الصف الثالث ثانوي - الفصل الدراسي الأول
شبكة الرياضيات التعليمية | Periodic Table, 90'S, Index
الصف الأول ثانوي - الفصل الدراسي الثاني
شبكة الرياضيات التعليمية | Periodic table, 90's, Index
ولذلك أتبع بالتذييل بوصف الله تعالى بالحلم والمغفرة بما يشمله صفة الحليم من حلمه على المؤمنين أن لا يزعجهم بفجائع عظيمة ، وعلى المشركين بتأخير مؤاخذتهم فإن التأخير من أثر الحلم ، وما تقتضيه صفة الغفور من أن في الإمهال إعذارا للظالمين لعلهم يرجعون كما قال النبيء - صلى الله عليه وسلم - لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبده لما رأى ملك الجبال فقال له: إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين. وفعل ( كان) المخبر به عن ضمير الجلالة مفيد لتقرر الاتصاف بالصفتين الحسنيين.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة فاطر - الآية 41
[خامساً: تقرير حقيقة وهي أن المكر السيئ عائد على أهله لا على غيرهم]. المكر السيئ عائد إلى أصحابه؛ قال تعالى: وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ [فاطر:43]. [وفي هذا يرى أن ثلاثة على أهلها رواجع]. ثلاثة على أهلها رواجع، أي: راجعة عليهم. [ وهي: المكر السيئ والبغي والنكث]. والنكث نكث العهد، الذي يكون بينك وبينه عهد ثم ينكث، تعود العاقبة عليه بالخسران. [ لقوله تعالى: إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ [يونس:23]، وقوله: فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ [الفتح:10]، وقوله: وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ [فاطر:43]]. وصدق الله العظيم، أين نحن من هذا القرآن العظيم؟ هل نقرأه على الموتى يا عباد الله؟! لا يجتمع عليه المسلمون لا في بيت ولا في مسجد، فكيف يعلمون؟ وكيف يعرفون؟ [قال الشيخ في النهر غفر الله لنا وله ولوالدينا أجمعين: روي أن كعباً قال لـ ابن عباس: إني أجد في التوراة: من حفر حفرة لأخيه وقع فيها. إن الله يمسك السماوات و الأرض أن تزولا - مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. فقال ابن عباس: فإني وجدت في القرآن ذلك قال: وأين؟ قال اقرأ: وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ [فاطر:43]]. ومن أمثال العرب: من حفر لأخيه جباً وقع فيه منكباً.
إن الله يمسك السماوات و الأرض أن تزولا - مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
كان العرب في الجاهلية ينظرون إلى حال اليهود والنصارى ويعجبون من أمرهم، ثم كانوا من قبل يقسمون الأيمان المغلظة أن يكونوا أهدى من هؤلاء وهؤلاء إن جاءهم رسول ونذير كما جاء اليهود والنصارى، فلما بعث الله فيهم رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم، وهو فيهم من هو صدقاً وصلاحاً وحسباً ونسباً، لكنهم استكبروا، ولدعوته أنكروا، بل وزادوا عتواً وظلماً فآذوا النبي ومن معه وبهم مكروا، ولكن لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله. تفسير قوله تعالى: (قل أرأيتم شركاءكم الذين تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض... )
تفسير قوله تعالى: (إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا... )
تفسير قوله تعالى: (وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم... )
تفسير قوله تعالى: (استكباراً في الأرض ومكر السيئ... )
ملخص لما جاء في تفسير الآيات
قراءة في كتاب أيسر التفاسير
هداية الآيات
من هداية هذه الآيات: [أولاً: تقرير التوحيد وإبطال الشرك والتنديد به]. هذه الآيات هدايتها: تقرير التوحيد وإبطال الشرك، وهي أربع آيات وكلها تقرر التوحيد وتبطل الشرك؛ ليبقى معنى لا إله إلا الله على ما هو عليه، فلا يُعبد إلا الله، ولا يستغاث إلا بالله، ولا يستعاذ إلا بالله، ولا ترفع الأكف إلا لله.. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة فاطر - الآية 41. وهكذا؛ إذ ليس لنا إلا الله الذي أحيانا وأماتنا ويحيينا ويميتنا ويعطينا ويمنعنا، واحد لا ثاني له، ونحن نعلن عن ذلك بقولنا: لا إله إلا الله، فكيف نستغيث بالولي أو ندعو ميتاً: يا سيدي فلان يا فلان؟!
التفريغ النصي - تفسير سورة فاطر_ (10) - للشيخ أبوبكر الجزائري
﴿ تفسير القرطبي ﴾
قوله تعالى: إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا. قوله تعالى: إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا لما بين أن آلهتهم لا تقدر على خلق شيء من السماوات والأرض بين أن خالقهما وممسكهما هو الله ، فلا يوجد حادث إلا بإيجاده ، ولا يبقى إلا ببقائه. و ( أن) في موضع نصب بمعنى كراهة أن تزولا ، أو لئلا تزولا ، أو يحمل على المعنى; لأن المعنى أن الله يمنع السماوات والأرض أن تزولا ، فلا حاجة على هذا إلى إضمار ، وهذا قول الزجاج. ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا قال الفراء: أي ولو زالتا ما أمسكهما من أحد. و ( إن) بمعنى ما. قال: وهو مثل قوله: ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا لظلوا من بعده يكفرون. وقيل: المراد زوالهما يوم القيامة. وعن إبراهيم قال: دخل رجل من أصحاب ابن مسعود إلى كعب الأحبار يتعلم منه العلم ، فلما رجع قال له ابن مسعود: ما الذي أصبت من كعب ؟ قال سمعت كعبا يقول: إن السماء تدور على قطب مثل قطب الرحى ، في عمود على منكب ملك; فقال له عبد الله: وددت أنك انقلبت براحلتك ورحلها ، كذب كعب ، ما ترك يهوديته! إن الله تعالى يقول: إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا إن السماوات لا تدور ، ولو كانت تدور لكانت قد زالت.
من آياتِ اللهِ الدالَّةِ على أنَّ اللهَ بكلِّ شيءٍ محيط "تماسكُ السمواتِ والأرض" والذي لولاه لانفرطَ عِقدُهما ولزالَ الوجودُ وتلاشى. فاللهُ تعالى هو الذي يُمسكُ السمواتِ والأرضَ حتى لا تزولا، ولو أنَّ أحداً غيرَ اللهِ تعالى أمسكهما لزالتا وتلاشتا: (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ) (من 41 فاطر). ولقد شدَّدَ اللهُ تعالى على هذه الحقيقةِ وأكَّدها بقولِه: (وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ) (من 65 الحج). فلولا أنَّ اللهَ تعالى هو مَن يمسكُ السماءَ، فيجعلُها ذلك تتماسكُ بإذنه، لتهاوت السماءُ وسقطت على الأرض. وهذا هو عينُ ما بوسعِنا أن نتبيَّنَه بتدبُّرِ قولِ اللهِ تعالى: (اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا) (من 2 الرعد)، وقولِه تعالى (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا) (من 10 لقمان). فاللهُ تعالى يُحيلُ الإنسانَ إلى ما وقرَ لديه من حقيقةٍ مفادُها ألاَّ ارتفاعَ لسقفٍ إلا على أساسٍ من "أعمدةٍ" يستندُ إليها فإن تهاوت سقط وهوى.