ب- وصِنف تحمَّل حمالة وغرمًا لصالح غيره؛ لإصلاح ذاتِ البَيْن، وإطفاء الفتنة، فيُعْطَى من الزكاة بقَدْر حَمَالته توفيرًا لماله، إعانة له وتشجيعًا لغيره على هذا العمل الجليل والمعروف العظيم الذي تُزَال به الفُرْقة، ويَتحقق به الإصلاح وإزالة الأحْقاد. ودليلُ ذلك ما ثبتَ عن قَبِيصة بن مُخَارق رضي الله عنه قال: تحمَّلْتُ حَمَالة، فأتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - أسأله فيها، فقال: " أقمْ يا قَبيصة حتى تأتينا الصدقةُ، فنأمر لك بها "، ثم قال: " يا قَبيصة، إنَّ المسألة لا تحلُّ إلا لأحدٍ ثلاثة: رجل تحمَّل حَمَالة، فيسأل حتى يؤدِّيها ثم يُمْسِك، ورجل أصابتْه جائحة اجتاحتْ مالَه، فحلَّتْ له المسألة؛ حتى يصيب سدادًا من عيشٍ، ورجل أصابتْه فاقَة؛ حتى يشهد ثلاثة من ذوي الْحِجا من قومه: لقد أصابتْ فلانًا فاقة، فحلَّتْ له المسألة؛ حتى يُصيب سدادًا من عيشٍ أو قوامًا من عيش " [11].
من هم اهل الزكاه
الغارمين وهم من على عاتقهم ديون كثيرة أخذوها بغير سفه ولا يقدرون على سدداها، وفي سبيل الله أي من يجاهد في سبيل الله تعالى، وابن السبيل هو المسافر الذي لا يوجد معه قوت سفره أو ما يعينه على السفر وسمي ابن السبيل بذلك نسبة للطريق وهو السبيل. قال الله عز وجل أيضًا "لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ".
صفةٌ من صفات المؤمن المُستحقّ للرّحمة من الله -تعالى-، لقوله -سبحانه-: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَامُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ). البركة ونماء الصّدقة من الله -تعالى- لصاحبها، ويُظلّه الله -عز وجل- من حرِّ شمس يوم القيامة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حديث السبعة الذين يظلّهم الله في ظله يوم القيامة: (ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بصَدَقَةٍ فأخْفاها حتَّى لا تَعْلَمَ يَمِينُهُ ما تُنْفِقُ شِمالُهُ). زكاة المال وتنميته، وفتح أبواب الرزق، وتُعدّ سبباً لتنزُّل الخير، ومغفرة الذُّنوب. دليلٌ على صدق إيمان صاحبها؛ لأنّه يبذل المال محبةً لله -تعالى-. الحكمة من مشروعية الزَّكاة إن للزكاة حِكماً عديدة، ومنها ما يأتي: تطهير النفس من البُخل والطمع، كما أنّها تُعدّ مواساةً للفقراء، وسدّاً لحاجات المحتاجين. إقامة المصلحة العامة من أجل سعادة الأمة وحياتها. مِنْ أهل الزكاة من يحق له الأخذ منها حتى وإن كان غنياً، وهم - موقع محتويات. شكر الله -تعالى- على نِعمة المال. حُصول الأُلفة والمودّة بين النّاس، ممّا يؤدي إلى زوال الحقد والحسد بينهم.
من اهل الزكاء الرقاب وهم
وفيما يلي توضيح حال كلِّ صِنف:
الصنف الأول: الفقراء:
وهم الذين لا يَجِدون شيئًا، فليس لهم دخلٌ ثابت، لا من مِهْنة ولا وظيفة، ولا مُخصص من بيت المال وغيره، ولشدَّة حاجة هذا الصِّنف بدأ الله تعالى بهم؛ اهتمامًا بحالهم، وإنما يبدأ بالأهم فالأهم، فيُعطى الشخص من هذا الصِّنف من صَدقات المسلمين ما يَكفيه وأهل بيته لمدة عام؛ حتى يَجِدوا ما يُغنيهم إلى حين وقت الزكاة من العام الذي يَليه، وفي حديث معاذ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال - حين بَعَثه إلى اليمن - الحديث، وفيه: " إنَّ الله افترضَ عليهم صَدَقة، تؤخَذ من أغنيائهم وتُرَدُّ إلى فقرائهم " [2] ؛ متفق عليه. الصنف الثاني: المساكين:
وهم مَن لهم شيء لا يَكفيهم، فإن المسكين من أسكنتْه الحاجة، ولو كان له مِهنة أو عنده وسيلة كَسْبٍ، ما دام لا يَجِد منها ما يُغنيه؛ قال تعالى: ﴿ أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ ﴾ [الكهف: 79]. فأخبر تعالى أنَّ لهم سفينة يعملون بها، وسَمَّاهم مساكين مع ذلك؛ لأنهم لا يَجِدون منها كفايتهم، فالمسكين الحقُّ هو مَن يُظَنُّ غناه وهو لا يجد ما يَكفيه، فيُعْطَى مثل هذا من صَدَقات المسلمين ما يُكمل كفايته الواجبة؛ مواساةً له وإعانةً على حاجته.
يسمى طعام سفره ، أو ما يساعده على السفر ، بالتجول بالنسبة للطريق والطريق. كما قال الله تعالى: (ليس بالبر أن يبتعدوا عنك أمام الشرق والغرب ، لكن البر يؤمن بالله واليوم الآخر ، والملائكة ، والكتاب ، والأنبياء ، وقد أتوا بالمال لحبه. لعائلته وعائلته. الأيتام والمحتاجين والمارة والمتسولين حول أعناقهم ، ويقيمون الصلاة ويجمعون الزكاة ". أنظر أيضا؛ مكان الزكاة
إقرأ أيضا: تقرير عن اليوم العالمي لمكافحة الفساد
لماذا يحق لمن يجمع الزكاة أن يأخذ نصيباً من المال؟
العاملون فيها هم الذين أرسلوا لأخذ الزكاة والصدقة من المسلمين ، بدليل ما رواه أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عمر بن الخطاب رضي الله عنه. من هم اهل الزكاه. ارضي عنه الله برحمة. وعلى لسان سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل ابن اللطبية في الصدقة. يقال عن جامع الزكاة كرائد على سبيل الله بتأكيد ما نقله عن رافع بن خديجة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم. " إن العالم ، على سبيل المثال ، العامل الذي يجمع الزكاة بالحق هو مثل المنتصر في طريق الله حتى يعود إلى بيته ". ينفق العامل جزءاً من المال في جمع المال أو الصدقة ، حتى لو كان غنياً بسبب عمله ، وهذا المال هو مكافأة على مجهوده ، ويقدر هذا المال حسب المجهود.
من هم اهل الزكاة
قال الموفق رحمه الله: [ولا نجزم لأحد من أهل القبلة بجنة ولا نار، إلا من جزم له الرسول صلى الله عليه وسلم ، لكنا نرجو للمحسن ونخاف على المسيء]. هذه قاعدة مطردة: أن من لم يشهد له النبي عليه الصلاة والسلام لا يجزم له بشيء من ذلك، ولا سيما الجزم بالنار، وهنا يقال: حتى من كفر من أهل البدع اجتهاداً، كأن يناظر أحد من علماء السنة مبتدعاً فيذهب إلى تكفيره، فلا يلزم ذلك بأن نجزم أنه من أهل النار، فهذا مقام آخر، فقد يكون هذا الاجتهاد في تكفيره ليس اجتهاداً صحيحاً في نفس الأمر. قال الموفق رحمه الله: [ولا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب]. هذه الجملة من جمل المتأخرين التي يقال: إن فيها إجمالاً، فإن قولهم: (ولا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب) كلمة مجملة، فإن الذنب يدخل فيه الشرك الأكبر كما في الصحيحين: ( أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله نداً وهو خلقك)فسماه ذنباً. من هم اهل الزكاة. وإن كان قد يعتذر عن المصنف أن مراده من برئ من الشرك؛ لقوله: (من أهل القبلة)، فكأن هذه التسمية تخصيص للذنب بالكبائر وما دونها. أما أن يقال: إنها غلط.. أو إنها من عبارات المرجئة.. أو ما إلى ذلك.. فهذا ليس صحيحاً، وإنما هو من التكلف والزيادة، وأعظم ما يقال فيها: إنها جملة مجملة.
