17 يوليو 2014
03:57 صباحا
كان فتح مكة أهم فتح للإسلام والمسلمين، أكرم الله به نبيه، صلى الله عليه وسلّم خاصة والمسلمين عامة، فقد جاء هذا الفتح المبارك بعد سنوات متواصلة من الدعوة والجهاد لتبليغ رسالة الإسلام، فتوج مرحلة مهمة من مراحل الدعوة الإسلامية، وكان أشبه ما يكون بنهاية المطاف لرسول الله صلى الله عليه وسلم، في هذه الدار، وبداية المطاف لمن بعده لإتمام مهمة نشر الدعوة في أرجاء الأرض كافة. إن من أولى نتائج فتح مكة انه انتزع تلك البقعة المباركة من براثن الشرك، وضمها لحمى التوحيد، فقد دخل النبي، صلى الله عليه وسلم، مكة فكان من أول ما فعل أن كسّر الأصنام المنصوبة حول الكعبة المشرفة، وهو يردد قوله تعالى "وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً"، (سورة الاسراء: الآية: 81)، وقوله "قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد"، (سورة سبأ: الآية 49)، وصعد بلال، رضي الله عنه، على سطح الكعبة وصدح الأذان، فكانت كلماته تتردد في أرجاء مكة معلنة انتهاء عهد الخرافة والشرك، وبدء عصر النور والتوحيد. وكان من نتائج هذا الفتح المبين رفع سيف الكفر المسلط على رقاب المستضعفين من أهل مكة، سواء ممن أسلم، أو ممن كان يرغب في الإسلام، الذين أرهبهم سيف قريش، وسلب حقهم في اختيار الدين الحق، فجاء ذاك الفتح ليرفع السيف عن رقابهم وليدخلوا في دين الله من دون خوف أو وجل.
متى فتحت مكة المكرمة هجريا وما هي أهم أحداث الفتح - موقع محتويات
7-رأى في الكعبة الصورَ والتماثيلَ فأمر بها فكسرت، ولما حانت الصلاة أمر الرسولُ بلال بن رباح أن يصعد فيؤذن من على الكعبة، فصعد بلالٌ وأذّن. 8-كان من نتائج فتح مكة اعتناقُ كثيرٍ من أهلها دينَ الإسلام، ومنهم سيد قريش وكنانة أبو سفيان بن حرب وزوجتُه هند بنت عتبة وكذلك عكرمة بن ابي جهل ويهيل بن عمرو،وصفوان اب امية وابو قحافة والد ابي بكر الصديق، وغيرُهم.
بعض الدٌّروسُ والعِبَرُ المُستَفَادَةُ مِن فَتحِ مَكَّةَ
وعندما تجمع أهل قريش على النبي قال لهم، (يا معشرَ قريشٍ ما ترَونَ أنِّي فاعلٌ بكم؟ قالوا: خيرًا، أخٌ كريمٌ، وابنُ أخٍ كريمٍ، فقال: اذهبوا فأنتم الطُّلَقاءُ)، وبعد ذلك قام بلال بالآذان في الكعبة، وتوافد العديد من الناس على مبايعة الرسول صلى الله عليه وسلم والدخول في دين الله أفواجا. أخلاق الرسول الكريم
من خلال أحداث فتح مكة نؤكد على أخلاق الرسول الكريمة، فقد عفا عن حاطب بعد الذي فعله لأنه كان من أهل بدر، وغفر لقبيلة قريش، كما كان متواضعاً بعد فتحه لمكة ودخولها، فهذه هي صفات الرسول الكريم الذي لنا فيه أسوة حسنة على مر الزمن ويجب أن نقتدي به في جميع أفعالنا الظاهر منها والباطن. نتائج فتح مكّة
كانت هناك العديد من النتائج التي ترتبت على فتح مكة وهي كالآتي:
وضع النهاية لفترة زمنية طويلة من الشرك بالله وعبادة الأصنام وسيادة مبدأ التوحيد لله وحده. انتهاء عهد اضطهاد المسلمين من سادة قريش ورد حقوقهم إليهم. حرية العقيدة واعتناق الكثيرين للدين الإسلامي بدون خوف من بطش قريش. ارتفاع مكانة الدين الإسلامي في شبه الجزيرة العربية وغيرها من البلاد المحيطة، وتوافد الحشود إلى مكة من كل حدب وصوب. تحقق وعد الله تعالى للمسلمين بفتح مكة، وذلك في قوله تعالى، (لَّقَدْ صَدَقَ اللَّـهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّـهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا).
كما حرص عليه الصلاة والسلام أشد الحرص على إزالة الأصنام الموجودة عند البيت الحرام، لينزع من نفوس عابديها قدسيتها حين يرون بأعينهم كيف تتهاوى وتتحطم بأيدي المؤمنين دون أن تملك لنفسها نفعا ولا ضرا، والنبي صلى الله عليه وسلم حين يفعل كل ما فعل لا يريد استعلاء في الأرض، أو نصرا تسفك فيه دماء الأعداء، بل إن استجابتهم لدعوة الحق ودخولهم في الإسلام هي أسمى أهدافه وأنبل غاياته. وانقاد أهل مكة للحق رجالا ونساء، ولانت قلوبهم للإسلام وبايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم على الإسلام والجهاد والطاعة، وأعلن كبراؤهم إسلامهم وانضواءهم تحت لواء الإسلام، ليصدق فيهم قول النبي صلى الله عليه وسلم: (( عجب الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل)) [19]. وتحول أهل مكة من أشد الناس عداوة للإسلام إلى أحرص الناس على الالتزام به وتطبيقه، وصار همهم الدعوة إلى الله ورفع راية الجهاد في سبيله، وأصبحوا قوة يعز بها الإسلام ويأخذ طريقه في الانتشار في بقاع الأرض. وأعلن النبي صلى الله عليه وسلم فضيلة خاصة لقريش فأخبر بدوام بقاء الإسلام في مكة، وثبات أهلها على دين الحق فقال: ((لا يقتل قرشي صبرا بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة)) [20].
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
[email protected]
بالمسطرة والقلم &Quot;ألباريس&Quot; يلقن &Quot;تبون&Quot; درسا في الدبلوماسية! | تمغربيت
كاد الدين أن يكون جزءاً من المجتمع. صار كل المجتمع. صار مضمراً لدى الجميع شعار "الإسلام هو الحل"؛ الشعار الذي قال به حسن البنا والإمام الخميني. صار هو المزاج العام. علماء الدين يظهرونه. أساتذة الجامعات غير الدينية يضمرونه حتى دون أن يعلنوه. هزيمة على الأرض؛ خلاص في السماء. الآخرة أولى من الدنيا. الدين والدنيا منفصلان منذ القدم في الوعي الجماعي. انفصام دائم. لكن الأول يطغى على الثانية في حاضرنا البائس. بؤس مصدره فقر ثقافتنا الراهنة. ركود مترسّخ واحتمال ثورات أخرى في الوعي. حيوية الوعي لا يحركها إلا السؤال والشك. الركود يثبته الجواب. الأجوبة جاهزة في كتب التراث. تراث لم يعد يلزم إلا للبحث التاريخي. البحث المجدي والعلمي يقتضي الوقوف خارج التراث؛ أن تقف الذات خارج نفسها ولو مؤقتاً. ماذا يسمى الخطان اللذان لا يلتقيان أبدًا – جربها. خسر الرهان مثقفو الحداثة والتحديث. ليس الانقسام بين اعتدال وتطرّف تكفيري بل بين ديني يزعم أنه تقليدي وحداثة منبتة (أي منقطعة الجذور)، بين ثقافة دين يحتل كل المجتمع ويسيطر على وعيه، وثقافة حداثوية عادت احتمالاً. الثقافة الدينية يمثلها علماء الدين والحداثة الثقافية يمثلها الأساتذة الجامعيون وغيرهم ممن هم في الجهاز التعليمي والثقافي.
ماذا يسمى الخطان اللذان لا يلتقيان أبدًا – جربها
وقد تكفل بهذه المهمة "التربوية" وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس، الذي أبى أن يدخل في متاهات غير مجدية واكتفي بالقول: "لن أؤجج خلافات عقيمة"، لكن إسبانيا اتخذت قرارًا سياديًا في إطار القانون الدولي وليس هناك شيء آخر يمكن إضافته". ويبدو أن ألباريس ينبه بلد "المليون" شهيد إلى أن الفعل السياسي الدولي يتحرى المسؤولية. وحسن الجوار والاحترام المتبادل وتغليب المصالح على الشعارات العنترية الجوفاء. وأن التدخل في قرارات سيادية لدول مستقلة من قلة الذوق والأدب، وحشر الأنف في قضايا تخص الآخرين. بل أكثر من ذلك، وإمعانا في تنبيه الجزائريين إلى حقيقتهم المأساوية. أعلن السيد ألباريس عن أنه: من بين كل هذه التصريحات. ما أحتفظ به هو الضمان الكامل لتزويد إسبانيا بالغاز الجزائري واحترام العقود الدولية. جفت الأقلام وطويت الصحف. بالمسطرة والقلم "ألباريس" يلقن "تبون" درسا في الدبلوماسية! | تمغربيت. إنه إحساس بالمهانة واللاجدوى. عندما تنعت دولة ما بأنها مجرد أنبوب لتزويد الآخرين بالغاز وإيصاله إليهم طبقا لما أقرته الاتفاقيات والعقود.
الجزائر و التدخل في القرارات السيادية الأجنبية وفي الأثناء اعتبر المبعوث الجزائري الخاص حول الصحراء المغربية والمغرب العربي عمار بلاني الاثنين الماضي تصريحات وزير الخارجية الإسبانية "مؤسفة وغير مقبولة، ولن تساهم بالتأكيد في عودة سريعة للعلاقات الثنائية إلى طبيعتها"، مما يعكس تدخلا سافرا فجا في شؤون دولة مستقلة ذات سيادة، وضربا في العمق لكل القوانين والمواثيق المعترف بها أمميا، ومن المؤكد أن هكذا تصريحات متهافتة منحطة تجسد بكامل الوضوح مستوى "الثقافة السياسية" الهابطة لأصحاب "القرار" في الدولة الجزائرية المثيرة للشفقة. على هذه الأخيرة أن تعلم أن إسبانيا على وعي تام بملف الصحراء المغربية، لأنها كانت قوة استعمارية في شمال المملكة وجنوبها، وتملك مستندات تاريخية بالغة القيمة تخدم الطرح المغربي وتنسف أوهام النظام العسكري الجزائري وأحلامه الطائشة. إن الذي يقض مضجع هذا النظام البائس هو الفجوة الكبيرة التي تفصله عن المغرب تنمويا واقتصاديا واجتماعيا، والصورة الاعتبارية للمملكة المغربية عربيا وإفريقيا وعالميا. الجزائر أنابيب غاز ليس إلا بيد أن المسؤولين الإسبان لقنوا الرئيس "تبون" درسا بليغا في مجال السياسة والدبلوماسية الدوليتين.