يستخدم النابغة في هذا البيت أسلوب لطيف يحاول التودد فيه للخليفة، وذلك بعدم ذكر لوم الخليفة له والتحدث فقط عما يشعر به اتجاهه، وأن هذا الأمر قد أثر فيه لأنه من الخليفة النعمان، وأنه إن كان من شخصٍ آخر لم يكن ليهتم. شعر النابغة الذبياني في الاعتذار .. " تحليلها وشرحها " | المرسال. استخدم الذبياني أسلوب التوكيد في هذا البيت كثيرًا، وذلك من أجل أن يوضح أن جميع الاتهامات التي نسبت إليه باطلة، وأنه يعلم أن من وشوا به هم بنو قريع. استخدم الذبياني في هذا البيت الجمل الاسمية فقط، وذلك من أجل توضيح صفات هؤلاء الواشين، وأنهم يضمرون له الكره والحقد والضغينة حتى يبرئ نفسه من اتهاماتهم الباطلة. أَتاكَ بِقَولٍ لَم أَكُن لِأَقولَهُ وَلَو كُبِلَت في ساعِدَيَّ الجَوامِعُ
استخدم النابغة الذبياني في هذه الأبيات أسلوب لغوي قوي، حيث أنه لم يذكر صفاته الحميدة منذ البداية بل بدأ بدفع التهم ثم بدأ بإحصاء صفاته الحسنة، وأنه لم يكن ليقول عليهم مثلما قالوا لأن أخلاقه لا تسمح بذلك. استخدم النابغة في هذا البيت أسلوب القسم حتى يبعد كل الشكوك عنه، ثم استخدم أسلوب التوكيد من أجل أن يؤكد هذا القسم، ويقول أنه إنسان صادق ومتدين وورع وملتزم، مستخدمًا أسلوب التعليل والحجج ليزيد من قوة موقفه من أجل أن يُبريء نفسه من هذه التهم الباطلة.
- شعر النابغة الذبياني في الاعتذار .. " تحليلها وشرحها " | المرسال
- فن الإعتذار..!! - ديوان العرب
- الاعتذار.. روعة شعرية ذات تصويـرات متألقة
- ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين 27 مرة
شعر النابغة الذبياني في الاعتذار .. &Quot; تحليلها وشرحها &Quot; | المرسال
وَأَنتَ رَبيعٌ يُنعِشُ الناسَ سَيبُهُ
وَسَيفٌ أُعيرَتهُ المَنِيَّةُ قاطِعُ يلجأ النابغة إلى مدح الخليفة بأهم صفات يمكن أن يفتخر بها العربي، وهي الجود والشجاعة، فقد كان ذكيًا بارعًا في اختيار هذه الصفات لمدح الملك بها، واستخدم لها تشبيهات إبداعية تعبّر عن وصول الملك بكرمه وشجاعته مكانة عالية. أَبى اللَهُ إِلّا عَدلَهُ وَوَفاءَهُ
فَلا النُكرُ مَعروفٌ وَلا العُرفُ ضائِعُ يختم النابغة اعتذاريته بتوقير الملك وذكر فضائله من جهة، وتذكير غير مباشر للمعروف والأعمال الجيدة التي قدّمها النابغة للخليفة، وهذا فيه تلميح إلى أنّ العُرف لا يذهب بين الناس، ويجب أن يأخذ الملك هذا المعروف بعين الاعتبار قبل إصدار حكمه بحق النابغة، ويؤكد النابغة على صفات العدل والوفاء الموجودة عند الملك، فقصد من العدل أن الملك لا يُطلق أحكامًا دون أدلة، وقصد بالوفاء التذكير بأعمال النابغة الجيدة. معاني المفردات في قصيدة اعتذار
أبيت اللعن: كلمةٌ كانت العرب تحيِّي بها ملوكَها في الجاهلية، فتقول للملك: أَبَيْتَ اللَّعْنَ: أن تَأَتيَ ما تُلْعَنُ به وعليه [٢] ، وهي جملة دعائية معناها أنك رفضتَ أن تأتي بالأخلاق المذمومة التي تُلعن عليها.
فن الإعتذار..!! - ديوان العرب
[١٢]
فَإِنَّكَ كَاللَيلِ الَّذي هُوَ مُدرِكي وَإِن خِلتُ أَنَّ المُنتَأى عَنكَ واسِعُ استخدم النابغة في هذا البيت التشبيه، وكان التشبيه تام الأركان ؛ أي فيه المشبه والمشبه به وأداة التشبيه ووجه الشبه، فالمشبه هو النعمان، والمشبه به هو الليل، وأداة التشبيه هي الكاف، ووجه الشبه هو الإدراك والوصول للنابغة. [١٣]
أَتوعِدُ عَبدًا لَم يَخُنكَ أَمانَةً وَتَترُكُ عَبدًاظالِمًا وَهوَ ضالِعُ في هذا البيت استعمل الشاعر الاستعارة التصريحية ، وهي التي يُحذف فيها المشبه ويُصرّح بلفظ المشبه به، وفي الشطر الأول شبّه النابغة نفسه بالعبد فحذف المشبه وصرح بالمشبه به، وفيه دلالة على الطاعة وعلى عظمة الخليفة وأهميته، وكذلك في الشطر الثاني شبّه الأقارع بالعبيد، ولكن هنا للدلالة على مكانتهم الذليلة وخبثهم ومكرهم. الاعتذار.. روعة شعرية ذات تصويـرات متألقة. [١٤]
وَأَنتَ رَبيعٌ يُنعِشُ الناسَ سَيبُهُ وَسَيفٌ أُعيرَتهُ المَنِيَّةُ قاطِعُ في هذا البيت تشبيهان مؤكدان ، والتشبيه المؤكد هو الذي حُذفت منه أداة التشبيه، فقد شبه النابغة النعمان بالربيع في العطاء والكرم، وبالسيف في الشجاعة والجرأة والقوة ورباطة الجأش. [١٥] للاطّلاع على سيرة الشاعر، انظر هنا: من هو النابغة الذبياني.
الاعتذار.. روعة شعرية ذات تصويـرات متألقة
مَقالَةُ أَن قَد قُلتَ سَوفَ أَنالُهُ
وَذَلِكَ مِن تِلقاءِ مِثلِكَ رائِعُ إنّ إكمال معنى البيت الأول في البيت الثاني، وعدم تصريح النابغة بما وصله من كلام عن الخليفة، يدل على أن النابغة يأبى ويرفض أن يذكر الأمر الذي غضب منه الملك لأجله، فحاول أن يؤخره للدلالة على حزنه وتأوهه من ذكر ما قيل عن لوم النعمان له، واستطاع بالحيلة اللغوية وبراعة اللفظ أن يتودد للملك بأسلوب لطيف، بأن بيّن له بأن هذا اللوم لو كان من أي شخص آخر لما عنى له الأمر، إلا أن لوم الملك أمر مفزع ومثير للجدل. لَعَمري وَما عُمري عَلَيَّ بِهَيِّنٍ
لَقَد نَطَقَت بُطلًا عَلَيَّ الأَقارِعُ إن وضع النابغة في دائرة الاتهام واللوم والتقريع هو ما جعله يلجأ إلى أسلوب التوكيد في هذا البيت، فقد استخدم كل ما يمكنه من أدوات ليؤكد للملك أن التهمة التي ألحقت به باطلة، فأقسم ونفى واستخدم حرف التحقيق قد، ومن جهة أخرى أراد أن يبين للملك أنه مهتم بالأمر ومتابع له، فذكر أنه يعرف من الذي وشى به، ونطق عنه كلامًا منكرًا وغير صحيح، وهم بنو قريع. أَتاكَ اِمرُؤٌ مُستَبطِنٌ لِيَ بِغضَةً
لَهُ مِن عَدوٍّ مِثلَ ذَلِكَ شافِعُ عندما أراد النابغة أن يوضح للملك أنه مطّلع على الوشاية ويعرف تفاصيلها، بدأ يذكر له ما حصل، ويوضّح أنّ بني قريع يضمرون له الكره والحقد والضغينة، ويوضح للمك أن هذا الواشي الكذاب له من يسانده ويؤكد قوله وإن كان كذبًا وافتراء، وفي هذا البيت استخدم الجمل الاسمية للدلالة والتأكيد على أن هذه الصفات ثابتة في الواشين، وملصقة بهم.
قدرة الإنسان على الإعتذار هى أحد أنواع الفنون البشرية التى لا يتمتع بها الكثيرون، نعم فهى مقدرة تتطلب علماً وثقافة وأدباً وذوقاً وحلماً ورشداً وفكراً سديداً، ليس من السهل أن يعترف كل إنسان بخطئه ويعتذر عنه لمن كان ضحية لخطئه فهو أمر جد كبير وجد عظيم وجد جميل، كبير لأنه إنتصار على النفس الأمارة بالسوء والتى تأمر صاحبها بالتعالى وعدم الإعتراف بالخطأ، وعظيم لأنه إنهزام أمام شهوات الدنيا وبريقها الأخاذ وألوانها الزاهية المغرية، وجميل لأنه إرتفاع إلى مرتبة التواضع التى تجعل من الصغير كبيراً ومن المجهول معلوماً ومن المنسى مذكوراً.
هذا، وقد عقدَ كثيرٌ من الأدباء والعلماء قديمًا في تآليفِهم الأدبية بابًا خاصًّا بأدب الاعتذار لأهميتِه، ساقوا فيه الكثير من الآثار والأحاديث، والحِكم والأشعار التي لو قرأها الواحدُ منَّا بتجرُّد، لاستحال إلى رمادٍ إزاءَ معانيها التي تقطُرُ سموًّا وأدبًا رفيعًا لا يليق إلا بمسلمٍ يخاف الله، ويجعل نُصْبَ عينَيْه اليومَ الآخر. قال ابنُ قُتَيبة في عيون الأخبار:
وعن مُعلَّى بن أيوب قال: هجا الحميريُّ الشاعرُ الفضلَ بنَ يحيى، ثم أتاه راغبًا معتذِرًا إليه ، فقال له الفضل: بأيِّ وجه تلقاني؟ فقال: بالوجه الذي ألقى به ربي، وذنوبي إليه أكثرُ من ذنوبي إليك، فضحك ووصَله ورضي عنه!
تفسير و معنى الآية 58 من سورة الذاريات عدة تفاسير - سورة الذاريات: عدد الآيات 60 - - الصفحة 523 - الجزء 27. ﴿ التفسير الميسر ﴾
إن الله وحده هو الرزاق لخلقه، المتكفل بأقواتهم، ذو القوة المتين، لا يُقْهَر ولا يغالَب، فله القدرة والقوة كلها. ﴿ تفسير الجلالين ﴾
«إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين» الشديد.
ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين 27 مرة
أما صفة البصر فهو إدراك المبصرات، فالله جل وعلا يرى كل ما خلقه، ويقع بصره عليه، وهذا البصر لم يرد تقسيمه إلى بصر عام وبصر خاص، وإنما الوارد في البصر هو البصر العام، أما الرؤية والنظر فهناك أقسام لها وهي بمعنى البصر.
وإلا فالله تعالى وعدهم بالنصر حيث قال: ( ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون) [ الصافات: 171] ولما ذكر الرسل قال قوي يكون ذلك تقوية تقارب رسله المؤمنين ، وتسلية لصدورهم وصدور المؤمنين. البحث الثاني: قال: ( المتين) وذلك لأن ( ذو القوة) كما بينا لا يدل إلا على أن له قوة ما فزاد في الوصف بيانا وهو الذي له ثبات لا يتزلزل وهو مع المتين من باب واحد لفظا ومعنى فإن متن الشيء هو أصله الذي عليه ثباته ، والمتن هو الظهر الذي عليه أساس البدن ، والمتانة مع القوة كالعزة مع القوة حيث ذكر الله تعالى في مواضع ذكر القوة والعزة فقال: ( قوي عزيز) [ الحديد: 25] وقال ( القوي العزيز). وفيه لطيفة تؤيد ما ذكرنا من البحث في القوي وذي القوة ، وذلك لأن المتين هو الثابت الذي لا يتزلزل والعزيز هو الغالب ، ففي المتين أنه لا يغلب ولا يقهر ولا يهزم ، وفي العزيز أنه يغلب ويقهر ويزل الأقدام ، والعزة أكمل من المتانة ، كما أن القوي أكمل من ذي القوة ، فقرن الأكمل بالأكمل وما دونه بما دونه ، ولو نظرت حق النظر وتأملت حق التأمل لرأيت في كتاب الله تعالى لطائف تنبهك على عناد المنكرين وقبح إنكار المعاندين.