لو أن إنسانًا
آخر لالتمس لنفسه الأعذار، ولأوجد المبررات لعدم مساعدة المرأتين، لكنها أخلاق المروءة
والشهامة، وكأن الله تعالى يسوق لنا القصة في القرآن، حتى نحذو حذو، ونتخلق بخلقه،
فما أحوجنا إلى هذا الخلق العظيم، في المواصلات العامة، أو في الشارع، أو في أي
مكان نمد فيه يد المساعدة لفتاة، من غير أن يكون لذلك هدف آخر سوى مساعدتها ابتغاء
رضا الله، لا من أجل أن يلفت انتباه فتاة إليه، أو من أجل أن يحظى بإعجابها. عمر خيرت يستعيد ذكريات تعاونه مع يوسف شاهين: كان يرقص على ألحاني - أخبار مصر - الوطن. لم يفعل موسى
أي شيء، سوى أنه قدم المساعدة، حتى إنه لم يسألهما عن طعام، وهو الجائع، ولم
يستفسر منهما عن سبب خروجهما لملء الماء من الماء من البئر. يقول القرآن
حكاية عن ذلك: "وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ
النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ" (القصص: 23). مكافأة الله
لموسى فماذا فعل موسى عند ذلك، تحرك بدافع المروءة والشهامة ليساعدهما من فوره فماذا فعل موسى عند ذلك، تحرك بدافع المروءة والشهامة ليساعدهما من فوره: "فَسَقَىٰ لَهُمَا
ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ
مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ" (القصص: 24) يقول المفسرون:
سأل موسى الله تعالى أن يطعمه في ذلك الوقت، وذلك لما كان عليه من الجوع والتعب
وهو أكرم خلق الله تعالى عليه في ذلك الوقت، وكان لم يذق طعامًا منذ سبعة أيام.
- رب اني لما انزلت الي من خير فقير
- خطبة عن ( إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم
- صيام شهر شعبان وحِكمه وفوائده - إسلام أون لاين
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الحشر - الآية 16
رب اني لما انزلت الي من خير فقير
وهذه رسالة
عظيمة لكل شاب أن يحسن العمل، فلا يشرك مع الله أحد في أمر يقوم به ابتغاء الأجر
والمثوبة منه، فيكافئه على عمله بما يستحق أن يكافئه به، فكن شهمًا، خلوقًا مع أي
فتاة، تعرفها، أو لا تعرفها، انظر إليها على أنها أخت لك قبل أي شيء، لا تبتغي من
مساعدتك لها أي أمر دنيوي، فالجزاء من الله عظيم لكل امرئ شهم خلوق.
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
«اللهمَّ صلِّ على محمَّد وعلى آل محمَّد، كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنَّك حميدٌ مجيد. اللهمَّ بارِك على محمَّد وعلى آل محمَّد، كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنَّك حميدٌ مجيد»
فمن دخل عليه شعبان وقد بقي عليه من نوافل صيامه في العام استحب له قضاؤها فيه حتى يكمل نوافل صيامه بين الرمضانين. ومن كان عليه شيء من قضاء رمضان وجب عليه قضاؤه مع القدرة ولا يجوز له تأخيره إلى ما بعد رمضان آخر لغير ضرورة، فإن فعل ذلك وكان تأخيره لعذر مستمر بين الرمضانين كان عليه قضاؤه بعد رمضان الثاني ولا شيء عليه مع القضاء. وإن كان ذلك لغير عذر فقيل: يقضي ويطعم مع القضاء لكل يوم مسكينا، وهو قول الجمهور اتباعا لآثار وردت بذلك. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الحشر - الآية 16. وقيل: يقضي ولا إطعام عليه وهو قول أبي حنيفة. وفي آخر هذا المجلس أشار الإمام ابن رجب إلى حكمة أخرى جراء صوم شعبان، ألا وهي أن:
صيام شعبان كالتمرين على صيام رمضان
أنه يستحب للإنسان أن يبدأ بالصيام في شعبان لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل قد تمرن على الصيام واعتاده ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذته فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط. ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان؛ من الصيام، وقراءة القرآن ليحصل التأهب لتلقي رمضان وترتاض النفوس بذلك على طاعة الرحمن. وقال سلمة بن كهيل: كان يقال شهر شعبان شهر القراء
وكان حبيب بن أبي ثابت إذا دخل شعبان قال: هذا شهر القراء
وكان عمرو بن قيس الملائي إذا دخل شعبان أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القرآن.
خطبة عن ( إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم
أما الإمام الكلبي في كتاب التسهيل لعلوم التنزيل فقال "خاف أن يأخذه جبريل، فيُعرِّفهم حاله، فلا يطيعونه، وهذا فاسد؛ فإنه إنما قال لهم ذلك بعد أن فرّ ونكصَ على عقبيه؛ إلا أن يريد أنه إذا عرف المشركون أن الذي أجارهم وأوردهم إبليس لم يطيعوه فيما بعد ذلك، وقد أبعد النُّجْعَة إن أراد ذلك، وتكلّف غير المراد؛ فينما قال عطاء في تفسيره "إني أخاف الله أن يهُلكني فيمن يهُلك، وهذا خوف هلاك الدنيا، فلا ينفعه. وقال الزجَّاج، وابن الأنباري فاستطردا في معنى خوف إبليس من الله حيث قالا "ظن أن الوقت الذي أُنظر إليه قد حضر. خطبة عن ( إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم. زاد ابن الأنباري، قال: أخاف أن يكون الوقت المعلوم الذي يزول معه إنظاري قد حضر؛ فيقع بي العذاب، فإنه لما عاين الملائكة خاف أن يكون وقت الإنظار قد انقضى، فقال ما قال إشفاقًا على نفسه". ما هو انطباعك؟
صيام شهر شعبان وحِكمه وفوائده - إسلام أون لاين
فغرتهم أنفسهم، وغرهم من غرهم، الذين لم ينفعوهم، ولم يدفعوا عنهم العذاب، حتى أتوا "بدرا" بفخرهم وخيلائهم، ظانين أنهم مدركون برسول الله والمؤمنين أمانيهم. اني اخاف الله رب العالمين. فنصر الله رسوله والمؤمنين عليهم، فقتلوا كبارهم وصناديدهم، وأسروا من أسروا منهم، وفر من فر، وذاقوا بذلك وبال أمرهم وعاقبة شركهم وبغيهم، هذا في الدنيا ، { { وَلَهُمْ}} في الآخرة عذاب النار. ومثل هؤلاء المنافقين الذين غروا إخوانهم من أهل الكتاب { { كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ}} أي: زين له الكفر وحسنه ودعاه إليه، فلما اغتر به وكفر، وحصل له الشقاء، لم ينفعه الشيطان، الذي تولاه ودعاه إلى ما دعاه إليه، بل تبرأ منه و { { قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ}} أي: ليس لي قدرة على دفع العذاب عنك، ولست بمغن عنك مثقال ذرة من الخير. { { فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا}} أي: الداعي الذي هو الشيطان، والمدعو الذي هو الإنسان حين أطاعه { { أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا}} كما قال تعالى: { { إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}} { { وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ}} الذين اشتركوا في الظلم والكفر، وإن اختلفوا في شدة العذاب وقوته، وهذا دأب الشيطان مع كل أوليائه، فإنه يدعوهم ويدليهم إلى ما يضرهم بغرور، حتى إذا وقعوا في الشباك، وحاقت بهم أسباب الهلاك، تبرأ منهم وتخلى عنهم.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الحشر - الآية 16
2- أما النظر: فكان التفضيل كذلك لشهر شعبان لأنه يلي رمضان من بعده، كما أن شعبان يليه من قبله، وشعبان أفضل لصيام النبي صلى الله عليه وسلم له دون شوال، فإذا كان صيام شوال أفضل من الأشهر الحرم فلأن يكون صوم شعبان أفضل بطريق الأولى. فظهر بهذا أفضل التطوع ما كان قريبا من رمضان قبله وبعده، وذلك يلتحق بصيام رمضان لقربه منه، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها؛ فيلتحق بالفرائض في الفضل وهي تكملة لما ينقص الفرائض وكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده
الحديث الثاني: حديث أسامة رضي الله عنه وإنه قال للنبي عليه الصلاة والسلام:" ولم أرك تصوم من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع الأعمال فيه إلى رب العالمين عز وجل فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم". وقد استنبط الحافظ ابن رجب من هذا الحديث بعض معان دقيقة وفوائد جليلة وهي:
أولا: أنه شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، يشير إلى أنه لما اكتنفه شهران عظيمان الشهر الحرام وشهر الصيام اشتغل الناس بهما عنه، فصار مغفولاً عنه، وكثير من الناس يظن أن صيام رجب أفضل من صيامه لأنه شهر حرام وليس كذلك لما روي عن عائشة قالت: ذكر لرسول الله ناس يصومون رجبا؟ فقال: "فأين هم عن شعبان".
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم، وتاب علي وعليكم إنه هو التواب الرحيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، استغفروه وتوبوا إليه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. معاشر المسلمين: الخوف من الله قوة، كما أن الخوف من غير الله ضعف، من خاف الله خاف منه كل شيء، ومن خاف من غير الله أخافه من كل شيء. دخل الخليفة العباسي المهدي مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقام الناس له، إلا العالم ابن أبي ذؤيب، فقال له المهدي: " قام الناس إلا أنت لم تقم "، قال: " يا أمير المؤمنين؛ أردت القيام فذكرت قول الله: ( يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) [المطففين:6]. فتركت القيام لذاك اليوم "، قال المهدي: " اجلس فوالله ما بقيت شعرة في جسمي إلا قامت ". وَتَرى جَبابِرَة َ المُلوكِ لَدَيْهِمُ *** خُضُعَ الرِّقابِ نَواكِسَ الأَذْقانِ
لأنهم:
خافُوا الإِلهَ فَخافَهُمْ كُلُّ الْوَرَى *** حَتَّى ضِراءُ الأُسْدِ في الْغِيلانِ
من خاف من الله من دول أو أفراد حماهم وحفظهم ولو اجتمع عليهم أهل السموات والأرض، قال -عليه الصلاة والسلام- لابن عباس: " يا غلام؛ إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك ".