله وصفاته، كما هو اعتقاد أهل السنة والجماعة، فيؤثر ذلك في القلوب خوفًا، ورجاء، ويدفع عنها القنوط، وكذلك أيضًا يدعو النفوس، ويجذبها إلى محبة المالك المعبود المتصف بهذه الأوصاف الكاملة، وفرق بين من يعبد ربًا يعتقد أنه لا يوصف بوصف، ويؤول هذه الأوصاف، فهذا يعبد عدمًا، ثم يكون قلبه خاويًا، خاليًا من مثل هذه المعاني التي ذكرتها -والله تعالى أعلم-. وعلى كل حال هذا القدر يكفي -إن شاء الله-، وأسأل الله أن ينفعنا، وإياكم بما سمعنا. يوم تجد كل نفس ماعملت. إذا كان لديكم إضافة، أو سؤال. السؤال: يقول في قوله: وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ إذا قيل يُحذركم من عقابه؟
الجواب: ليس هذا هو المعنى المُطابق، فالذي يقول ذلك إن كان يُثبت صفة النفس يعني إن كان من أهل السنة فلا إشكال؛ لأنه فسرها بلازمها، فإذا حذر من نفسه، فمقتضى ذلك أنه يُحذر من عقابه، وأما إذا كان لا يثبت الصفة لله فمثل هذا لا شك أنه خلل في التفسير -والله أعلم-، لكن كثير من المفسرين يُعبرون بمثل هذا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ أي يُحذركم عقابه، فإذا أثبتنا الصفة فلا إشكال، لكن لو عُبر بعبارة أدق، فقيل: وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ أي يخوفكم من عقابه، وفيه إثبات صفة النفس لله ، فهذا أوضح.
يوم تجد كل نفس ماعملت
يَوْمَ: مفعول فيه ظرف زمان معلق بفعل محذوف تقديره اذكر
تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ: تجد فعل مضارع وكل فاعل واسم الموصول ما مفعول به ونفس مضاف إليه. عملت: ماض فاعله مستتر وجملة عملت صلة الموصول لا محل لها
مِنْ خَيْرٍ: متعلقان بمحذوف حال مُحْضَراً: حال
وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ: عطف على «ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ» وجملة عملت صلة الموصول
تَوَدُّ: فعل مضارع والفاعل هي والجملة في محل نصب حال
لَوْ: شرطية غير جازمة
أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً: أن وأمدا اسمها وبينها ظرف متعلق بمحذوف خبر وبينه عطف على بينها. وأن وما بعدها في تأويل مصدر في محل رفع مبتدأ وخبره محذوف تقديره موجود. وجواب لو محذوف تقديره: لسعدت بذلك. بَعِيداً: صفة. وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ: تقدم إعرابها
وَاللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ: لفظ الجلالة مبتدأ ورؤوف خبره والجار والمجرور متعلقان بالخبر رؤوف، والجملة استئنافية. مُحْضَراً: حاضرًا لديها. يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا اعراب. أَمَداً بَعِيداً: الأمد: المدة التي لها حدّ محدود، والمراد: غاية في نهاية البعد، فلا يصل إليها. وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ: كرر للتأكيد.
وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ.. آل عمران
تملأك بالأسئلة
8 2018/06/01
(أفضل إجابة) اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. صدق الله العظيم
ما أجمل هذه الاية كم أحبها
اللهم لاتجعلنا من هؤلاء واغفر لنا وارحمنا في الدنيا والاخرة وقنا عذاب النار
ونلاحظ أن الإمام ( عليه السلام) وضع للإنكار بالسيف – وهو أقصى مراتب الإنكار باليد – شرطاً ، وهو أن تكون الغاية منه إعلاء كلمة الله ، وليس العصبيَّة العائلية ، أو العُنصُريَّة ، أو المصلحة الخاصة ، أو العاطفة الشخصية. وهذا شرط في جميع أفعال الإنسان ، وفي جميع مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. اذكر مراتب الناس عند المصيبة الحل هو - أفضل إجابة. إِلا أنَّ الإمام ( عليه السلام) صرَّح به في هذه المرتبة لخطورة الآثار المترتِّبة على القيام بها حيث أنها قد تؤدي إلى الجرح أو القتل. ويقدِّر الإمام ( عليه السلام) أنَّ كثيراً من الناس يتخاذلون عن ممارسة هذا الواجب الكبير ، فلا يأمرون بالمعروف تاركَهُ ، ولا ينهون عن المنكر فَاعِلُه. وذلك بسبب ما يتوَّهمون من أداء ذلك إلى الإضرار بهم ، كَتَعريضِ حياتهم للخطر ، أو تعريض علاقاتِهم الاجتماعية للاهتزاز والقلق ، أو تعريض مصادر عيشهم للإنقطاع ، وما إلى ذلك من شؤون. فقال ( عليه السلام): ( وإنَّ الأمرَ بالمعرُوفِ والنَّهي عنِ المُنكرِ لخُلُقان مِن خُلُق الله سُبحانه ، وإنَّهُما لا يُقرِّبان مِن أجَلٍ ، ولا ينقصانِ مِن رزقٍ). وكما قلنا سابقاً من أنَّ إحياء هذه الفريضة ، وجعلها إحدى هواجس المجتمع الدائمة ، وإحدى الطاقات الفكرية الحَيَّة المحركة للمجتمع ، كان من شواغل الإمام ( عليه السلام) الدائمة.
اذكر مراتب الناس عند المصيبة الحل هو - أفضل إجابة
مراتب الإغواء….. ماهى؟؟؟؟؟؟
إ، الشيطان نعوذ بالله منه يتعقب الآنسان ويتبعه، ولا يبرد آنينه إلإذا أغواه وافسده، وضمه إلى حزبه الخاسرين،وقد جمع ابن القيم رحمه الله مراتب إغواء الشيطان فقال:المرتبة الآولي:الكفر والشرك ومعاداة الله ورسوله،وهذا أول مايريده من العبد،فلايزال به حتى ينال منه. المرتبة الثانية:البدعه وهى احب إليه من الفسوق والمعاصى،لآن ضررها فى نفس الدين هو ضرر متعد، وهى ذنب لايتاب منه. المرتبة الثالثة:وهى الكبائر على أختلاف أنوعها، فهو أشد حرصا على أ، يوقعه فيها، ولاسيما إذا كان عالما متبوعا. المرتبة الرابعة:وهى الصغائر التى إذا اجتمعت فربما أهلكت صاحبها. مراتب الإغواء .ماهى؟؟؟؟؟؟ من الشريعة - السيدات. رؤى اللإمام أحمد رحمه الله. عن سهل بن سعد رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال. {اياكم ومحقرات الذنوب،فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا ببطن وادى، فجاء ذا بعود وذا بعود حتى حملوا ماأنضجوا به خبزهم،وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بهاصاحبها تهلكه}قال الحافظ سنده صحيح. بارك الله فيك
جزاك الله خير
جزاك الله خيرا
بارك الله فيكي
مراتب الإغواء .ماهى؟؟؟؟؟؟ من الشريعة - السيدات
في السیرة الإمام عـلي, الأمر والنهي في فروع الدین
مدح الله في كتابه الكريم المسلمين من أهل الكتاب ، وهم أتباع الأنبياء السابقين قبل بعثة النبي محمد ( صلى الله عليه وآله) لوعيهم لهذه الفريضة ، وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والعمل بها. وهذا ممَّا يكشف عن أنها فريضة عريقة في الإسلام منذ أقدم عصوره وصِيَغه ، وأنها قد كانت فريضة ثابتة في جميع مراحله التشريعيّة التي جاء بها أنبياء الله تعالى جيلاً بعد جيل. فقال تعالى: ( لَيْسُوا سَوَاءً مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتلُونَ آيَاتِ اللهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُم يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُوْنَ بِالْمَعْرُوْفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَيُسَارِعُوْنَ فِي الخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ) آل عمران: ۱۱۳ – ۱۱۴. اعلى درجات انكار المنكر هي - موقع المرجع. وقد كان إحياء هذه الفريضة وجَعلها إحدى هواجس المجتمع من شواغل الإمام ( عليه السلام) الدائمة. وقد تناولها ( عليه السلام) في خطبه وكلامه – كما تعكس لنا ذلك النماذج التي اشتمل عليها نهج البلاغة – من زوايا كثيرة ، منها:
۱ – أنها قضية فكرية لا بُدَّ أن تُوعَى لِتُغني الشخصية الواعية.
ما هي مراتب الانكار مع الدليل - موسوعة حلولي
وكان يحمله على ذلك عاملان:
أولاهما: أنه ( عليه السلام) إمام المسلمين ، وأمير المؤمنين ، ومن أعظم واجباته شأناً أن يراقب أمَّتَه ، ويعلِّمها ما جَهِلَت ، ويُعمِّق وَعْيَها ممَّا عَلِمَت ، ويجعل الشريعة حَيَّة في ضمير الأمة وفي حياتها. ثانيهما: هو قضيته ( عليه السلام) الشخصية في معاناته لمشاكل مجتمعه الداخلية والخارجية في قضايا السياسة والفكر. فقد شكا الإمام ( عليه السلام) كثيراً من النخبَة في مجتمعه ، وأدان هذه النخبَة بأنها نخبة فاسدة في الغالب ، لأنها لم تلتزم بقضية شعبها ووطنها ، وإنما تَخَلَّت عن هذه القضية سعْياً وراء آمال شخصية وغير أخلاقية. وإذ يئس الإمام ( عليه السلام) من التأثير الفَعَّال في هذه النخبة ، فقد توجَّه ( عليه السلام) بشكواه إلى عَامَّة الشعب ، محاولاً أن يحرّكه في اتجاه الإلتزام العملي بقضيته العادلة ، وموجهاً وعيه نحو الأخطار المستقبلية ، ومحذِّراً من تَطَلّعات نُخبَته. فقد كانت شكواه ( عليه السلام) وتحذيراته المُترَعة بالمَرارة والألم نتيجة لمعاناته اليومية القاسية من مجتمعه بوجه عام ، ومن نُخبَة هذا المجتمع بوجه خاص. ولا بُدَّ أن هؤلاء وأولئك قد سمعوا من الإمام ( عليه السلام) مِراراً كثيرة مثل الشكوى التالية التي قالها ( عليه السلام) في أثناء كلامٍ له عن صِفَة مَن يَتَصدَّى للحكم بين الأمة وليس لذلك بأهل:
فقال ( عليه السلام): ( إِلى اللهِ أشكُو مِن معشر يعيشُون جُهَّالاً ويمُوتُون ضُلاَّلاً ، ليس فيهم سِلعة أبورُ مِن الكتاب إذا تُلي حقَّ تلاوتهِ ، ولا سِلعة أنفقُ بيعاً ولا أغلى ثمناً مِن الكِتاب إذا حُرِّف عن مواضعهِ ، ولا عندهُم أنكر من المعرُوف ولا أعرفُ من المُنكرِ).
اعلى درجات انكار المنكر هي - موقع المرجع
فَقَالَ: يَامُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عنِ؟
الإجابة الصحيحة هي:
الاسلام ثم الايمان ثم الإحسان.
مراتب الدين الدَّلِيلُ مِنَ السُّنَّةِ: حَدِيثُ جِبْرِيلَ الْمَشْهُورُ عَلَيْهِ السَّلامُ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: - الفجر للحلول
۲ – أنها قضية تشريعية تدعو الأمَّة والأفراد إلى العمل. ومن هذين المنظورين عالجها ( عليه السلام) بِعِدَّة أساليب ، فقد أعطاها منزلة عظيمة تستحقها بلا شك بين سائر الفرائض الشرعية. فجعلَها إحدى شعب الجهاد الأربع: ( والجهادُ منها – من دعائمِ الإيمانِ – على أربعِ شُعَبٍ: على الأمرِ بالمعرُوف ، والنَّهي عن المُنكرِ ، والصِّدقِ في المواطن ، وشنآن الفاسقينَ. فمن أمرَ بالمعرُوفِ شدَّ ظُهُور المؤمنين ، ومن نهى عن المُنكرِ أرغم أنُوف الكافرين ، ومن صَدَق في المواطن قضى ما عليه ، ومن شنِئ الفاسِقِين وغضِب لله غضِب اللهُ له ، وأرضاهُ يوم القيامةِ). ومن السهل علينا أن نفهم الوجه في تقدم هذه الفريضة على غيرها إذا لاحظنا أن أعمال البِرِّ تأتي في الرتبة ، بعد استقامة المجتمع وصلاحه المبدئي – الشرعي والأخلاقي – ، وأن الجهاد لا يكون ناجعاً إلا إذا قام به جيش عقائدي. وهذه كلّها تتفرع من الوعي المجتمعي للشريعة والأخلاق ، ومن الحد الأدنى للإلتزام المسلكي بهما. وإذا كانت مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تتدرج صاعدة من الإنكار بالقلب إلى الإنكار باللسان إلى الإنكار باليد ، وللإنكار باللسان درجات ، وللإنكار باليد درجات.
اعلى درجات انكار المنكر هي هو ما سيتمّ الحديث عنه في هذا المقال، حيث أنّ المنكرات هي كلّ ما حرّم الله تعالى ورسوله على المسلمين، وتشمل العديد من الأعمال والأمور منها ما يكون من الكبائر ومنا ما يكون من الصّغائر، ويجب على المسلم الصّالح التّقيّ أن يبتعد ويجتنب النّوعين، وفي موقع المرجع سنتعرف على درجات إنكار المنكر أعلاها وأدناها. اعلى درجات انكار المنكر هي
سنوافيكم فيما يأتي بإجابة السّؤال اعلى درجات انكار المنكر هي ؟ حيث يجب على كلّ مسلمٍ التّعرّف على الإجابة، لما لهذا السّؤال من أهميّة، فالمسلم مطالبٌ بالتّعرّف على كافّة شؤون دينه الحنيف، والإجابة الصّحيحة هي:
تغيير المنكر باليد. فإنكار المنكرات على من يفعلها والنّهي عنها من الواجبات الشّرعيّة الّتي أمر بها الإسلام الحنيف، قال الله جلّ وعلا: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}. [1] فمن واجب المسلم النّهي عن المنكرات بكافّة الوسائل الّتي يستطيع إليها سبيلًا، ومن يسكت عن المنكرات إذا رآها فلم يغيّرها ولم ينهى فاعلها عن ذلك ولم ينكرها، فإنّه يأثم، لأنّ السّكوت عن المنكرات يؤدّي إى تفشّيها والاعتقاد بأنّها من الأمور المباحة للمسلم، ممّا ينشر الفساد في المجتمع الإسلاميّ، والمسلم مكلّفٌ بالمحافظة على دينه ودين أهله وأبنائه وذرّيّته، كذلك هو مطالبٌ بالأمر بالمعروف ونشر الفضيلة بين المسلمين، والدّعوة إلى الالتزام بالتّعاليم الدّينيّة الصّحيحة، وذلك لبناء المجتمع الإسلاميّ السّليم والمحافظة على الأجيال الجديدة من الانحراف والضّلال عن الحقّ وسبيله.