مِنْ أهل الزكاة من يحق له الأخذ منها حتى وإن كان غنياً ، وهم كثيرون حيث أن الركن الثالث من أركان الإسلام هو الزكاة، ولقد شرعها الله سبحانه وتعالى لحكم متعددة كمساعدة الفقراء والمساكين وخلق مجتمع سوي، وهناك جهات معينة حددها الشرع يجوز إعطاء الزكاة لها دون غيرهم، كما يوجد شروط لابد من توافرها في نصاب الزكاة لكي يتوجب على المسلمين إخراجها. مِنْ أهل الزكاة من يحق له الأخذ منها حتى وإن كان غنياً، وهم
إنه مِنْ أهل الزكاة من يحق له الأخذ منها حتى وإن كان غنياً، هم العاملين عليها، ولقد ذكروا في الآية الكريمة التي صنفت جهات الزكاة، بدليل قول الله سبحانه وتعالى في سورة التوبة: "إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيم". والجهات الثمانية التي أمر الله عز وجل بإعطاء الزكاة لهم في الآية الكريمة هم:
الفقراء، وهم من لا يستطيعوا النفقة على أنفسهم بسبب أعباء الحياة، والمساكين، العاملين عليها وهم من يقومون بجمع الزكاة من المسلمين ومن ثم يقومون بإعطائها لمن يستحق، والمؤلفة قلوبه وهو مَن يُرجى أن يعتنفوا الإسلام، أو يُرجى كف أذيتهم وشرهم، وفي الرقاب وهم العبيد والرقيق.
الحمد لله.
الرزق على الله وليس على العباد شله
وفي هذا الحديث يتبيَّنُ لك أن الله يعلم وأنت لا تعلم، فإن كان هذا الأمر لك فيه خير يسَّره لك ويسَّر لك فعل أسبابه، وإن كان فيه شرٌّ لك صرَفه عنك، ويسَّر لك ما هو خير لك منه، وأرضاك به، فاجعل تعلُّق قلبك بالله، وأن ما رزقك هو الخير لك، وإن تبيَّن لك عكس ذلك: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]. يا أيها المؤمنون، إنَّ المرء يتقلب في نعم الله حين يصبح وحين يمسي، فإن كنت ذا نعمة فارْعَها، وإن النعم تبقى بالشكر وتزول بكفرها، وإن الرزق يُستجلب بطاعة الله لا بمعصيته، فإن الرزق يكون لمن مشى في مرضاة الله نعمةً ومِنَّةً، ولمن عصى الله استدراج، فلا يغتر بما بسط الله له من الرزق، إنما يكون عليه وبالًا؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ، إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ، النَّارُ أَوْلَى بِهِ، يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ، النَّاسُ غَادِيَانِ: فَمُبْتَاعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا، وَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُوبِقُهَا"؛ رواه أحمد على شرط مسلم.
وأيضًا: فإن وقوف همة العبد عند مراد نفسه فقط ، من ضعف الهمة ، ولهذا لامهم الله على عدم اهتمامهم بأحوال الخلق المحتاجين... " انتهى من "تفسير السعدي" (924). وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم: ( 178673)،ورقم: ( 166747). فدعي عنك الوساوس، وتعلمي كيف تحبين الله؟ وكيف تقبلين عليه؟ وتشكرين نعمه، وتتأملين في عطاياه، وتنتظرين فضله، وتطمعين في جنته، وتشتاقين لرؤيته. الرزق على الله وليس على العباد - الطير الأبابيل. دعي عنك الجحود والتمرد وإنكار الفضل، وتفكري في آلاف النعم التي أنعم بها عليك ، وأعظمها أن جعلك أمة تسجدين له، وترفعين يديك إليه، وكم حُرم أناس من هذه النعمة، فهم يتوجهون لغيره، ويتقربون لسواه. إنك أختنا الكريمة مُكرّمة منعمة مفضلة على ملايين من البشر، فقولي: الحمد لله. وإنك في هذه الدنيا مهما بلغ شقاؤك، لو آمنت بالله فأدخلك الجنة، لما تذكرت شقاء قط، فاحمدي الله. وإنك مهما كان بلاؤك في الدنيا في صحة أو مال أو جمال، فصبرت، لعوضك عن ذلك بما لا يخطر على بالك؛ لأنه الرب الكريم الرحيم، لا يتكرّم عليه عبده، ولا يترك عبده شيئا لأجله، أو يفعل شيئا لأجله إلا يعوضه عن ذلك أضعافا مضاعفة. فاثبتي على دينك، وأقبلي على خالقك، ولتكن عينك على النعيم المقيم الذي أعده الله لعباده في الآخرة، فإن الآخرة هي الحيوان، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور.